أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - حارسة حوض النعناع امل مرقس ..تكريم للصوت الدافئ والجمال الفني














المزيد.....

حارسة حوض النعناع امل مرقس ..تكريم للصوت الدافئ والجمال الفني


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5655 - 2017 / 9 / 30 - 01:22
المحور: الادب والفن
    


جرى مؤخراً بمؤسسة محمود درويش في كفر ياسيف تكريم الفنانة الفلسطينية المتألقة الساطعة والمشعة كالبدر في كبد السماء ، المحلقة في عالم الفن الملتزم والغناء التراثي الفلسطيني ، امل مرقس ، وهذا التكريم المستحق والمتواضع هو بلا شك تكريم للصوت الملائكي المخملي الذي يشنف الآذان ويسحر الارواح ويدغدغ المشاعر والعواطف ويمس شغاف القلوب ، الصوت المرقسي الذي يحمل سمات الرقة والنعومة والصفاء والعذوبة والحزن والشجن والفرح في آن ، وتكريم للجمال الانساني والفني والروح الدافئة المؤمنة بالقيم والاهداف الانسانية والمثل العليا ، وللثقافة الفنية الابداعية التنويرية التي تتمتع وتتسلح بها امل الفنانة والاعلامية الرائعة ، ذات الصوت الساحر الخلاب ، وذات الحضور المتوهج والاحساس الأتيق . انه تكريم للدور الشاسع الذي أدته امل مرقس في نشر الكلمة الملتزمة ، وتأصيل فكر التقدم والعدالة ، فكر النقاء الثوري، وتأسيس اغنية وطنية تقدمية ثورية بروح انسانية في حدائق وحقول الفن والغناء الابداعي الفلسطيني في الداخل .

امل مرقس خامة صوتيه ذات لون فريد وخاص ، وجرس حنجرتها مميز ، فهو كالنجم المذنب يلمع وهو يهوي ، بقدر ما يلمع وهو يتألق . واذا تساءلتم ماذا اعني بالمميز فانني اقول انه يكاد لا يخرج عن دائرة الرحابنة وفيروز في ما ندر ، ولذلك ليس غريباً ان البعض يدعوها " فيروز فلسطين " رغم انها تحبذ ان ينادى عليها باسمها ، رغم العشق للغناء الفيروزي الرحباني واعتزازها بتراثهم الغنائي وارثهم الفني الباقي .

امل مرقس ايقونة غناء وقارورة عطر ، تبعث بالحانها وانغامها الخلابة الى اعماق الافئدة الباكية الحزينة القلقة فتنعشها ، وهي منحازة للناس البسطاء ، للكادحين والشغيلة الذين يعانقون رايات الحرية ، وتذود عن قيم العطاء والجمال والخير والابداع .

امل مرقس منذ ان امتطت حصان الغناء ووقفت على منصة مخيمات واعراس العمل التطوعي لتخاطب السواعد المعطاءة التي تبني وتعطي وتضحي ، وتشدو لهم قصائد الحب واناشيد الثورة والغضب والكفاح ، وترانيم المقاومة والنضال ، ومنذ مشاركتها في احتفالات الصحافة الشيوعية في فنار عكا وعلى اسوارها التي عجز نابليون عن اختراقها ، وهي تحمل رسالة وطنية بامتياز ، رسالة الفن الفلسطيني الاصيل الحقيقي ، وتواصل الدرب نفسه ، ولن تحيد عنه ابداً ، درب الغناء الملتزم ، فهي فنانة رائدة ومثقفة تهمها الكلمة قبل اللحن وقبل الأداء ، ولا تشدو سوى الاغاني الملتزمة والتراثية التي تنبض بالدفق العاطفي الوطني والاحساس الكفاحي الثوري ، وقد تغنت بكلمات قصائد توفيق زياد ومحمود درويش وراشد حسين وسميح القاسم وشكيب جهشان ومروان مخول وسواهم من اعلام الالتزام الوطني المقاوم الرافض .

امل مرقس استطاعت ونجحت في خطف القلوب وسحر الارواح ومعانقتها بصوتها واغانيها وادائها ووقفتها الواثقة وابتسامتها وحضورها واناقتها وجمال روحها والالحان الراقية العذبة التي وضعها شريك حياتها الفنان المبدع نزار زريق ، وهي تعيش اغنيتها باحساسها على المسرح وتتفاعل معها أداءً وحركة وتماهياً عميقاً مع كلمات القصائد المغناة .

