أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدى خليل - عدي صدام حسين في مصر من المسؤول عن خطف البنات القبطيات؟















المزيد.....


عدي صدام حسين في مصر من المسؤول عن خطف البنات القبطيات؟


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 549 - 2003 / 7 / 31 - 03:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الأربعاء 30 يوليو 2003 07:13

 

ان قاع جهنم محجوز لاولئك الذين يقفون على الحياد عندما تتعرض القيم للخطر
دانتى

 

تعد جريمة خطف الأنثي من الجرائم التي توصف بالبشاعة في المجتمعات المتحضرة والعقوبة عليها عقوبة رادعة، فإحترام النساء والأطفال والأقليات بإعتبارهم الكيانات الضعيفة في المجتمع هي سمة تميز المجتمع المتحضر عن المجتمع البدائي حتي أن مجرد التحرش بالأنثي في حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون بشدة وقبل البدء في أي عمل في أمريكا سواء كان صغيراً أم كبيراً لابد من التوقيع علي إقرار بعدم التحرش الجنسي والعقوبات رادعة لمن يخالف هذه اللوائح تبدأ بالفصل من العمل وتنتهي بالمحاكمات الجنائية، وإذا كانت الأنثي قاصراً "أي أقل من 18 عاماً" فالتحرش بها مشكلة كبيرة جداً أما خطفها وإغتصابها فهو أم الكبائر بحق في المجتمعات الغربية.
ماذا جري لمصر؟ وكيف تمارس أبشع الجرائم ضد الفتيات القبطيات بلا رادع من ضمير أو أخلاق أو قانون أو قيود مجتمعية؟ وما هي الأسباب وراء هذه الظاهرة السوداء؟ وكيف يوافق مجتمع يعد مهد الحضارة الإنسانية وفجر الضمير علي هذه الجرائم البشعة؟

 

هل هي ظاهرة؟
السؤال الأول المطروح هل مايحدث من إختطاف للفتيات القبطيات وإجبارهن للتحول للإسلام يمثل ظاهرة أم حالات فردية؟ إذا كانت الظاهرة هي نمط من السلوك يتكرر علي مدي فترة طويلة فإن ما يحدث في مصر ضد الفتيات القبطيات هو ظاهرة بكل تأكيد، وهي ظاهرة إحتجت عليها الكنيسة القبطية منذ أكثر من ربع قرن وبالتحديد في مؤتمر الإسكندرية الذي عقد تحت رئاسة قداسة البابا شنودة في 17 ديسمبر 1976، وذكر المؤتمر أن "هناك ضغوط تحدث لتحويل الفتيات القبطيات إلي إعتناق الإسلام وتزويجهن تحت الارهاب بزوج مسلم" وطالب المؤتمر بإرجاع الفتيات المخطوفات إلي أهاليهن. إذن نحن أمام ظاهرة عمرها يزيد عن ثلاثة عقود في شكلها الحديث، ولكنها بالطبع تكررت عبر خمسة عشر قرناً منذ الغزو العربي.


السؤال الثاني: هل هي ظاهرة واسعة الإنتشار؟
هنا تكون الإجابة مركبة فإذا تحدثنا عن الضغوط والإغراءات التي تمارس لأسلمة الفتيات القبطيات فنحن أمام ظاهرة منتشرة. أما إذا كان الحديث فقط عن إختطاف الفتيات القبطيات وإجبارهن للتحول للإسلام فنحن إزاء  ظاهرة محدودة الإنتشار.

 

السؤال الثالث: هل هي ظاهرة مخططة؟
هي بالتأكيد ظاهرة مخططة وسنتحدث لاحقاً عن أبعاد هذا المخطط. ولكن يثور سؤال آخر هل الحكومة هي التي تخطط لهذه الظاهرة؟ هذا سؤال آخر مركب فالحكومة لاتجتمع لتضع خطط لكيفية خطف البنات القبطيات ولكنها شريك متواطئ ومساهم بخلق هذا المناخ أما التخطيط الحقيقي فتقوم به أفراد وجماعات وجمعيات ومنظمات مصرية وإقليمية ولكن ما تخطط له الحكومة وتنفذه هو تهميش وضع الاقباط فى المجتمع المصرى وهذا يقودنا إلي السؤال الرئيسي ما هي الأسباب الرئيسية وراء ظاهرة خطف وأسلمة البنات القبطيات؟


