أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مجدى خليل - عام جديد بين الآمال والتحديات















المزيد.....

عام جديد بين الآمال والتحديات


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1410 - 2005 / 12 / 25 - 11:41
المحور: حقوق الانسان
    


بعد أيام نستقبل عاما جديدا ندعو أن يكون مليئا بالخير والسلام لمصرنا الحبيبة وللشرق الاوسط وللعالم كله ولقراءنا الأعزاء. ندخل هذا العام وملامح ظاهرة لبداية تغيير في الخريطة السياسية في مصر، كنا نتوقعه منذ فترة طويلة، وهو تتويج لثلاثة عقود من أسلمة كل شئ في مصر من التعليم إلى الإعلام إلى الطب والاقتصاد والسياسة ومزاج الشارع، حتى أنني شاهدت منذ عدة سنوات في شارع فيصل بالهرم مطعم يسمي "المطعم الإسلامي" يقدم كبابا وكفتة إسلامية!! وكأن المطاعم الآخري غير إسلامية أو كأن الذبح لا يتم وفقا للقواعد الإسلامية. مصر كلها للأسف مذبوحة من أعناقها على الشريعة الإسلامية. لقد أنتصر بالفعل حسن البنا على طه حسين في مصر. التحدي الاساسي الذي يواجه قوي المجتمع المدني في مصر والأقباط خصوصا كيف سنواجه هذا المشهد؟ وهل سنستسلم حتى تتحول مصر إلى دولة دينية؟ وهل سيكون للأقباط حقوقا في ظل هذه الدولة الدينية؟
جمعني الأسبوع الماضي غذاء عمل مع أحد رؤساء مراكز الأبحاث الأمريكية وتطرقنا إلى نظرة الحكومة الأمريكية لدور الأقباط في الإصلاح المرتقب في مصر، وقال لي إنه تقابل بعد المؤتمر القبطى الذى عقد فى واشنطن مع شخصية سياسية مهمة وتطرق الحديث بالصدفة الى الاقباط، فقال له السياسي الأمريكي نحن كنا نراقب مؤتمرهم في واشنطن لنعرف مدي جديتهم في التحرك للحصول على حقوقهم، وإذا ثبت جديتهم وعزمهم على التحرك الإيجابي سوف نساعدهم، لأننا لا نستطيع بصراحة أن نساعد من لا يريدون أن يساعدوا أنفسهم، ولا نرغب في أن نواجه النظام المصري من آجل الأقباط إلا إذا تحركوا. حاول صديقي الباحث المعروف والمتعاطف معنا أن يقنع السياسي الأمريكي بأهمية الأقباط في نشر قيم الحداثة وفي مواجهة التيارات الدينية وفي دفع عجلة المجتمع المدني، فرد عليه أتفق معك في ذلك لو تحركوا بالفعل للدفاع عن هذه القيم ولكن حتى الآن حركتهم على الأرض محدودة.
الحد الأدني للمشاركة السياسية على الأرض هو التسجيل في جداول الانتخابات، والتصويت في كافة الانتخابات النقابية والمحلية والبرلمانية والرئاسية، هذا هو الحد الأدني الذي لم يفعله الأقباط حتى الآن.. إذن الأقباط مقصرون.... والإجابة بنعم كبيرة.
تعالوا نحلل الانتخابات البرلمانية الاخيرة والتي فاز الأخوان المسلمون فيها ب 88 مقعدا. حسب ما ذكره يونان لبيب رزق للعربية نت بتاريخ 5 ديسمبر 2005 "عدد الذين يحق لهم التصويت أكثر من 50 مليون ، عدد المقيدين في جداول الانتخابات 31 مليون، عدد الذين صوتوا بالفعل 7 ملايين، حصل الأخوان على 30% من أصواتهم يعني حوالي مليون و200 الف صوت فهل هذا الرقم يمثل ال 75 مليون مصري"
حصد الأخوان 88 مقعدا ب 2ر1 مليون صوت في حين أن أقل التقديرات تقول أن الأقباط يملكون حوالي خمسة ملايين صوت وهذه هي قوتهم السياسية التصويتية الحقيقية ولكنهم في الواقع غير ذلك لأنهم تائهون، يائسون ، مدروشون، مشتتون، خاملون، غير منظمين.
إن سباق الأسلمة في مصر يشبه سباق السيارات بين الحكومة والتيارات الإسلامية على من يأسلم مصر أسرع، والأقباط والعلمانيون ودعاة المجتمع المدني صامتون.
إن الصمت هو العدو الأول للديموقراطية والحريات والحقوق، وكما قال مارتن لوثر كينج " ما يحزنني ليس فعل الأشرار وإنما صمت الأخيار". الصمت هنا جريمة سياسية وأخلاقية ووطنية.
هناك وهم عند قطاع قبطي كبير أن مشاكلهم سوف تحل بالصلاة والمعجزات والتضرع إلى الله.. وهذا وهم كبير، فالمعجزات عمل إستثنائي والذي لا يؤدي عمله فصلاته غير مقبولة وغير مستجابة. هل يتصور أحد ولو للحظة إنه يمكن أن ينجح في أمتحان دراسي بالصلاة فقط بدون المذاكرة؟ هل يتصور أحد أن تشخيص الأطباء إنه يحتاج إلى جراحة عاجلة ويقول لهم لا أحتاج لأنني سأصلي؟، لماذا هذا التقصير القبطى فى العمل السياسى فى حين انهم ناجحون بشكل ظاهر فى المهن المرموقة والعمل الحر؟ الهروب إلى الصلاة، عندما تتوافر الآليات الحقيقية للعمل والحل، هو طريق الضعفاء ولكن مواجهة الواقع والإندماج فيه وتحدي القبح هو نوع من الاستشهاد اليومي.
