أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى خليل - الإرهاب والمنطق الأعوج















المزيد.....

الإرهاب والمنطق الأعوج


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 892 - 2004 / 7 / 12 - 06:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في 20 فبراير الماضي أصدرت ستة وستون شخصية إسلاموية بارزة تنتمي إلى أغلب الدول الإسلامية من مصر ، وباكستان ، ولبنان ، والمغرب ، وإيران ، والكويت ،و اليمن ،و سوريا ، والأردن ، والسودان ، وتونس ، وتركيا ، والعراق ، وفلسطين ، والجزائر ، وطاجيكستان ، وأندونيسيا، وماليزيا ، وموريتانيا ، وسيرلانكا ، والصومال ، وقطر ، وجزر القمر ، أصدروا بيانا شديد اللهجة ضد التواجد الأمريكي في العراق ، وأعلنوا فيه "تضامنهم الأكيد مع المقاومة الإسلامية والوطنية العراقية ضد الإحتلال الأمريكي الغاشم للعراق "، وأضاف البيان " بأنهم ينظرون بعين الإعجاب والأعتزاز لهذا التلاحم الوطني الذي أظهره الشعب العراقي ، ويدعون الشارع العربي والإسلامي للتعبير عن شجبهم للعدوان الأمريكي " . ويواصل البيان " إدانة علماء المسلمين لهذه السياسيات الهمجية البشعة والمجازر الوحشية المقترفة في حق الأطفال والنساء ، والعدوان على المساجد والمقدسات من قبل قوات الإحتلال الأمريكي ".
تمثل الشخصيات التي وقعت على البيان ما يمكن تسميته "الفيدرالية الدولية للحركات الإسلامية " فمنهم الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين ، والشيخ يوسف القرضاوي ، وقاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية بباكستان ، والشيخ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ، والدكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر السوداني ، والأستاذ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بتونس، والشيخ عبد الله حسين الأحمر رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمين للإصلاح ، والدكتور رمضان عبد الله شلح أمين عام حركة الجهاد الفلسطينية ، والأستاذ خالد مشعل رئيس حركة حماس ، والأستاذ نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا السابق ، والشيخ عباس مدني رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر ، والأستاذ عبد رب الرسول سياف أمير الأتحاد الإسلامي بأفغانستان .. وباقي رؤساء الحركات الإسلامية المختلفة في الدول التي ذكرتها، ولم يكن ينقصهم سوى اسامة بن لادن وايمن الظواهرى وابو مصعب الزرقاوى لكى تكتمل الصورة .
في الأسبوع الماضي تم ذبح الرهينة الكوري كيم سون ومن قبله ذبح في السعودية الأمريكي بول جونسون ومن قبله في العراق نيك بيرج ومن قبلهم ذبح في باكستان دانييل بيرل الصحفي الأمريكي بجريدة وول ستريت جورنال ، في كل هذه الحوادث تم تصوير عملية الذبح بطريقة بشعة وسط صياح وتهليل الإرهابيين "الله واكبر" ولم يصدر بيان من هؤلاء يدين هذه العمليات أو حتي يبرئ الإسلام منها ، وإنما ما شاهدناه تهليل الفضائيات والصحف حتى ان العناويين الرئيسية كانت تشير الى نحر الرهائن الامريكيين وهى كلمة تعكس اعلى درجات التشفى غير الاخلاقى،وتم نقل هذه المناظر البشعة فى الكثير من وسائل الاعلام العربية في الوقت الذى أمتنعت فيه تماما المحطات الأمريكية والغربية عن نقل هذه المناظر المؤذية للإنسان ومنعها حتى من العرض على الأنترنت . من يراقب سلوك هذه المنظمات الإسلاموية ورؤسائها وأعضائها خلال ربع قرن الأخير ، لا يجد فرقا بينهما وبين ما كان يتم عبر تاريخ ما عرف "بالخلافة الإسلامية" فكلها صراعات كان الدين طرفا اساسيا في هذه اللعبة الدموية ووظف بشكل سئ ، ولم تخرج ردود الفعل في العقود الأخيرة عن ردود الفعل القديمة في شئ :-
فأولا : إذا كان الطرف المعتدي عليه غير مسلم فلم يخرج رد فعل هذه المنظمات واتباعها والمتعاطفين معها عن التهليل أو التبرير ، أما التهليل فمعروف ، وأما التبرير فيأخذ أساليب عدة تسبقها كلمة "ولكن" المهم يتم تمييع القضية وحجب الإدانة وتشجيع القتل وبث ثقافة الكراهية وهو ما يسميه سعيد العشماوي ، "تبرير السفالة " ، ومن يعترض على هذه التبريرات اللأخلاقية كما يقول العشماوي "تنقض عليه الجوارح المجنونة تنهش فيه وتشغب عليه وتتهمة بكل نقيصة زورا وبهتانا ، لأنها جوارح بلا عقل ولا منطق ولا خلق ".
