حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 21:02
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
أعود الآن إلى المزاعم الأربعة التي عبثاً تحاول ترويجها الشلة إياها ، فتقرع بها على رؤوس عدد من كتاب الحوار المتمدن ، بمناسبة و بدون مناسبة . زبدة هذه المزاعم هي :
1. أن العمل الخدمي عمل غير انتاجي ؛
2. أن الخدمات لا تخلق فائض قيمة ؛
3. أن الدين الخارجي للدولة الرأسمالية إذا ما تفاقم ، فإن تلك الدولة المدينة سيموت فيها النظام الرأسمالي ؛
4. أن الاستهلاك المباشر للخدمات يعني أنها ليس لها قيمة تبادلية .
مع إضافة زعم خامس بكون الرأسمال التجاري غير منتج .
أبدأ بالزعمين الأولين التي يحرص من يسوق نفسه كماركسي على تسويقها : أن العمل الخدمي عمل غير انتاجي ، و أن الخدمات لا تخلق فائض قيمة ؛ لأسأل : لمن يعود هذا الرأي الفاسد ؟ الجواب أنه رأي المؤدلج الاقتصادي للنظام الرأسمالي "آدم سمِث" ، و ليس رأي أيٍ من أفراد الشلة إياها ممن هربوه كبضاعة فاسدة عبر الحدود لأنفسهم . ففي مؤلفه الشهير "ثروة الأمم" (The Wealth of Nations) المطبوع عام 1776، أعتبر آدم سمِث أن فائض القيمة ينتج من : رأس المال و العمل المنتج . أما العمل المنتج ، فهو كل عمل ينتج بضاعة مادية ملموسة قابلة للبيع ؛ أما أعمال الخدمات بكافة أنواعها فهي أعمال استهلاكية غير منتجة ينبغي تقليصها إلى أكبر حد ممكن . يقول آدم سمث :
"There is one sort of labour which adds to the value of the subject upon which it is bestowed there is another which has no such effect. The former, as it produces a value, may be called productive the latter, unproductive labour. Thus the labour of a manufacturer adds, generally, to the value of the materials which he works upon, that of his own maintenance, and of his master s profit. The labour of a menial servant, on the contrary, adds to the value of nothing. , Adam Smith, The Wealth of Nations , London: Andrew Skinner. 1974, II. 429.
الترجمة :
"هناك نوع من العمل الذي يضيف قيمة للشيء الذي ينصرف عليه ذلك العمل ؛ و هناك نوع آخر من العمل الذي لا يمتلك مثل هذا التأثير . النمط الأول من العمل ، لكونه ينتج قيمة ، يمكن تسميته عملاً منتجاً ؛ أما النمط الثاني ، فهو عمل غير منتج . و هكذا فإن العامل المنتِج يضيف ، عموماً ، قيمة إلى قيمة المواد التي يشتغل عليها ، و قيمة لعيشه ، و قيمة لربح سيده (الرأسمالي) . أما العمل الخدمي اليدوي ، فهو على العكس من ذلك ، لأنه لا يضيف أي قيمة من أي نوع ."
و لكون آدم سمث هو المنظر العتيد للنظام الرأسمالي ، نجد أنه في نصه أعلاه يتعمد التعمية على طبيعة النمط الرأسمالي للعملية الإنتاجية و ذلك بتصنيفه وسائل عيش العامل - و ليس قوة العمل - كأحد عناصر رأس المال المنتج بغية إلغاء الفرق الكائن بين رأس المال الثابت و رأس المال المتغير ، و بالتالي جعل فهم الجوهر الاستغلالي لعملية الإنتاج الرأسمالي عملاً مستحيلاً . فالقيمة التي يضعها الرأسمالي في وسائل الإنتاج تبقى ثابتة قبل و بعد مشاركتها في العملية الإنتاجية ، وهذا سبب تعريفها كرأس مال ثابت من طرف ماركس . أما رأس المال المتغير ، فإنه ما أن يتحول من شكله كـ "مال" إلى شكله السلعي المنتج بفضل قوة العمل المشخصة فيه ، حتى يكتسب فوق قيمته قيمة متمددة ذاتياً هي "رأس المال" الذي يستحوذ عليه الرأسمالي لنفسه فقط و لا يصبح جزءً من وسائل عيش العامل بأي حال من الأحوال . و علاوة على ذلك ، نجد أن آدم سمث يربط إنتاجية العمل بنوعيته المتعلقة بقيمته الاستعمالية و ليس بقيمته التبادلية الخالقة للثروة عندما يعتبر العمل الخدمي عملاُ غير منتج .