1- مسئولية الدولة:
من المعروف أن أحد المهام الرئيسية للدولة وفقاً لتعريفها الحديث هي حفظ الأمن، فالحاجة إلي الأمن والأمان هي ثاني الحاجات الإنسانية وفقاً لمثلث ماسلو للحاجات، ومن ثم فالمهمة الرئيسية وفقاً للعقد الإجتماعي المفترض بين المواطن والدولة هي حفظ الأمن الداخلي والخارجي، وحفظ الأمن الداخلي يتم عبر ما يسمي "بالأمن الوقائي"، و"العقوبات القانونية الرادعة "لمن يعتدي علي أمن وسلامة المجتمع.
الدولة لاتوفر للأقباط لا الأمن الوقائي ولا الأمن القانوني الرادع ومن ثم تتحمل المسئولية الأولي عن ما يحدث للأقباط في مصر، فهي هنا شريك في الجريمة بتقصيرها في أداء مهامها وشريك ايضاً في الجريمة بتواطؤها مع المجرمين القتلة والخاطفين؛ لأن جهازها الأمني النشط يعرف الكثير والكثير عن الجرائم التى تقع ضد الاقباط ومنها جرائم خطف البنات القبطيات ويتستر علي ذلك، أنظر ما كتبه عصام الدين حسن أحد الناشطين في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان "الدولة مسئولة عن حماية مواطنيها إزاء انتهاك حقوقهم من قبل مواطنين آخرين، ومع ذلك فإن المنظمة تلاحظ أن الدولة بصفة عامة لا تتحرك إلا لمواجهة ما تعتقد أنه يشكل تهديداً لها ولهيبتها كسلطة، ونظام حكم، بينما بدت في عديد من الحالات في موقف المتفرج أمام استخدام القسر والعنف من قبل جماعات الإسلام السياسي الذي وصل في بعض القري لحد إغتصاب سلطة القضاء وعقد المحاكمات وتنفيذ العقوبات".
الدولة إذن مسئولة بالتقصير ومسئولة بتواطؤ جهازها الأمني ومسئولة أخيراً بإشتراك عناصر من جهازها الأمني ذاته في الجرائم ضد الأقباط. وكما هو معروف ومتداول فإن بعض افراد الشرطة اشتركوا في جرائم القتل التي حدثت ضد الأقباط في الكشح، وفي حادثة الزاوية الحمراء التي راح ضحيتها أكثر من مائة قبطي أعلن وزير الداخلية النبوي اسماعيل وقتها أن البوليس لم يتدخل في البداية لأسباب سياسية وفهم الأقباط أن الأسباب السياسية تعني إعطاء الفرصة للمتطرفين للإنتقام حتي يشفوا غليلهم ويشعروا بنشوة النصر. لقد كنت شاهد  عيان علي حادثتي بنتين قبطيتين ولم يتدخل البوليس المصري وكان يعلم كل شئ إلا عندما وصلت الأمور إلي شيخ الأزهر والقيادات العليا في الدولة  بواسطة من البابا شنودة وفي أقل من 24 ساعة تم ارجاع البنتين. ماذا يمكن أن يسمي هذا وماذا عن الغلابة الذين لا يملكون وساطة؟
الأخطر من هذا أنه لم تقدم الدولة متهم واحد خلال ثلاثة عقود بتهمة خطف البنات القبطيات إلي القضاء رغم تعدد وكثرة هذه الحوادث ورغم بشاعة الجريمة ،إلا يمثل هذا عمل مشين من قبل الدولة ويلطخها بالعار؟
إن الحفاظ وصيانة الوحدة الوطنية هو مسئولية رئيس الدولة كما ينص الدستور ووفقاً للقسم الذي أداه السيد الرئيس أمام الشعب، ولهذا طالب الأستاذ محمد حسنين هيكل أن يتولي الرئيس ملف الوحدة الوطنية بنفسه ولايتركه للأجهزة الأمنية لأن هذا يمثل مسئوليته الدستورية. إن أوضاع الشعب القبطي بأكملها مسئول عنها قسم الأقباط بمباحث أمن الدولة ويرأسه ضابط برتبة عقيد مع مجموعة أخري من الضباط فهل يعقل أن يترك أهم ملف مصري في يد عدد من الضباط الصغار؟ إن تحويل الملف بأكمله إلي الرئيس هو الخطوة الأولي إذا كنا نريد البدء بجدية في مناقشة هذا الملف بعيداً عن هذا العبث الأمني.
إننا نناشد السيد الرئيس أن يترك منتجع شرم الشيخ  ولو لبعض الوقت ويعود للقاهرة ويتعرف بنفسه عن كيف تسير الأمور بعيداً عن التقارير المزيفة التي تصله ونحن على استعداد لمساعدته اذا كان لديه الرغبة لمعرفة حجم المشاكل التى يعانى منها الاقباط.