في كل الأعمال الشنيعة التي راح ضحيتها الآلاف في نيروبي وتنزانيا والفلبين وموسكو ونيويورك وواشنطن ومدريد والعراق لم يحرك هؤلاء ساكنا ببيان يدينون فيه بوضوح وبلا لبس مثل هذه الجرائم . أننا فقط نجدهم يجسدون بمهارة دور محامي الشيطان devil’s advocate .
إن المسئولية الحقيقية للقتل والتخريب الذي يحدث في بقاع الأرض تقع على هذا التحالف الشيطاني الظلامي ومعهم فضائياتهم وصحفهم وكتبهم ، أما القاتل الفعلي فهو مجرد أداة تنفيذية إمتلئ عقله وقلبه بالكراهية التى يبثها هؤلاء نهارا وليلا .
إن الكشف عن العلاقات المتشابكة بين المنظمات الإرهابية وأدواتهم التنفيذية من ناحية التمويل والإتصالات وتلقي التعليمات والتمويه والقواسم الفكرية المشتركة هو المهمة الأصعب في الحرب على الإرهاب دوليا .
إن الثقافة المدمرة التي تبثها هذه الشبكات ضد كل ما هو غير مسلم تعتبر مانيفستوا الارهاب العالمى ، فهى تنفذ وكأنها تعليمات صارمة في مناطق العمليات الإرهابية ، ففي السعودية كانوا يقتلون على الهوية الدينية فى الحوادث الاخيرة وقتلوا ثمانية من الهنود واعلنوا حيثيات القتل لانهم يعبدون البقر ويقاتلون الاخوة فى كشمير، وفي العراق اطلقوا صراح الاتراك المؤمنيين وتم ذبح الكفار وعند كتابة هذه السطور تم الإعلان عن نجاة المجند الأمريكي المسلم من أصل لبناني واصف علي حسون ، وقد قال لي مفكر مصري معروف أن الرهائن الأمريكيين أو الرهينة الكوري كانوا يستطيعون أن يخلصوا من بين أيديهم لو قالوا لهم أعطونا فرصة أخيرة لزيارة مكة قبل قتلنا، وقتها كانوا سيفرجون عنهم حسب قول صديقي المفكر المصرى المعروف .
ثانيا : إذا كان الطرف المعتدي عليه مسلم والمعتدى مسلم أيضا لا يخرج رد الفعل عن الصمت أو الإستنكار العنصري أو مؤازرة المنتصر في هذا الصراع .
فأما عن الصمت فواضح ، فلم نسمع لهؤلاء رأيا في المذابح التي ارتكبها صدام ضد شعبه الأعزل ولا ما يرتكبه الحكام العرب والمسلمين ممن على شاكلة صدام ، ولم نسمع أي إدانة لما يجري في دارفور أو الجزائر أو ما كان بين الأخوة في أفغانستان ، ولم نجد فضائية واحدة ترسل فريقا إلى دارفور للتحقق فيما يجري هناك ، وإنما الغرب هو الذي أكتشف هذه المجازر واقيمت الندوات في المنتديات الغربية وكشفتها الصحف الغربية، بل أن وزير خارجية الولايات المتحدة زار السودان للوقوف بنفسه على أحداث دارفور وسط صمت عربي وإسلامي رسمي وإعلامي وشعبي . أما العنصرية فهي إستنكار لبعض هذه الحوادث لأنها تقع على مسلمين وكأن قتل غير المسلم ليس حراما ولا يستحق الإدانة ، تسمع مثل هذه العبارات بكثرة مؤخرا لإدانة حوادث الإرهاب التي تقع في السعودية .
أما مؤازرة المنتصر فهو الدرس المستخلص من العصور المظلمة في التاريخ الإسلامي ، فمن ينتصر هو الذي يحتكر الإله بعد ذلك، وتخرج له عشرات الفتاوي التي تؤكد على الشرعية الدينية لما قام به . ولو حدث وأنتصر أسامة بن لادن في صراعه مع الأسرة الحاكمة السعودية،والذى استبعد حدوثه ، ستجد نفس الشيوخ الذين يدينوه الآن هم أنفسهم الذين يباركونه ويكفرون خصومه .
ثالثا : إذا كان الأعتداء على المسلم من طرف غير مسلم ، هنا نجد الصراخ والعويل والاستنكار والهيجان والمبالغات الكاذبة والبيانات الساخنة مثل البيان الذي أستعرضناه في بداية المقال .
إن تصحيح هذه الصورة المختلة والمقلوبة واللاإنسانية تقع مسئوليته على المسلمين المعتدلين ، فهل سنجد يوما ما تحالفا واسعا بين المسلمين المعتدلين ، لمقاومة هذه الشبكات الواسعة من المنظمات المتطرفة والمتحالفة بهدف اغراق العالم بالتطرف والارهاب .
هذا هو حلم الإصلاح الديني في العالم الإسلامي فهل يتحقق ؟؟



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقباط المهجرمفخرة لمصر
- عدي صدام حسين في مصر من المسؤول عن خطف البنات القبطيات؟


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى خليل - الإرهاب والمنطق الأعوج