هذا هو رأي المؤدلج الرأسمالي آدم سمث ، فما هو رأي ماركس – الذي لم يبق أي مقولة غير علمية لكل أساطين الاقتصاد السياسي الكلاسي دون تفنيدها – بصدده ؟
يقول ماركس بهذا الصدد :
The use-value of the commodity in which the labour of a productive worker is embodied may be of the most futile kind. The material characteristics are in no way linked with its nature which on the contrary is only the expression of a definite social relation of production. It is a definition of labour which is derived not from its content´-or-its result, but from its particular social form.
On the other hand, on the assumption that capital has conquered the whole of production—and that therefore a commodity (as distinct from a mere use-value) is no longer produced by any labourer who is himself the owner of the conditions of production for producing this commodity—that therefore only the capitalist is the producer of commodities (the sole commodity excepted being labour-power)—then revenue must be exchanged either against commodities which capital alone produces and sells,´-or-against labour, which just like those commodities is bought in order to be consumed that is, only for the sake of its particular material characteristics, its use-value—for the sake of the services which, through its particular material characteristics, it renders to its buyer and consumer. For the producer of these services the services rendered are commodities. They have a definite use-value (imaginary´-or-real) and a definite exchange-value. For the buyer, however, these services are mere use-values, objects in which ||305| he consumes his revenue.
الترجمة
إن القيمة الاستعمالية للبضاعة التي يتجسد فيها عمل العامل المنتج يمكن أن تكون من أكثر الأنواع عقماً . فالمميزات المادية لا علاقة لها البتة بطبيعة القيمة الاستعمالية التي هي ، بالعكس ، مجرد التعبير عن العلاقة الاجتماعية المحددة للإنتاج . إنها التعريف للعمل المستمد ليس من محتوياتها و لا من نتائجها ، و إنما من شكلها الاجتماعي المحدد .
و من الناحية الأخرى ، فلو ا فترضنا بأن رأس المال قد احتل كامل الإنتاج – بحيث لا تعود هناك أي بضاعة (تمييزاً لها عن القيمة الاستعمالية فقط) تنتج من طرف أي شغيل يكون هو المالك بنفسه لشروط الإنتاج لإنتاج بضاعته – بحيث يصبح الرأسمالي وحده هو المنتج للبضائع (اي تصبح قوة العمل وحدها فقط هي البضاعة المقبولة) – عندها يتوجب استبدال الدخل إما لقاء البضائع التي لا ينتجها و لا يبيعها إلا رأس المال ، أو لقاء العمل الذي يصبح مثل تلك البضاعة : يُشترى بغية استهلاكه ؛ أي يُشترى من أجل مميزاته المادية الخاصة التي يوفرها لمشتريه و مستهلكيه . بالنسبة للمنتج لهذه الخدمات ، فإن خدماته المقدمة هذه هي بضائع . إنها تمتلك قيمة استعمالية محددة . أما بالنسبة للمشتري فإن هذه الخدمات هي مجرد قيم استعمالية ، أشياء يستهلك بها دخله .
إنتهت الترجمة .
يلاحظ هنا مدى شموخ الخيال لعبقرية ماركس . أنه يستشرف وضعاً يتمدد فيه غزو رأس المال ليحتل كامل سوق العمل ، عندها لن يبق ما يُشترى و يُباع في السوق سوى نوعين من البضائع : 1) قوة عمل العامل الأجير عند الرأسمالي ، و 2) كل البضائع المادية و غير المادية الأخرى . بالنسبة للرأسمالي هنا : كل شيء يصبح هو بضاعة تدر عليه رأس المال ؛ بلا ثرثرة و لا طرطرة عن بضاعة منتجة و غير منتجة . و قد حصل ما يشبه هذا بدرجة ما الآن في عدة بلدان رأسمالية إحتل فيها رأس المال عدة قطاعات انتاجية لنفسه بالذات لقشط زبداتها الدسمة : النوادي و السباقات الرياضية المحلية و العالمية بمختلف أنواعها ؛ صناعة السينما و التلفزيون ؛ الإتصالات و الإنترنيت ؛ البرمجيات ، و غيرها (سأعود لهذا) . و من نافلة القول أن الرأسمال دائم البحث عن تسليع كل شيء : الرجال و النساء و الأطفال ؛ و كل الموارد الطبيعية ، و آخرها الماء ، و سيأتي وقت تسليع حتى الهواء .
