أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادم عربي - الانتهازيه من وجهة نظر جدليه















المزيد.....

الانتهازيه من وجهة نظر جدليه


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 5651 - 2017 / 9 / 26 - 18:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الانتهازية بمعناها اللغوي هي السعي والمبادرة لاغتنام الفرص ، وتكون دوافعها انانيه ذاتيه ، لتحقيق مكاسب شخصيه ، على حساب الجماعة ، وغالبا ما يكون الانتهازي غير مؤمن بما يقوم به ولكن يتظاهر بذلك من اجل اشباع انانيته وتحقيق مكاسب شخصية ، فالانتهازي هو ما يعمل لنفسة فقط دون اي اعتبار للمجتمع الذي يعيش به ، فالخائن مثلا انتهازي والمثقف قد يكون انتهازي ان باع ما يؤمن به مقابل منصب او مال ، لكن في المقابل هل نستطيع تسمية طبقة كامله من المجتمع انتهازيه؟ هل نستطيع مثلا تسميه طبقة البرجوازيه كطبقة انتهازيه؟ مع كل ما تمثله من استغلال طبقي للفئة او الطبقة الاضعف ، نقيضها ، الطبقة العاملة ، اعتقد ان الانتهازيه لا تنطبق على الطبقات وانما ظاهرة شخصيه فقط ، فليس من العدل تسمية طبقة بعينها طبقة انتهازيه ، فالانتهازي لا ينتمي الى اي طبقة اجتماعيه بعينها ، والنتهازي مقام الحديث هو الشخص الذي يتخذ مواقف سياسيه او فكريه لا يؤمن بها لتحقيق مصالح شخصية او من اجل حماية لمصالح شخصيه ، فالطبقه ككل لا تنطبق عليها الانتهازيه وانما تتغذى الانتهازية بصورة متبانيه للشخص حسب الطبقة .

ان الانتهازية ظاهرة ليست جديدة وانما وجدت من بداية رحلة انسنة الانسان ، وهي ظاهرة إجتماعية خطيرة لما لها من تداعيات تمس المجتمع ككل ، فالانتهازيه بانسجام الانسان مع ذاتة وانانيته الشريرة ، يكون قد الحق ضررا بليغا في المجتمع وحسب الموقع الذي اغتنمه ، فالكاتب الانتهازي مثلا يمكن ان يضلل الجماهير لخدمة مصالحه الذاتيه والتي تكون مرتبطة بجهة معينه سواء ضمن النظام السياسي للبلد او خارجة ، فمن الانتهازيين المشهورين في التاريخ "جوبلز" وزير اعلام هتلر وصاحب المقولة المشهورة " اكذب ثم اكذب حتى تُصدق نفسك " .
تختلف الطبقات والخلفيه الاجتماعية في مساهمتها في تكوين شخصية الانتهازي ، فاذا كان الحديث عن طبقات فتتصدر الطبقه الوسطى في تصدير الانتهازيين ، لما لها من خصوصية في طريقة واسلوب عيشها ، وكذلك الاختلاف في وسائل انتاجها ، فهي مراتب تختلف في وسيلة العيش ، لكن تجمعها صفه عامه فهي تمتهن التجارة والوساطة والسمسرة ، لذلك تحافظ على بقائها قريبة من المسؤولين السياسين واصحاب النفوذ ، لذلك هي بيئة مناسبة لتصدير الانتهازيين .

المثقف بما يمتلكه من علم ومعرفة ، قد يجد نفسة بين الانتهازيين ان هو باع نفسة من اجل مصلحه شخصيه ، او قد يجد فرصة باغتنام مركز ان هو جارى مسؤولة المباشر بك ما يُريد ، لذلك المثقفون عرضة للانتهاز والانتهازيه ، ولا يخلو الامر من الاحزاب والمنظمات السياسية ، فقد توجد بها الانتهازيه إن لم تُخطع افرادها لمعايير العضويه والمراقبة الذاتية ، فالاحزاب السياسيه يمكن ان تشكل طريقا سهلا للانتهازيين في حال غابت مفاهيم مثل شروط العضوية ، المراقبة السلوكية ، التقييم الذاتي وغيرها من المفاهيم التي تُغربل الاعضاء لاي حزب سياسي .

لكن هناك تحدي يُواجه الاحزاب السياسية كافراد ومسؤوليين ، ويتلخص في الفرق بين الممارسة والتطبيق ، فالحزب في المعارضه يختلف عنه في الحكم ، ففي المعارضة لا يمارس بل فقط يقول لا اما في الحكم فهو صاحب الراي والتطبيق ، ومن هنا الاختبار الحقيقي للانسان الثوري او الانتهازي .

