أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعر الفلسطيني الدكتور عز الدين المناصرة يودع جامعة فيلادلفيا الاردنية ..!














المزيد.....

الشاعر الفلسطيني الدكتور عز الدين المناصرة يودع جامعة فيلادلفيا الاردنية ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5655 - 2017 / 9 / 30 - 18:58
المحور: الادب والفن
    






بعد ٢٢عاماً من العمل في جامعة فيلادلفيا الاردنية الخاصة ، ودع الشاعر الفلسطيني الكبير الدكتور عز الدين المناصرة زملاءه واحباءه وجدران وساحات وكليات جامعته التي كانت بالنسبة اليه بيتاً دافئاً ، وكان احد أعمدتها الرئيسية طوال تلك السنوات ، حيث أشغل رئيساً لقسم العلوم الانسانية ، ورئيساً لقسم اللغة العربية ، ونائباً لعميد كلية الآداب والفنون ، ونائباً لرئيس المؤتمر الثقافي السنوي الدولي ، ورئيساً لتحرير مجلة فيلادلفيا الثقافية ،

وكان عز الدين مناصرة نال شهادة الدكتوراة من جامعة صوفيا ، وساهم في تأسيس الرابطة العربية للأدب المقارن ، وله احد عشر عملاً في مجال الشعر ، وخمسة وعشرون مؤلفاً في النقد الأدبي والثقافي والتاريخ والفكر .

عز الدين المناصرة من ابرز شعراء الكفاح والمقاومة والوطنية الفلسطينية ، ومن أهم المتخصصين في النقد الأدبي والثقافي المقارن ، ولا يقل أهمية عن الراحل محمود درويش وسميح القاسم في القصيدة ، وعن اداوار سعيد في النقد الثقافي .

انه شاعر عميق ومثقف كبير ، ارتبط بالحركة الوطنية الفلسطينية والمعاقل الثورية ، ووضع فكره وقلمه في قلب المعركة لاجل ترسيخ الكلمة والوعي الثقافي .

وهو الفتى الفلسطيني الخليلي ، ابن بلدة بني نعيم ، الذي عصفت به رياح الترحيل والتشريد ، ووجد نفسه في مهب الريح مع آلاف المشردين من أبناء الوطن الفلسطيني ، وهو النموذج للفلسطيني الكنعاني الذي ما زال يعيش واقعاً مريراً يدفعه الى رفض الاستسلام ، وقد توزعت حياته بين العمل الجامعي والابداع الشعري والنقدي والكفاح السياسي بتلقائية المناضل الطليعي .

ويظل عز الدين المناصرة في قلب بيروت قبل أن يستقر في الاردن ، وسط آلات الدمار والموت ، وتظل الكلمة عنده رجع الصدى للطريق الصحيح الى عنب الخليل ، تحاول جاهدة وبكل صدق وواقعية الوصول الى الحقيقة .

كرغيف الطابون الساخن مغمساً بزيت الزيتون الأخضر ، وموال فلاح فلسطيني يدرس حبات القمح على البيدر ، ويحلم بالموسم المعطاء ، هو شعر عز الدين المناصرة الذي يعبق برائحة الوطن وبرتقاله وزعتره الجبلي ، بمعاناة صادقة حقيقية ، يتمزق قلبه ألماً وهو يرقب ساعة اللقاء الكجبير والعودة الى ربى الخليل ، والخليل عنده الرمز والصورة للوطن الفلسطيني الكبير .

