أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - رفع العقوبات الأمريكية وقضية الثورة السودانية














المزيد.....

رفع العقوبات الأمريكية وقضية الثورة السودانية


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5656 - 2017 / 10 / 1 - 01:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تبخطرت الحكومة السودانية خلال اليومين السابقين بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رفع حظر السفر المفروض علي السودانيين لأمريكا تمهيدا لرفع العقوبات الإقتصادية كليا، وقد إحتفل النظام بتحسن علاقة الخرطوم وواشنطن معتبرا ذلك إنجاز ونصر له.

يحاول النظام نسب الأزمة الإقتصادية والسياسية في السودان لسوء العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية في خطاب تضليلي موجه للمجتمع السوداني والأقليمي والدولي، وإعتبار تحسن تلك العلاقة نهاية للأزمة الوطنية المركبة، ولكن الواقع يكذب هذا الخطاب، فالصحيح أن النظام الإسلاموي الحاكم منذ إنقلابه علي السلطة في السودان إستخدم شعارات دينية معادية لأمريكا وحلفائها ولكل الدول المؤمنة بحقوق الإنسان والديمقراطية، وسعى لنشر الإرهاب وخلخلت الأنظمة في دول الجوار عبر رعاية ودعم الجماعات الجهادية الإرهابية، ولم يكتفي بذلك بل إستمر في هدم الإقتصاد الوطني وتسخير موارد البلاد في الحروب الداخلية وفي إستثمارات خاصة تتبع لمنسوبي النظام، كما تجاوز النظام تلك الحدود ليضع السودانيين في حصار إنقاذي سلب الحريات والحقوق السياسية والمدنية وجمد الحراك الثقافي والسياسي والإجتماعي ومنع التقدم نحو الديمقراطية والتعلمن،
وقد طبق النظام سياسة الفصل العنصري وإرتكب جرائم الإبادات الجماعية وتسلح في حربه بمليشيات غير نظامية تمت قوننتها مؤخرا من خلال البرلمان.

فشل النظام فشلا واضحا وسقط سقوطا مدويا في كل سياساته الإقتصادية والدبلماسية، ولكن هل رفع العقوبات الأمريكية سيغير من حياة السودانيين ويخرجهم من الفقر والجوع والتشرزم الإجتماعي والتشرد في معسكرات النزوح واللجوء، وهل سيبني لهم وطن حر ديمقراطي تتساوى فيه الحقوق والواجبات، هل رفع تلك العقوبات سيوقف الحروب ويقفل أبواب المعتقلات ويحرر سجناء الفكر الرأي ويتيح التداول السلمي للسلطة للجميع ويسمح بتحقيق العدالة الإجتماعية بين كل مكونات الشعب السوداني.

إن الذي تم لن يقود إلي الإصلاحات المطلوبة في بلادنا بأي شكل من الأشكال، وما تم سيعطي النظام نفس جديد لمواصلة جرائمه ضد السودانيين، وعلي السودانيين إعادة تنظيم انفسهم ورص صفوفهم في تحالف ثوري وطني ديمقراطي يخوض معارك التحرير والتغيير بوسائل متنوعة، وعلي قوى المعارضة تحمل مسؤلية تجديد الرؤى السياسية والثورية ووضع خارطة جديدة للتعامل مع المرحلة القادمة، فالتعويل علي المجتمع الدولي او علي الولايات المتحدة الأمريكية في تحديد مصائرنا بشكل كلي يجعلنا نسير في طريق مظلم وننحدر منه بسرعة البرق نحو الفشل ونفلت فرص التغيير من أيدينا.

سيسعي النظام بكل جهده لمواصلة حواره مع النظام الأمريكي لفك عزلته الدولية والإستفاده من الوقت حتى يثبت أعمدته، وسيسعى لترويج مخرجات حواره الداخلي تمهيدا لتأسيس معارضة جديدة من الأحزاب الموالية له، وسيعمل علي شق صفوف الأحزاب والحركات الثورية والإستفادة من التناقضات والصراعات داخلها كما جرى ويجري مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد إنقلاب نائب الرئيس عبدالعزيز الحلو علي قيادة الحركة الشعبية.

هذه التحولات مهما بلغ مداها لن تبدل المعطيات الثورية وسط الجماهير، كما أنها لن تسقط مبادئ وقيم الثوار الحالمين بوطن حر ديمقراطي، وطالما لم تتوقف ممارسات النظام في القتل والتشريد والتجويع والتفرقة العنصرية لم تنطفي أضواء الثورة وتتوقف المطالبة بدولة الحرية والعدالة والديمقراطية، لذا من الضروري تركيز النظر في الحراك الجماهيري اليومي ودفعه نحو الأفق لتحرير السودان من هذا النظام البوليسي.

علينا أن نتذكر دروس التاريخ جيدا في هذه المرحلة المهمة والدقيقة، فسابقا وصل النظام النميروي المايوي إلي تفاهمات مع الأدارة الأمريكية ولكنه سقط عندما هب الشعب وثار، والآن لا يوجد ما يمنع هبة شعبنا للثورة والإنتصار.


سعد محمد عبدالله



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو ثورة الحرية والديمقراطية والعلمانية
- بيان للرأي العام
- ذكريات الثائر السوداني وليام قوبيك
- الرسالة الخامسة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- الرسالة الرابعة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- الرسالة الثالثة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- الرسالة الثانية: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- رسالة إلي الحركات الطلابية
- مشروع الجزيرة ومشكلات الإقتصاد الوطني السوداني
- مهددات السلام في افريقيا
- النزاع والحل العقلاني


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - رفع العقوبات الأمريكية وقضية الثورة السودانية