أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الفلاح المصرى ..فى عيده















المزيد.....

الفلاح المصرى ..فى عيده


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5636 - 2017 / 9 / 10 - 03:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(ليه تهدمونــي وأنا اللي عزّكم باني
أنا اللي فوق جسمكم قطني وكتانـي
عيلتي في يوم دفنتي مالقتــش أكفاني
حتى الآســــيّه وأنا راحل وسايبكم)
"بيرم التونسى"
مر اليوم 9 سبتمبر دون حس ولا خبر، لم يتحرك شيئ في بر مصر، ولم يعر أحدا الفلاح المصرى النبيل أي إهتمام كالعادة، رغم كثرة أعيادنا وأيامنا من يوم الشرطة الى يوم العمال ويوم الطالب العالمى ولكن الفلاح دائما هو المظلوم الأبدى.
( على مائدة كل مصري شيئ من إنتاج فلاح جائع) ... "صلاح حسين شهيد الفلاحين.
كان من الإنجازات المبكرة لثورة يوليو إصدار قانون الإصلاح الزراعى في 9 سبتمبر 1952 أي بعد أقل من شهرين على قيامها، حيث تم بمقتضى هذا القانون تحديد الحد الأقصى للملكية الزراعية للفرد بمئتى فدان، وجاء في ديباجة المشروع أن يتم توزيع الأراضى المصادرة على الفلاحين الذين يقومون بالزراعة في الأرض مستأجرين أو مزارعين، (وهكذا جاءت إحدى عيوب هذا المشروع وهو حرمان المعدمين من التملك)، وحرص المشروع على السماح لملاك تلك الأراضى المصادرة ببيع الزائد عن المساحة المقررة في المشروع خلال فترة زمنية محددة وخصص لهم تعويضا عن تلك الأراضى بعشرة أمثال الضريبة السنوية يضاف اليها المباني والمنشئات المقامة على الأرض والمكائن على أن تسدد بفائدة قدرها 3% تقسط على 30 سنة، ورغم كل تلك المرونة والمزايا فقد حدثت مقاومة شديدة لهذا القانون بدئا باستقالة رئيس الوزراء "على ماهر" إحتجاجا على المشروع الى المقاومة المسلحة على يد الإقطاعى عدلى لملوم في الصعيد، بعد ذلك صدر القنون الثانى للإصلاح الزراعى عام 1961 أقر بموجبه حد أقصى للملكية 100 فدان فقط يضاف اليها 50 فدان لباقى الأسرة كحق إنتفاع وإستثنى أي إمكانية للمالك التصرف في الأرض الزائدة، بينما صدر القانون الثالث للإصلاح الزراعى محددا الحد الأقصى للملكية بخمسين فدان في 1969 ولكن القدر لم يمهل عبد الناصر لتنفيذ هذا القانون.
سجّل المؤرخ الفرنسي " فولنى" في كتابه "الرحالة" عن وضع الفلاحين المصريين تحت الحكم العثمانى، يقول ( الفلاحون آلات مأجورة لا يترك لهم للمعاش إلا ما يقيهم الموت وما يحصدونه من أرز وحنطة يذهب إلى موائد أسيادهم ويحتفظون بالذرة لكي يصنعون منها خبزا )، فقد عاش الفلاحون المصريون أكثر سنواتهم سوادا وإنحطاطا في العهد العثمانى حيث كانوا يخضعون لسلطة الملتزم الذى يحصّل من الفلاح أقصى ما يستطيعه "الفلاح" من ضرائب حيث كانت الأرض كلها ملك للخليفة، وحدث في حالات كثيرة أن هرب الفلاحين من أراضيهم بسبب الإضطهاد والعنت المتفاقم عليهم.
حدثت إنفراجة محدودة لنظام الملكية في عهد محمد على حيث وزّع قطعا من الأرض على الفلاحين كحق إنتفاع فقط ، وأقطع لقواده ومساعدية بعض الأراضى البعيدة عن العمران " الأبعديات" لإستصلاحها وزراعتها، وتطور هذا القانون نسبيا في عهد سعيد باشا بصدور اللائحة السعيدية وبداية ظهور الملكية الفردية للأراضى الزراعية وطبقة كبار الملاكين الزراعيين، على أن الفلاح ظل على عهده مضطهدا ومظلوما طوال العصور، فهو الذى أخذ قسرا لحفر قناة السويس، كتبت جريدة "اسنرودنت" الإنجليزية في 15 يوليو 1861 " إن الفلاحين المصريين يسحبون سيراً على الأقدام إلى بور سعيد، وقد ربط بعضهم إلى بعض كالجمال أو مثل قطعان العبيد"، وفى يناير 1862 قام الفلاحين العاملين في الحفر بقناة السويس بتمرد كبير حيث ألقو أدوات الحفر في الصحراء وقاموا بهروب كبير من خط القناة حاولت إدارة المشروع مقاومة هؤلاء الفلاحين العزل باطلاق النار عليهم ليموت منهم الالآف ويدفنوا برمال الصحراء ولم ينتهى التمرد الاّ بعد أن قامت إدارة المشروع بتحديد أجر لهم "رغم ضآلته" وتحسين نوعية الأكل ومياه الشرب لهم قليلا.
قى قصيدة مجهولة لأمير الشعراء أحمد شوقى عن الفلاح المصرى يقول فيها :-
(كم دارت الأقداح بينهم ولم .........تملأ بغير دموعك الاقداح
حسب الولاة الحاكمون على القرى ,,,,,,ان ثم اجساد ولا ارواح
كيف التفاهم بين ذينك نائح ...........يشكو العذاب و سامع مرتاح
قد انكروا البؤس الذى بك محدقا ,,,,,افينكرون الحق وهو صراح
عجبا اينكر بؤس سكان القرى .......الا وجوه كالصقيع وقاح
يا غارس الشجر المؤمل نفعه .........وعد فان ثماره الادراح
اقلعه فالثمر اللذيذ محرم ............للغارسيين وللقوى مباح)
ورغم أن كبار الملاك هم من خانوا "أحمد عرابى" قائد الثورة والمقاومة ضد الإنجليز أمثال خنفس باشا والسيد الكمشوشى وأحمد عبد الغفار وغيرهم حتى سّجل الفلاحون ذلك مثلا صار بينهم " الولس كسر عرابى" فإن خطيب الثورة "عبد الله النديم" لم يجد الاّ حضن الفلاحين الفقراء والشرفاء ليحمونه من المحتل لمدة 9 سنوات، حموه بأجسادهم وأعينهم ليصل الأمر بإعدام بعضهم كما حدث لفلاح الغربية "يوسف أبو رية"، ويشهد الأب هنرى عيروط الكاهن المسيحى في كتابه " الفلاحون" على وضع الفلاح المصرى فيقول ( إن الدولة مسئولة عن بؤس الفلاح، لأنها -وحدها- التي تستطيع علاج حالته، ولكن البرلمان والحكومة يتشكلان من كبار الملاك، ومن ثم يجب تغييرهم).
لقد تعاظمت حركة الفلاحين في الفترة من عام 1948 حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، وتجسدت في معارك الفلاحين ضد الظلم والسخرة في "كمشيش وبهوت وكفور نجم وساحل سليم وميت فضالة والسرو ودراوة والبدارى ودرين وأبو الغيط".. والعشرات من قرى مصر شمالاً وجنوباً، واستشهد في هذه المعارك والانتفاضات الكثيرون من القيادات المناضلة من أجل حق الفلاح في الحياة، سواء من الأجراء ومعدمي وفقراء الفلاحين أو من أبنائهم المثقفين، أمثال الشهداء أبو زيد أبو رواش وعبد الحميد عنتر وعناني عواد وغازي أحمد والمحامي عبد الحميد الخطيب، وغيرهم الكثيرين، وساهم دخول الفكر الاشتراكي والحركة اليسارية المصرية إلى كهوف فقراء الفلاحين والأجراء بعد الحرب العالمية الثانية، إلى قيام حركة نضالية فلاحية متسعة تستهدف استرداد حقوقهم الطبيعية في الأرض والكرامة والحياة الإنسانية.
يقول بيرم:
والقطن برضه لمزراحي
ولقرداحــي
وابن البلـد يقعـد ماحي
في بلاده يتيم
السلام عليكم...



