أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان التميمي - -وصيفات- فيلاسكيز ومزاوجة الفن والسلطة.. فأيهما يخلد الآخر؟














المزيد.....

-وصيفات- فيلاسكيز ومزاوجة الفن والسلطة.. فأيهما يخلد الآخر؟


سوزان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 07:01
المحور: الادب والفن
    


تبدأ حكاية لوحة "الوصيفات" حين كلّف الملك فيليب الرابع الفنان "دييجو فيلاسكيز" برسم لوحة له ولزوجته الملكة عام (1656)، حيث كان يعمل رساما أول ورئيسا لتشريفات القصر. أثارتْ هذه اللوحة جدل واسّع بسببِ محتواها شديد الغمُوض فالمفترض أن فيلاسكيز كان يرسم الملكَ فيليب وزوجتَه الملكة، لكن اللوحة صورت الأميرة "انفانتا مارجريتا" كبرى بنات الملك وهي محاطة بوصيفاتها وكلبها وعمد إلى رسم نفسه أيضا في اللوحة وهو يظهر منهمكا في الرسم ومرتديا ملابس محاربي القرون الوسطى، ووسط الجدار الخلفي ثمة مرآة تعكس صورة الملك والملكة وإلى يمين اللوحة في الخلفية بدا الحاجب كما أنه يهم باستقبال زوّار، الوصيفتان تظهران في وضع انحناء دليلا على احترامهما وتقديرهما للأميرة الصغيرة التي ترتدي تنورة واسعة مزركشة ومع ذلك فقد ظهرت الأميرة الصغيرة ووصيفاتها كالدمى أو كالتماثيل الشمعية مقارنة بالحضور الطاغي والقوي ومظاهر الترف التي فرضها "فيلاسكيز" على المشهد بأكمله.
وكادت هذه اللوحة أن تودي بحياة "فيلاسكيز" حيث غضب الملك، لكن "فيلاسكيز" بذكائه ودماثته قد أوضح أن اللوحة تعبر عن الحضور الطاغي للملك والملكة من خلال حضور كل من "الوصيفات" والتي لا يظهر الملك والملكة فيها إلا في إطار انعكاس لصورتيهما على المرآة بينما يقوم "فيلاسكيز" نفسه وكذلك الوصيفات والأميرة باحتلال الجزء الأكبر من اللوحة، وهذه المفارقة وهذا الحضور لما هو هامشي وغائب باللوحة كان عملا مقصودا يحمل من الرمزية إلى حضور دلالات أراد فيلاسكيز أن أن يعطي بها درسا أخلاقيا وفلسفيا مفاده "أن الواقع يمكن أن يكون هشا ومراوغا ووهميا تماما مثل اللوحة وأن ما يبقى هو الفكر الكامن والفلسفة الباقية للعمل الفني.
حصلت لوحة "الوصيفات" على أهمية نقدية كبيرة حين كتب عنها "ميشيل فوكو" في كتابه "الكلمات والأشياء". إن فك رموز لوحة "الوصيفات" لا يعتبر أقل قيمة من فك رموز حجر رشيد لمعرفة اللغة التشكيلية الكاملة التي كانت نواة للفكر السيريالي ولاستطعنا أن نفهم بشكل دقيق جزءا هاما من إشكالية الحضور والغياب في الفن التشكيلي وفي حقول إنسانية أخرى. واللوحة تعرض حتى الآن بمتحف "براندو" الأسباني.



#سوزان_التميمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعرفه.. تمامًا
- لا أحدَ إلا أنتَ.. أنا
- بعضُ وردٍ لهُ.. من دمي
- استعادة «محسن شعلان»
- دفوف الصبر
- لحن الغياب (قصة قصيرة)
- بين الحكمة والحزن.. لحظة
- ثلاثية الصمت (لون الحزن- ظل الوحدة- طعم الغياب)
- الشخصية الفنية للمبدعات التشكيليات المصريات
- أثر البيئة الاجتماعية والموروث الحضاري في الأسلوب الفني
- عزيزي الرجل الشرقي


المزيد.....




- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان التميمي - -وصيفات- فيلاسكيز ومزاوجة الفن والسلطة.. فأيهما يخلد الآخر؟