أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دلشاد مراد - الدولة القومية الشوفينية في مواجهة الشعوب














المزيد.....

الدولة القومية الشوفينية في مواجهة الشعوب


دلشاد مراد
كاتب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 5661 - 2017 / 10 / 6 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبرز مسألة الاستفتاءات الجارية في بعض البلدان، كما في استفتاء إقليم جنوب كردستان، وإقليم كاتالونيا ومناطق أخرى، أزمة الدولة القومية الشوفينية التي تعد الواجهة الأيديولوجية لنظام الحداثة الرأسمالية.
إن الدولة بحد ذاتها أُنشئت بغية السيطرة على طاقات المجتمع ولجمها وتسخيرها لصالح الطبقات الحاكمة المهيمنة والتي تأخذ أشكالاً وأصنافاً متعددة «سلالات إقطاعية، شركات إمبريالية، أحزاب قوموية عنصرية.. الخ». وبما أن الأمر يتعلق بمساعي تلك الطبقات المهيمنة على لجم المجتمع، فإنه سيؤدي بالتأكيد إلى ظهور مشاكل وأزمات وقضايا مجتمعية كثيرة.
تزداد قوة الحداثة الرأسمالية وتأثيرها كلما قويت شوكةُ الطبقات الحاكمة في مساعيها تلك، وهذا لن يتحقق إلا في إطار كيان اصطناعي اسمه «الدولة» زرعتها الحداثة الرأسمالية في أذهان الطبقات المهيمنة، والتي بدورها تقوم بالدعاية لهذا الكيان في أوساط المجتمع على أنها الحل الموعود لقضاياهم القومية وتحقيق أمانيهم.
استطاعت الحداثة الرأسمالية في أعقاب الحربين العالميتين «الأولى والثانية» استغلال الظلم الذي تعرضت له شعوب الشرق الأوسط على يد الدولة العثمانية، وأقنعت بعض السلالات العربية على تشكيل دول قومية وإمارات عشائرية، وهيأت لهذا الأمر طبقة من المثقفين العرب كان معظمهم درسوا في مدارس غربية مشبوهة، كانت المهمة التي أُنيطت بهم بعد تخرجهم الدعوة إلى القومية العربية، وبناء الدولة العربية الصافية، ولعل ظهور حزب البعث العربي الاشتراكي على يد العنصري ميشيل عفلق وآخرين كان من أبرز نتاج تلك الذهنية، وقد عاث هذا الحزب الذي سيطر عليه في مراحله الأخيرة أشخاص في غاية العنصرية والإجرام من أمثال صدام حسين فساداً وطبقت سياسة التمييز العنصري والإبادة الجماعية بحق شعب كردستان في كل من العراق وسوريا «مجزرة حلبجة، حملات الأنفال، حظر اللغة الأم، تجريد الجنسية،…إلخ».
وفي نظرة على الدول القومية المتشكلة في الشرق الأوسط، سنلاحظ كماً هائلاً من الأزمات والقضايا المجتمعية في تلك الدول، حيث وصل حنق الشعوب والمجتمعات ضد النظم والطبقات الحاكمة والمهيمنة في تلك الدول إلى درجة الغليان والثورة والانتفاض، فسوريا كما نعايش مشهدها اليومي لم تصل إلى هذا الحال إلا بسبب بنية النظام الشوفيني الذي يحكمها، وكذلك الحال في العراق وإيران وتركيا، والذي لولا كيان «الدولة» لما استطاع العنصريون وتلك الطبقات من الاستحواذ على مقاليد الأمور في تلك البلدان.
إن الشوفينية، صفة لازمة لكيان الدولة، لأن الأخيرة بطابعها استغلالي للمجتمع وهو نظام طبقي يعتمد على مبدأ الاستعلاء والعنصرية، ولهذا نرى مثلاً دكتاتور أنقرة رجب طيب أردوغان يقول في تصريح له مؤخراً: «الكرد لا يعرفون إدارة أنفسهم، سنقوم بتجويعهم، ولنر ما سيفعلون».
صحيح أن استفتاء جنوب كردستان كان بغرض الاستقلال عن الدولة العراقية وهو حق مشروع في كل الشرائع بسبب الذهنية القوموية والاستعلائية للحكام العراقيين تجاه شعب كردستان، إلا إن القائمين على مشروع الاستقلال عليهم أن يكونوا على حذر وعدم تكرار تجارب الدول القومية الفاشلة في المنطقة، لأن ذلك سيزيد من الأزمات الاجتماعية في كردستان مع مرور الأيام، وعندها قد تتفجر الأوضاع هناك في لحظة تاريخية ما. والأمر الصحيح أن يترك المجتمعات تدير ذاتها، إذ أن ذلك سيقلل من الأزمات المجتمعية.



#دلشاد_مراد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلشاد مراد تاريخ حافل، ونضال مستمر دون راحة
- تركيا والدبلوماسية الكاذبة
- الخطر التركي – الإيراني على شعوب الشرق الأوسط
- الأيديولوجية الفاشية التركية … توسع وإبادة الشعوب
- استفتاء 16 نيسان .. تعرية للدينوقومجية التركية
- الضربة الأمريكية وسبل الحل في سوريا
- حول ترخيص الأحزاب السياسية في روج آفا
- الضبط الدولي للحماقات الأردوغانية
- المؤتمر الثالث لاتحاد الإعلام الحر ... انطباعات وملاحظات
- النظام الاتحادي الديمقراطي (الفيدرالي المجتمعي) وأهميته لدى ...
- غضب الفرات ... بداية نهاية داعش
- الورطة التّركيّة في الشمال السّوريّ
- حوار مع رئيس حزب الحداثة والديمقراطيّة السّوريّ فراس قصاص
- ملخّص لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -4
- ملخّص لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -3
- مختصر لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -2
- مختصر لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -1
- حوار مع فوزة اليوسف عضوة الهيئة التنفيذية في المجلس التأسيسي ...
- إضراب سجن آمد 1982م ... رمزاً للمقاومة والحرية
- النظام الاتحادي الديمقراطي ... ماهيته وأهميته في حل الأزمة ا ...


المزيد.....




- أحدث كتلة لهب هائلة أضاءت الليل.. شاهد لحظة انفجار صاروخ -سب ...
- -مأساة أمريكية“.. بروس سبرينغستين غير منسجم مع الوضع السياسي ...
- مصمم الأزياء رامي العلي: هذه القطعة يجب أن تكون في خزانة كل ...
- وزنه يفوق طنين ومداه يصل إلى 2000 كلم: ما هو صاروخ -سجّيل- ا ...
- مسؤول إيراني يرد بقوة على ترامب: لا أحد يستطيع تهديد طهران و ...
- الحكومة الإيرانية تعلق صور القادة العسكريين القتلى إثر الهجم ...
- بلاغ للنائب العام: وفاة سبعة محتجزين بقسم العمرانية في أقل م ...
- وسط صمت حكومي.. إسرائيل تفرض أمر واقع جديد في الجنوب السوري ...
- رئيس ديوان المستشارية يؤيد ميرتس ويؤكد دعم ألمانيا لإسرائيل ...
- محافظة دمشق ترد على ما يشاع حول الأعمال الإنشائية على سفح جب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دلشاد مراد - الدولة القومية الشوفينية في مواجهة الشعوب