أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبدالحميد برتو - الإحتكام الى الشعب مرة أخرى















المزيد.....

الإحتكام الى الشعب مرة أخرى


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 5571 - 2017 / 7 / 4 - 23:07
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بعد تصاعد الإهتمام في الفترة الأخيرة حول وحدة اليسار بين اليساريين أنفسهم، عراقياً وعربياً، نشرت مادة موسومة بـ (الإحتكام الى الشعب)، تهدف أساساً الى التأكيد على أهمية ذلك التوجه ومعوقاته، وأهمية أن تفض القوى اليسارية الإشتباكات والمشاحنات غير المجدية فيما بينها، وتطور صراعها الفكرية المثمر، خاصة حول مواقعها الفكرية والطبقية والفئوية، ومَنْ يمثل الطبقة العاملة أو الكادحين وحتى الشعب كله. ولم يُلاحظ في الوقت عينه الكثير من الجهد لمناقشة نشاطات تلك القوى وأدوارها الفعلية في تحريك الأطراف الحية داخل المجمع أو المجتمعات، من أجل التغيير الجذري الحقيقي، الذي لا أمل للمنطقة بأسرها من دونه.

جرت الإشارة كذلك الى ضرورة أن تعالج القوى اليسارية همومها الذاتية القاهرة، وتراجع ما إعتراها من ضعف، وما إعترى بعضها من ترهل وتصدع وعزلة عن حركة الحياة الفعلية، وأن تعمق تواصلها مع الهموم اليومية العميقة للناس، خاصة الكادحين والفقراء منهم.

ومن المهم أن يتوجه اليسار الى دراسة مستويات الحياة الإجتماعية، وكل ما يرتبط بقضايا الدخل والخدمات والبطالة وتفشي الأمراض الخطيرة، بدنياً وسلوكياً، وغيرها من الشؤون الأساسية. لا أظن أن أي مراقب لا يرى ما طغى على سطح مجتمعاتنا في عموم البلاد العربية والشرق كله، وفي عمق تلك المجتمعات أيضاً، من ظواهر مؤسفة وحقائق مؤلمة. وينبغي التركيز على الواقع الإقتصادي وأنماط الإنتاج وجوانب الحياة المختلفة. إن ذلك كله له أهمية خاصة، تصب في مجرى إعادة الحيوية الى حياة أي المجتمع، بما فيها الحياة الداخلية لتلك القوى، وعلى القوى اليسارية أن تضفي مصداقية الى علاقاتها المشتركة إتجاه شغيلة اليد والفكر والشعب بأسره. وذلك كله يتم من خلال الحوارات الفكرية البناءة، وفي أجواء الإحترام المتبادل.

ركز المقال على الحالة القائمة في العراق تحديداً، وتوسع في وصفها، إعتقاداً بأن وصف الواقع يمثل الخطوة رقم واحد في طريق وضع المعالجات والحلول من الناحية المنهجية، هذا سواءً على صعيد البحث العلمي أو العمل الثوري الجذري. وإدراكاً للحالة الراهنة داخل قوى اليسار، إستخدمت مصطلح التغيير، لكي لا نغرق بحرب المصطلحات دون أي فعل ثوري حق، هذا على الرغم من أهميتها البالغة، أعني أهمية تعريف المفاهيم، مع ضرورة التأكيد على حقيقة عدم وجود فعل ثوري، دون نظرية ثورية، ودون معرفة دقيقة بطبيعة المرحلة القائمة أيضاً.

شَخَّصَ المقالُ حالتين تخدم النضال العام، الراهن منه والبعيد، الأولى منهما أن مواد البلاد تراجعت لدرجة يصعب تجاهلها، وهذا حرم الحكومة وطغمتها الدينية الفاسدة من قدراتهما على الإرشاء. والثانية أن الشحن الطائفي فقد الكثير من زخمه. وهاتان الحالتان فتحت آفاقاً جديدة، ربما تخدم القوى اليسارية والوطنية بصفة عامة، إذ أجادت التصرف إتجاههما. وأشرت بصفة خاصة الى القوى التي لم تتورط بالعملية السياسية التي صممها الإحتلال.

إعتبرت مجمل هذه القراءة تصب في صالح التأكيد على أن الشروط الموضوعية للتغيير في العراق باتت متوفرة، وحان الوقت للإحتكام الى الشعب مباشرة. والإحتكام الى الشعب ليس شعاراً رومانسياً أو إصلاحياً، بل هو ميدان للعمل الحقيقي الذي يمليه واقع الحال. وبديهي أن الإحتكام للشعب وفق الإتجاه العام للمقال نفسه لا يصب في صالح وهم وجود إمكانية للخروج بأية نتيجة عبر الإنتخابات الهزلية المصممة النتائج مسبقاً، كما أكدت كل النتائج الإنتخابية السابقة. هذا الى جانب عدم تجاهل طبيعة الوعي الإجتماعي القائم والمتكون نتيجة لمجمل الحياة الواقعية الملموسة التي مر بها الشعب العراقي خلال عقود مديدة.

