أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى خليل - الصراع بين الأسلام السياسى والغرب















المزيد.....

الصراع بين الأسلام السياسى والغرب


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الرسوم المسيئة للإسلام التى أثارت هذه الزوبعة العنيفة فى ما يسمى بالعالم الأسلامى ،وخاصة العربى منه ،تطرح تسأؤلا هل ما يحدث حاليا "مواجهة ثقافية مصطنعة" أم فى أطار جولة تتبلور بشكل تدرييجى من جولات الصراع بين الأسلام والغرب؟.
والأجابة فى رأيى عن الشق الثانى من السؤال بالأيجاب، فالتاريخ يخبرنا عن موجات من العداء والصدام بين الغرب والإسلام السياسي، وبالتالي ما يحدث حاليا هو الجولة الخامسة من المواجهات الكبرى في صراع تاريخي طويل متبادل .
الجولة الأولي : جاءت من الإسلام السياسي عبر الغزوات الإسلامية الأولى أو ما يسمى بالفتوحات الإسلامية في التعريف الإسلامي ، والفتوحات الإسلامية الأولى وصلت إلى الغرب وهددت أوروبا وتركت أثارها الواضحة في الأندلس .
الجولة الثانية : جاءت من أوروبا عبر الحروب التى سميت بالصليبية تحت شعارات دينية أيضا مثل سابقتها الإسلامية وخلفت ورائها ذكريات مريرة عند مسلمى الشرق.
الجولة الثالثة : جاءت من الإسلام السياسي عبر الخلافة العثمانية وما صحبها من موجة عدوانية واسعة عنيفة، وهددت بقاء أوروبا للمرة الثانية وتركت أثارها الواضحة من اسيا الصغرى إلى البلقان .
الجولة الرابعة : جاءت من أوروبا عبر الاستعمار الغربي لمعظم ما يسمى بالعالم الإسلامي والذى أستمر فى بعض الدول إلى ستينات القرن الماضى.
واضح أنها جولات تبادلية للاعتداء والعدوان والنتيجة متعادلة عدديا مع إختلاف فى مدى تأثيرها، فالإسلام السياسي ترك في أوروبا ودول الاتحاد السوفيتي السابق كيانات إسلامية عن طريق التحويل الأجبارى لسكانها الأصليين إلى الأسلام، والغرب ساعد اليهود، ولا يزال، على تحقيق حلمهم التاريخي بأحياء مملكتهم القديمة على أرض فلسطين .
وجب التنويه أن هناك فرقا بين الإسلام كدين ،أي شعائر وعبادات وإيمان بالله وأركان خمس، وبين الإسلام السياسي، بمعنى استخدام الإسلام كأيديولوجية لخلق كيان سياسي إسلامي. وهو ما حدث تاريخياً باسم (الخلافة الإسلامية) ويحدث حاليا تحت ما يمكن تسميته (بالإسلامية الدولية) وهي مفهوم واسع جدا يشمل أسلمة كل شئ ويمثل الإرهاب ذراعه العنيف أو جانبه العسكري .وبمعنى اوضح هناك فرق بين الاسلام الدين والاسلام الدولة، فالاسلام الدين هوحق شخصى لمعتنقيه ولا غبار على ذلك والاسلام الدولة سياسى ومن ثم يرتكب الاخطاء التى ترتكبها الكيانات السياسية الاخرى.
والأسلام الدين لم يستمر سوى سنوات قليلة عقب ظهوره وأندمج بسرعة فى الأسلام الدولة مكونا ما يعرف بالأسلام السياسى والمستمر حتى الآن.إذن فالإسلام السياسى بتعريفه العلمى والوظيفى ظاهرة قديمة قدم الأسلام ذاته، فقط تغيرت المسميات عبر التاريخ.