لقد صدقت واجادت في الوصف والتعبير الروائية الكاتبة راويه جرجورة بربارة عندما قالت عن امل مرقس ، ولا اجمل واصدق من قولها " امل صاحبة العينين الخضراوين الساحرتين وحادية اللحن وحارسة احواض النعنع ، التي عقدت ضفائرها وسرحت احلامنا والهمت مشاعر العشاق وهي تغني "في قهوة على المفرق وفي موقدة وفي نار " ، فيا عنباً تخمر في خوابي المحبة والعطاء ، كيف لا نثمل من عبق فنك ؟ يا زيتاً تغرق من زيتون الجليل كيف لا يغرس اهل بلدك الارض لك بالأزهار وانت صاحبة الصوت الفيروزي ، وفيك لون العوسج وغبار اللوز ".

امل مرقس فنانة اصيلة ، وانسانة كبيرة بقلبها الذي يحمل في شرايينه محبة الانسان ، صوتها قيثارة حب ولمسة حنان ونبضة روح ، واغانيها هتافات للانسانية والكونية ، وترانيم عشق للوطن والارض والزيتون والبرتقال والنعنع البري والسنديان الجليلي والزعتر المثلثي ، ومناجاة للأم الفلسطينية التي انتظرت ابنها وعاد عاد مستشهداً .

وتكاد امل مرقس متفردة بهذا اللون الغنائي الفني المميز الخاص المرتبط بهموم وقضايا شعبنا ، الذي ينعش ويدهش ويعانق المشاعر الانسانية الرقيقة .

امل مرقس الصوت الرقيق والاحساس المرهف الجميل المنساب كشلال الماء ، لا يحتاج لترجمة ولا جواز مرور للقلب ، فهو صوت فيه شذى ياسمين الشام واريج ارز لبنان وعبير ورود وزهور فلسطين لتسافر بنسماته العليلة الى شام الاسد التي تتشارك وتتقاسم الالم والوجع والهم والعذاب مع فلسطين نفس الايقاعات والتطلعات والآمال والأحلام .

امل مرقس ..الف مبروك التكريم الذي يعني الكثير من الدلالات ، فانت تستحقين واكثر ، ودمت باصالتك وروحك وغنائك والتزامك الوطني الفلسطيني ، وليبق صوتك مدوياً مجلجلاً يبث الامل والتفاؤل الثوري بين الناس والكادحين الذين سيهبون ويفجرون ثورة الغضب الحمرا ، رغم الزلزال الفكري العاصف ، وتحية عاطرة لك عابقة باريج الحبق والورد الجوري .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحتاج لفكر جديد يؤسس لمرحلة جديدة !!
- نوم الغزلان .. فصول على هامش السيرة الذاتية للقاص الفلسطيني ...
- وفاء زييدات كاتبة قصصية وناشطة ثقافية رائدة ..!!
- - وأقطف صمت التراب الجميل - جديد الشاعرة الفلسطينية فاتن مصا ...
- ادوارد سعيد المغوار الفكري الكبير ..!
- ماجد الغرباوي المثقف التنويري والمفكر المضيء
- ماذا بعد انتصار سوريا ..؟؟
- الناشطة النسوية والفنانة المسرحية بروين عزب محاميد
- زكي درويش ..شكراً لك !
- خطاب اسلامي تنويري في مواجهة الارهاب الداعشي المتطرف ..!!
- في ذكرى الرحيل الموجع : نواف عبد حسن .. وهج القصيدة وألق الف ...
- الذكرى الستون لمجزرة صندلة ..!
- نظرة نقدية في ثقافتنا العربية المعاصرة ..!
- صوت المثقف العراقي الغائب ..!!
- رحيل آخر العاشقين العراقيين اليهود ، البروفيسور شموئيل موريه ...
- رحيل المناضل السوري باسم عبدو
- في الراهن السياسي
- ليلغ حكم الاعدام بحق اشرف فياض
- صلاح العمروسي .. وداعاً
- يوسف الصديق مفكر تنويري تونسي


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - حارسة حوض النعناع امل مرقس ..تكريم للصوت الدافئ والجمال الفني