|
لي ميونغ باك .. و أحلامنا المستحيلة
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5602 - 2017 / 8 / 5 - 16:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لي ميونغ باك .. و أحلامنا المستحيلة
لم يتعب الاستاذ علي حسين بعد (خاصةً في مقالاته في جريدة المدى) ، من تذكيرنا دائماً ( وربمّا أبداً) .. بأنّ في العالم "زعامات" تختلف عن "زعاماتنا" الحاليّة ، اختلافَ الضوءِ عن الظُلْمة . ومع ذلك فإنّ لي ميونغ باك Lee Myung bak (المولود في 19 ديسمبر 1941) كانَ : * زبّالاً عظيماً ، نشأ طفلا فقيرا جدا ، وكان يعمل حتى عمر 18 عام في جمع القمامة يدويا لينفق على تعليمه واحتياجات عائلته . * وخلال فترة طفولته المبكرة، كان يساعد أمه على بيع قطع الكعك في السوق المحلية ، ليتمكن من إعالة أسرته وتوفير مصروفاته الدراسية. * وبعد أن تخرج في المدرسة الثانوية التجارية، انتقل إلى العاصمة سول ، حيث حاول الالتحاق بالخدمة العسكرية ليتخلص من البؤس ، لكنه لم يجتز الفحص الطبي بسبب اعتلال صحته ، فقرّر أن يلتحق بكلية التجارة في جامعة كوريا عام 1961 ، وأن يعمل جامعَ قمامةٍ لتوفير المصروفات الجامعية. *التحق بشركة هيونداي عام 1965 ، موظفاً صغيراً . ونتيجة لجدّه ومثابرته وابتكاره في العمل، ترقّى بسرعة قياسية، إلى أن أصبح في عام 1977 رئيسها التنفيذي الأعلى . وبينما كان لدى الشركة عند التحاقه بها 90 موظفاً فقط ، فإنّها حقّقت اثناء رئاسته لها توسعاً كبيرأ في اعمالها ، وتحوّلت الى مؤسسة عملاقة بفضل حصولها على عقود إنشائية ضخمة في الخليج والشرق الأوسط . وهكذا فعندما ترك "لي باك" الشركة بعد 27 عاماً من العمل، كان لدى الأخيرة نحو 160 ألف موظف وعامل، وكان اللقب الذي يصاحب اسمهُ آنذاك هو "البلدوزر" ، كناية عن قيادته لشركة "هونداي" ببراعة ، واستجابته السريعة والكفوءة لمختلف التحديات. * في عام 1992 بدأ حياته السياسة عضواً في الجمعية الوطنية . وكان عازماً على إحداث تغيير حقيقي في بلده ، لقناعته بأن إدارة الدول لا تختلف في جوهرها عن إدارة الشركات. وكان واثقاً بأنه سيخلقُ أسطورة جديدة إذا تمكّن من دمج ثقافة الشركات وممارساتها في السياسة. *تولّى منصب عمدة سيئول (2002-2006) ، وحقّق الكثير من الإنجازات التي ساهمت في تخفيف فقر سكّان الضواحي المحيطة بالعاصمة ، وفي إيجاد حلول جيدة وعملية للاختناقات المرورية ، مع المحافظة على البيئة. * أصبح رئيساً لكوريا الجنوبية (2003-2008) ، ولم يقُم بالتجديد بعد انتهاء رئاسته الدوريّة. وخلال مدّة رئاسته كان لكوريا الجنوبية دورٌ فعّال في نشر السلام والرفاهية في جميع دول العالم ، و كانت تساهم في حلّ الكثير من المشكلات ، والتصدّي للكثير من التحديّات التي تواجه البشرية ، كالتغيّرات المناخية ، ومحاربة الفقر ، وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم . وقد قام هو بكلّ ذلك بينما كان "زعيم" كوريا الشماليّة لا يكفّ عن اجراء التجارب النووية باهظة الكلفة في أرض بلده ، وعن اطلاق الصواريخ الباليستية في كلّ اتّجاه ، بينما شعبهُ المسكين يتضوّرُ جوعاً . * في محاضرته "التجربة الكورية في الاقتصاد" ، التي القاها في جامعة السلطان قابوس (17مارس2014) ، أكّد لي ميونغ باك على ما يأتي : - التركيز على التعليم . فالتعليم هو سرّ المكانة الاقتصادية المهمّة لكوريا الجنوبية بين الاقتصادات المتقدمة في العالم ، وسرّ تميّز التجربة الكوريّة في التنمية . - ضرورة ان تكون المرأة بجانب الرجل في تنمية البلاد ، وليس خلفه . - دعوة الشباب الى أن يحلم باستمرار . "على الشباب أن يحلم" كما قال .. وان لا يَكُفّ عن الحُلم . فحلم لي ميونغ باك هو من حقّق لهُ تلك النقلة المذهلة ، من فتىً يجمعُ القمامة ، الى رئيسٍ ناجحٍ لشركة هونداي .. ومن ثمّ الى رئيسٍ "عظيمٍ" لكوريا الجنوبية .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مُقابِلَ لا شيء . لا شيء
-
صاموط لاموط
-
لا تتدافَعوا .. لا تتدافَعوا
-
ساعات .. ساعات
-
اشياء كثيرة .. ليست على ما يُرام
-
عُدْ الى الليل
-
حُزنُ المُدُنِ الثلاث
-
جَدَليّات الدَجَل الوطنيّ
-
لو عُدْتُ الى الأمس
-
عيد حداثوي
-
سيرةُ الفراشة و فرَسِ النهر
-
عيوب دوليّة
-
الحكاياتُ كُلّها
-
عشر حقائق عن العمل والتفكير الاقتصادي في العراق
-
-كعكي- و -نوري- .. في العراق
-
لا شيء . لا شيءَ مُهِمّ
-
من خِرْمِ إبْرة .. أتذَوّقُ الكون
-
عندما نُضيء .. من أوّلِ قُبْلَة
-
ابو أدولف !!!!!!
-
حلاوة
المزيد.....
-
مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم
...
-
دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب
...
-
انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض
...
-
الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها
...
-
حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
-
تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر
...
-
مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم
...
-
البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ
...
-
مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
-
عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|