|
خطاب ثورة الملك والشعب ، هل يفعلها ؟
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 5614 - 2017 / 8 / 19 - 04:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خطاب ثورة الملك والشعب ، هل يفعلها ؟ *********************************** بعد مرور ما يزيد عن عشرة أيام على موعد الزيارة الملكية للحسيمة التي لم تتم في وقتها ، حيث صادف يوم الزيارة توقيت الاعلان الرسمي لوفاة الشهيد عماد العتابي ، الملك يحل بالحسيمة ، وسط أجواء يسودها الغموض حول ملف حراك الريف ، وخاصة معتقليه . واذا كان الملك يستمتع بلعبته المفضلة "جيت سكي " فان نصيبا هاما من الشعب المغربي يتألم شديد الآلام لما أصاب أهل الريف من اضطهداد وتعنيف واهانة من قبل رجال السلطة بكل مراتبهم واجهزتهم ، حسب ما هو مثبت في فيديوهات ، او ما يصرح به الكثير من الشهود . واذا كانت مثل هذه القضايا لا تعالج بالعاطفة ، ولا بالانتماء والاصطفاف العرقي أو الديني أو المناطقي ، فان الملك وحاشيته ، للآن لم يعطوا أي اشارة ايجابية لحلحلة الملف ، وايجاد الصيغ الكفيلة بحفظ ماء وجه الجميع . فماذا يعني توقيت زيارة الملك للريف في هذا الظرف الدقيق ؟ . فلم يعد يفصلنا عن ذكرى "ثورة الملك والشعب " غير يومين ، ولا احد يعلم أي مدينة ستحتضن خطاب المناسبة . من جهتي أفضل أن تكون من مدينة الحسيمة نفسها . لما سيحمله الخطاب من رسائل متعددة ستخلط الكثير من الأوراق ، كما ستكشف الكثير من المبهمات ، وتجيب عن العديد من الأسئلة . خاصة اذا صدر عفو شامل عن جميع معتقلي الحراك الريفي . اذ لامعنى أن تأخذ أشغال الأوراش المتأخرة في الريف سرعتها القصوى في الأيام القليلة الماضية ، بينما يبقى المطالبون بتحيينها وتجسيدها معتقلون ؟ فهذا يعتبر سلوكا عبثيا لا مبرر له .وتوظيف لحقوق غير مستحقة . اذن فتوقيت حلول الملك المغربي بالحسيمة في هذا الزمن الدقيق له دلالتان عميقتان ، ستؤسسان حقا لمغرب جديد . فهذه الزيارة تحمل من الرموز والدلالات ما لم تحمله أية زيارات سابقة لملك المغرب ، حتى تلك المتعلقلة بزياراته لمناطق الجنوب . فمنطقة الصحراء المغربية عمرت قضيتها أكثر من أربعين سنة وأصبحت جميع خرائطها الديبلوماسية والسياسية والعسكرية والاقتصادية مضبوطة بمعايير محددة . في حين ان ما يحدث بالريف قد يقلب الأمور رأسا على عقب ، ومن مستويات متعددة . وبالتالي فان زيارة ملك المغرب للحسيمة وفي هذا الوقت بالذات ، تحمل من الأثقال ما قد يعجز الذهن عن مقاربته . فهي قد تكون اشارة قوية لعقد صلح تاريخي بين القصر ومنطقة الريف ، بعدما حاول البعض الوقوف امام هذه العلاقة الصحية التي يمكن ان تنشأ بين القصر وسكان الريف . خاصة وأن اعلان استقالة الياس العماري من رئاسة حزب البام القوة السياسية الرسمية الثانية في البلاد لايمكن قراءتها الا ضمن مربع صغير ، وهو احتراق ورقة هذا الرجل الذي كان يسوق نفسه كعراب للمنطقة وأهلها ، فاذا بالحقائق تظهره أنه لا يملك شيئا من التأثير في المنطقة ، ما جعل الملك يتخلص منه بسهولة ، نجد عكسها عند أمناء احزاب آخرين ، كالعنصر الذي يضبط جيدا منطقة الشلوح .