أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاء السعودي - عام على اغتيال -الناهض-..















المزيد.....

عام على اغتيال -الناهض-..


الاء السعودي

الحوار المتمدن-العدد: 5650 - 2017 / 9 / 25 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذكرى الاولى لاغتيال ناهض حتر.. ومن لا يعرف من هو ناهض؟ ومن امام العدل... ومن أكثر الأماكن تجمعا وازدحاما، من هناك يا ناهض.. جاءتك يد الغدر، يد الغطرسة، يد العنف، ويد التطرّف لتطلق رصاصة حمقاء لتخترق قلبا لطالما كان ينبض بالحب.. وكان عامرا بمبادئ الوطنية، والانتماء، والديمقراطية واحترام التنوع.. من هناك.. كُشفت أقنعة الحكومة الخفية!! التي بكت عليك واذرفت دموع التماسيح!! والتي وعدتك بالحماية ومنحتها الثقة.. لتغتالك وترديك قتيلا على مدرجات "قصر الغدر"!! من هناك..تم اغتيال مفكر أردني عروبي كانت أفكاره تنطلق نحو آفاق بلا حدود، مفكر سخر قلمه بالتفاعل الفكري الحر والبّناء، وللمناداة بالحرية التي يشكل التأمل والتعبير والتناقش وبناء العالم الداخلي فيها أسس مهمة لنهضة مجتمع، وبناء أمة!! من هناك.. تم اغتيال عقل دعا لتفاعل الأشخاص والنسيج مع المحيط الاجتماعي والطبيعي الذي يشكلان أهم عامل في تحرير الفكر والتعبير من زنزانة الأيديولوجيات المخدرة السائدة!! ومن هناك.. صعدت روحه للسماء.. وبقي جسده ينزف لخمس واربعين دقيقة.. ليدوم عبق دمه في المكان، معلنا بعدها نهاية حرية، وخلود فِكر كُتب على ورق والتصق بعقول كان ولا يزال لها المثل الأعلى وكان شخصه ولا يزال النموذج الامثل للاقتداء به وكان الوصول الى فكره وثقافته غاية ومنال بالنسبة للكثيرين، انت يا ناهض، قد علمتنا ان تحرير الفكر والتعبير يعني الخروج من الأطر الفكرية التي تأسرنا ضمن تصنيفات وهويات ضيقة، صغيرة ومشوهة!! والذي تمثله استعادة القدرة على إعطاء معان للمصطلحات وللمفاهيم المتداولة والتي ورثناها وعملنا على تطبيقها من دونما دراية او وعي!! علمتنا ان نسعى لإيجاد بدائل للمعايير السائدة وللحلول والنماذج المستعملة!! علمتنا ان نخرج من قوقعة التقليد الى الحداثة والتجديد!! علمتنا ان نعيد النظر في المفاهيم والمدارك والقيم وفي العلاقات مع المحيط الذي نعيش فيه!!! وبأفكارك ومبادئك يا ناهض، سنصنع دستور "النهضة!!
ولكن في احيان كثيرة حين ننظر الى اساسيات العقل التي ارتكز عليها التفكير في الشرق، فسنجد انها عفنة وخسيسة وحمقاء!! تستعمل الرصاص لكسر القلم!! إنها "اسفنجة" تمتص كل شيء وسخ!! وقميء!! ولا تتجلى بأي تعبير أو تمثيل ضوئي يبرر حقها في الوجود!! وهي ترضى وتتعامى!! ولا تجيد التعريف بنفسها إلا في عالم ما بعد الفضيحة!! لو كانت تجرأت ووضعت نفسها في موضع المتلبس بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطن والأجيال القادمة لكان الناس قبلوا ببلع الزجاج، وبالسير على شفرات السكاكين!! بلادنا وشعوبنا ليست اكثر من بطون لا تشبع، وجيوب لا ترقع، ونفوس لا تقنع!!
وفي وقت ترصد فيه الحكومات مئات بل مئات الالاف من مشاركة الصور التكفيرية والمتهجمة على اي من الأديان الموجودة ولكن لم يتم اعتقال اي منهم، والتكفير والسب واللعن يعتلي ألسنة الجميع، والصورة التي شاركها حتر قد تم مشاركتها مئات الآلاف من بعده من قبل الاخوان المسلمين والجماعات المتشددة ولكن لم يتم اعتقال اي منهم!!! لكن هي ليست اكثر من حجة سخيفة قد استطاعوا من خلالها الايقاع به والتشكيك بانتمائه وبوطنيته!!! كل مافي الصورة يوضح حقيقة جميع الأرهابيين التكفيرين سواء في سوريا او في العراق من هم يخضعون للراية الداعشية رغم ان ما نقله من رسم كاريكتيري ابدى الكثير من الاّراء المتضاربة والمتفاوتة ولكن ما تعرّض له لا يأتي في خانة تعرضه للاديان بقدر ما هو محاسبة له على مواقفه الوطنية والقومية!! كلنا ضد الإساءة للاديان أكانت سماوية وتوحيدية ام وجودية أم فلسفية وعقلانية!! يجب ان يعود جميع المشككين بناهض بالزمن للوراء وينظرو كيف كانت ردة فعل حتر على الهجمات المسيئة للنبي!! ناهض لم يقصد التهجم الديني مهما كان وإنما غايته السخرية من الغاية التي تدفع الدواعش للقتال والتفجير والسبي باسم الدين وباسم الرب تحت حجة "التمتع بالحور العين بظل الوجود والنعيم الالهي"!!!
لكن، علينا ان ندرك ان اغتياله كان مخطط له من قبل أفراد وجماعات لطالما شجعت على التحريض والتكفير والإقصاء واستباحة حرمات وكرامات ومعتقدات الآخرين كنت انت بقلمك تحاربها وتنتقدها ولم تغفل عن تنوير العالم بمهايتهم وحقيقتهم التي غلفوها بأغلفة لامعة وبراقة!! وان الامر لم يكن بصدفة!!
لطالما كان ناهض مناضلا وقائدا و"ناهضا"، فكره كان منارة للفكر الحر والبنّاء، فقد كرَّس حياته في النضال دفاعاً عن الوطن، وفي سبيل حياة كريمة وعادلة يتساوى فيها الجميع، لم يساوم وِلم تلين له قناة، ولَم يستسلم لأحد، وكان بصدد كل المواجهات والمصاعب، سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة كل الأحرار، وستبقى ذكراه علامة مضيئة في سِفر النضال العظيم، ومصدر إلهام للوصول الى "النهضة" في مسيرة كل أحرار العالم!!
باغتيالك يا ناهض.. لن تحمي الكلمة احد على ما يبدو، لأننا هنا في شرقنا الكلمة قد تسببت باغتيالك وبقتل الكثير من كتابها الأحرار، وزجت بهم بالسجون، وغرمتهم بدفع ثمن لذنب انهم سعو لتصحيح الخطأ ونشر ثقافة الوعي بين العقول المخدرة!!! تلك الحرية التي محيت من قاموس الشرق والتي على اثرها تم رسم الأحداث التي بني عليها ما يجري في شرقنا اليوم، ما يحدث للحرية في الشرق يا ناهض، هي حالة تخريب للمفهوم وللممارسة.. ولأي إنسان بعقل ووعي!! باغتيالك يا ناهض، لن يكون لهذه الكلمة مكان اليوم!! طالما أن الرصاصة تلاحق الأدمغة، وتريد أن تفتت العقول، وأن تميت القلوب، وأن لا تبقي من المشاعر سوى تلك الحاقدة على كل قيمة وطنية حقيقية، فلن يكون للكلمة مكان وستبق حبيسة عقول وسجينة قيم!!
وها نحن نحييك من جديد وكل يوم لننهض بقلمك الذي كسره الرصاص ولكن لن يتمكن من محي آثاره مهما فعل!! لا يعلموا انك تركت بقايا دمك على الورق، وتركت لون الصمود في رصاص القلم!! وان استطاعوا محي دمائك.. فلن يستطيعو محي شخصك وكلماتك!! وعلينا ان نتذكر ان الموت لا يزال يعزف الحانه بالسلاح والرصاص، لا يزال يطلق صرخاته.. فيا ايها الموت المتجسد في رصاصة غدر، لن تسلبنا الامل!! وان قدمت في كل لحظة ودقيقة، لن تأخذ منا الحياة!!
الذكرى الاولى لاغتيال ناهض نايف حتر
١٩٦٠~ صباح ٢٥/سبتمبر/٢٠١٦