لاحظت تعليقاً قصيراً للرفيق فاخر فاخر، وأقول الرفيق لأنه يطرح نفسه كبلشفي، وربما يرى نفسه ثاني آخر البلاشفة بعد الأستاذ النمري، أقول هذا ليس إنقاصاً ولا مدحاً، ولكن هكذا يطرح الرجل نفسه. وبعد أن راجعت جميع تعقيباته على الآخرين، والبالغة 405 تعليقات، تبين من خلالها أن الرفيق أظهر ميلاً واضحاً لبعض العبارات القاسية التي سادت في بعض الحقب السوفيتية، وهي على أي حال ليست أحسن ما في تلك المرحلة.

وللأمانة في النقاش أدرج هنا كامل نص تعقيب الرفيق فاخر فاخر في 20/6/2017 تحت عنوان: "كان ماركسياً وانقلب إلى إصلاحي"، وهذا نص التعقيب: "وها عبد الحميد برتو ينقلب إلى إصلاحي والعوض بسلامة الشيوعيين" إنتهى.

أرى أن الرفيق مهتم وحريص على الماركسية والدفاع عنها، ولكن بطريقته الخاصة، وهذا بحد ذاته موقف طيب في هذه المرحلة المجدبة، التي تمر بها بلادنا. والنقطة الأخرى التي تدفعني لمناقشته الرغبة في التعلم منه أو من غيره، وإكتشاف الجوانب الإصلاحية عند الماركسية والماركسيين، هذا فضلاً عن الرغبة في أن تسود روح التعاون والتفهم المشترك بين أبناء المدرسة الواحد من أجل تقويم أفضل لحالنا والظروف المحيطة بنا، وحبذا لو أرشدني الرفيق على الأقل الى مواقع النزعة الإصلاحية في المقال.

أقبل المناقشة معه سواءً على مستوى المصنفات الماركسية أساسية ومواقف رموزها، أو على مستوى التجربة الملموسة للتطبيقات الإشتراكية. ألا يرى الرفيق أن مكتبات العالم وبكل اللغات زاخرة بما إنتجه الماركسيون وأعداء الماركسية أيضاً. ولكن ألا يشاركني الإعتقاد بإن المهم وما نحتاجه في المرحلة الحالية إيجاد قراءة سليمة للأوضاع السائدة في بلادنا على أساس الإسترشاد النزيه والسليم بالنظرية الماركسية ـ اللينينية، وليس الإستناد الى نصوص مجتزأة وخارجة عن محيطها الطبيعي والتاريخي ـ التطبيق الخلاق، ولا حاجة لتوزيع الألقاب دون إثبات بالحجة الدامغة التي تقبل بها الحياة وتنسجم معها أيضاً.

أرى من المناسب الإشارة الى أهمية سيادة روح السجال البناء، خاصة بعد تقطع جسور التواصل حتى اللغوي بين أبناء الإتجاة أو المدرسة الفكرية الواحدة، وإتساع الفجوة في قاموس كل رفيق نتيجة لعوامل كثيرة، ينبغي أن نقلص الفجوة إتجاه الآخر من خلال تبادل الآراء لصالح المبادئ وأهدافها المتوخاة، وليس على حسابها. وبالمناسبة فإن مسألة تعريف المفاهيم بين المتحاورين مسألة قديمة شغلت الفكر الإنساني قبل ماركس وبعده والى يومنا هذا.

ليس غريباً أن يُقرأ أي نصِ بتصورات مختلفة، حتى ولو كان الهدف البعيد للقراء واحداً، أضرب لك مثالاً من خلال التعليقات على المقال نفسه، ففي الوقت الذي حكمت فيه بجرة قلم عجلى، على أنه مقالاً إتخذ موقفاً إصلاحياً، تركز إهتمام أصدقاء آخرون على مسائل أخرى في ذات الموضوع أو الصدد، ولكن بإتجاه آخر. الأستاذ الصديق خيرالدين خالد مثلاً أثارت إهتمامه العلاقة المعقدة بين الشروط الموضوعية والذاتية للثورة الإجتماعية، وكتب: "في جدلية الذاتي والموضوعي. تروتسكي: (إن الظروف الموضوعية للثورة لم تنضج فحسب، بل وتعفنت على الشجرة). وفي مقالة للصديق عبد الحميد برتو بعنوان: الإحتكام الى الشعب .. يقول: اليوم، في عراقنا .. الشروط الموضوعية للتغيير ليست متوفرة فقط، بل متوفرة جداً .... ولكن الخيبة في القوى السياسية".

