أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد عبدالرضا - دهليز مرهون














المزيد.....

دهليز مرهون


مقداد عبدالرضا

الحوار المتمدن-العدد: 5625 - 2017 / 8 / 30 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


من دفتر اليوميات
الى سهيل سامي نادر صديقا

مرهون يشتغل بستايچـي بمعمل احذية نسائية , من يمرر الشفرة على الجلد الاملس حتى يفصل الحذاء يسمع صوت الحز , تگـوم ايده ترجف ويحس بفرح غامر , خاصة اذا كان لون الجلد اخضر وسكارپين عالي , مرات من يكمل الحذاء ويشوفه كلش حلو يغافل ابو المعمل والعمال , يخلي بكيس وياخذه ويا للبيت , بالليل يخلي جوه الوسادة ويحلم بالبنت اللي راح تخلي برجلها الناعمة , كان مرهون يحلم ان يشتغل بائع احذية نسائية باحد المحلات حتى يلامس كواحل النساء , ومرات تصعد اصابعه بعفوية مقصودة حتى يلامس الساق ( الباچـه ) , ويطير من الفرح اذا كانت اكو ردة فعل او فزه من احدى الفتيات ويحمر وجها, يفرح كثير ايضا اذا كانت البنت لابسه تنوره قصيرة , يختلس النظر الى ركابها , ويموت ويعرف الدهليز ليوين يودي , بالغريزة كان يحس بايقاظ حميم يجتاح جسدة ومايعرف ليش , وهو بعمره كله لاشاف ولا اخترع , لان عاش وحيد في بيت كبير بعد ان تم تهجير عائلته , مرهون مايگـدر يشتغل بائع احذية لان كان يعاني من تأتة اثناء الكلام ,, مايفرحه كلش , عنده صديقين , الاول متقاعد والثاني يشتغل محاسب في مصرف اهلي , بعد فترة هذا المحاسب راح يدخل الحمام وبدل ان يحلق لحيته , يمرر الشفرة على عنقه وينهي حياته , ربما في وقت اخر راح نتحدث عنه ,, كل خميس الظهر اعتاد الثلاثة الذهاب الى بار شريف وحداد الواقع بركبة جسر مود ( الاحرار ) من جهة الرصافة , من يگـعدون بالبار الكل كان يعرف بأن المتقاعد راح يبدي يحكي حادثة الحريق اللي شب في محطة الگـيلاني يوم 30 تموز 1958 واللي استمر اسبوع , العجيب في الامر ان كل مرتادي البار ينصت للحكاية بمتعة كبيرة وكانه يسمعها لاول مرة , الا النادل , كان يشاكس المتقاعد ويقاطعه ويهزأ من الاعادة , لما تكمل الحكاية , المتقاعد يباوع على النادل بتركيز , ينقر باصابعه على الطاولة , يرفع كأسه ويشفه للجعب ويرجعه بقوة بحيث كل الزبائن يسمعون صوت ارتطام جعب الكأس بالطاولة , يصير صمت ,, واخيرا يطلق جملته الاثيرة ,, عمال خدمات مابيكم نفع , يضج البار بالضحك , على غير العادة مرهون اتصل باصحابه يوم 30 كانون الثاني 1969 يرجوهم اللقاء بشريف وحداد, لان روحه اصابها حزن وخوف وجزع , لاول مرة اصحاب مرهون ومن بالبار شافو يبكي , ماعرفو السبب وكلما حاولو يستفسرون عن الامر كان الجواب مزيد من البكاء والصمت , سكر مرهون كلش هوايه وطلع يترنح حتى دون ان يسلم على اصحابه , الوقت كان قد تجاوز الاربعة ونص العصر , الشمس في طريقها للمغيب , من عادة مرهون عبور الجسر مشي , لما وصل للمنتصف , باوع شاف حذاء نسائي حلو على ارضية الجسر , شال راسه بصعوبة شاف بنت عابره سياج الجسر ومستنده عليه بذراعها حتى لاتوگـع , كانت تتلفت يمنه ويسره وتبتسم , وجه مشرق كلش , عندها گـصيبة طويلة صفره , كلش حلوه متدلية امام سياج الجسر , الگـصيبة تشبه گـصيبة المجندة الامريكية اللي كانت گـاعده على الدبابة وخلت الرتل الحكومي المظلل يصعد على رصيف جسر الجمهورية من الخوف ,, ابتسم مرهون للحظة , لكن ابتسامته ضاعت من شاف البنت قذفت بنفسها لنهر دجلة , مرهون عاط وركض , لكن ماگـدر يوصل الها , صعد السياج بصعوبة وقذف بنفسة خلف البنت حتى يخلصها , الناس كانت تعبر بشكل اعتيادي ولا واحد منهم شاف المشهد , البنت تسمرت بالفضاء وما نزلت للنهر , حتى مرهون من نزل وراها لامس كاحلها في محاولة منه ان يمسكها لكن سرعة نزوله ماساعدته , ارتطم جسده بالنهر وغاص , البنت جسدها انتصب بالفضاء ومن سرعة نزولها ثوبها الاسود ارتفع ليفوك وظهرت عارية تماما , الثوب انفصل عن الجسد , حلق وتوقف بالفضاء هو الاخر وظل يرفرف , جسد البنت ابيض بض حلو كلش , كانت اشعة شمس الغروب تمنحه منظر يبعث على الخشوع ,, الشي اللي كان يتحرك بهذا المشهد مع الهوى بشكل خلاب هو شعرها وثوبها الاسود , مرهون غاص لقعر النهر , منسوب دجلة ابتدأ بالارتفاع بطريقة سريعة , غطى الجانبين , غطى البيوت , لكن ما ان لامس قدم الفتاة حتى ارتفع جسدها كلش عالي , فكان كلما ارتفع منسوب النهر ارتفع جسد البنت متحرر من كل ما يلامسه وارتفع ثوبها ايضا , مرهون ابتسم بحب وهو يشوف هذا المشهد الآسر ولاول مرة يكتشف طريق الدهليز , اجتاحته لذة خفيفة , الاسماك بدأت تتجمع حوله وتنقر بجسمه , فجاة اخذ يضحك بصوت عالي لان شعر بدغدغة بمؤخرته جراء نقر احدى السمكات , ضحك بقوة , هذا الضحك حرك النهر وحوله الى امواج قوية , الامواج تحولت الى فقاعات اخذت ترتفع الى الاعلى واحاطت جسد البنت , الفقاعات تطوف حول الجسد المعزول عن كل شىء , المشهد رائع , , التماعات صفراء في فضاء بغداد الخالي الا من جسد البنت والماء والثوب الاسود ورقص الفقاعات , مرهون استمر بالضحك , اخر شىء شاهده بفرح غامر هو حذاء البنت طايف فوق الماء , احتضنته الاسماك وقبل ان ينام تناهى الى سمعه صوت هلاهل وهتافات قاسية ,, في بار شريف وحداد تخلى الرجل المتقاعد عن حكاية حريق محطة الكيلاني وابتدأ يحكي عن مرهون اللي تعلم السباحة باحد شرايع بغداد بحرفية عالية



#مقداد_عبدالرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول النعاس 2
- من دفتر اليوميات / حوار حول النعاس 1
- من دفتر اليوميات / مالذي فعلته الحرب بنا ياحنان ؟ هذا مافعلت ...
- وحشة يوم السبت
- حصان ابن عمشة الطويلة
- قلق السيد بول بريمر
- عم وداعا ابراهيم جيوار
- انحناءات
- أنه البنيه


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد عبدالرضا - دهليز مرهون