كما يلاحظ اكتشاف ماركس العلمي لطبيعة البضاعة الرأسمالية ، أياً كانت هذه البضاعة ، بكونها : " شكل العلاقة الاجتماعية المحددة للإنتاج" . و كذلك طريقة اشتغال منهجه العلمي المتماسك منطقياً على طول الخط : لمّا كانت القيمة التبادلية للبضاعة هي " التحقيق المادي لشكل العلاقة الاجتماعية للإنتاج" ، لذا فإن قيمتها الاستعمالية هي "التعبير عن شكل هذه العلاقة الاجتماعية المحددة للإنتاج" . كل باحث في الاقتصاد لا يدرك البضاعة كشكل من أشكال العلاقة الاجتماعية لنمط الإنتاج السائد ، بل يفهمها صنمياً كأشياء ملموسة ، يستحيل عليه فهم طبيعة البضاعة مطلقاً ؛ مثلما يستحيل على من لا يستوعب ماهية الكتلة أن يفهم ماهية الطاقة .
العمل المنتج و العمل غير المنتج بالنسبة لماركس
مثلما مر بنا سابقاً في أكثر من محل ، يعتبر ماركس أن كل عمل مأجور (سواء في حقل الإنتاج المادي ، أم في الخدمات أو الإنتاج غير المادي) يخلق فائض قيمة للرأسمالي هو عمل منتج . في كتابه : "نظريات فائض القيمة" يقول ماركس :
“Productive labour.. is wage labour which.. produces surplus value for the capitalist.” (Theories of Surplus Value, I. 152)
العمل المنتج .. هو العمل المأجور الذي .. ينتج فائض القيمة للرأسمالي . (نظريات فائض القيمة ، الجزء الأول ، ص 152)
بموجب هذا التعريف ، فإن الشروط المطلوبة للعمل المنتج في النظام الرأسمالي هي :
أ. و جود عمل مأجور من أي نوع كان منجز لحساب رب عمل .
ب. أن هذا العمل المأجور يخلق فائض قيمة لرب العمل ، أي يحول المال إلى رأس المال .
يقول ماركس :
A writer is a productive labourer not in so far as he produces ideas, but in so far as he enriches the publisher who publishes his works,´-or-if he is a wage-labourer for a capitalist.
الترجمة :
الكاتب (المؤلف) هو عامل منتج ليس لأنه ينتج الأفكار ، و إنما لأنه يثري الناشر الذي ينشر أعماله ، أو عندما يكون عاملاً أجيراً لحساب الرأسمالي . (ن . م)
و غني عن القول أن العلاقة الجدلية القائمة بين العمل المنتج و العمل غير المنتج تسلتزم إدراك تلازمهما الوجودي معاً ، أي عدم إمكانية وجود العمل غير المنتج إلا إذا و جد العمل المنتج ، و بالعكس . كما تستلزم نفس هذه العلاقة إدراك ضرورة اعتبار وجهة نظر الرأسمالي - أو بالأحرى طبيعة علاقته بالعمل المنجز - هي الأساس في التمييز بين العمل المنتج و غير المنتج .
أما العمل غير المنتج ، فإن تعريف ماركس الآنف الذكر نفسه يحدد على نحو قاطع مفهوم ماهية العمل غير المنتج بكونه : ذلك العمل الذي لا ينتج فائض قيمة للرأسمالي ؛ أي الذي لا ينتج رأس المال . يقول ماركس :
"العمل غير المنتج هو ذلك العمل الاستهلاكي المحض الذي لا يُبادل برأس المال ، بل يُبادَل مباشرة بالمدخولات ، أي بالأجور بالنسبة للعمال أو الأرباح بالنسبة للرأسماليين ( و بضمنها طبعاً الأصناف المتنوعة لأولئك الذين يشاركون كشركاء في أرباح الرأسمالي ، مثل أصحاب سعر الفائدة و بدلات الإيجار) . و حيثما كان كل العمل يسدد فقط جزءً من قيمته الذاتية (مثلاً : العمل الزراعي للأقنان) و جزءً يُبادل مباشرة بالدخل (مثل العمل الإنتاجي في مدن آسيا) ، فإن ذلك يعني عدم وجود أي رأس مال و لا أي عمل مأجور بمعناه في الإقتصاد السياسي البرجوازي . هذه التعاريف ، إذن ، ليست مشتقة من الطبيعة المادية للعمل (لا من طبيعة إنتاجه ، و لا من شكله الخاص كعمل ملموس) ، و إنما من الشكل الإجتماعي المحدد ، من العلاقات الإجتماعية التي يتحقق فيها العمل ." (ن . م)
و يوضح ماركس ما سبق بإحالته على الواقع :
An actor, for example,´-or-even a clown, according to this definition, is a productive labourer if he works in the service of a capitalist (an entrepreneur) to whom he returns more labour than he receives from him in the form of wages while a jobbing tailor who comes to the capitalist’s house and patches his trousers for him, producing a mere use-value for him, is an unproductive labourer. The former’s labour is exchanged with capital, the latter’s with revenue. The former’s labour produces a surplus-value in the latter’s, revenue is consumed.
