أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - جمال عبد الناصر وبهتان عمرو موسى














المزيد.....

جمال عبد الناصر وبهتان عمرو موسى


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5644 - 2017 / 9 / 19 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكأنه أمام المذبح يقدم بهتانه لا قربانه، حاول الاندماج فى الصلاة فلم تطاوعه نفسه، ذلك أنها أمارة بالسوء، تلفت داخله فما وجد إلا صدى أيام باهتة، فراح يرغى ويزبد، كان يعلم أن قربانه زائف وصلاته ليست فى محراب الرب، إن هى إلا زلفى للسلطان، وسيان عنده أكان سلطان المال أوالشهرة أوالسلطة، المهم أن يكون فى الصورة طالما فشل أن يكون ممن يؤمون الناس فى الهيكل. ويحك ياعمرو، فأنت هذه المرة لم تقدم قربانك، إن هو إلا بهتانك، ويالها من نهاية درامية لمشوار آثرت ألا تكمله إلا متعثراً جاثياً على ركبتى الكذب والتذبذب، لا منتصباً كما حسبناك رجلاً صلباً فى جبهة الإنقاذ ولجنتى كتابة الدستور والدفاع عنه. لكنك كما العادة لاتثبت على موقف، تمسك العصا من المنتصف، تتحدث وعين على مغريات السياسة وأخرى تغازل السلطة، فتميع منك المواقف، ومعها تفقد من وزنك وقيمتك مايدفعنا اليوم لإدانتك بدلاً من الاحتفاء بمسيرة بدت فى ساحة السياسة بالوزن الثقيل، لكنك بما فعلت وبما تبقى منك استحلت لاعباً فى وزن الريشة، تضرب تحت الحزام.
أقول هذا بمناسبة مذكرات السيد عمرو موسى "كتابيه" التى قدمت فصولاً منها جريدة الشروق، والتى قال عنها الكاتب الدكتور محمد الباز فى قراءة ضافية فى جريدة "الدستور" السبت أول أمس: "مارس عمرو موسى فى بداية مذكراته محاولة من النصب السياسى، وهى صيغة يجيدها، فالدبلوماسى الشهير يعرف كيف يسوّق نفسه، ويمنح ما يفعله قيمة حتى لو لم تكن فيه من الأساس، وهو ما حرص على أن يفعله فى مذكراته، التى قرر أن تكون مختلفة، فاستعان بمن يحررها ويوثقها، ويضع لها مقدمة تدخل فى باب الخداع العلمى". وربما يقول قائل إن د. محمد الباز غير محايد فى هذا الرأى فهو دائم الكتابة ضد عمرو موسى، فماذا تقول عندما تتهمه الكاتبة مديحة عمارة بسبب هذه المذكرات بأنه "مسيلمة الكذاب" وماذا تقول عندما يذكرنا الكاتب محمد حماد بلقاءه فى قبرص منذ ربع قرن مع عمرو موسى على هامش المؤتمر الأخير لوزراء خارجية دول عدم الانحياز فى حضور السيد فاروق قدومي ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع، ووزير خارجية الأردن، وقبل أن يستقر الشرع على كرسيه بادره موسى: "هات سيجاراً واعط الأستاذ ده سيجار، أنا لسه قايل له بُقين حلوين فيكم ها ينزلوا في مجلة الموقف العربى". إنه رجل متلون كما الحرباء، يكيل بأكثر من مكيال وهو مستعد أن يمشى حاله، فيجتزء أو يتزيد ويمارس عنتريته أحياناً.
حاول عمرو موسى أن يهيل التراب على رأس عبد الناصر، وأنا سأترفع عن مناقشة أكاذيبه وبهتانه، فى صغائر نعرف يقيناً كذبها، وسأذكر لكم أثناء حملة إغتيال ناصر معنوياً أيام السادات، أن كتب صلاح الشاهد كبير أمناء الرئاسة مع ناصر ثم السادات واقعة يستشهد بها على تجبر عبد الناصر و"جليطته" مع رجال الدولة والوزراء الذين رافقوه فى رحلته البحرية إلى تسخالطوبوا بالاتحاد السوفيتى. كان عبد الناصر يتغدى وحده، بينما وزرائه يأكلون على سفح المركب. طلب الشاهد أن ينقل مائدة ناصر