أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد الكفائي - ولا زال القرف مستمرا














المزيد.....

ولا زال القرف مستمرا


مجيد الكفائي
محام وكاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولا زال القرف مستمرا
مجيد الكفائي

من يبتليه الزمن بمعاملة او مراجعة لأحدى دوائر الدولة، حتما سيصاب بالاكتئاب فما يتعرض له من ازمات "دائرية نسبة للدائرة الحكومية"، ستجعل نفسه في ادنى مستوى لها. وحتما سيرقد بعد ذلك في الفراش لفترة من الزمن، ليحزم امتعته بعدها ويغادر البلد دون رجعة.

فموظفو بعض الدوائر الحكومية لم يتغيروا مع التغير، ولم يتحرروا مع التحرير، ولم يتخلصوا لحد الان من الروتين، والتفنن في تعطيل معاملات المراجعين. ولا زال البعض منهم ينظر الى "المراجع" من علو "يفكر" و"يتأمل" في استحداث الجديد من العراقيل واكتشاف الحديث من "المعقدات" لما يضر ويعذب ويرهق المراجع. ولا زال بعض مدراء الدوائر يجلسون بغرفة مغلقة، في بابها حاجب لا يسمح بدخول المراجع، الا اذا كان من اصحاب السلطة او النفوذ.

.

مدير لا يدري ما يفعل موظفوه، ولا يتابع معهم معاملات مراجعي دائرته، ولا يتفقد سير العمل فيها، ولا يفتح بابه لمن لديه شكوى او تظلم من المراجعين الذين تعطلت او عطلت معاملاتهم.

مدير يظن ان الله لم يخلق غيره، وليس على الارض مدير سواه، وان البشر خلقت لتقدم له فروض الولاء والطاعة، وان المراجع مجرد عبد رقيق يجب عليه ان يلف ويدور حاملا اوراقه بين هذا المكتب وذاك، وهذه الغرفة وتلك، يصعد وينزل ويتعب ويهان ويذل كي يشعر "المدير وموظفوه" بالراحة والطمأنينة، وان الروتين لا زال بخير، وان التعقيدات بصحة وعافية، وان الموظفين يسيرون على خطى "الروتينيين" الاوائل فيشبعوا المراجع تعبا وانتظارا، واوراقه تواقيعا واختاما.



ومما يزيد المراجع اكتئابا، ان ابنية بعض الدوائر، هي الاخرى لم تتغير كحال مدرائها وموظفيها. ابنية عتيقة مقرفة تثير الاشمئزاز ابتداء من الباب، وحتى مكاتب الموظفين. والداخل لها، حتما سيصاب بالبرد والإنفلونزا، فالرطوبة تأكل الجدران والمكاتب تالفة، ولا توجد مقاعد لجلوس المراجعين، ولا احد يدري لماذا كل هذا "القرف".

لماذا لا تكون لدوائر الدولة بنايات جميلة ومنسقة و"محدقجة"؟ ومكاتبها وغرفها جميلة تسر الناظرين لا يدخلها البرد ولا الحر، وفيها قاعات انتظار مكيفة ومقاعد انيقة ومرتبة ومريحة، وفيها براد ماء على الاقل، وفيها موظفون يقابلون المراجع بابتسامة جميلة واستقبال حار، ومدير يفتح بابه للجميع يسمع من المراجع ما اهمه ويسهل له ما استصعبه، يروح ويجيء بين المراجعين، يسأل هذا ويستفسر من ذاك، فيضفي على دائرته وموظفيها الجد والاهتمام، وعلى نفسية مراجعيها شيئا من الراحة والاطمئنان.

ان بعض دوائر الدولة لا زالت تتعامل مع مراجعيها "بفضل مدرائها وموظفيها" بشيء من الاستخفاف، فتخصص شبابيك خارجية لمراجعة المواطنين، فيقف المراجعون امامها طوابير في حرارة الصيف وبرودة الشتاء، ولساعات عديدة حتى اذا وصل المراجع الى الشباك واعطى معاملته الى الموظف نظر اليه بوجه عابس متجهم، وبعيون يتطاير منها الشرار، ثم يقول له "مو هذا الشباك روح للثاني"، فينسحب المواطن المسكين ولا يعرف اي شباك يقف في طابوره مرة اخرى، لانه "ما شاء الله" هناك عدة شبابيك وعدة طوابير، والدائرة عبارة عن كرفانات وشبابيك. ويعاني المعوقون والمرضى المر، خلال مراجعاتهم تلك الدوائر، حيث لا مصاعد ولا مسارات مخصصة لهم، ولم يراع في تصميم الدوائر الحكومية ومرافق الدولة الاخرى احتياجاتهم الخاصة، التي تضمن لهم مراجعة بسهولة ويسر.



كل ذلك لا زال موجودا في بعض دوائر الدولة، بعد اكثر من عشر سنوات على التغيير، ولابد من تغييره كي يحس المواطن فعلا بالتغيير.



#مجيد_الكفائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انت...مجيد الكفائي
- أتدرين من انت؟
- اين الخلل
- نحن جياع ياحكومتنا
- مدارس للتربية
- ملتقى الرميثة الثقافي خطوة في الطريق الصحيح


المزيد.....




- رئيس كوريا الجنوبية يعتذر عن إعلان الأحكام العرفية بأول تعلي ...
- المعارضة السورية تزعم أنها تنفذ عملية لـ-تطويق- دمشق.. ووزار ...
- كوريا الجنوبية: نواب حزب -قوة الشعب- ينسحبون لمنع التصويت عل ...
- بلومبرغ: حزب الله استهدف منشآت الغاز الإسرائيلية قبل دخول وق ...
- الذكاء الاصطناعي لكسر احتكار العلامات التجارية للموضة
- لافروف: ندعو مع قادة تركيا وإيران لبدء الحوار بين الحكومة ال ...
- آخر التطورات الميدانية في اليوم الـ428 للحرب على غزة (صور+ ف ...
- العراق يسعى جاهدا لتجنب تأثير الأحداث السورية على أمنه
- لافروف: روسيا تساعد سوريا عسكريا وتواصل القضاء على الإرهابيي ...
- الجيش الإسرائيلي: انتهاء تمرين عسكري لتفعيل قوات احتياطية في ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد الكفائي - ولا زال القرف مستمرا