أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحوار المفتوح........ ج22














المزيد.....

الحوار المفتوح........ ج22


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5652 - 2017 / 9 / 27 - 21:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خاتمة الحوار
لم يكن حوارنا حورا عقائديا بقدر ما هو حوار عقل يريد أن يرى من خلال ثقوب الواقع ما هو خارجا عنه، لقد أجتهد المحاور أن يفتح أبوابا مغلقة وأن يسلط الضوء على بعض إشكاليات العقل المتدين، هذا العقل الذي تجمد في حركته عند باب المحرم والمقدس والمعصوم، أظن أنه كان على وشك أن يطرق أبوابا لم تطرقها أيدي العقلاء من قبل، وهو على حق فليس كل الحق يمكن أن يحضر في ساعة واحدة ليصرخ في وجه من لا يريد أن تتعرى أمامه حقيقة ما يؤمن.
لقد حرك معي صورة المشهد اليقيني وأظن أن هذه الحركة وبمحدوديتها ستتمكن ولو بعد حين من أن ننجح في هز بعض ما لا يتصور عند الكثيرين أنها قابلة للأهتزاز فضلا عن عدم قدرتها على الحركة إلى أمام، الذي نواجهه اليوم ليس قوة الكهنوت الخالق للواقع بقوانينه ومشروطاته، بل بحالة الخدر العقلي والسبات المعرفي الذي نام في قبر المثالية السلفية، الأخطر من كل هذا أن البعض سيقرأ من خلال الحوارات شيء غير موجود وشيء غير حاضر بين الأفكار، سيقرأ لنا أننا نسعى لهدم ما يظنه أنه الدين كاملا وأنها العقيدة المثلى التي لا أنفصام لها مع الحق، وهو على حق لأن الحلوى المغلفة جيدا لا يمكنك أن تستذيق طعمها حتى تنزع عنها غلافها وتمنح إحساسك القدرة على الحكم.
هناك الكثير ما يمكن أن يقال وما يمكن أن يكون عرضة للبحث والتمحيص والتدقيق والنقد، والكثير من الأفكار التي منحناها حق الأقامة الدائمة في اليقين العقلي سيكون مصيرها سلة المهملات، لا أعرف بالتأريخ المعرفي كله إلا في المجال الديني بالدرجة الأولى أن الأفكار لا بد لها أن تخدم من العقل وأن لا يجرؤ أن يمسها بسوء، وهي بذات مصدرها الأول تنوء وتبتعد عن هذا الحال، المعرفة في كل قوانينها لا بد أن تكون مقدمة لما بعدها وقد تصح أو لا تصح بحسب التجربة، عندما نقول أن المعرفة وصلت خط النهاية لا بد أن نعلن وفاتها ويجب أن تطمر في لحدها، وغير ذلك يبقى كلام لا علاقة له بحركة الوجود الدائرة.
المعرفة أيا كان صانعها أو ناقلها أو متبنيها لا تنتهي عند حد ولا تصنع لها جدران لستظل بها أو تسكنها دائما، الحقائق وحدها هي من تسافر مع الزمن وتذهب بنا بعيدا حيث يجب أن نسرع بها وتسرع بنا، السكون والتحجر لا يصنع عقلا منتجا بل يحبسه في دائرة الأحتضار الذي قد يأت غفلة وقد يكون حاضرا معه لينظر لحظة الوداع، لقد بينا أن كل مانؤمن به له وجهان وجه نراه ووجه لا يمكننا أن نراه حتى نتحرك من مكاننا إلى موقع أخر لنشهد النصف الثاني منه، هذه الحركة التي منعنا عنها وسورنا أنفسنا بالصورة التي بين أيدينا وأطلقنا العنان للنفس أن تصور لنا الوجه الثاني ونحن نعلم أنها لم ولن تتحرك، فصنعنا بالوهم الصورة الأخرى طبقا لما نراه من موقعنا فأصبحت الحقيقة بكل وجوهها هي نسخة واحدة لا تتغير لأننا نحن لم نتغير أصلا.
كان بودي أن يكون الحوار أكبر من طاقة عقلنا وأكبر مما لدينا من رؤى حتى نجتهد ونبحث ونفتش عن ما لا نراه ولا نعيشه بما يفتح لنا بابا واسعا ندلفه إلى فضاءات جديدة، فضاءات وأفق أخر يحرضنا على تمرد العقل ويزرع بذور الثورة على الواقع الذي أمتهنه وأستهزأ به وجعل منه ظلا للنقل والقيل والقال وما حدثني به أبي، ليس كل ما في الواقع المعرفي اليوم هو من صنع الحقيقة أو ينتمي لها، فنحن نعيش الزيف ونراه ولكننا أعجز من أن نواجه عقلنا وندعوه ليقول كلمته، هنا نحن المدانون في الخذلان وليس الدين وليس المعرفة وليس شيئا أخر.
