أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالحميد برتو - مع الجواهري في بعض محطاته














المزيد.....

مع الجواهري في بعض محطاته


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 5593 - 2017 / 7 / 27 - 16:33
المحور: سيرة ذاتية
    


مضى عشرون عاماً على رحيل الجواهري الكبير، ولم تُغيّر تلك الأعوام شيئاً، لا من صورته أو موقعه، ولا من معاركه، ولا من نبوآته وتقديراته. وكذلك الحال فيما يخص قراءاته لواقع بلاده وأمته، ولا من رؤيته لطريق خلاصهما من العبودية الرعناء، نحو شامخات الذُرًى. وتظل طموحاته لأهل "الزرائب الفساح" هماً كبيراً عنده حاضراً وراحلاً. ولا أظن أن العقود القادمة ستغيّر شيئاً من مكانة الجواهري، ولا أجازف إن قلت: حتى في القرون القادمة بإستثناء ما كان ينشده ويدعو إليه. وربما لا تُغيّر حتى من صَبَواتِه، كما يتوهم أو يصفها البعض.

ليست المكانة العالية للجواهري موضع نقاش فيما يتعلق بالكشف الإبداعي رسماً وغناءً وإشتقاقاً ومداعبة للكلم في بنائه ومضمونه، لا في العراق حسب، بل في كل بلاد العرب، التي غنى لهما وحدا. بل وعلى نطاق الشعر العربي من أول بيت وصل إلينا الى يومنا هذا. لا أوغل في تقويم الجواهري شعراً، فذاك لست أهلاً له كإختصاص، ولكن حين أتعامل مع سوسيولوجيا القصيدة الجواهرية أجد ما يُذهلني، ويخلق حالة لم أألفها في القراءآت الأخرى. أما من يسمع التغريد المباشر بصوته، ويرى حالات تعبيره وهيئته كلها، فذاك سحر أتمنى لا يُحرم إنسان منه.

لا تختلف بداية تعرّفي على الجواهري عن بقية أقراني، حين أدخلت وزراة المعارف العراقية شعر الجواهري الى مادة الأدب العربي المدرسية في المرحلة المتوسطة. كانت قصديته "تنويمة الجياع"، تتجاوز تأثرنا بها نحن الطلبة، لتُشكل سحراً معلناً لأساتذتنا للغة العربية أيضاً، الذين تغنوا بها تأثراً وإعجاباً وإحتراماً.

جاءت المحطة الثانية بعد إنقلاب 8/شباط/1963 الدموي، الذي أباح قتل وإبادة الشيوعيين والتقدميين العراقيين. زملائي وأنا من أبناء مدينتي وجيلي كنّا في سن الشباب، حين أحاط بنا الخطر، وألقى علينا مسؤوليات أكبر من أعمارنا، وكنّا بأمس الحاجة لمصدر دعم وإشعاع، خاصة بعد أن تقطعت لحين الصلات مع المركز في بغداد. هنا كان للجواهري حضوراً مميزاً في نفوسنا، حيث ألهبت قصائده حماسنا وإصرارنا، وكان لإذاعة بكي إيران، التي تحولت الى إذاعة صوت الشعب العراقي دوراً عظيماً. وغني عن البيان دور لجنة الدفاع عن الشعب العراقي، التي تأسست بعد الإنقلاب في العاصمة التشيكوسلوفاكية ـ براغ، وتولى الجواهري رئاستها.

بعد نحو ستة أعوام وتحديداً في 15/12/1969 توجهت الى براغ، وهناك منذ ذلك التاريخ بدأت صداقتنا، الجواهري وأنا، صداقة عميقة شهدت الكثير من الأحداث الهامة على الصعيدين الشخصي والعام، وأحببنا سوية ذات العواصم الجميلة: براغ؛ دمشق، وبودابست.

طلب مني مركز الجواهري في براغ كتابة شيئاً بحدود 300 كلمة عن الجواهري الكبير، هذا العدد لا يتسع حتى للعناوين، مع هذا أقول: في براغ إزدهرت صداقتنا، وفي دمشق شهدتُ كتابته لمذكراته، وندمه على أنه لم يكتبها في وقت مبكر، وودعنا سوية شقيقته الغالية نبيهة في رحلتها الأبدية. وفي بودابست التي أحبها، وتردد عليها، بل وحصل على الإقامة فيها، لرعاية دار صحارى للصحافة والنشر التي أسستها هناك في 1990، وفيها تابعنا لاحقاً يوميات حرب الخليج الثانية، وأهدى الدار أحدى أجمل قصائده: "أنيتا" لتطبع في ديوان منفرد. ساعود الى كل هذه الموضوعات والأحداث في وقفات أخرى.

أبا فرات عشت عظيماً، وتركت أعمالاً عظمية، حضورك ووطنيتك يبقيان بعد رحيلك الأبدي مدرسة للأجيال تعلمهم كيفية خدمة الفن والإنسان والوطن.



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحتكام الى الشعب مرة أخرى
- الإحتكام الى الشعب
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (6) الأخيرة
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (5)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (4)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (3)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (2)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (1)
- هل هناك شيوعية بدون الماركسية اللينينية؟
- شخصية الفرد العراقي
- خواطر حول أيام دامية
- تحررت مدينة هيت ولكن متى تدور نواعيرها؟
- عملية سياسية مندحرة ولكنها مستمرة
- موجعة ذكرى الشهداء
- ثورة 14 تموز
- الفقراء يتضامون ... ويتبرعون أيضاً
- 31 آذار يوم مجيد لكل كادحي العراق
- وداعاً أبا نصير؛ المناضل عبد السلام الناصري ...
- ألف مبروك لكل من يهمه الأمر!
- الوطنية الحقة وحروب التدخل (5)


المزيد.....




- موافقة حماس على اقتراح مصر وقطر لوقف إطلاق النار.. مراسل CNN ...
- -الكرة في ملعب نتنياهو-.. إسرائيل وأمريكا تدرسان رد حماس على ...
- بهتاف -الله أكبر-.. شاهد احتفالات سكان غزة بموافقة حماس على ...
- مصدر مصري رفيع يحدد 3 مراحل لتنفيذ الاتفاق بين حماس وإسرائيل ...
- بعد 130 عاما  فلسطيني يحتل مقعد بلفور!
- أراضٍ سكنية وملايين الدينارات.. مكافآت للمنتخب العراقي بعد ت ...
- هل بدأ الهجوم على رفح؟ غارات إسرائيلية واستنفار مصري
- بعد أسابيع من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.. جامعة كولومبي ...
- شولتس يزور القوات الألمانية في ليتوانيا ويتعهد بتقديم دعم عس ...
- شي جين بينغ: الصين ضد تحويل الأزمة الأوكرانية إلى ذريعة لحرب ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالحميد برتو - مع الجواهري في بعض محطاته