وجب التنويه أيضاً أن الشيء الهام في هذا الصراع بين الإسلام السياسي والغرب هو صراع سياسي أساسا من جانب الغرب ،وإن أتخذ شعارات دينية فى إحدى جولاته، وسياسى دينى من الجانب الأسلامى ، لأن الأسلام أتحد جانبه السياسى مع الدينى منذ بداياته الأولى كما قلت، فكلمة الأسلام "دين ودولة" مرادف للأسلام السياسى وبالتالى كل من يؤمن بأن الأسلام دين ودولة هو مؤيد للأسلام السياسى. والدليل على ذلك أن المسيحية الشرقية أضيرت أيضاً من هجوم الفرنجة في صراعه التاريخي مع الأسلام السياسى . وقد ساعد الصليبيون في إضعاف المسيحية الشرقية وما فعلته الحروب الصليبية في القسطنطينية خير دليل على ذلك .وأيضا دفع مسيحيوا الشرق، وما زالوا يدفعون، ثمنا باهظا من أعتداءات الأسلام السياسى المستمرة عليهم وذلك نتيجة للجانب الدينى الذى يغلف صراع الأسلام السياسى وينفث هذا الغيظ والعداء الدينى ضد مسيحى الشرق.
الجولة الخامسة : جاء الدور على الإسلام السياسي ليبدأ جولته الخامسة والتي تجسدت بدايتها الحقيقية في أحداث 11 سبتمبر2001 ، ومن ثم فهذه الجولة ليست مصطنعة وإنما هي مدبرة مع سبق الإصرار والترصد، الفرق الوحيد أن الجولات السابقة كانت تقوم بها " دولة الخلاف الإسلامية " أما الجولة الأخيرة فقامت بها ما يسمى "بالإسلامية الدولية" والإسلامية الدولية كما قلت مفهوم واسع وشامل وذراعها العنيف هو "الإرهاب المنظم وغير المنظم" ومن ثم فإنه عندما كانت هناك دولة مركزية تقود الإسلام السياسي عسكريا كان ذلك يسمى "بالخلافة الإسلامية". وفي حالة غياب الدولة الإسلامية المركزية فالبديل العسكري هو "الإرهاب" (طبعا الإسلامية الدولية مفهوم أوسع بكثير من الإرهاب.)
والإسلامية الدولية لها مراكز تفريخ ونشر وليست مراكز قيادة، وتأتي السعودية كمركز رئيسي للتفريخ والنشر تليها مصر وباكستان . ويعيش الملايين من المسلمين فى أنحاء العالم كمتفرجين، لأن المواجهة هذه المرة جاءت من المتطرفين الإسلاميين فقط وليس من كل المسلمين .ويقدرالبعض فى الغرب هؤلاء المتطرفين بحوالي 10-15% من تعداد ما يسمى بالعالم الإسلامي وهنا نحن إزاء حوالي من 130-200 مليون متطرف . ويوما بعد يوم يكسب التطرف الأسلامى ارضا جديدة تنذر بأتساع رقعة المواجهة وتحويل الحرب الباردة إلى ساخنة.
يلاحظ أيضا أن أعتداءات الإسلام السياسى ، سواء كانت عبرالخلافة الأسلامية أم الخلافة العثمانية أو الارهاب الدولى، عالمية لم تستثنى منطقة فى الشرق والغرب إلا وأعتدت عليها ، فى حين أن أعتداءات الغرب تتسم بقدر من التركيز ناحية الشرق ودول العالم الثالث.
السؤال الآن ، ما هي الدولة الإسلامية المؤهلة لقيادة ما يسمي بالعالم الإسلامي .
هناك ثلاثة أنواع من القيادة :
أولا القيادة السياسية والعسكرية ، وكما هو واضح لا توجد فيما يسمي بالعالم الإسلامي دولة واحدة مؤهلة لهذه القيادة لأسباب كثيرة، كما أنه في المقابل فإن الغرب لن يسمح لهذه الدولة بالظهور لأن معنى ذلك عودة الخلافة الإسلامية بما فيها من غزوات هددت أوروبا ذاتها أكثر من مرة .
ثانيا : القيادة الفكرية المتطرفة وتقديم النموذج المؤثرلحشد المتطرفين، وهناك عدة دول تسعى لذلك ،سواء عن قصد أو غير قصد، وتأتي في مقدمتها السعودية ومصر إيران وباكستان .
ثالثا : نموذج الإصلاح الإسلامي ، ويعني ببساطة كما حدث لليهودية والمسيحية وهو الفصل التام بين الدين والدولة في الدول الإسلامية ، وحتى هذه اللحظة لا توجد دولة إسلامية واحدة تجرؤ على هذا الطرح في ظل إيمان الأغلبية الإسلامية الكاسحة بأن الإسلام دين ودولة . وما حدث في تركيا ليس أكثر من حالة خاصة مضطربة وغير مستقرة وغير قابلة للتعميم أو التكرار وهي نفسها في طريقها للتراجع .

