أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد نصر الدين السيد - استفتي عقلك














المزيد.....

استفتي عقلك


السيد نصر الدين السيد

الحوار المتمدن-العدد: 5587 - 2017 / 7 / 21 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأربعاء الموافق 19 يوليو 2017 أعلن أحمد عبد الهادي، المتحدث الرسمي لشركة مترو الأنفاق عن بدء لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية عملها كتجربة أولية (ولاحظ ورود كلمة أولية هنا) داخل محطات مترو الأنفاق من خلال استقبال الجمهور داخل كشك بمحطة الشهداء للاستماع إلى أسئلتهم والإجابة عليها، ضمن البروتوكول الذي تم توقيعه بين المجمع وشركة مترو الأنفاق. كان هذا نص الخبر الذي تداولته وكالات الانباء مدعوما بصور لهذا الكشك وبه شيخان بزيهما الازهري وامامهم مجموعة من المواطنين المتسائلين!

خبر أدخلني في حالة من الحيرة ... هل اضحك لطرافته فهو يصور المصريين وكأنهم كائنات تسيرها الفتاوي لذا فهي في حاجة لإعادة الشحن من أن لآخر ومن هنا تتضح أهمية وجود كشك للفتاوى في محطة مترو الشهداء بل وفي كل محطة مترو وفي أي محطة لوسائل المواصلات الأخرى. أم أحزن لما ينطوي عليه من دلالات تتعلق بعملية ممنهجة لتغييب العقل المصري.

ولم أجد حلا لحالة الحيرة هذه الا زيارة لموقع دار الإفتاء المصرية للتعرف على طبيعة عملهم وحجمه. وفي البداية، وطبقا لإحصائياتهم، ازداد عدد الفتاوي التي أصدرتها الدار من خمسمائة وعشرين ألف فتوى سنة 2014 الى سبعمائة وعشرين ألف فتوى سنة 2017.

وهناك أيضا وجدت ان لديهم تصنيف لمجالات الفتاوي يتضمن ستة مجالات هي: عقائد، عبادات، مجتمع وأسرة، معاملات مالية، آداب واخلاق، جنايات وأقضية. ومجرد النظر الى هذه القائمة يوضح انهم يعملون بهمة على توسيع مجال عملهم من مجرد الإفتاء في الامور المتعلقة بالعقائد والعبادات، وهما المجالان اللذان كنت اعتقد انهما موضع الاهتمام الرئيسي لمنظومة الافتاء، توسيع هذا المجال ليشمل مجالات أخرى.

وللتأكد من صحة مقولة التوسع هذه كان علينا الاطلاع على الفتاوي التي صدرت عن دار الإفتاء. وفي العادة تأخذ الفتوي شكل سؤال واجابته واليكم امثلة لما وجدت لها تبدأ ب "ماذا عن": عمل المرأة كوكيل للنيابة وتوليها القضاء، مشاركة المرأة في العمل السياسي والاجتماعي، تعليق صور المتوفى تلمسا للدعاء له بالرحمة، اختراع جهاز للتوفير في استهلاك المياه، ممارسة الملاكمة كرياضة بدنية، الامتناع عن التصويت في الانتخابات، لرسوم ثنائية الأبعاد والموسيقى في تعليم الأطفال، تهنئة المسيحيين في عيدهم، فك السحر والأعمال، هل الحب حرام؟، تصرف الإنسان في ماله دون مراعاة مشاعر الفقراء، ضرب المدرسين للتلاميذ بالمدارس ....

والتوسع في مجالات الإفتاء لا بد وان يصحبه بالضرورة تضييق في المجالات التي يعمل فيها العقل. فعند تعرضك لمشكلة او تواجدك في موقف يتطلب اتخاذ قرار لماذا تجهد عقلك بالبحث عن الأسباب وابتكار الحلول والمفاضلة بين البدائل ... لماذا كل هذا العناء وهناك البديل؟ بديل سيقدم لك الحل! والأكثر من ذلك فان اجابته ستكون "شرعية"! فالفتوي، طبقا لتعريف الفقهاء، هي " إخبار عن حكم الله تعالى في إلزام أو إباحة" (*). ولا تقتصر آثار التوسع في مجال الإفتاء على تقليص مجال فعل العقل فقط بل تمتد لتشمل الاعلاء من شأن المهارات المعرفية/الادراكية الدنيا (التذكر) على حساب المهارات المعرفية/الادراكية العليا (التحليل، التقييم، الخلق). وهكذا، وبهدوء، يتم نخر دعائم الدولة الحديثة ويٌمَهد الطريق ويوضَع الأساس لدولة الايمان!؟

(*) أبي العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي، أنوار البروق في أنواء الفروق،
http://elmalikia.blogspot.com.eg/2010/11/blog-post.html



#السيد_نصر_الدين_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية الجزيرتين
- فرض عين
- عبء الاختيار
- جبر التنوير
- الفتوحات المدنية لابن الانسان
- والمثقفون يتبعهم الغاوون (عن المثقفون وعن أدوارهم)
- سلاح الغلابة
- مرافعة لم يطلبها أحد
- مذبحة الروبوتات
- جامعة المستقبل: الرؤية والرسالة
- نظرية ورقة النشاف
- المادة المضادة ومأساة انسان العقل المُغَيب
- الديموقراطية وجودتها المنشودة
- القيراط الخامس والعشرين
- أسطورة تجديد الخطاب
- أمة في أزمة
- حاوريني يا طيطة
- حكاية المنظومتين
- محاكمة الحضارات
- ومن التفكير ما قتل


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد نصر الدين السيد - استفتي عقلك