2- التحريض الديني القاتل:
من يتابع الحقل الثقافي والإعلامي والتعليمي في مصر يلاحظ أن هناك كم يملأ مجلدات من الفتاوي المحرضة ضد الأقباط بدءاً بتكفيرهم والدعوة إلي قتالهم مروراً بكل أنواع الظلم الواقع عليهم وإنتهاءً بالتحريض علي خطف بناتهم. وأصحاب هذه الفتاوي مجرمين في حق الأقباط وحق الوطن، أما التنفيذ بعد ذلك فيعتبر واجباً دينياً. إن المتطرفين  ومن يحرضهم لهم إله عجيب يحلل لهم كل ما يرغبون فيه من شهوات وأفعال آثمة إنه إله ملاكي يسير وفقاً لرغباتهم الدنيئة.
تعالوا نستعرض عينات من هذه الفتاوي السامة القاتلة:
- ما جاء في كتاب الإيمان بالله لشيخ الأزهر الأسبق عبد الحليم محمود قوله "إن المسيحيين أشبه بمرض خبيث معد، وأنه يجب علي المسلمين أن يظلموهم، وأن يسيئوا معاملتهم ويحتقروهم ويقاطعوهم حتي يضطروهم إلي إعتناق الإسلام".
- "أما معاشرة النساء الأسيرات معاشرة الأزواج ففي هذا تكريم لهن، إذ يفعل بهن السيد ما يفعله مع زوجته" (الشيخ محمد متولي الشعراوي – الأهرام 9/2/92)
ولماذا كان يصرخ الشيخ وصحبه إذن لإغتصاب الصرب للنساء البوسنيات أم أن ماهو حلال علي المسلم حرام علي غيره انها جرائم  انسانيةبشعة بصرف النظر عن الدين او العرق ؟؟
- مثل ما كان يردده خطيب مسجد الجمعية الشرعية بأسيوط يوم الجمعة علي الملأ لسنوات طويلة: "إن نسوان المسيحيين حلال لكل مسلم".
وكاتب هذه السطور سمع بنفسه أحد مهاويس التطرف الديني وهو يقول من إحدي الزوايا "إن إغتصاب المسيحيات حلال لإجبارهن علي دخول الإسلام".
- خذ مثلاً أخر الفتوي التي أصدرها شيخ الأزهر السابق جاد الحق علي جاد الحق في سياق إجابته علي سؤال موجه عن زواج المسلمةد من مسيحي، ورداً علي هذا السؤال فقد أصدر شيخ الأزهر السابق فتوي بنيت علي بحث فقهي مستفيض أنتهي فيها إلي أن أهل الكتاب اليهود والنصاري من الكفار، وأنه لاتحل المسلمة زوجاً لغير المسلم سواء كان يهودياً أو نصرانياً أو غيرهما وأن أهل الدينين يصدق عليهم وصف الكفار ووصف المشركين.
(ا المستشار محمد سعيد العشماوي فتوي ومقال جريدة الأهالي 10/4/96).
- ومن ذلك الفتوي التي صدرت من لجنة الفتاوي بالأزهر عام 96 عن حكم المسلمة من زواج النصراني، وجاء الرد: لايجوز لأن الإسلام يعلي ولايعلي عليه، وتنسب الأطفال إلي الطرف المسلم لأن الولد يتبع خير الوالدين ديناً كما تقول القاعدة الفقهية.
- وأيضاً ما ذكره هشام خليفة المحامي في باب "مع القانون" بجريدة الأهرام بتاريخ 16/9/96 "أما الفعل الذي يتضمن الكفر مثل التردد علي الكنائس"
- "إن الإسلام ينفرد بين أديان الدنيا بأنه الدين الوحيد الذي يمكن أن نسميه ديناً وأيضاً إن النصرانية التي أرسلها الله علي عيسي عليه السلام ضاعت بعد موته" (حسين مؤنس – مجلة أكتوبر 15/3/92)
- "المسلم في تعامله مع المسيحيين يشعر أنه الأعلي ولا يأتي علي باله أن هؤلاء القوم من الكفار هم من يستحقون التقدير والإحترام .. وكذلك ليسوا محل القدوة والإعتزاز، بل هم كالأنعام، بل هم أضل منها، مهما عملوا من الأعمال الدنيوية الناجحة" (مجلة المسلمون 29/10/1993)
- انظروا مثلاً ما يكتبه زغلول النجار في جريدة الأهرام أسبوعياً من سموم يبثها ضد غير المسلمين: "الكفار والمشركين والمنافقين، خاصة من كان منهم من أهل الكتاب الذين حرفوا دينهم، أمثال اليهود المجرمين الذين كانوا ركازة الكفر عبر التاريخ ولايزالون هكذا إلي اليوم وإلي أن يرث الله تعالي الأرض ومن عليها ... من يمثلون أبشع صور الكفر" (الأهرام 15/7/2002)
"ومواقف بعض أهل الكتاب من مواثيقهم وما أحل بالكافرين منهم من دمار نتيجة نقضهم لمواثيقهم من أمثال أتباع كل من موسي وعيسي عليهما السلام ثم إلي تبرئة السيد المسيح مما ألصق به من دعاوي الألوهية الكاذبة" (الأهرام 1/1/2002)
" يتضح أن الديانة اليهودية ليست ديناً من الأديان بقدر ما هي حالة مرضية تعتري الفطرة السوية فتخرجها عن إطارها الإنساني إلي دائرة الشياطين" (الأهرام 22/7/2002)
- قول عبد الجواد يس "في حكم الوطنية ... المسلم والنصراني واليهودي والملحد سواء .. وفي حكم الإسلام ليسوا كذلك علي الإطلاق، وإنما لهم أحكام في شريعة الإسلام مخالفة لشريعة المسلمين، ففي دولة الإسلام أيا كان أسمها فلا مفر من الجزية ولامشاركة في الحكم ولا إعتماد عليهم في دفع ولا جهاد وإنما هم دوماً في حالة ينبغي أن تشعرهم بقوة الإسلام وعظمته وبره وخيره وكرامته وسماحته، أي في حالة تدفعهم علي الجملة في الدخول فيه" (المصدر: عبد الجواد ياسين – مقدمة في فقه الجاهلية المعاصر 1986)
- خذ مثلاً الرأي الذي أدلي به مصطفي مشهور المرشد السابق للإخوان المسلمين للأهرام ويكلي بتاريخ 3/4/1997 وقال "أن علي الأقباط أن يدفعوا الجزية بديلاً عن إلتحاقهم بالجيش حتي لا ينحاز المسيحيون الذين في صفوفه إلي صف الأعداء عند محاربة دولة مسيحية"
- تعالوا نقرأ ما كان يدرس في كتاب "أصول التربية" علي طلاب كلية التربية بجامعة أسيوط – فرع سوهاج
• المسيحية قدست المسيح وهو نفس الشئ مع الماركسيين
• المسيحية كاليهودية توليفة مصرية يهودية
• المسيحية تقوم علي اليهودية واليهودية ليست ديناً
• المسيحية طعمت بالوثنية
• المسيحية تحولت إلي ديانة وثنية
• المسيحية تم فيها عبث بشري جعلها توليفة لليهودية والوثنية
• بولس الرسول تظاهر بالنصرانية لتحريف المسيحية
-  بل لك أن تتخيل ما يقرأ أطفال المدارس فيما يسمي بالمدارس فيما يسمي بالمدارس الإسلامية  وايضا الحكومية(بالمناسبة 22% من مجمل التعليم في مصر هو تعليم إسلامي يبث الكراهية ضد الآخرالديني ويدعو إلي نفيه واستئصاله) ففي أحد الكتب المقرر على الاطفال نقرأ:
• المسلم يغسل يديه قبل الأكل وبعده
• المسلم يمشي في هدوء ووقار
• الضالين هم النصاري
• إن الدين المقبول عند الله هو الإسلام ولا دين يرضاه الله سوي الإسلام
ان هذه الفتاوىالمسمومةلو اخذ بها المسلمون لكانت النتيجة استئصال كامل للاقباط من مصر،ولكن نحمد الله ان الكثير من المسلمين اكثر رقيا وانسانية من شيوخهم ومن تراثهم.ولذلك لا عجب فى اطلاق البعض على المتطرفين "حزب الجمعة"، فالمسلم يظل انسانا عاديا الى ان ينتظم وراء احد هؤلاء الشيوخ يوم الجمعة وعندها يتحول الى كائن عجيب يود افتراس كل ما هو غير مسلم وان لم يجد يفترس جماعته ونفسه كما حدث فى افغانستان والجزائر والسودان-----الخ
ماذا نتوقع من المجرمين والأوغاد وهم يبحثون عن سبب شرعي لتحقيق مآربهم الدنيئة أليست هذه الفتاوي والكتابات السامة هي التي خلقت مبدأ "الإستحلال" أي استحلال أموال وأرواح وبنات الأقباط، المعتدون ليسوا وحدهم المجرمين الأوغاد ولكن كل من يلقي لهم بهذه الفتاوي شريك كامل فى الجريمة.


