أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال فوراني - بين وطني وحبيبتي .. قصة يوسف وفنجان قهوة وقصيدة لا يسجد لها أي كوكب ...














المزيد.....

بين وطني وحبيبتي .. قصة يوسف وفنجان قهوة وقصيدة لا يسجد لها أي كوكب ...


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 5591 - 2017 / 7 / 25 - 16:26
المحور: الادب والفن
    


يا إلهي كم يشبه وطني حبيبتي .. كم يشبه كل تفاصيلها .. كم يشبه كل انفعالاتها .. كم أرى بينهما تشابه خطير وخبيث يجعلني على يقين أنهما يتآمران على قلبي .. أراهما دوما في نفس الطريق الذي أمشي فيه وفي نفس المقهى الذي أشرب قهوتي فيه... أراهما يشربان من نفس النبع الذي أحلم أن أشرب منه كي أروي عطشي لأحدهما
يا إلهي كما يشبهان بعض حتى صارا يتزاحمان في قلبي ويتشاجران بطريقة طفولية دون أن يعرفا ولو للحظة أنهما بخلافهما أو اتفاقهما يسبّبان لي سكتة قلبّية من دون قصدّ ..؟؟

بين وطني وحبيبتي .. لوحة جميلة أرسمها دوما بالحجارة التي انتفضت لكرامة رجل عربي في أرض عربية ... وألوّنها دوما بألوان قوس قزح يعيش خلف القضبان الاسرائيلية ولم يشرق يوما في البلاد العربية ... كي يعرف الفرق بين الأبيض والأسود .. بين وطني وحبيبتي لوحة مرسومة بوجع القلب ومغلفة بآهات ألف شعب .. وما زالت حتى اليوم يأسرها يهودي اسرائيلي ابن كلبّ ..؟؟

بين وطني وحبيبتي .. بركان يعيش على أمل أن يتنفس ولو للحظة واحدة هواء بارد .. بينه وبينها خيمة أفرشها تارة على أمل العودة اليه وتارة على أمل حبها لي .. بينه وبينها خبر عاجل يخبره أني لن أعود له بقليل من الدهشة ويخبرها أنه رحل عنها بكثير من الاستغراب .. بينه وبينها غياب يشبه الحضور .. يمارس وطني غيابه في عيني وحضوره في قلبي .. ويمارس حبها الغياب عن عيني وحضوره في قلبي ..؟؟

بين وطني وحبيبتي .. مشكلة معقدة لا يفهمها أحد ولا يستوعبها أحد .. كيف يحدث أن ينتحلّ أحد شخصية مكان آخر .. بمعنى أنك تستطيع أن تقلد صوت أحدهم .. أن تظهر كأنك أحدهم .. أن تلبس لباس غيرك وتتنكر بشخصيته وتبدو كأنك هو .. ولكن كيف لمكان ما أن ينتحل نبضّ شخص ما .. أو شخص ما يصير فجأة هو كل مكان في هذا الوطن .. كيف لأرض أن تصير فجأة قلب امرأة .. وكيف تصير المرأة فجأة هي الوطن ..؟؟

بين وطني وحبيبتي .. المأساة الوحيدة المشهورة بين العشاق .. ( من أحبه ليس لي ومن يحبني لست له ) .. وطني أحبه ولكني لا أملك حتى زيارته ... وحبيبتي أحبها ولكن لا أملك حتى رؤيتها ... وطني يملكه اليوم غريب مستعمر حقير اسمه في التوراة اسرائيل واسمه في القرآن يعقوب .. وحبيبتي يملكها اليوم رجل اسمه في في شريعة الأرض زوجها .. واسمه في شرعّ السماء ... أنا ...؟؟

بين وطني وحبيبتي .. قهوة سوداء داكنة .. أرتشفها كل صباح وأترك شفاهي تداعب أطراف الفنجان كي تستمتع بطعم القهوة الى حدّ الشبعّ .. ولكن القهوة التي تكلم عنها درويش بأنها لا تُشرب على عجل هي مجرد قهوة تشتاق لمن يستلذ بها .. ولكن قهوتي متطرفة نوعاً ما .. فهي لا تُشرب على عجل في حضورها .. ولا تُشرب أبداً في غيابها ...؟؟