اشعار عز الدين المناصرة تصور بصدق ضياع الفتى الفلسطيني واكتشافه بنفسه حقيقة الإشياء والطريق الى الوطن ، رغم كل الصعاب والعراقيل والغشاوات التي تفرضها الظروف المختلفة الصعبة ، لنسمعه يقول :

مضت سنتان ...قالت جدتي وبكت

وأعمامي يهزون المنابر آه ما ارتجوا

ولا ارتاعوا مضت سنتان - قال

الشاعر المنفي حين بكى

اضاعوني

وأي فتى أضاعوا

مضت سنتان .. ارض الروم واسعة

وجدي دائماً عاثر

وسوق عكاظ فيها الشاعر الصعلوك

وفيها الشاعر الشاعر

واعمامي

يقولون القصائد من عيون الشعر

وامي مهرة شهباء تصهل قبل خيط

الفجر

تفك هنا ضفائرها

وتلبس ثوب الاسود

وأمي تقرأ الأشعار في الاسواق

يقول عز الدين المناصرة عن ديوانه " باجس أبو عطوان يزرع اشجار العنب " : " هذا الديوان بالنسبة لي نقطة تفاؤل ، انني لم امجد ما فعل الرجل فذلك اكبر من قصيدتي ،ولكني ، وهذا ما اريد ان اوضحه ، استطعت العثور ضمن ملحمة بطولية على رصد عاطفي هو انتماء باجس الى حبيبتي - مدينة الخليل - التي يعتبرها مركز تجربته الشخصية بكل تراثها وناسها وحجارتها وكرومها هي ، والصور التي تأتيه من الوطن شجى اليه من الاماكن التي يعرفها ، فهو عندما يسمع او يقرأ خبراً عن اي مكان في وطنه ويتخيل أن ذلك حدث في مدينة الخليل .

عز الدين المناصرة كان ولا يزال مسكوناً بقضية شعبه كقضية تحرير وحرية ، لم تكسره المعارك التي خاضها مقاتلاً ، ولا ذهب برأسه سكرة التسويات المذلة ، فاستمر حيث وجد متطلعاً الى فلسطين ، الوطن والمستقبل والهوية والجذور منكباً على كنعان ، وفي فمه دوماً سكر من العنب الخليلي .

ويبقى شعر عز الدين المناصرة رافداً صادقاً من روافد حركة الشعر الفلسطيني الواقعي الملتزم ، والرعوي الفلاحي .

فتحية لك يا عاشق عنب الخليل ، ودمت بعافيتك وعطائك ، وننتظر منك الكثير بعد تفرغك الان وانهاء عملك الاكاديمي ، ولك الحياة يا ابن الحياة ، الذي غنى لجفرا الوطن المسبي ، والزهرة والطلقة والعاصفة الحمراء ، فمن لم يعشق جفرا عز الدين المناصرة ، فليدفن رأسه الأخضر في الرمضاء ..!



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الواقع السياسي العربي الراهن ..!!
- حارسة حوض النعناع امل مرقس ..تكريم للصوت الدافئ والجمال الفن ...
- نحتاج لفكر جديد يؤسس لمرحلة جديدة !!
- نوم الغزلان .. فصول على هامش السيرة الذاتية للقاص الفلسطيني ...
- وفاء زييدات كاتبة قصصية وناشطة ثقافية رائدة ..!!
- - وأقطف صمت التراب الجميل - جديد الشاعرة الفلسطينية فاتن مصا ...
- ادوارد سعيد المغوار الفكري الكبير ..!
- ماجد الغرباوي المثقف التنويري والمفكر المضيء
- ماذا بعد انتصار سوريا ..؟؟
- الناشطة النسوية والفنانة المسرحية بروين عزب محاميد
- زكي درويش ..شكراً لك !
- خطاب اسلامي تنويري في مواجهة الارهاب الداعشي المتطرف ..!!
- في ذكرى الرحيل الموجع : نواف عبد حسن .. وهج القصيدة وألق الف ...
- الذكرى الستون لمجزرة صندلة ..!
- نظرة نقدية في ثقافتنا العربية المعاصرة ..!
- صوت المثقف العراقي الغائب ..!!
- رحيل آخر العاشقين العراقيين اليهود ، البروفيسور شموئيل موريه ...
- رحيل المناضل السوري باسم عبدو
- في الراهن السياسي
- ليلغ حكم الاعدام بحق اشرف فياض


المزيد.....




- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعر الفلسطيني الدكتور عز الدين المناصرة يودع جامعة فيلادلفيا الاردنية ..!