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم الكنز ..بين السيناريو المفكك وإرتقاء الأداء
- عودة للجدل حول قضية المساواة بين الرجل والمرأة
- رفعت السعيد .. مناضل موسوعى مشاكس من طراز خاص
- حول تصريحات الرئيس التونسي بشأن المرأة
- سر عداء عبد الناصر للشيوعيين
- حكّام الخليج .. إمكانية الحفاظ والإستمرار بالحكم.
- ما بعد هزيمة داعش فى العراق وسوريا
- تطور المنظمات الجهادية فى مصر من السبعينيات
- 30 يونيو .. نصف ثورة ونصف إنقلاب
- الجماعة 2..عبقرية الكتابة والأداء
- علاقات قطر والإخوان..بين السياسة والبرجماتية
- حقيقة مأساة الروهينجا فى بورما
- حرب الأنصار أو الصحوات فى سيناء ضد تنظيم الدولة
- حديث عن الدواعشيات
- بين الدماقسة وسليمان خاطر .. حلول العنف الفردى
- مآلات الإسلام السياسى فى مصر
- ترامب والدولة العميقة .. من سينتصر؟
- ما بعد داعش .. عودة الى البدايات
- الموقف من 11 فبراير 2011 .. وموازين القوى
- الخلافة ..بين العثمانيون والداعشيون


المزيد.....




- رجل يعتدي بوحشية على طفل أفغاني ويطرحه أرضًا في مطار موسكو
- توقيف طبيب نفسي مغربي بشبهة الاعتداء الجنسي على مريضاته وتصو ...
- كيف يقضي طيارو المقاتلة B2 عشرات الساعات داخل قمرة القيادة؟ ...
- ماذا نعرف عن صناعة كسوة الكعبة؟
- وزير الدفاع الأميركي: تسريب التقرير الاستخباراتي هدفه التشكي ...
- مستذكرًا تجربة الاتحاد السوفيتي.. وزير بولندي: هكذا يمكن إسق ...
- قتلى وجرحى ودمار واسع خلفته غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ ب ...
- شرق ألمانيا: تطرف الشباب أو حين تصبح -تحية هتلر- عرفا مدرسيا ...
- مرسيدس تختبر أقوى سيارة كهربائية فائقة السرعة!
- القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي وعائلات قتلى كمين سابق يشعرون ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الفلاح المصرى ..فى عيده