الضعيف والجبان والانانى هو الذي يخاف مواجهة الواقع ويخشي دفع ضريبة التغيير ويتقوقع ويتعلل بحجج دينية ولكنه للأسف يدفع ضريبة أكبر بأنعزاله وتقوقعه.
إذا كنا ندعو الأقباط إلى كسر العزلة التي فرضتها عليهم الحكومات الإسلامية خلال 1400 عام فيما يتعلق بأنفتاحهم على العالم الخارجي، فبالأولي ندعوهم لكسر العزلة التي فرضوها عليهم وفرضوها هم على أنفسهم فيما يتعلق بمواجهة الواقع المرير في الداخل.
خلال أيام سوف ينتهي الموعد السنوي للتسجيل في الجداول الانتخابية، على كل قبطي أن يذهب ليحصل على بطاقة انتخابية ويستعد للمشاركة في أي انتخابات قادمة. على الأب أن ينبه زوجته وأولاده، على الأم أن تفعل كذلك ، على مؤسسات المجتمع المدنى دور كبير فى دفع الاقباط والنساء للعمل السياسى لتفادى مستقبل مظلم يتربص بمصر.
قبل أن نصرخ ونشتكي ونولول، علينا أن نفعل ما نستطيع عمله، أن نشارك بفاعلية في العمل السياسي، أن ندفع المجتمع المدني للأمام.. أن نتحالف مع القوي العلمانية والليبرالية، أن ندعم نضال المرأة المصرية ضد الحكومة المصرية المتأسلمة والتيارات الدينية الظلامية، أن نتحرك بنشاط وكثافة بممارسة كافة الآليات السلمية والقانونية لأنتزاع حقوقنا المهدرة.
هذا هو التحدي الأول، العمل بكل نشاط وهمة في الداخل لعرقلة صعود الدولة الدينية ،ولنبدأ هذا الأسبوع في التسجيل في الجداول الانتخابية، حتى نكون مستعدين كقوة انتخابية فاعلة وإيجابية .
التحدي الآخر هو في التعامل الإيجابي مع المجتمع الدولي والقانون الدولي، وهذا التحدي واجب على أقباط الداخل وأقباط المهجر ، فبالنسبة للداخل من حق كل مصري أن يلجأ إلى كافة الوسائل القانونية والسلمية المحلية والدولية من أجل الحصول على حقوقه، ولا يعد ذلك إفتئاتا أو قفزا أو مخالفة لأي قواعد سياسية أو مفاهيم وطنية، هذا حق أساسي ومبدئي لكل مصري. على كل قبطي داخل مصر أن لا يخاف من أن يقول الحقيقة لأي طرف داخلي أو خارجي طالما إنه يقول الحقيقة.
الأخوان المسلمون على سبيل المثال يتوسلون الحوار مع أمريكا والغرب بكافة السبل، في حين تجمد اليسار والناصريون والقوميون عند شعارات معاداة أمريكا، ويهاجمون القوي الليبرالية التي تتقابل مع مثيلاتها فى الغرب، ويرهبون الأقباط في الداخل من مغبة الأتصال الخارجى، ويتهمون أقباط المهجر رغم أنهم مواطنون غربيون لهم كل الحق في الاتصال بحكوماتهم ،وفي النهاية يتم فتح القنوات السرية والعلنية بين الأخوان وأمريكا والغرب في حين تم عزل الأقباط، رغم أنهم تحت إضطهاد وإنتهاك لحقوقهم الأساسية.. ....هذا العبث يجب أن ينتهي.
أما بالنسبة لأقباط المهجر فهذا هو صلب عملهم الأساسي من آجل مصر ومن آجل شعبهم، وهو الأتصال بكل الجهات الدولية من آجل دفع مصر نحو طريق الإصلاح والديموقراطية والمواطنة الحقيقية للجميع، على كل قبطى فى الخارج أن يكون سفيرا فوق العادة لشعبه ينقل معاناته إلى كل الجهات الدولية المعنية وإلى المواطن العادى من آجل حشد الراى العام العالمى وراء هذه القضية العادلة.
العمل الأساسي لأقباط المهجر بالنسبة لبلدهم الام هو مساعدة كافة المصريين مسلميين ومسيحيين بدفع مصر نحو طريق التقدم، والحقوق المتساوية للجميع، وآليات ذلك تشمل الأتصال بكافة القوي الدولية والمنظمات الدولية التي تساعد مصر على تحقيق هذا الهدف النبيل.
التحديات كثيرة وجسيمة ولكن يحدونا الآمل دائما في مستقبل أفضل، فقط علينا أن نتحرك بسرعة نحو العمل الإيجابي حتى لا ندفع في المستقبل ثمنا باهظا لتراخينا.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطية وحقوق الأقليات....الأقباط نموذجا
- هل نجح مؤتمر واشنطن؟
- محنة المسيحيين العرب
- الإرهاب والمنطق الأعوج
- أقباط المهجرمفخرة لمصر
- عدي صدام حسين في مصر من المسؤول عن خطف البنات القبطيات؟


المزيد.....




- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مجدى خليل - عام جديد بين الآمال والتحديات