الانسان الثوري يختلف كل الاختلاف عن الانسان الانتهازي فهو نقيضه ، هو ذاك الانسان المبدئي الذي يُؤمن بافكارة ومعتقداتة ومبادئة وهو بطبعه هذا هو انسان ثوري ، فالثوري يُولد ثوري ، غالبا ما يتميز بالشجاعة والحكمة وبعد النظر وتقدير الموقف والموضوعية ، مدافع عن الحقيقه مهما كلفته من تضحيات ، ناكرا لنفسة ، يرى سعادتة في وجوة الناس ، مسيرتة هي كشف الحقيقه وتوضيحها للمجتمع والانسانيه ، الانسان الثوري أفضل من يُقدر الموقف وهو أفضل من يدرس الواقع ويقدمه للناس ناصحا بحكمة الثائر وانسانية المُضحي ، يقرأ الواقع كما هو دون تغيير ليستخلص منه الحقائق ويقدمها للمجتمع ، الواقع الخارج عن ارادة الانسان ، حيث ان الواقع يسير على اسس موضوعية خارج ارادة الانسان ، يستخلص الخقائق التي تتغير وفقا للواقع الموضوعي الذي يخلق حقائق جديدة ، هذا هو الثوري الذي انتصر على نقيضه ليصبح قائدا ثوريا للجماهير .
اثراء :
ماجد رجل فقير الحال يعمل عند طبيب كسكرتير ، يقوم باستقبال المرضى وترتيب ادوارهم وتنظيف العيادة بعد انتهاء الدوام مقابل خمسة دنانير في اليوم ، نادر في احد الايام مرت في نفسه خواطر كثيرة ، فهذا الطبيب يجني يوميا من عمله الف دينار وانا فقط خمسة دنانير ، كيف استمر في هكذا وضع فالولد لامع في صفه ومتفوق واريد له مستقبلا كهذا الطبيب ، واستطرد وقال ولكن من اين؟ فالخمسة دنانير لمن ؟ لمصروف عائلة من خمسة افراد ام لدفع اجرة البيت ! . لا بد من مخرج لهذه الازمه التي اعيش فيها .

فكر ماجد في الامر كثيرا حتى قفز في احد الايام يصرخ وجدتها وجدتها ، تخيل نفسة في تلك اللحظه ارخميدس .......
ذهب ماجد بعد انتهاء الدوام الى المكتبه واشترى دفتريا ذو الحجم الكبير ابو الماتين صفحه وقلم بارقر اصلي ووضع خطته حيز التنفيذ في اليوم التالي ، فقد قرر ان يصبح طبيبا ويجني الف دينار يوميا .
الامر بسيط خاطب نفسة ، ساسئل كل مريض ياتي الى العيادة اثناء تنظيم الدور مم يشكي ، وعند خروجه اساله عن الوصفه متظاهرا بالتاكد من كتابتها ، وعند ذلك اسجل المرض في خانة على الدفتر وفي الخانه المقابله اسم الدواء .

ظل ماجد مواظبا على هذا الفعل مدة شهر كامل دون كلل او ملل حتى امتلئ الدفتر بالامراض والوصفات الدوائيه ، حينها قال في نفسه الان اصبحت طبيبا فجميع الامراض والوصفات في دفتري مع كتابتها الصحيحه ، الان في مقدوري فتح عيادة في مدينه اخرى .

بالفعل رحل ماجد الى مدينه اخرى وفتح عيادة تحت اسم الدكتور نادر ، وما هي الا بضعة اسابيع حتى باتت عيادته تعج بالمرضى ويجني الف دينار يوميا ، فقد كان يسال المريض مم يشكو وبعد التظاهر بمعاينته يفتح دفترة ليكتب الوصفه .

وفي احد الايام بينما هو جالسا على مكتبه دخلت امراة فلاحة ريفيه تصرخ ...الحقني يا دكتور ، رفع ماجد راسه وقد اخذته الدهشه وسالها : ما الامر ؟ ، فردت على عجل ومكررة زوجي زوجي رح يموت ، ارجوك ساعدني ، فقال لها ماجد ولكن مم يشكو ، فردت بالقول : كان زوجي ياكل السمك وشبكت سفيرة في حلقه وهو الان لا يقدر على التنفس ارجوك ساعدني ، فتح ماجد الدفتر فلم يجد شئ ، فشعر بالحرج ، ولكنه تدارك نفسه وفتح درج مكتبه فوجد لزقة جروح ، فاعطاها للمراة ، فانطلقت المراة مسرعة للعودة الى زوجها ولكنها قبل وصولها الباب استدارت وسالت ماجد : اين اضعها؟ شعر ماجد بالحرج والتلعثم مرة اخرى فما كان منه الا ان قال : ضعيها على خصيتيه ، فانطلقت المراة مسرعه الى بيتها ودخلت المنزل ومباشرة اتجهت الى زوجها وبدات بسحل سحاب بنطالة من اجل وضع اللزقه كما قال الطبيب ، عندها شعر زوجها بحيصة شديدة ، فما كان منه الا ان عطس واذا بالسفيرة تخرج من حلقه وعلى مسافة امتار .

سرت الزوجة وارادت ان تشكر الطبيب بطريقتها فاحضرت في اليوم التالي سلة من اقراص الزعتر عملتها جيدا ودهنتها جيدا بزيت الزيتون وذهبت الى عيادة الطبيب ، وبدات بالشكر والمديح للطبيب ، بارك الله فيك انقذت زوجي ، هذه هديه ارجو تقبلها ، ما في شيئ من قيمتك يا دكتور ، عندها التفت ماجد وقد اصابته الدهشه ، وقال لها : ما الامر؟ فوضحت له ما حدث معها البارحة ، فما كان منه الا ان فتح دفترة وكتب سفيرة في الحلق وفي الخانة المقابله ، العلاج لزقة على الخصيتين .



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نغيير المجتمعات ؟
- ما هي قوى التغيير للمجتمعات الانسانيه !
- خمس دقائق 2
- خمس دقائق
- ماركس ما زال حيا
- العمل الحي
- الاتجار بالمال
- فلسفه عابرة
- ما هو سبب تاخرنا؟
- الفكر ام المادة ؟
- اسو جرماني وفائض القيمة !
- العمل كضرورة من اجل بقاء النظام الراسمالي
- الوشاية - قصة-
- كيف نتطور من وجهة نظر المادية
- العاتي - قصة -
- الالة في الانتاج الراسمالي 2
- فائض القيمة المطلق والنسبي
- العبد الاسود - قصة -
- جدل الاله في الانتاج الراسمالي
- المسيرة التارخية الماديه للمراة


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادم عربي - الانتهازيه من وجهة نظر جدليه