3- أحكام قضائية عنصرية:
ليست فقط الفتاوي والكتابات هي التي تحرض علي استحلال كل ما هو قبطي ولكن القضاء ساهم ايضاً في هذا المزاد بعدد لابأس به من الأحكام العنصرية وتكفينا الأحكام المضحكة التي صدرت ضد قتلة الأقباط عبر نصف قرن لتوضح أن القضاء ليس بريئاً مما يقع علي الأقباط خذ مثلاً:
• في أحد الأحكام جاء أن المسلم هو الشخص الشريف وأن من ليس مسلماً فهو يفتقر إلي الشرف (القضية رقم 2473 لسنة 1953 السيدة زينب)
• حكم بإنهاء حضانة أم قبطية لأبنها المسلم عندما أسلم زوجها وقالت المحكمة تبريراً أنه يخشي أن يتأثر الطفل بعادات الكفر إن بقي مع الأم (القضية رقم 17 لسنة 1961 محكمة استئناف اسكندرية)
• ألغيت وصاية أب قبطي علي ولديه عندما أسلمت الأم لأنه حسب قول المحكمة يتعين أن يتبع الأولاد الدين الأصلح والإسلام هو أصلح الأديان. (القضية رقم 462 لسنة 1958 محكمة الأسكندرية الأبتدائية)
• أما الشهود في القضية فكلهم من غير المسلمين الذين لاتجوز شهادتهم شرعاً لأن المشهود عليه مسلماً. وذلك عملاً بفقه المذهب الحنفي المجمع عليه، لأن الشهادة من باب الولاية، ولا ولاية لغير المسلم علي المسلم (حكم محكمة النقض 221 لسنة 40 ق أحوال شخصية 19 مايو 1970)
• أن من دخل الإسلام تطبق عليه المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الإسلام دين الدولة والشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، ومن ثم لا يحق له الرجوع إلي المسيحية مرة أخري وإلا أنطبق عليه حكم المرتد (حكم محكمة القضاء الإداري بتاريخ 8/4/1980)
• إن الزوج يقتاد الزوجة إلي الفراش (كذا) ومن ثم فلا يمكن أن يكون أدني منها في الإيمان. وقد قال الله تعالي في سورة البقرة الآية 221 "ولا تنكحوا المشركين حتي يؤمنوا" وقد قال رسول الله "الإسلام يعلي ولا يعلي عليه" وقد استنبط الفقه الإسلامي من ذلك بالإجماع بأن المسلمة لا تحل للكافر، وهكذا يجب التفريق بين الزوجين ويعاقب غير المسلم إن كان قد بني بها (كذا)، أما المرأة المسلمة فتبرأ وإذا تحول هو إلي الإسلام بعد الزواج فلا يعتمد عليه بهذا الزواج لأنه كان باطلاً ابتداءً ولا يصححه تحوله إلي الإسلام (حكم محكمة الاسكندرية الصادر في 21 ابريل 1957).
• إن الشخص الذي يتحول عن الإسلام هو في حكم القانون ميت (تقرير النيابة العامة بالاسكندرية 29/5/72)
هذه مجرد عينة من الأحكام القضائية العنصرية وفي الفم ماء كثير


