أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد الكفائي - قراءة نقدية في قصة خريف للكاتب مجيد الكفائي














المزيد.....

قراءة نقدية في قصة خريف للكاتب مجيد الكفائي


مجيد الكفائي
محام وكاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5622 - 2017 / 8 / 27 - 08:28
المحور: الادب والفن
    


بقلم الناقدة السورية اميمة الحسن
خريف
بعد أن أخذت حمامًا ساخنًا اضطجعت على سريرها الملكي تداعب خصلات شعرها , قالت وهي تنظر إلى بطاقة الدعوة : اليوم سأكون أجمل امرأة في الحفل , سأجعله يندم ...لأنه لم يتزوجني , ارتدت أفخر ثيابها , زانت جيدها بعقد من الماس , جلست كملكة بين المدعوين , لفتَ انتباهها كثرة العجائز المتصابيات !سألته لمَ يضجُّ الحفل بالعجائز ؟أجابها : إنه حفل الخريف لتكريم النساء اللاتي وصلن إلى خريف العمر .


لدراسة القصة القصيرة مناهج كثيرة وسبل يعتد بها النقد الحديث بين تركيز على الأطر الاجتماعية أو التاريخية والفكرية , وقد يتم تحليل القصة وفق منهجية معينة وهذه ستكون أكثر دقة في تحري تفاصيل القصة من حيث مكوناتها .
لا أدعي اتباع منهجية معينة , كما لا أنفي تدخلي في بث رؤيتي الخاصة , فطالما اعتقدت أن التحليل لأي نص يجب أن يضاهي النص الأدبي جمالا وتحفيزا للاستزادة .
وإذ لا أدعي اتباعي لمنهج معين فإن ميلي للمنهج الجمالي واضح , وعلى هذا سأبدأ تحليلي عسى أن يكون مفيدًا ممتعا .
وكعادتي سأترك القصة تدخلني في مفاوزها وسيكون مدخلي عنوانها .
عنوان القصة (خريف) ولا يخفى ما للعنوان من أهمية تحمل فكرة مستقلة وإيحاء بفكرة القصة .
جاء العنوان اسمًا جامدًا
و قد يتراءى لكل قارئ إيحاءٌ مختلفٌ عن الآخر من خلاله , فقد يظنه البعض موسما من العام , وقد يظنه البعض الآخر دلالة إلى العمر ومن هنا أجد العنوان جاذبًا غير كاشف .

السرد والتسلسل الحدَثي : جاء وفق ما يلي :
البطلة تقوم بمجموعة من الأفعال :
تأخذ حمامًا ..تضطجع على سريرها ..تداعب خصلات شعرها .. تحدث نفسَها ..ترتدي ملابسها ...تزين جيدها ..
تجلس في الحفل وهذا يتضمن حدثًا غير مذكور وهو ذهابها ( يفهم من السياق ) تنظر ..تسأل راعي الحفل والحدث الأخير هو جوابه لها وهنا تكمن الخاتمة .
يظهر أن القصة بأحداثها البسيطة تحمل طاقات شعورية كبيرة للبطلة , كما تحمل إسقاطات توحي بسماتها ؛
اضطجاعها على السرير الملكي إشارة إلى الثراء
مداعبة خصلات شعرها : إيحاء باعتزازها بأنوثتها وتلميح بحالة تفكير بأمر ما .
نظرُها إلى بطاقة الدعوة أرشدني إلى الفكرة التي تدور في رأسها؛إذ سرعان ما تكشّف ذلك إذ أعلنت أنها ستكون أجمل امرأة في الحفل .
ومن داعيها ؟ إنه الرجل الذي كان حلمها ولم يتزوجها وهنا بدأ التحدي ؛ لقد قررت أن تكون الأجمل ليندم على عدم زواجه بها .
وبدأ التحدي بارتداء أفخر الثياب وعقد الماس وكل هذا تأكيد على الثراء .
تذهب بطلتنا إلى الحفل ومازالت عينها تنظر لترى تساءً ( متصابيات) نساءً يقهرن التقدم في العمر بالاهتمام بالملابس والزينة ( ولعلها مثلهن)؟!
ومازالت مأخوذة بهذا المنظر وربما سألت نفسها ما الذي أتى بي إلى هنا وتقترب منه وتسأله عن سبب وجود العجائز
ترى من هذا الذي وجهت له السؤال ؟
هل هو ذاته الرجل الذي قررت أن تتحداه وتجعله يندم ؟
هذا احتمال فليس عندي إشارة لرجل آخر .
وهنا تكون الإجابة التي توقظها من تحديها وتناسيها لنفسها بأن هذا الحفل لتكريم النساء اللواتي وصلن إلى خريف العمر .
وهنا تكمن الخاتمة :
الآن عرفت سبب دعوتها إلى الحفل ؛ إنها في خريف العمر
أرادت أن تتحداه فكان أسبق لإيقاظها من غرور الصبا الذي اعتقدت أنه ما فارقها !.

قصة اجتماعية اتخذت من بيت البطلة ومقر الاحتفال مكانًا
والزمن ليس مهمًا لأحداث القصة فقد يقام الحفل مساء أو ظهرًا , لكن الزمن الأهم هو زمان البطلة الذي توقف في لحظة غرور لتدرك بعدها أنها في خريف العمر .
وقد ظهر الزمن من خلال الحدث النفسي في القصة وتجلى من خلال تفكيرها ونظرها .
وتحول إلى حدث واقعي من خلال ارتدائها ملابسها وجلوسها ثم سؤال صاحب الحفل .

يبدو لي أن القصة تركز على الحدث النفسي ولم تستعن بالحدث الواقعي إلا لإثبات التطور النفسي للبطلة , بين غفلة وصحوة .

ولن أنسى أن أشير إلى أن الأستاذ مجيد وعلى علمي واطلاعي على أسلوبه؛ أنه يبتعد عن القصة القصيرة جدًا التي تعتمد التكثيف اللغوي كما أنه لا يعتمد القصة القصيرة التي تطيل في السرد .
النص الذي معي قصة قصيرة فيها إشباع لكل حدث بما يتناسب مع الخط الدرامي لها.


أميمة الحسن - سورية



#مجيد_الكفائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ادافع عن احد ولكن كلمة حق
- سياسيون ام مرضى
- ولا زال القرف مستمرا
- انت...مجيد الكفائي
- أتدرين من انت؟
- اين الخلل
- نحن جياع ياحكومتنا
- مدارس للتربية
- ملتقى الرميثة الثقافي خطوة في الطريق الصحيح


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد الكفائي - قراءة نقدية في قصة خريف للكاتب مجيد الكفائي