بين وطني وحبيبتي .. مزاج مريض في انتقاء مسمى الاشياء .. فوطني يدعوني بشهيد اذا ما سالت دمائي على ترابه .. وحبيبتي تدعوني مجنون اذا ما تركت دمائي تسيل أمامها .. وطني يقول أنه يشتاق لي كي أموت أنا ويحيا غيري لأجله .. وحبيبتي تقولي أنها تشتاق لي كي أحيا ويموت غيري لأجلها .. وبين وطني وحبيبتي .. موت يشبه الى حد ما الحياة .. وحياة تشبه الى حد ما الموت .. وكلاهما لا يعرفان كم أختنق أنا بهما ...؟؟

بين وطني وحبيبتي .. قصة يوسف وأخوته الأحد عشر .. هي تعشق يوسف وأنا أعشق وطني .. هي تعرف كيف تتحايل على أخوتها كي لا يرموها في بئر ويشتريها عزيز مصر .. وأنا لم أعرف أن أساوم أخ عربي واحد على أن لا يرمي وطني في بئر خيانة يتاجر فيها ألف عزيز مصر .. هي تعرف كيف تراود سيدها كي يرمي يوسف في السجن انتقاما لشرفها في قصرها .. وأنا لم أعرف أن أراود وردة واحدة كي تنتقم من نساء اليهود وتقطعّ لهن أيديهنّ انتقاماً لشرف المسجد الأقصى .. هي نامت مع سيدها في آخر المساء .. وأنا نمت مع وطني في العراء .. هي تشبه وطني ووطني يشبه قلبها .. كلاهما رغم الوجع ما زالا مثل الشمس والقمر .. وكلاهما لا أبيعهما ولو سجدت كواكب الأرض كلها أمامي ...؟؟

-
-
-


على حافة وطني وحبيبتي

أمسكت الخريطة بيدها وقالت لي :
أنظر هذه خريطة العالم
هنا يكون وطني فأخبرني أين وطنك ..؟؟
مددتُ يدي وقلت لها ضعيها على صدرك
قالت لي لماذا
قلت لها كي أدلكّ على وطني في هذا العالم ..؟؟


#بلال_فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا منك يا أقصى عذرا .. حكامنا خنازير وشيوخنا حمير وديننا ص ...
- لأنك حبيبتي .. أنتِ وجعي .. فلا تسأليني ما وجعي ...؟؟
- أنا أحبك .. ولكني لن أعترف ..؟؟
- أبو إيفانكا المُحترم .. حامّي الإسلام و الحرمّ ..؟؟
- حبيبتي .. هل لديك وقت كي تصدقي أني أشتقت لك...؟؟
- البحر من ورائكم واسرائيل من أمامكم .. من قتل بائعة الكبريت ف ...
- في وقت ما .. أنت لا تملك أي وقت لأي وقت ما...؟؟
- فشل الوكيل وجاء الأصيل .. والشماتة من عربان العربّ أكبرّ دلي ...
- الحجارة السورية تصطاد العصافير الاسرائيلية ... لقد بدأ موسم ...
- ليس كل من ترك سورية خائن وعميل .. مرحبا بك في وجعّ كل مواطن ...
- سلام لك .. سلام عليك ..؟؟
- إلى إمرأة ... أوجّعتني وأوجّعتها .. ولكنها ليستّ لي و لستُ ل ...
- بشار الجعفري ومحمد علوش .. من شرب من ماء بردى ليس كمن شرب من ...
- طوابير طوابير .. هذا وطن يليق فعلاً بالحمير ...؟؟
- إذا لم تعشّ يوماً في سورية قبل الثورة المزعومة ... فقد فات ع ...
- حلب يا كأس الراح وشفاء الجراح .. وبصقة كبرى في وجه جهاد النك ...
- في أوطاننا وطنّ .. يتسولّ من أبنائه الوطنية ...؟؟
- يا وطني أنت (( الصدّيق )) ...ولكن هذا زمن النهيق ..؟؟
- هنا حلب ,, هنا المدينة التي بصقت على مؤامرات العربّ ...؟؟
- حلب تفرح .. وأرباب الثورة السورية تعوي وتنبح ...؟؟


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال فوراني - بين وطني وحبيبتي .. قصة يوسف وفنجان قهوة وقصيدة لا يسجد لها أي كوكب ...