ماذا عن السيناريوهات المستقبلية
السيناريو الأول : طرحه برنارد لويس أهم مؤرخ في العالم للخلافة العثمانية في كتابه "ما الخطأ" الذي كتبه قبل 11 سبتمبر ونشر بعد 11 سبتمبر، وقال فيه أن الحضارة الإسلامية انتهت وأن العالم الإسلامي ضعيف فقير غارق في الجهل والتخلف وقال بوضوح "أن الإسلام لا يمكن أن يزدهر بدون فتوحات" . أي أنه لا يمكن أن يكون هناك كيان إسلامي سياسي كبير بدون خلافة إسلامية .
السيناريو الثاني : وهو عودة نوع جديد من الخلافة الإسلامية وكان هذا حلم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأن يتحقق ذلك عن طريق الإرهاب بأن يسيطروا على دولة تنطلق منها الخلافة. وكان الأمل أن يبدأوا بأفغانستان وينطلقوا منها بعد ذلك لأسقاط النظام السعودي وعودة الخلافة من هناك ،وهذا الحلم تراجع أو تبخر بعد ضرب أفغانستان ،ومن قبله حاول حسن الترابى إحياء الأممية الأسلامية أنطلاقا من السودان وفشل، وهناك من يحاول عودة الخلافة تدريجيا وبأساليب سياسية في البداية على أن تنقلب إلى عسكرية بعد وصولهم إلى الحكم .وأبرز الداعين إلى ذلك هم الأخوان المسلمين في مصر. وقد قالها المرشد العام الراحل مصطفى مشهور" لن نتخلى عن إستعادة الخلافة الأسلامية" (الشرق الأوسط 9 أغسطس 2002)، ولكنى أعتقد أن محاولات عودة الخلافة لن تحظى بالنجاح .
السيناريو الثالث : طرحه صامويل هنتنجتون في كتابه (صدام الحضارات ) وقال فيه" في النهاية محمد سينتصر" ويقصد نبي الإسلام عبر تكاثر المسلمين وانتشار الإسلام ، أي بالتكاثر والتحول أي بنشر خلايا إسلامية تتحول إلى كماشة حول العالم كله فيما بعد .
السيناريو الرابع : طرح هذا الرأي عقب أحداث 11 سبتمبر بأن هذه هى الجولة الأخيرة بين الإسلام السياسي والغرب وأنها ستؤدي إلى "نهاية ما يسمي بالعالم الإسلامي" ، أي القضاء على الإسلام السياسي نهائيا خلال عدة عقود، لان الارهاب قادهذه الجولة وما يسمى بالعالم الاسلامى فى اضعف حالاته ،وربما هذا ما جعل البعض يقول أنها أخطر محنة يتعرض لها العالم الإسلامي .
[email protected]



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقباط مقهورون
- الحوار بين الاقباط والحكومة المصرية
- بعد التستر على صدام العرب يتسترون على بشار
- لماذا فشلت قناة الحرة؟
- التدخل الاجنبى والتدخل الدولى
- الأخوان والأقباط
- عام جديد بين الآمال والتحديات
- الديموقراطية وحقوق الأقليات....الأقباط نموذجا
- هل نجح مؤتمر واشنطن؟
- محنة المسيحيين العرب
- الإرهاب والمنطق الأعوج
- أقباط المهجرمفخرة لمصر
- عدي صدام حسين في مصر من المسؤول عن خطف البنات القبطيات؟


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى خليل - الصراع بين الأسلام السياسى والغرب