أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد جابر محمد - ما ذنبي...خلقت فتاة














المزيد.....

ما ذنبي...خلقت فتاة


احمد جابر محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5607 - 2017 / 8 / 12 - 03:36
المحور: المجتمع المدني
    


ما ذنبي ...خلقت فتاة
احمد جابر محمد
كانت "فاطمة" بنت من عائلة عراقية، متكونة من خمسة افراد، هي الوحيدة بينهم فتاة، كانت تعاني الامرين منذ طفولتها، وكانت تعمل بجد وبدون توقف في الاعمال المنزلية، حتى انها ولصغر سنها تقف فوق منضدة لتجلي الصحون، بدلا عن والدتها من باب المساعدة، ولاقت اشد انواع العذاب النفسي داخل بيتها،ان قصرت في شيء،فكان عليها ان تقوم بخدمة اخوتها الى جانب قيامها بواجباتها المدرسية، هذا اضافة لعملها بجانب والدتها، والتي ربما هي الوحيدة التي تشعر بما تعانيه ابنتها، لكونها ايضا نشأت في عائلة تقدس الذكور الى درجة مبالغ فيها.
اغل الاوقات كان اخوتها، لايسمحون لها باعطاء رأيها او المشاركة الفكرية في امر ما، على الرغم من حدة الذكاء والفطنة اللتين تتمتع بهما، وكانت تعنل منذ الصباح الباكر وحتى وقت متاخر من الليل، وبدون كلل او ملل، لكثرة ما سمعته ويتردد على مسامعها،"البنت خلقت للعمل في لمنزل"، "يجب ان تكون ربة بيت ماهرة لتتزوج برجل مناسب".
بقيت "فاطمة" على هذا الحال حتى بلغت الثامنة عشر من عمرها ، واخذ الابناء بالطرق على حديد الاب حتى يلين ويرضخ لأوامرهم، بوجوب ان تترك فاطمة الدراسة ،خصوصا ان مفاتنا قد بانت كفتاة،ولايريدان ان تكون عرضة للنظر .._في محدودية عقولهم _...
وبالفعل استجاب الاب لمطلب الابناء،وجردوا الفتاة من حلمها في اكمال الدراسة الجامعية، وانطفأ اخر بصيص يجعلها تشعر بكينونتها كأنسانة لاغير.
وبعد مضي عدة شهور اصبح جلوس "فاطمة" في البيت من الامور المعيبة، والتي تقصر الرقاب، لذا كان رأيهم بان يزوجوها لاي شخص يتقدم لخطبتها، وكانت فاطمة تعي وتدرك كل مايدور من حولها، ولماذا يتصرف اخوتها هذا التصرف القاتل، فصرحت عاليا بداخلها، لم يكن بيدي ان خلقت فتاة....!!!
جلست في حجرتها التي كانت لاتساوي شيئا امام حجر اخوتها، وانهمرت عيناها بالدموع واخذت تناشد ربها، بخفقان بين الضلوع كبركان اعن الثوران، هل عائلتي تعاقبني على جريمة لم اقترفها؟ وهل كوني فتاة يعد جريمة؟.
عاود التفكير وتأملت قليلا، نحن مسلمين واسمي "فاطمة" وبنت رسول الله (عليه وعلى اله افصل الصلاة واتم التسليم) ايضا فاطمة ..ياترى هل عامل الرسول ابنته بمثل ما يعاملونني اخوتي وابي؟ .. وهل ...وهل ...،بالطبع لا فتذكرت حديثه "رفقا بالقوارير" مشبها المرأة بالقوارير، اي كانت تلك المرأة (الزوجة ،البنت،الام،الاخت)، لما تميزن به من رقة وشفافية تجعلنا نعيد النظر في طريقة التعامل معهن .
وفي نهاية المطاف لم يكن بيدها حيلة، وانتفاضتها حبست في سجن صدرها،بحكم مؤبد،لاتمييز يطاله، ورضخت لأهوائهم وعقدة الذكورة، وتزوجت زواجا قسريا من رجل يكبرها ب10سنوات، لا لسبب مطلقا كونه متمكن ماديا والفرق في العمر القياس فيه من الجنون .
وهكذا طويت صفحتها "فاطمة "، كالدمية بين مطرقة اخوتها وأباها تارة وبين سندان زواجها القسري الذي لاتتذوق منه الا المرار تارة اخرى، وحفظت عن ظهر غيب حديث الله((وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ*بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ))، فالقتل له كثير من المعاني، وحياتها احد تلك الانواع، واين هم من كتاب الله كمسلمين، ومن تطبيقه؟!!.

وبقى السؤال ذاته يدور بمخيلتها ولايفارقها مطلقا، ماذنبي ان خلقت فتاة ؟!! و هل كوني فتاة تعد جريمة.



#احمد_جابر_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاق بلا نفاق ...وخلاف بلاشقاق
- لا توهموا انفسكم پأنها النهاية ...!
- حينما يكون الانسحاب افضل جواب
- لاتلوموه بحبها...!
- ها قد بدأ المزاد ؟
- في ىسجننا ....ابرياء
- جريمة ونحن الجناة ...!
- انخبر الله ماذا يفعل ؟
- اخراج الشيطان من دائرة الشكوك
- لا تدخلوا بغداد ....
- عيوننا ترتقبك ..كالأيتام
- مجزرة حمراء.....والمتخاذل ينعم براحة ضمير
- اصفعوا وجوهكم ....وايقضوها من السبات
- تجمع الامل ورقم ست وأربعون


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد جابر محمد - ما ذنبي...خلقت فتاة