4- خطف البنات عملية مخططة:
ليست عملية خطف وأسلمة الفتيات القبطيات هي استجابة لهذا الهوس والتحريض العنصري ضد الأقباط فحسب ولكنها أيضاً عملية منظمةومخططة من قبل جمعيات ومنظمات داخل مصر وممولة تمويل محلي وعربي  حيث يكمن دورها الأساسي  فىإغراء وإغواء البنات القبطيات، إما بطرق الدهاء والمكر والإغراء أو بالقوة إذا استلزم الأمر ذلك. وفي محاضرة ألقاها في لندن منذ اربعة اعوام أحد كبار رجال الكنيسة القبطية وهو نيافة الأنبا أثناسيوس الراحل مطران بني سويف السابق  حيث كشف عن جانب من اساليب هذه الجمعيات في خطف البنات القبطيات من خلال محاولة إحتوائهن عن طريق الصداقات التي تنتهي في النهاية إما بالإغراء الجنسي أو بالخطف والتحفظ الإجباري عليهن في عدة بيوت منتشرة في أنحاء مصر، وإجبارهن علي إعتناق الإسلام. وقد أوضح نيافته من خلال رواية إحدي البنات القبطيات التي استطاعت أن تهرب. وكانت هذه المحاضرة شهادة علي عصر باكمله ومدى ما وصل اليه هذا العصر من انحطاط وصرخ في نهاية المحاضرة التي أحتفظ بتسجيل لها متي يارب تخلصنا من هذا الذل.
وقد سمعنا من قبل عن جمعية الهداية الإسلامية التي أسسها حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية الأسبق ودورها في حركة الأسلمة وقد تردد أن  احد المراكز حاليا الذى يحمل اسم بلدة فلسطينيةيقوم بنفس الدور. وقد كشف المرحوم د. فرج فودة في 19/9/85 في حديث لمجلة شبيجل الألمانية عن حجم الأموال التي تتدفق علي هؤلاء المتأسلمين  من العربية السعودية ومن ليبيا ومن أثرياء عرب. والغريب أنه بعد 16 عاما من حديث المرحوم فرج فودة نشرت جريدة لوموند الفرنسية مقالة بتاريخ 25/9/2001 بعد أحداث 11 سبتمبر بعنوان "الذراع المالي لبن لادن يمتد من الخليج إلي أوروبا" وذكرت حجم التدفق المالي علي المتأسلمين المخربين في مصر وفي كل أنحاء العالم عبر شبكة مالية عبارة عن تكوين هلامي من عشرات الشركات والجمعيات الخيرية والبنوك ومن ضمن ماذكرت "بنك التضامن الإسلامي" و "بنك فيصل الإسلامي" و "بنك دبي الإسلامي" و "دار المال الإسلامي" و "منظمة الإغاثة الإسلامية" وكان أحد أهداف هذه الأموال الدعوة إلي الإسلام بكل الطرق وقد تدفق الكثير من هذه الأموال علي مصر لأسلمة الأقباط والفتك بهذه الأقلية المتجذرة في التاريخ المصري وفي التراب المصري؟ وياله من هدف تعيس كيف يمكن تخيل منطقة الشرق الأوسط بدون المسيحيين كما قال بحق الكاتب محمد حسنين هيكل والأمير طلال بن عبد العزيز لقد أزداد عدد المسلمين عدة مئات من الملايين في العقود الخمسة الأخيرة نتيجة التكاثر والتحول كما قال هنتنجتون ومع هذا ازدادوا ضعفاً وفقراً وبؤساً واستبداداً فهل ينقصهم بضعة ملايين من الأقباط ليضغطوا عليهم بكل هذه الوسائل المشينة لكى يتركوا ديانة أبائهم؟!