إلى جوار مرافقيه، نقل له الأرز والفاصوليا باللحمة وطبق السلطة، ورأى ناصر على المائدة أشكالاً غريبة من الطعام فسأل: قال الشاهد: هذه بيكاتا شامبينيو، جريلد فيل، بروكولى سوب، فواجرا، أورديفر كانيلونى، بريانى، سيمون فيميه، ووو، وثار ناصر قائلاً وزراء عبد الناصر ياكلوا مما يأكل منه شعب مصر ورئيس مصر، هذا هو الرجل الذى قال عنه عمرو موسى أنه كان يرسل ليستورد طعامه من سويسرا، وهذا هو الرجل الذى رأى فيه عمرو موسى أنه تسبب فى كل مشاكل مصر، وأن 5 يونيو لم تكن نكسة، فهى هزيمة ثقيلة جداً، وأنها كانت بداية لطريق طويل انتهى بثورة يناير. وهنا أعجب كيف لايعرف وهو الدارس أن الحرب صورة من صور الصراع السياسى، وأن خسارة معركة لاتعد هزيمة مادامت لم تكسر إرادة الأمة، بدليل أن ناصر هو الذى أقام حائط الصواريخ وأهان العسكرية الإسرائلية فى رأس العش وتدمير إيلات وحرب الاستنزاف، وهو الذى وضع خطتى جرانيت 1&2 التى كسبنا بها حرب أكتوبر. وكيف لايعرف موسى أن ما أدى إلى 25 يناير هو إنقلاب السادات ومبارك على مشروع ناصر فى الاستقلال الوطنى وحولوه لتبعية مقيتة للولايات المتحدة وإسرائيل. إن الإنقلاب على مشروع يوليو الناصرى فى التنمية والتصنيع وعدم الانحياز، والانتقال من العدالة الاجتماعية والاشتراكية إلى آليات السوق والرأسمالية المتوحشة هو ما أدى لثورة يناير، وياله من خلط للأوراق وتعمد التدليس. إنه بهتان عمرو موسى وقربانه الزائف. كيف؟ هذا موضوع مقالنا القادم.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وبضدها تعرف الأشياء
- رجل غاب قمره وحضرت حكمته
- فنجان قهوة على الحائط
- داروا مع الشمس فانهارت عزائمهم
- بين روما ومونبلييه: رحلة في الفكر والتاريخ
- كن رجلاً ولا تتبع خطواتى
- وسقطت ورقة التوت فى الشعيرات
- المحاضر والتجربة والحكاية
- يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعى
- السيد ياسين: الأفكار أبداً لاتموت
- شبح أوباما يراود الخليج ويشعل المنطقة
- مصر لاعب محتمل في نظام عالمي جديد
- ترمب اختيار الدولة الأمريكية العميقة وليس ثورة عليها
- البديل السياسى والرقص مع الذئاب
- حوار الغضب والأمل مع شباب 25/30
- الإيكونوميست وأخواتها: تاريخ من الترصد والمغالطة
- اللامنتمى يحلم بالمستحيل: إحالة إلى عصام حجى
- من شبه الدولة إلى الدولة الراسخة - 2
- من شبه الدولة إلى الدولة الراسخة
- سيادة الرئيس: إعادة هندسة الدولة أو الكارثة


المزيد.....




- توجيه من ترامب بطلاء الحاجز الحدودي مع المكسيك بالأسود وسبب ...
- بابتسامة أمام صيحات استهجان.. نائب ترامب ووزير دفاعه يتعرضان ...
- الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري
- خلية إضفاء الشرعية سلاح إسرائيلي آخر في إبادة غزة
- السعودية.. مقاطع مدى شبه محمد بن سلمان بجده عبدالعزيز تثير ت ...
- تقسيم سوريا لـ3 دول وماذا يعني للأردن وتركيا والعراق وإسرائي ...
- لماذا تعيد دمشق فتح أبوابها لموسكو الآن؟
- إسرائيل تستدعي آلاف الجنود لبدء خطة احتلال غزة وحماس تندد با ...
- أهلكت 140 مليون إنسان.. لماذا تصنع الدول الكبرى المجاعات الق ...
- جدل في لبنان بعد تصريحات البطريرك الراعي عن سلاح حزب الله


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - جمال عبد الناصر وبهتان عمرو موسى