الترجمة :
فالممثل ، على سبيل المثال ، بل و حتى المهرَّج ، هو ، بموجب هذا التعريف ، عامل منتج إذا ما أشتغل في خدمة الرأسمالي (مؤسس المشروع) الذي يحصل [من الكاتب أو المهرِّج] على عمل أكبر مما يستلمه [هذا الأخير] بشكل أجور [من الرأسمالي] ؛ في حين أن الخيَّاط المشتغل بالقطعة الذي يأتي إلى بيت الرأسمالي و يرقّع له سرواله - منتجاً بذلك ليس أكثر من قيمة إستعمالية له - هو عامل غير منتج . عمل الأول يُبادل برأس المال ؛ في حين أن عمل الثاني يُبادل بالدخل . عمل الأول ينتج فائض قيمة ، في حين يُستهلك الدخل في عمل الثاني . (ن . م)
يواصل ماركس تحليله لهذين النوعين من العمل بالقول :
Productive and unproductive labour is here throughout conceived from the standpoint of the possessor of money, from the standpoint of the capitalist, not from that of the workman hence the nonsense written by Ganilh, etc., who have so little understanding of the matter that they raise the question whether the labour´-or-service´-or--function- of the prostitute, flunkey, etc., brings in returns.
الترجمة :
العمل المنتج و العمل غير المنتج يفهم في كل مكان هنا من وجهة نظر مالك النقود ، أي من وجهة نظر الرأسمالي ، و ليس من وجهة نظر العامل . و من هنا يأتي الهراء المدبج من طرف گـانيه و غيره ممن لا يفهمون إلا النزر القليل في هذا الموضوع ، الأمر الذي يجعلهم يتساءلون ما إذا كان عمل أو خدمة أو وظيفة المومس و الخادم .. تنتج العوائد . (ن . م)
و لتوضيح جدلية أن نفس العمل يمكن أن يكون غير منتج بالنسبة لبائعه ، و منتجاً بالنسبة لمستغله ، يقدم لنا ماركس هذه الأمثلة :
The same kind of labour can be productive´-or-unproductive.
E.g. Milton, who did the Paradise Lost for £5, was an unproductive worker. But a writer who does factory labour for his publisher is a productive worker….A singer who sells her songs on her own account is an unproductive worker. But the same singer, engaged by an impresario, who has her sing in order to make money, is a productive worker. For she produces capital.
الترجمة :
نفس نوع العمل يمكن أن يكون منتجاً أو غير منتج .
مثال : الشاعر مِلْتِنْ ، عندما أنتج (الملحمة الشعرية) "الفردوس المفقود" لقاء خمسة باونات ، كان عاملاً غير منتج . في حين أن الكاتب الذي ينجز عملاً مصنعياً لناشره هو كاتب منتج .... المغنية التي تبيع أغانيها لحسابها هي عاملة غير منتجة ، و لكن نفس هذه المغنية عندما يتعاقد معها مدير الفرقة الموسيقية و يجعلها تغني كي يغتني هو (من غنائها) ، هي عاملة منتجة لكونها تنتج رأس المال . (ن . م)
الزعم الشللي الرابع : أن الاستهلاك المباشر للخدمات يعني أنها ليس لها قيمة تبادلية
من أين للشلة بهذا ؟ نعم ، بالتأكيد ! من شيخهم : آدم سمث ، أيضاً ! و هؤلاء هم مؤدلجون إمبرياليون مثله ! شبيه الشيء منجذب إليه !
في نفس كتابه ، ثروة الأمم، يقول آدم سمث :
The labour of the menial servant, ||307| on the contrary, does not fix´-or-realise itself in any particular subject´-or-vendible commodity. His services generally perish in the very instant of their performance, and seldom leave any trace´-or-value behind them, for which an equal quantity of service could afterwards be procured.