كنت أتمنى ولو كان الأمل ما زال قائما أن نجد في المناهج المعرفية والثقافية مساحة واسعة وجريئة للنقد المعرفي، وأن لا تمر الأفكار عبر أنابيب توصي لعقول أخرى ما لم تمر عبر مرحلة النقد، أتمنى أن أجد يوما أن من يكتب وينظر ويبسط المعرفة أن يحتسب لحساب النقد المعرفي العلمي المنهجي سطوته وحضوره الفاعل، حتى لا يعرض بضاعته دون أن يهتم بأن هناك من لا يتركها أن تمر بسلام دون أن تكون عرضة للتصويب والتصحيح والتقويم، هذه الإشكالية واحدة من مأسي المعرفة الدينية المستظلة بسلطان القداسة وحماية السلطة الزمنية لها، لقد قدمت العقول الحرة وجودها ثمنا لما كانت تراه إنحرافا وتحريفا عن الحق، لكنها فعلت ذلك وتلاشت في أفقها لأن الكهنوت ومن خلفة سطوة السلطة لا تريد أن ترى أكثر من مبرر لوجودها، لا يهمها الحقيقة ولا يهمها أن يكون الناس على بينه من أمرهم، لذا حرم النقد المعرفي وسدت الأبواب بوجهه بقولهم (من يرد على الفقيه العالم كم يرد على الله ورسوله).
ما كان لصديقي المحاور أن يكتفي بما طرحه وكان الأمل معقود أن نستمر في حفر مجرى نهرنا الذي كاد أن ينطمر بفعل ترسبات الإرث الفقهي الأعتباطي والتأريخي، والظن الحسن به أنه سيعاود جمع أسلحته والبحث عن فراغات هنا وهناك في شكل الصورة التي نسعى نحن الأثنين لتنقيتها وأعادة رونقها كما هي في الأصل، إذا لم يكن هذا هو المتوقع فأني أدعوا كل من يريد للصورة أن تكتمل أن يبدأ حواره الآن مع النفس أبتدأ ليرى هل بالإمكان أن يتخلص من عقدة القداسة، وهل بإمكانه أن يتخلى عن المتجذر بالوعي ليكون قادرا على المضي لأبعد من نقطة الواقع.
أشياء وأشياء كثير يمكن أن نضعها على طاولة العقل ونمنحه حق التصرف بها وفقا لمنطق الوجود الطبيعي، فلا الخالق منحنا وجودا مختلفا عن منطقه ولا منحنا عقلا يخالف هذا المنطق والوجود، فالجاعل عالم وعاقل ولا يؤمن بالعبثية ولم يفرض علينا أن نتخلى عن ما منح لأجل أن نرضى بالواقع والواقع يرضى بنا، هذه الجدلية ليست منتمية للعقل ولا تتطابق مع قانون الكون الشمولي الذي بدأ بالحركة ولا ينتهي إلا حين يكون عاجزا عن الأستمرار بها، أخر أمنياتي في هذه المحاولة أن أجده بين يدي قارئ ناقد لا يجامل ولا يماري بل يخضع كل شيء لمشرطه النقدي في محاولة إثراء وتصويب وتصحيح أخروية، بمعن قراءة أخرى من موقع أخر وبزاوية أكثر وضوحا مما أرى أو رأيت.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترهات عربي ملحد
- العراق بين مطرقة الأستفتاء وسندان عجز الحكومة
- الحوار المفتوح........ ج21
- الحوار المفتوح........ ج20
- الحوار المفتوح........ 19
- الحوار المفتوح........ ج18
- الحرية الدينية وميزان المنطق العقلي فيها
- الحوار المفتوح........ ج17
- الحوار المفتوح........ ج16
- الحوار المفتوح........ ج15
- الحوار المفتوح........ ج14
- الدولة وشروط ولادتها
- الحوار المفتوح........ ج13
- الحوار المفتوح........ ج12
- الحوار المفتوح........ ج11
- الحوار المفتوح........ ج10
- الحوار المفتوح........ ج9
- الحوار المفتوح........ ج8
- الحوار المفتوح........ ج7
- الحوار المفتوح........ ج6


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحوار المفتوح........ ج22