في ذات الموقع آراء مختلفة أخرى، وأعتقد أن الماركسية لا تُلغي أهمية التَعرّف الحصيف على تنوع الآراء بين الناس، لأن الثورة الإشتراكية لهم وهم مادتها أيضاً، بما فيها الطبقات التي من المفترض أن يُصفى دورُها الشائن، وليس مصير الأشخاص الفردي. وأنقل لك بعض الآراء التي وردت: "الظروف الموضوعيه عند بعضهم في العراق لن تنضج إلا بموافقه تأتيهم من وراء الحدود" و"لو كان الظرف الموضوعي ناضج في عراق اليوم للتغيير لما حصدت القوى السياسية الحاكمة هذه الملايين من الأصوات في الإنتخابات، وما كانت هذه الملايين تسير كالخراف خلف القوى المشعوذة." و"شعب يتحمل ويتحمل ولازال .... أنهكته الأحداث بل لم تعطي له فرصة كي يتنفس .. من الحروب والقتل وسفك الدماء والقوى السياسيه غائبه بامتياز" و"الظروف الموضوعية متوفرة دائماً كما هي ولكن بحاجة الى عقل سياسي ناضج يتعامل معها بحكمة". و"وأخيراً على الرغم من إنتشار السلاح في العراق على أوسع نطاق فإن الشعب العراقي أعزل لغياب إرادة التغيير الحاسم عند القوى السياسية ولا يوجد شعب يتحرك دون تنظيم، والعفوية في الغالب أضرارها أكثر خطراً، لأنها مجرد إعلان عن وجود حياة مازالت لم تفقد الروح تماماً.

أعتقد أن الماركسي الحقيقي يتوقف بجدية عند كل رأي يُطرح عليه، فمنها ما يُعلمه أو يُثير إنتباه الى مسائل لم يوليها عناية كافية سابقاً، أو يَعرف من خلالها نوعية المواقف المنتشرة بين الناس، ألم يكن هذا هو موقف وسلوك كارل ماركس نفسه، وسار على هذا المنهج بكل حذر وروح علمية تحب التقصي. لقد حذر المفكرون الثوريون دائماً من الأحكام الجاهزة، ومن الإستعلاء المعرفي، ومن أخطرها الإتهام دون وجه حق، ألا ترى مثلي أن النزعة الإصلاحية موقف ترقيعي يهدف في الأساس الى إعاقة التغيير الثوري.

أدعوك عزيزي فاخر الى عدم الإستعجال أو التباطؤ في بناء المواقف، وبذلك ربما تستطيع أن تخدم بطريقة أفضل، حسب تقديراتي طبعاً. إن السبب الذي دفعني للحديث الحالي معك، ما تلمسته في مواقفك من رغبة في الدفاع عن "صفاء الماركسية" من كل الإنحرافات. ولكن أرى في الوقت نفسه، أنه من المفيد أكثر ألا تحصر نفسك في الخطوة الأولى، من أي عمل فكري أو سياسي، وهو وصف الحالة المعينة، وتترك تحليل المادة الموصفة، وتدقيق نتائج ما توصلت إليه، ثم تصديقها وإنتاجها المتكامل والنهائي، والذي من المفترض أن يكون أكثر نفعاً. حاولت بجدية التعرف الدقيق على منطلقاتك، فلم أعثر سوى على تعقيبات على الآخرين، وهذا عمل لا أقلل من شأنه، لكنه لا يوصل رسالة واضحة، ولا يتيح لشركائك في الموقف التعرف على أفكارك على الدرجة المطلوبة من الدقة، والإستفادة منها بما يُغني.



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحتكام الى الشعب
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (6) الأخيرة
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (5)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (4)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (3)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (2)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (1)
- هل هناك شيوعية بدون الماركسية اللينينية؟
- شخصية الفرد العراقي
- خواطر حول أيام دامية
- تحررت مدينة هيت ولكن متى تدور نواعيرها؟
- عملية سياسية مندحرة ولكنها مستمرة
- موجعة ذكرى الشهداء
- ثورة 14 تموز
- الفقراء يتضامون ... ويتبرعون أيضاً
- 31 آذار يوم مجيد لكل كادحي العراق
- وداعاً أبا نصير؛ المناضل عبد السلام الناصري ...
- ألف مبروك لكل من يهمه الأمر!
- الوطنية الحقة وحروب التدخل (5)
- الوطنية الحقة وحروب التدخل (4)


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبدالحميد برتو - الإحتكام الى الشعب مرة أخرى