#الاء_السعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواسطة والمحسوبية، شبح يهدد مستقبل الشباب العربي
- تحليل لوحة Self Portrait with Death Playing the Fiddle
- الحقد العربي، وصل ليطول احمد زويل!
- هل ستتوتر العلاقات بين بيونغ يانغ وبكين؟
- خمسة اشهر على حصول الاستفتاء في تركيا
- هل ستنتهي الازمة الخليجية؟
- هل انتِ حقا شخص علماني؟
- التصويت، واجب وطني لطالما كرهته
- استقلال اقليم كردستان
- العربي المتناقض، يرغب بالاصلاح ويرفض التغيير
- نظرة على لوحة -الرقص في بوجيفال- للفنان الفرنسي اوجست رينوار
- الانتماء.. ازمة العرب المتفاقمة
- شهران على اغتيال ومقتل الشاب كرار نوشي
- فان جوخ، الفنان والرسام المتعذب بصمت والمتمرد بعبقرية
- حول ارتفاع سعر الجنيه امام الدولار
- تعنيف المرأة، ليس فقط مجرد تشويه..
- عن معاناة رائف بدوي
- واقع ضحل وبلاد بائسة
- تركيا ما بعد الاستفتاء الدستوري
- مفاهيم خاطئة حول الصرع ومريض الصرع


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاء السعودي - عام على اغتيال -الناهض-..