أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - الذكرى الستون لمجزرة صندلة ..!














المزيد.....

الذكرى الستون لمجزرة صندلة ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5650 - 2017 / 9 / 25 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






تحل في هذه الأيام الذكرى الستون لمجزرة صندلة الواقعة في مرج ابن عامر ، التي حدثت في السابع عشر من ايلول الأسود عام ١٩٥٧، ابان الحكم العسكري البغيض ، وبعد انتهاء wالدوام المدرسي الأخير في حياة خمسة عشر طفلاً في عمر الورود ، حيث اصطدم التلاميذ الاطفال بجسم غريب على قارعة الطريق الترابي الذي مروا فيه مرات ومرات ، فتحول الى جحيم ، بعد أن تمرقت اجسادهم ارباً ارباً ، وتطايرت الأشلاء ة وتبعثرت ، واختلطت الدماء بتراب مرج ابن عامر ليزيد قدسية في قدسية .

وكانت مجزرة رهيبة ودامية اقشعرت لها الابدان ، وهزت مشاعر أهالي صندلة والجماهير العربية الفلسطينية في البلاد وذوي الشهداء الذين راحوا يرقصون بصورة هستيرية من هول ما شاهدوا من اشلاء متطايرة ، ومن شدة التأثر .

ورغم مرور ٦ عقود على هذه المجزرة الأليمة الا أن الضمير العالمي في نوم عميق كأهل الكهف ، وكأنه لم يحدث شيئاً ، ولم تشكل لجنة تحقيق آنذاك لبحث ظروف وملابسات المجزرة ، ولكن أهالي صندلة لم ولن ينسوا ولن يغفروا للمسؤولين عن الجريمة النكراء وهي حكومة العدوان والاحتلال ، ولا تزال الدماء التي تخضبت بالثرى الفلسطيني الطاهر لم بجف بعد ، وما زال هول المأساة والكارثة الانسانية ، ومنظر اشلاء جثث الاطفال عالقة في وجدانهم وذاكرتهم ، وهم حتى الآن يطالبون السلطات باقامة لجنة تحقيق نزيهة ومحايدة في ملابسات هذه المجزرة التي ستظل تلاحق المسؤولين عنها الى الأبد ، الذين اكتفوا في حينه باصدار بيان قالوا فيه انه القضاء والقدر .

وغداة هذه المجزرة المؤلمة فاضت روح شاعرنا الفلسطيني الشهيد راشد حسين برائعته " الغلة الحمراء " ، فابدع في تصوير هذه الفاجعة والكارثة وهول المجزرة ، وفي وصف الضحايا ، وتجسيم المأساة ، واشاعة الحزن والمرارة واللوعة والاسى على البراعم الطاهرة التي راحت ضحية تلك القنابل الغاشمة الغادرة ، وتجلت فيها انسانيته ، فيقول :

مرج ابن عامر هل لديك سنابل ؟

أم فيك من زرع الحروب قنابل ؟

أم حينما عز النبات صنعت من

لحم الطفولة غلة تتمايل ؟

يا مرج قل لي هل ترابك سامع ؟

أم انت عن صوت الملامة ذاهل ؟

مرج ابن عامر انت ما عودتنا

جهلاً فما لك بعد حلمك جاهل ؟

بالأمس أبكيت الجباه فدمعها

عرق الى أضلاع صدرك سائل

واليوم أبكيت القلوب فما عصى

دمع ولكن القلوب تسائل :

هل بعد أن كنا نلم غمورنا

وعلى الشفاه تبسم وتفاؤل

نأتي نلملم عن ثراك لحومنا

وكأننا كنا عليك تقاتل ؟

أبناؤنا من طين صدرك لحمهم

فالوجه مثلك إسمر متفائل

الى أن يقول مختتماً قصيدته المؤثرة :

يا اخوتي حضن الامومة بيتكم

واليوم أحضان التراب منازل

يا غلة حمراء كنت براعماً

خضراء ... فيها للشباب دلائل

يا قصة ما أكملت فكأنما

مات المؤلف قبلما تتكامل

إيجيد هذا الشعر حق رثائكم

أم أن قول الشعر وهم باطل ؟

بينما سيد القصيدة الشاعر الراحل محمود درويش فكرم واستحضر شهداء المجزرة في قصيدته " لاعب النرد " التي كتبها قبيل وفاته ، ويقول فيها :

لو أن خمسة عشر شهيدا

أعادوا بناء المتاريس

لو أن ذاك المكان الزراعي لم ينكسر

ربما صرت زيتونة

أو معلم جغرافيا

أو خبيراً بمملكة النمل

أو حارساً للصدى

وتبقى هاتان القصيدتان شاهدتان على الجرح الفلسطيني الذي نزف ولا يزال برصاص المحتل ، وعلى آثار هذه المجزرة البشعة ، التي ستظل وصمة عار في جبين حكومة العدوان والعنصرية ، وستبقى ذكراها في صدورنا وقلوبنا ، وفي سفر الكفاح الفلسطيني الطويل ،وتاريخ المجازر التي اقترفت بحق شعبنا ، وما أكثرها .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة نقدية في ثقافتنا العربية المعاصرة ..!
- صوت المثقف العراقي الغائب ..!!
- رحيل آخر العاشقين العراقيين اليهود ، البروفيسور شموئيل موريه ...
- رحيل المناضل السوري باسم عبدو
- في الراهن السياسي
- ليلغ حكم الاعدام بحق اشرف فياض
- صلاح العمروسي .. وداعاً
- يوسف الصديق مفكر تنويري تونسي
- خليل كلفت فارس الفكر والنضال الذي ترجل
- يعقوب قوجمان نموذج للمناضل العنيد
- الى محمد بركة قائداً ومناضلاً
- الكاتب والمناضل الدكتور محمد أيوب .. وداعاً يا ابن المخيم
- حوار مع الشاعرة الفلسطينية سلمى جبران
- في نقد الموقف المصري ..!
- ورحل (الخال) شاعر الغلابة عبد الرحمن الأبنودي
- أهداف العدوان السعودي على اليمن
- مخيم اليرموك .. آه يا جرحنا النازف
- الحرية لخالدة جرار
- في ذكرى استشهاد كمال ناصر ضمير الثورة وشاعرها
- مشروع فصل غزة خيانة كبرى ..!


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - الذكرى الستون لمجزرة صندلة ..!