|
الغرب و صدمة الهمجية .
صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 5631 - 2017 / 9 / 5 - 23:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إعتاد متقفونا في الحديث عن الصدمات الحضارية ، أن يتكلموا على الصدمة الحضارية التي اصابت الشرق الأوسط بعض غزو جيش الشرق تحت قيادة نابليون بونابرت في 12أبريل 1798 م مصر ؛ فتلك الغزوة أبانت الفارق الهائل بين حضارة تطورت ونمت ، وبين شكل من الحياة في الشرق الأوسط ما زايل يعيش في القرون الوسطى ، و يشرحون ويحللون كيف تعامل الشرق الوسط مع تلك الصدمة الحضارية التي حدثث لهم بعدلقاء الشرق بالغرب ، و التي يطول الحديث عنها ، و لكن ما سنتكلم عنه الان في هذا المقال هو صدمة الغرب بالهمجية الإسلامية بعد اللقاء الأول ، ونقصد هنا على الأقل منذ 11 سبتمبر وما تلاه ، فالغرب ترك الشرق الأوسط لحاله لفترة طويلة بعد علاقته به بالإستعمار و قد تولت في تلك الأونة أنظمة شبه متحضرة تركها الاستعمار لتقود الشرق الاوسذ لبناء اوطان ومجتمعات يمكن التفاهم عقلانيا معها لترتيب أحوال العالم ، و لكن مع تفكك تلك النخب وعودة الأصولية الإسلامية للواجهة ، وجد الغرب نفسه أمام صدمة توحش اصابت الشرق ، فهذا الشرق الذي كانت القيم الغربية تفرض عليه ، صار هو هو من يضع القوانين ويحاول فرضها على الغرب ، وقصص كشارلي ايبدو ، و تفجرات راي أمريكا ، و المذابح بالشاحنات و السواطير للغربية جعلتهم مصدومين ، فهنا نحن امام كائن متوحش تم اهماله لسنين طويلة ، وجاءت داعش لتتوج المسائر بأفعال لم يستوعبها العقل الغربي ، فكم الهمجية و الاجرام و التعطش للدماء لا حد له ، وبإستعمال التكنولوجيا الغربية ، ما جعل الغرب في حيرة من امره ، كما كان الشرق في حيرة من امره ، فكما دعى طه حسين للاقتداء بالغرب ، دعى غربيون لمحاولة تمدين الشرق ، و كما كان هناك متطرفون معادون للانفتاح ، فقد ظهر اليمين ليدعو لطرد هؤلاء الهمجيين ومحاصرتهم بعيدا عن الحضارة الغربية خوفا عليها ، و حاليا لا يمكن عدم ملاحظة الارتباك الذي يعاني منه الغرب إزاء الهمجية الشرقية ، فكيف يتصرف هذا الغربي الذي يضع حقوق لحماية الحيوان مع سفاحين ومجرمين ومختلين عقليا يأكلون القلوب و الاكباد.
الشيء الاخرالذي يؤرق الغرب انه حاول في فترة سابقة تمدين هذا الشرق ، و لكن ظهر ان هذا التمدين انتهى للفشل فخروج الاستعمار يعني انهيار كل شيء ، بل اليوم حتى محاولات مساعدة هذا الشرق ليتحضر تبوء بالفشل في بعض البلاد التي بقي فيها شبه تحضر ، حيث يرفضون قوانين حقوق الانسان و العلمانية وحقوق المراة بحجة انها من الغرب الصليبي الكافر ، وعليه يغوص الشرق اكثر في تخلفه ، و الدولة تسقط دولة بعد دولة ، فمصر مثلا رغم انها لم تسفط في يد ميليشيا الهمجية ، ولكن الدولة ذاتها صارت تمارس الهمجية بقوانين حد الردةتحت مسمى قوانين ازدراء الأديان ، الخ مما يلحق بالمراة من انتهاكات قانونيني ، تقع كلها تحت بند الخصوصية الثقاة ، مما جعل مثلا برنارد لويس يقول دعوهم و شأنهم ولو اقتضىالحال بتسييج المنطقة بالاسلاك ، وهذا حاصل فعلا فأوربا تسيج نفسها بالاسلاك ، و المانيا متال حي فكرم ميركل الراقي و الإنساني مع المهاجرين ، انتهى الى فضيحة بتصرفات مخزية وخجلة من اللاجئين المسلمين ، و كأنها نجاشي آخر حاول حماية المسلمين ، فانتهى به الحال يفرض على قومه الجزية ، و الخط الهميوني ، وحاليا العالم كله بات يرتاب من المسلمين ، وفرنسا كانت صريقة في قولها انها ستقبل المسيحيين فقط ، لان المسلمين قوم هم ، وما لديها يكفيها ، وتراب أراد منعهم تماما ، دراءا لشرهم ، في المقابل ان يستحي المسلمون فهذا دونهخرط القتاد ، فهو يأتي بكايا متوسلا ان يقبل ، ثم ما ان يجد الدفئ حتى يلذغ ، متله مثل الحية التي جمدها الصقيع ، وحين حن عليها الحطاب المسكين لذغته لسقط جثة هامدة .
حاليا لا يمكنني الجزم بصراحة لما ستؤول إليه الأمور و لكن و لكن صدمة الهمجية التي اصيبة بها اوربا قد تؤدي الى أي شيء ، و المسلمون ليس لهم قبل بأوربا ، فرغم ما يبدو عليها من ضعف ، و لكن ليس سوى لانسانيتها و وصبرها ، و لكن لو اخرجوا المارد الغربي من القمم فقولو اننا نشم افراد الغاز ، و الجاعات و الإبادة في كل مكان ، و لا يمكن لاحد ان يلوم اوربا في دفاعها عن نفسها ، فالمسلمون ليسوا اليهود ، ثم ان فكرة الشهادة تعجبهم ، لهذا كلما انغمست اوربا في اوحال الحروب مع المسلمين فلن يزدادوا الا رغبة في القتال ، وهذا حلمهم الازلي ، وهو ان تقوم حرب كونية تفني العالم ، لتتحقق نبوء نهاية التاريخ كما تصورها محمد وهو يوم قيامة يباد فيه الجميع .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزائر تعود إلى محمد.
-
مِحنة الديوث .
-
العرب من دون إسلام 3/3 .
-
العرب من دون إسلام 3/2 .
-
العرب من دون إسلام 3/1 .
-
المرأة الجزائرية و ثورة النواعم الناعمة 3/3.
-
المرأة الجزائرية و ثورة النواعم الناعمة 3/2.
-
المرأة الجزائرية و ثورة النواعم الناعمة 3/1.
-
جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/3 .
-
جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/2 .
-
جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/1 .
-
الإسلام و العداء الحتمي للحضارة الإنسانية 2/2.
-
الإسلام و العداء الحتمي للحضارة الإنسانية 2/1.
-
الإسلام و سياسة التشويه كآلية للإستمرار .
-
المسلمون ومتلازمة ( جيري هيشفانغ ) .
-
لوبيات الجهل المقدس .
-
عن الإسلام و نشره الغباء بين معتنقيه .
-
وهل لدى المسلمين عدى الإرهاب و القتل ؟ .
-
المسلمون والتخريب الممنهج للحضارة الإنسانية .
-
- ثمن الايدولوجيا - الجزائر نموذجا .
المزيد.....
-
لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
-
إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
-
المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال
...
-
الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
-
يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
-
“متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب
...
-
لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد
...
-
أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا
...
-
وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|