5- ضمير الأغلبية المسلمة
للأسف بإستثناء قلة قليلة من المصريين فإن ضمير الأغلبية الحساس جداً تجاه نساء البوسنة وكوسوفوا ومتطرفي افغانستان ومجاهدي الشيشان ضمير واسع ويبلع الجمل فيما يتعلق بالأقباط ومشاكلهم والإعتداء علي بناتهم، لقد عماهم التعصب الديني عن رؤية المخاطر التي تهدد الوطن وعن الإحساس بالألم الذي يشعر به شريك الوطن، بل وضعف الحس الإنساني الذي يشترك فيه البشر، فالإنسانية وجدت قبل أن توجد الأديان والأوطان. وكما يقول جلال أمين "المسلمون والأقباط ليسوا طوائف بل أغلبية وأقلية: والأغلبية مسئولة عن استتباب الأمن أكثر من الأقلية لأن الأغلبية بيدها البوليس والحكومة والجرائد والإذاعة والتليفزيون والمدارس. بل المفروض أن تكون الأغلبية أقدر علي ضبط النفس من الأقلية لأن لديها الشعور بالثقة بالنفس المتولد من كونها أغلبية والمفروض أن لديها من القوة ما يسمح لها بدرجة أكبر من الصبر والتسامح وأن من لديه القدرة هو أقدر علي العفو من الضعيف".
وللأسف يا عزيزي د. جلال فإن الأغلبية هي التي صنعت التوتر والأقلية القبطية هي التي حافظت علي استقرار البلد عبر تسامحها المفرط وامتصاصها للأزمات وتحملها المستمر لرزالات الأغلبية .. ان ما تقوم به الاغلبية يمكن ان يسمى "تواطئ الاغلبية الصامت". وصدق المرحوم  فرج فودة بقوله ان القاهرة ستحترق باكملها اذا تحول بواب عمارة مسلم الى المسيحية واضيف وستحرق مصر باكملها اذا اختطف شاب قبطى فتاة قاصر مسلمة واغتصبها واجبرها على التحول للمسيحية.ولكن بالطبع العملية العكسية تهلل لها وسائل اعلام الدولةويبتهج بها الوجدان المتعصب.واذا تحدثنا بالوثائق عن هذا العار المسمى بالتعصب وجرائمه المتعددة ضد الاقباط يخرج علينا صبيان الامن فى اجهزة الاعلام لاتهام الضحية وشتمها.


