الدوله الوطنيه ... من نيويورك

امجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 5649 - 2017 / 9 / 24 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الدوله الوطنيه .. من نيويورك
بقلم : أمجد المصرى .

زياره موفقه من كل الاتجاهات قام بها الرئيس السيسى الى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعيه العامه للأمم المتحده فى ظل اجواء دوليه واقليميه مضطربه وخارطه عالميه تتشكل ويعاد ترتيبها على اسس وقواعد جديده .. تعود مصر الى الساحه الدوليه بكل ثقلها لتلعب دورا محوريا فى اصلاح ما افسدته سنوات التخبط الماضيه والتى ضربت استقرار معظم دول العالم وتفشت فيها ظاهرة الارهاب الدولى فى كل مكان من ارجاء المعموره واصبح التعاون المشترك بين الجميع امرا حتميا ولازما لاستمرار الحياه على هذا الكوكب البائس .!
تميزت كلمة الرئيس امام الجمعيه العامه للمنظمه الدوليه بالعمق السياسى والثقه بالنفس وبثقل الدوله المصريه التى ذهب ليتحدث بأسمها ويعبر عن طموحاتها واتجاهاتها ... تحدث الرئيس وسط استماع واهتمام دولى وترحيب بكلماته التى لخصت الحاله الدوليه المترديه التى تسود العالم من ازدياد اتساع الفجوه الاجتماعيه والاقتصاديه بين العالمين المتقدم والنامى وانتشار الارهاب الذى ضرب الجميع والمحاولات المضنيه التى تبذلها مصر اقليميا لرأب الصدع فى البلدان العربيه التى سقطت تحت ظغط الازمات والانقسام والفتن المصطنعه التى ضربتها خلال السنوات السبع الماضيه الى جانب الدعوه الصريحه لطرفا المشكله الازليه فى منطقتنا العربيه للجلوس سويا واغتنام الفرصه لانهاء القضيه الفلسطييه التى استمرت عشرات السنين فى اسؤا تعبير عن الانقسام الدولى وعدم التعاون الجدى لانهاء هذه الازمه التى اججت الكثير من الغضب واشاعت الكراهيه فى المنطقه بأسرها وساعدت على تفريخ المنظمات الارهابيه التى ارتكزت على الجهاد والمقاومه فى وجودها وانتشارها الغير محمود ..!
انها مصر ودورها الريادى الذى قدر الله لها ان تضطلع به منذ القدم حتى ولو كلفها ذلك المزيد من الجهد والوقت والتركيز فى علاج قضايا الدول المحيطه بها فى افريقيا واسيا والامه العربيه بأسرها .
اجمع الخبراء والمحللون على ان كلمة الرئيس هذه المره كانت مختلفه وقويه وواضحه المعالم ومؤشرا لما تنتوى مصر انتهاجه فى الفتره القادمه وان كانت الفقره الخاصه بالحديث عن المواطنه وقبول الاخر قد طغت على مجمل الخطاب حيث قال الرئيس "إن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التى تعانى منها المنطقة العربية هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة التى تقوم على مبادئ المواطنة والمساواة وسيادة القانون وحقوق الانسان وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القَبَلية "
كلمات قد تبدو عاديه ومألوفه ولكنها فى حقيقتها تحمل العديد من الرسائل القويه التى اراد الرئيس ان يرسلها للجميع فى الداخل والخارج وان يضع بها اسس الحياه الدوليه التى يجب ان تسود بدءا من الان فى كل ارجاء المعموره .
الدوله الوطنيه ... مصطلح عميق استخدمه الرئيس ليضع للعالم بأسره اسس جديده لبناء الاوطان والمنظومه الدوليه على مبادئ المساواه بين جميع ابناؤه بعيدا عن العنصريه والتميز لفئه من الفئات على اساس عرقى او دينى او طائفى فلا مكان فى العالم الجديد الذى ننشده لهذه التفرقه البغيضه التى اشعلت الفتن فى العديد من الدول وادت الى نشوب الحروب واثارة القلاقل التى اضرت بمصالح الشعوب وصبغت الحياه على هذا الكوكب باللون الاسود طويلا .. انها رساله واضحه من رئيس دوله عظيمة التاريخ ومحورية الاثر والتأثير فى منطقتها بل والعالم باسره .. انها المواطنه وقبول الاخر وارساء قواعد الدوله المدنيه التى تتسع للجميع دون تمييز فالكل امام دولة القانون والمؤسسات سواء لافرق بين عرق او دين او لون .
خطاب عبقرى عكس بقوه مدى التطور فى الفكر والاستعداد للاضطلاع بالدور الثابت لمصر فى منطقتها الملتهبه وكل دول العالم وكيف انه لم يعد هناك مكان لمن يثيرون الفتن ويتعمدون العبث بمقدرات الدول الاخرى بالاموال المشبوهه ودعم الارهاب والاضطرابات الداخليه واثارتها واللعب على وتر الاقليات المضطهده وحقوق الانسان المهدره ...ان الدوله الوطنيه التى تحدث عنها الرئيس كفيله بالقضاء على كل هذا فلا اقليات مهضومة الحق ولا استعلاء لفئه او ديانه او عرق على بقية سكان الدوله مع مراعاة الحد المقبول لحقوق الانسان وفقا لظروف كل دوله وتطورها الثقافى والفكرى .
زياره ناجحه وموفقه رغم كيد الكائدين واستعاده للدور المحورى والثقل الدولى المفقود منذ مده طويله ... تحيه للدبلوماسيه المصريه وللرئيس المصرى وفى انتظار المزيد من الجهد والفكر حتى تعود مصر الى مكانتها الطبيبعه فى قيادة الحركه الانسانيه والحضاريه على وجه الارض ..حفظ الله مصر دوله مدنيه مستقره ذات مؤسسات ثابته وشعب يعشق السلام ويحترم الاخر ويعلم قدره الموعود .

#امجد_المصرى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل