|
عشر حقائق عن العمل والتفكير الاقتصادي في العراق
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5542 - 2017 / 6 / 5 - 18:59
المحور:
الادارة و الاقتصاد
عشر حقائق عن العمل والتفكير الاقتصادي في العراق
1-جميع العراقيّين .. اقتصاديّون ، حتّى وإنْ لم ينتموا الى الاقتصاد ، ولم يقرأوا في الاقتصاد كلمةً واحدة. 2- جميع السياسيّين العراقيّين .. اقتصاديّون ، ويستطيعونَ "الاجتهاد" في الاقتصاد و قوانينهِ وأحكامه ، سواء أكان ذلك بالصدفة ، أم بالضرورة. 3- الاقتصاد ليس "عِلْماً" تطبيقياً ، وليس حتّى "موضوعاً" يحتكمُ الى شيءٍ من العِلْم . أنّهُ بجميع أطره المفاهيميّة ، وميكانزماته ، وسياساته ، وأنظمته ومنظوماته ، و تجاربهِ وتطبيقاته ، مجرّد وجهات نظر . وعندما يصبحُ "عِلْم" الاقتصاد (كأيّ "عِلْمٍ" يبحث السلوك السياسي والمجتمعي في العراق) عبارة عن مجموعة غير مترابطة من وجهات النظر ، سيصبحُ كلّ من هبّ ودَبّ اقتصاديّاً . وسيصبح الاقتصاد مهنة من لا مهنة له (كـ "عِلْم" السياسة بالضبط) . 4- يستخدم السياسي "الهمّ" الاقتصادي للمجتمع لخدمة مصالح وتوجّهات ليست اقتصاديّة بالضرورة. الاقتصاد العراقي بالنسبة للسياسيّ العراقيّ وسيلة وليس غاية . الاقتصادي العراقي يفعلُ الشيء ذاته مع الأسف الشديد . الاقتصادي العراقي يجاول مُجاراة و "مُداراة" السياسي العراقي (و ليس العكس) .. فيضيّع بذلكَ "المَشْيَتَين". 5- أنْ تكونَ غُراباً أبيضاً في الاقتصاد ، فإنّ هذا لا يعني أنّ الغربان الاقتصاديّة ليستْ (عموماً) سوداء اللون . 6- السيّاسيّون العراقيّون يمكن أن يختلفوا مع بعضهم حدّ القتل . ولكنهم يتّفقوا ، ويقفوا صَفّاً واحداً و كـ "البنيان المرصوص" في مواجهة الاقتصاديّين . الاقتصاديون العراقيّون يختلفون لمجردّ الاختلاف ، حتّى وإنْ لم تكُنْ لهم مصالح مباشرة أو غير مباشرةٍ في هذا الاختلاف . من هنا يأتي عجزهم عن تقديم الحلول ، واكتساب الثقة. ولهذا فحينَ يطلبُ سياسيٌّ عراقيٌّ واحِد من ثلاثة اقتصاديّين عراقيّين رأياً واحداً بصدد قضيّة معينة ، فإنّهم سيعطونهُ ستّة آراء ، تجعلهُ يستلقي على قفاهِ المُبارك ، من شدّة الضحك. 7- هموم العراقي الاقتصاديّة تتمحور حول كيفيّة ، وليس نوعيّة "العَيْش" في الأجل القصير. وعندما يأتي الأجل الطويل ، وتحينُ ساعة الحساب على الأخطاء والخطايا والحماقات الاقتصاديّة السابقة ، يكونُ هذا الأجلُ الطويلُ قد أصبح أجَلاً قصيراً بدوره . و على وفق هذا الفهم ( الفردي – المجتمعي) لعمل الاقتصاد ودوره في حياة الناس ، يرقصُ "السياسيّ" على الجرح ، بينما يصرخ "الاقتصاديّ" من شدّة الألم ، و حِدّة الطَعنة. 8- الاقتصاد في العراق هو مجرد "وصفة" لتسكين الآلام المُصاحبة لمرضٍ عُضال ، يتمّ "صرفها" في صيدليةّ الحكومة. وعندما يموت المريض ينقَضّ العراقيّ على طبيب الطواريء الواقفِ قرب السرير ، وليس على الطبيب "الاختصاص" الذي دسّ لهُ أوّل حُقنةٍ خاطئةٍ في الوريد . 9- مُغنّية الحيّ تُطْرِبُ في السياسة ، فيصيحُ جميعُ "الضحايا" لـ "طقطوقتها" : الله يا سِت .. الله . أمّا مُغنِيّة الحيِّ ذاتها ، فيتمّ رجمها بالحجارة ، حتّى لو غنّتْ "مقاماً" أصيلاً في الاقتصاد . 