6- سلبية الأقباط:
تضاءل ثقة الأقباط في كل أجهزة الدولة وإحساسهم بإنحيازها ضدهم من رجل الشرطة إلي رجل القضاء، ضاعف من سلبيتهم وإحساسهم بالحيرة، وجعلهم يلتجئون إلينا في الخارج أو ينتظرون معجزة سمائية تحدث لهم.
وفي العام الماضي أيقظتني في الخامسة صباحاً مكالمة من قبطي من بني سويف بمصر وهو يصرخ ساعدني علي إنقاذ ابنتي الوحيدة التي تدرس بكلية التجارة وتم اختطافها من قبل أحد المسلمين وجاءني بزوجته التي أخذت تبكي وتنتحب علي التليفون وأحسست بمدي قساوة الظلم عندما تتواطئ دولة بكل جبروتها ضد مواطن أعزل، ورغم أننا نفعل كل ما نستطيع لمساعدة هؤلاء المساكين ولكن يجب علي الأقباط أن يخرجوا عن سلبيتهم هذه ويحتجوا ضد كل هذه الممارسات الظالمة بكل الطرق السلمية القانونية المحلية والدولية. فماذا بقي لهذا المواطن وغيره يحافظون عليه بعد فقدانه لإبنته الوحيدة، لماذا لايذهب هو وزوجته أمام القصر الجمهوري ويضربا  عن الطعام ،وهو حق قانونى له،لتنبيه الضمير الإنساني إلي مأساته؟ لماذا لايذهب هؤلاء ويحتجون أمام مقر الأمم المتحدة بالقاهرة؟ لماذا لايذهبون إلي مندوبي وكالات الأنباء والصحافة الأجنبية المتواجين بكثافة في القاهرة.
في ظل تقاعس الدولة وتواطئها فإن استنهاض الضمير العالمي هو الوسيلة الأكثر فاعلية لكشف هذه الذئاب ومن يقف خلفهم.
لقد سخرت الولايات المتحدة جهازها الإعلامي الضخم لكشف وغد واحد وهو عدي صدام حسين، فمن يساعد الأقباط الغلابة في كشف عشرات الأوغاد المنتشرين داخل الجسد المصري؟

 

إيلاف خاص

 



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدى خليل - عدي صدام حسين في مصر من المسؤول عن خطف البنات القبطيات؟