الترجمة :
"إن عمل الخادم اليدوي هو ، على العكس ، لا يثبت و لا يحقق نفسه في أي موضوع أو بضاعة ممكنة البيع . إن خدماته تفنى عموماً في نفس لحظة إنجازها ، و نادراً ما تترك أي أثر أو قيمة خلفها ليمكن الحصول على كمية مساوية لها من الخدمة "
ما الفرق بين كلام آدم سمث أعلاه ، و كلام عراب تلك الشلة عندما يعلق لي في موضوعي عن الخِبِل ترَمْب قائلاً :
"الخدمات تستهلك تماماً حال إنتاجها ولذلك لا قيمة تبادلية لها" ؟
طيب ، ما دامت هذه الشلة تتخذ من مؤدلج الرأسمالية آدم سمث شيخاً لها ، فلماذا لا تصرح بسمثيتها علناً باعتبارها ليست شلة باطنية متسترة ، فنحسبها عليه ، و كفى ؟ و لماذا نجدها تحرص كل الحرص على التلزق زوراً و بهتاناً بعمنا المسكين ماركس الذي سبق و أن قرأناه و هو يحرص على تفنيد كل مقولة برجوازية لسمث ، و مثلما قرأناه و هو يقول لنا بأن الباحث الماركسي غير معني بالكيفية التي تشبع بها البضاعة حاجات البشر ؟ :
"البضاعة هي ، في المقام الأول ، شيء كائن خارجنا ، و الذي يشبع بخصائصه الحاجات البشرية من أي نوع كانت . إن طبيعة تلك الحاجات ، ما إذا كان مصدرها المعدة مثلاً أم الهوى ، لا تغير في الأمر شيئاً . و كذلك فنحن غير معنيين بمعرفة كيف يُشبع هذا الشيء هذه الحاجات ، سواء مباشرة إذا كان وسيلة من وسائل المعيشة ، أم عن طريق غير مباشر مثل إحدى وسائل الإنتاج . "
كما سبق و أن قرأنا ماركس و هو يقول :
"عندما نتكلم نحن عن البضاعة باعتبارها التحقيق المادي للعمل – أي بمعنى أن لها قيمة تبادلية – فهذا بحد ذاته هو مجرد مفهوم خيالي ؛ إنه (أي التحقيق المادي للعمل) ذلك النمط للوجود الاجتماعي الخالص للبضاعة و الذي لا علاقة له بواقعها الجسدي ؛ إنها تُفهم باعتبارها كمية محددة من العمل الاجتماعي أو من المال . و يمكن للعمل الملموس الذي تنتج منه البضاعة أن لا يترك أي أثر فيها ."
من الواضح أن هذه الشلة تريد بالتزوير تحويل الماركسية – أرقى نظرية إقتصاجتماعية ثورية في العالم – إلى شماعة سمثية إمبريالية تتاجر بها زوراً بقصد تحويل الثوار الماركسيين الشرفاء إلى عبيد للإمبريالية و خدمها في المنطقة ..
رأسمال التاجر
بالنسبة لرأسمال التاجر ، يوضح ماركس بأنه لا يخلق فائض القيمة مباشرة ، و إنما بشكل غير مباشر قدر مساهمته في تقصير زمن التداول ( دوران رأس المال) ب – م ، م – ب :
في الجزء الثالث من رأس المال ، في خاتمة العنوان أعلاه ، نقرأ لماركس :
"و عليه ، فإن رأس مال التاجر لا يخلق لا القيمة و لا فائض القيمة ، على الأقل ليس بشكل مباشر . و بالدرجة التي يساهم بها في تقصير زمن التداول ، فإنه يمكن أن يساعد على نحو غير مباشر في زيادة فائض القيمة الذي يحصل عليها الرأسماليون الصناعيون . فبالدرجة التي يساعد فيها على توسيع الاسواق و يحقق تقسيم العمل بين الرأسماليين ، فيمكن بذلك رأس المال أن يشتغل على نطاق أوسع ، فإن وظيفة رأس مال التاجر ترقّي إنتاجية رأس المال الصناعي و تراكمه . و بالدرجة التي يقلل فيها زمن التداول ، فإنه يزيد نسبة فائض القيمة لرأس المال المدفوع مقدماً ، أي يزيد نسبة الربح . و بالدرجة التي يحجز بها قسماً أقل من رأس المال داخل نطاق التداول على شكل مال- رأس المال ، فإنه يزيد ذلك القسم من رأس المال الذي يشتغل مباشرة في الإنتاج ."
يتبع ، لطفاً .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