10- لا يُغيّرُ الاقتصاديّ ما بقومٍ ، حتّى يُغيّروا سياسيّيهم هؤلاء ، كلّهم دون استثناء (من الجبلِ الى البحر ، ومن السهل الى البادية) . خلافَ ذلك سيبقى هؤلاء السياسيّين "السائِسين" يطبخون لنا الحصى في "قدور" الاقتصاد .. الى الأبد .. الى الأبد . هذه "الحقائق" (وهناك حقائق غيرها طبعاً) ، هي التي جعلَتْ (الدكتور فلسفة في الاقتصاد) عبد الرحمن منيف ، روائيّاً فذّاً، وليس اقتصاديّاً مرموقاً .. فرفعَ "الدال - نُقْطة" من أمام اسمه ، وكتب لنا (من بين ما كتَب) رواية شرق المتوسط ، وقصّة حُبّ مجوسيّة ، واشترَكَ مع جبرا ابراهيم جبرا في كتابة روايتهما المُدهشة (عالم بلا خرائط) ، بحيث لا تعرِفُ أيّ سطرٍ فيها كتبهُ جبرا (الأديب والفنان والروائي) ، وأيُّ سَطْرٍ كتبهُ "الاقتصادي" مُنيف . (ملاحظة : هذه "الحقائق" تعكسُ كلاًّ أو جزءاً ، وبهذه الدرجة أو تلك ، سلوك القاعدة العريضة من الاقتصاديّين والسياسيين العراقيّين . هناك استثناءات نادرة جداً بالطبع).
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-كعكي- و -نوري- .. في العراق
-
لا شيء . لا شيءَ مُهِمّ
-
من خِرْمِ إبْرة .. أتذَوّقُ الكون
-
عندما نُضيء .. من أوّلِ قُبْلَة
-
ابو أدولف !!!!!!
-
حلاوة
-
خيبةٌ داكِنة .. رائحةٌ شاسِعة
-
تمرينٌ للذهول
-
في فرنسا .. و في العراق
-
لا شيءَ آخر .. لا شيءَ آخر
-
الجنرالاتُ يعرفون .. و ليسَ العُشّاق
-
أنتِ لا تشبهينَ الأشياءَ .. و الأشياءُ لا تشبهك
-
كلامك صحيح و حلو .. بس مو صُدُك مولانا
-
زيارة إثنيّة !!!!
-
أنْ لا تكونَ هنا .. أنْ لا تكونَ هناك
-
بطاقة اليانصيب
-
أُمّي .. نبع الحَنان !!!!!
-
مأزق الخبير و معضلة الخبرة في العراق
-
النساءُ يَقِفْنَ بعيداً .. على حافّة الكون
-
أباتُ مهموماُ .. من همومٍ قديمةٍ
المزيد.....
-
بلجيكا تقود مبادرة لمراجعة منح إسرائيل امتيازات بالسوق الأور
...
-
شويغو: الدفاع الروسية ستقوم بتشكيل مركز أبحاث وإنتاج للمسيرا
...
-
خبير يؤكد حاجة دول مجموعة -بريكس- إلى إنشاء شبكة إنترنت مشتر
...
-
ماسك يؤجل زيارته المقررة إلى الهند
-
رئيس الإكوادور يعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهرين
-
بعد إكمال عملية -التنصيف-.. بيتكوين تواجه شكوكا
-
بايدن يعلن إنتاج الولايات المتحدة أول 90 كغم من اليورانيوم ا
...
-
واشنطن تتمسك بالعراق من بوابة الاقتصاد
-
محافظ البنك المركزي العراقي يتحدث لـ-الحرة- عن إعادة هيكلة
...
-
النفط يغلق على ارتفاع بعد تقليل إيران من شأن هجوم إسرائيلي
المزيد.....
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
-
جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال
...
/ الهادي هبَّاني
-
الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
/ دلير زنكنة
-
تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى
...
/ سناء عبد القادر مصطفى
-
اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك
/ الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
المزيد.....
|