*عذرا على تسمية الأسماء بمسمياتها -. لكن منطق المقال يفرض ذلك ، فنحن في جانب من جوانب الفعل السياسي اثنيين وقبليين .شئنا أم أبينا . اذا وعلى هذا الأساس فان أسطورة وأكذوبة "الريف في الجيب " او اهل الريف كالخاتم في الأصبع "، كذبتها وقائع الحراك الريفي ، من هنا قد نفهم مدى امتعاض ابن الريف الياس العماري من مصطلح "الحراك " وتبرمه منه . لكن واقع الأمر أثبت أن ما يجري في الريف حراك بشهادة كثير من المحللين المغاربة وعلى رأسهم محمد الطوزي ، وكثير من المنابر الاعلامية الدولية وبجميع اللغات . وبسقوط الياس العماري ، حتى وان كان الحائط القصير ، فان أولى الاشارات هي سقوط جدار سميك بين مطالب الريف العادلة والمشروعة وبين الملك . فالملك الآن أمام "ريافة " وجها لوجه ، وله أن يقدم لهم ما ينتظرونه منه . وهذا انتظار سيخدم العرش والمنطقة والوطن . والدلالة الثانية ، وبرغم قساوتها وقتامتها ، فان منطق المقال يدفع الى توضيحها . اذ ان زيارة الملك للحسيمة الاستجمائية يمكن أن تكون اغاظة لأهل الريف ، ونكء لجراحهم الغائرة والطرية ، ونوع من السادية المرضية . وكأنه يقول لهم موتوا بغيظكم . وهذا بعيد جدا عن نوايا أي ملك ، لكن التحليل الموضوعي لا يستبعده ، تأسيسا على مجموعة من المعطيات والحقائق ، آخرها تعيين صلاح الدين مزوار على رأس البنك المغربي ، رغم قضية اختلاسه المتبادل بين خازن المملكة الشهيرة . فأين نحن من هذه الوقائع والقراءات ؟ . خطاب ثورة الملك والشعب سيجلي الغوامض قريبا .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاب العرش 2017 ، والمفارقات الظاهرة والباطنة
-
الأبعاد الجيوستراتيجية لحراك الريف
-
القبطان مصطفى أديب يدخل أسبوعه الثالث في الاضراب عن الطعام
-
عري
-
الثورة وضرورة المرافقة التنويرية
-
أردوغان ديكتاتورية أم براغماتية متطرفة؟
-
ماذا بعد زيارة وزير الخارجية الكويتي لطهران ؟
-
الأمم المتحدة تصل الى نهايتها
-
الحرف طريق الحرية
-
خارج النص
-
العالم والأبواب المغلقة .حكومة العالم الخفية
-
الاختلاف ضرورة حياة
-
ناهض...انهض ....لا زلت تفكر ........الى روح الفقيد ناهض حتر
-
مثقفو مواسم الانتخابات
-
أفكار عن واقع لافكر فيه
-
نفس الايقاع
-
حلم سياسي
-
ما زال في الشعر بقية
-
مفهوم الشعب بين النظرية والتطبيق
-
يا الله
المزيد.....
-
بخلاف -أموال الصمت-.. ترامب يحاكم في 3 قضايا قبل انتخابات ال
...
-
محلل سياسي مصري لـRT: بايدن يحاول استغفال العرب
-
الولايات المتحدة تلوح بعقوبات على شركات صينية بحجة دعم مجمع
...
-
وزير الدفاع الفرنسي: التواصل مع روسيا حول -كروكوس- يعتبر مثا
...
-
فوائد الكرفس وطريقة تحضيره الصحيحة
-
متى يشير الخجل إلى مشكلات نفسية؟
-
أبرز مواصفات الحاسب المنافس الجديد من vivo
-
-روستيخ- تطور روبوتا جديدا لمكافحة الحرائق
-
الغرب المحصور في الزاوية خطير
-
تمديد حرب إسرائيل على غزة سبعة شهور أخرى
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|