أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - ما بعد الذكرى الخامسة لتأسيس الجبهة الشعبية














المزيد.....

ما بعد الذكرى الخامسة لتأسيس الجبهة الشعبية


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5664 - 2017 / 10 / 9 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكيمياء الراديكالية التي تلوح بها الجبهة الشعبية في كل مناسبة لا تتفق أبدا (أو لنقل فات الأوان نسبيا) مع شخصية قاعدية تونسية متخمة بعدم الثقة بالنخبة السياسية الحالية و الإحباط بعد سبع سنوات من تتالي الأزمات الإقتصادية و الإجتماعية . بالتالي فاتجاه الشعب لانتخاب حركة النهضة و نداء تونس في جانب كبير منه هو توجه ٱختيار "الإستقرار الواقعي" الرافض أو غير المستعد لمغامرات غير محسوبة النتائج.
افتتحت الجبهة الشعبية ذكرى تأسيسها الخامسة بنزول قياداتها إلى الشارع من أجل توزيع مطويات حول ميزانية 2018 الكارثية مع بعض الصور الشعبوية مع بعض الفقراء ، بتقدير لا نعلم منطلقاته أن هذه الحركة قادرة على تجسيد شعار الإلتحام مع الشعب . بالرغم من اتساق الحركة في مستوى المنطلقات الفكرية يساريا و لكنها لم تكن فعلا ذا بال من ناحية الصورة كفعل تسويقي سياسي بل أعطت صورة فجة عن انعدام قدرة الجبهة على القيام بحركات جماهيرية كما سبق مع تململ من خبراء الجبهة أنفسهم حول مضمون البرنامج الذي بدا من تصريح أحد الخبراء على صفحته الفايسبوكية .
القول أن الجبهة تعاني من التهميش الإعلامي شبيه للقول أن هذا الحائط هو حائط . إذ أنه من غير المنطقي الإنتظار من الإعلام الخادم لخيرات مموليه التي تتناقض مع الخيارات الإجتماعية التي تناضل من أجلها الجبهة أن يكون بوق دعاية سياسية لها . الأهم بدل استحضار المظلومية دائما هو مراجعة حقيقية للسياسة الدعائية و الإعلامية التي تفتقر لأدنى درجات الإتزان و المنهجية .

هناك مسألة على ما يبدو غائبة عن تقديراتنا . قدرة الجبهة في فترة معينة على التحول إلى حركة تعبئة جماهيرية لها سببان ذاتي و موضوعي . الأول أن الجبهة كانت في بدايتها حالة راديكالية تملك الأدنى من التماسك و التنظم الهيكلي (وجود تنسقيات محلية و جهوية حقيقية و ناشطة ) و هو ما انعكس ضرورة في قدرة الجبهة على خوض منازلات حقيقية و تنجح في لي ذراع السلطة أكثر من مرة . ثانيا و الهو الأهم أن الترويكا نفسها كانت من الترهل و الضعف و عدم القدرة على السيطرة على النظام ، مع اتجاهها لإعادة انتاج نفس خيارات النظام القديم التي أنتجت أسباب الإنتفاض الديسمبري ، مع حركة ٱجتماعية مازالت نشطة و حركية بحكم قربها زمنيا من لحظة الثورة ، كل هذه الظروف تجعل أي قوة سياسية مهمة كان حجمها قادرة على خلق "قلاقل" سياسيةو إزعاج النظام الحاكم . مع دخول البلاد حالة شبه الإستقرار و نجاح النظام القديم في تكسير أنوف الإسلاميين مع الظرف الحالي للجبهة من الصعب جدا و بهذه الآليات العودة إلى مربع الفعل الجماهيري بنفس الآلية التي تفككت .

يجب العودة إلى المربع الأول لنفكر . هناك تعارض مطلق بين موضوعة الثورة و موضوعة الإنتقال الديمقراطي ، عدم إقامة هذا الفصل سياسيا يخلق ضرورة شللا في إدارة العمليات ضد النظام الحاكم . إذ لا يمكن أن نكون جزأ من سياق تاريخي له قوانينه و ضوابطه و نفكر داخل سياقات أخرى . الجبهة واقعيا تراهن على إمكانية تحقيق الأحسن ضمن الممكن برلمانيا و لكنها تنبني في منطلقاتها و غاياتها على سياقات أخرى .بالتالي ضمن لعبة إمكانات الكسب فيه لمن يملك اوراقها و الجبهة بعيدة كل البعد على تحصيل حقيقي من ذاك لٱعتبارات معلومة جيدا . التسويق السياسي الليبيرالي و مرونة برغماتية في صياغة التحالفات و توجه تنظيمي هيكلي حقيقي و منفتح هي القواعد العام للعبة . عدى ذلك الإستنجاد المفجوع بالشارع مناسبتيا فقط شرعيته و فاعليته أيضا ..مراجعة جذرية الآن و إن كانت مأخرة لأن المتغير أكبر مما تحتمله الحركة الإجتماعية التونسية التي لا تمثل الجبهة رغم وزنها سوى جزأ صغير لم يعد بعيدا على الإستنزاف لصالح شرعيات أخرى .



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حارقة في موضوع الحرقة
- في نقد موقف المعارضة مما سمي حربا ضد الفساد
- حرب عن الفساد أم فصل في معارك كارتيلات المال في تونس
- الشباب و الإنتفاضات العربية: البحث عن الشرعية السياسية
- ماذا يريد محسن مرزوق من جبهة -الإنقاذ-
- شراء السياسة ، تحشيد الجماهير و بيع الشعب
- الإدمان على الغاز المسيل للدموع : المفروزون أمنيا في تونس.
- النخبة و تقديس الشعبوية
- وينو لستقلال يا دم الفلاڨة
- الحشيش إرهابيا
- نحو جبهة ديمقراطية موحدة في الانتخابات البلدية القادمة‎
- من الثورة إلى الردة
- قانون الإنتخابات البلدية : البندقية ، السلطة ، السياسة
- كرة القدم و الوطنية الرثة
- عن مأزق الليبيرالية التونسية
- اعترافات -يسارية- في ذكرى الثورة المغدورة
- إشكالية الأخلاق عند -العضو- اليساري
- الأمزغة ..العربنة ..التونسة
- عفى المجتمع عن من اغتصب
- الموساد ضيفا في تونس


المزيد.....




- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء
- صحوة تونس القادمة تبدأ من هنا
- داخلية سوريا تعلن توقف اشتباكات السويداء والعشائر تتوعد برد ...
- أوكرانيا تقترح إجراء محادثات سلام جديدة مع روسيا الأسبوع الم ...
- مظاهرة في تل أبيب تدعو ترامب للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب ...
- لهذه الأسباب تبدو الهدنة في غزة قريبة جدا
- فعاليات احتجاجية في الأردن رفضا لتجويع غزة?
- السفير الأمريكي يدعو إلى محاسبة مهاجمي كنيسة في الضفة الغربي ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - ما بعد الذكرى الخامسة لتأسيس الجبهة الشعبية