أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سلمان بارودو - نحو بناء حركة فاعلة ومتماسكة














المزيد.....

نحو بناء حركة فاعلة ومتماسكة


سلمان بارودو

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:28
المحور: القضية الكردية
    


لقد أثبتت جميع التجارب للقاصي والداني وبما لا يدع مجالاً للشك أن السبيل الوحيد أمام التحديات والضغوطات وطرق مواجهتها يجب الاستناد لقوى الشعوب المتحررة من قيود تمنع حركتها والقادرة بدون شك على صنع المستقبل المنشود لأجيالها، وبالتالي بناء حياة سياسية ديمقراطية متطورة وفاعلة بعيدة عن الإقصاء وشطب الآخر المختلف سواء أكانت عرقية أو دينية أم رأي وثقافة سياسية معارضة.
لذلك، ومن هذا المنطلق، والحرص على قضية شعب مظلوم ومضطهد، كالشعب الكوردي في سوريا والمحروم من كافة الحقوق القومية والديمقراطية بسبب السياسة الشوفينية المنتهجة بحقه، وذلك بهدف تذويبه وصهره، وحرمانه من كافة حقوق القومية والإنسانية، وقد طالت تلك السياسات والمشاريع التمييزية كافة مفاصل ومناحي حياتهم، وذلك بالرغم من أنهم يشكلون ثاني أكبر قومية في البلاد ويتعرضون لكافة أنواع الاضطهاد القومي والتمييز العنصري استهدافاً لوجودهم التاريخي وحقوقهم القومية.
لذلك يجب على الحركة الكوردية في سوريا الاستفادة من تجاربها وتجارب الآخرين وعليها أن تتصدى لجميع مشاكلها والعقبات التي تعترض طريقها بكل جرأة ووضوح، وهي بالتأكيد لديها القدرة على تجاوز محنتها إذا توفرت النوايا الجدية والصادقة لحلها وهي ليست مستعصية ومستحيلة إلى درجة اليأس والاستسلام للأمر الواقع في هذه المرحلة الصعبة والمصيرية، في زمن الألفية الثالثة من التاريخ والدخول بعصر العولمة والديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث أن الكثير من المشاكل والقضايا المعلقة تأخذ سبيلها إلى الحل.
لكن الإقدام إلى مثل هكذا خطوات لا يمكن أن تتحقق ما لم يبادر كل طرف إلى مراجعة نقدية جريئة لجملة مواقفه وتوجهاته، والتخلص من عقلية التطرف والتعصب والانغلاق، والتوجه نحو بناء حركة سياسية فاعلة ومتماسكة من أجل الدفاع عن مصالحها القومية والديمقراطية ورسم مستقبل أبنائها.
لذلك على الحركة الكوردية في سوريا أن تأخذ مكانها الطبيعي واللائق في هذه المعادلة كرقم صعب لا يمكن تجاهله وتجاوزه في جميع الحسابات ذات الشأن السوري بشكل عام، وذلك لبناء مرجعية كوردية تعتبر كمؤسسة شرعية يتم فيها توحيد الخطاب السياسي الكوردي وضمان لاستقلالية القرار السياسي واستجابة عملية لرغبة وتطلعات الجماهير نحو التماسك والتلاحم على طريق النضال من أجل رفع الغبن اللاحق عن كاهل الشعب الكوردي، وإيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكوردية في سوريا عبر الاعتراف الدستوري، وتحقيق أمانيه وأهدافه القومية والديمقراطية، وصياغة استراتيجيات مستقبلية واضحة للعمل النضالي الكوردي والوطني السوري، بل أنها ضرورة موضوعية تمليها الظروف السياسية وتقتضيها مصلحة الشعب الكوردي في لمَ شمله وتوحيد امكاناته وطاقاته النضالية بغية زجها في خدمة المجتمع بأسره، وبالتالي الدخول في حوارات جادة وصريحة مع كل القوى والفعاليات الوطنية على الساحة السورية دون استثناء، وذلك من أجل المشاركة في بناء دولة الحق والقانون والمؤسسات الديمقراطية المبنية على مبادىء التسامح وحقوق الإنسان والصداقة بين الشعوب والأمم.
كما عليها إعطاء الاهتمام الجدي والصريح بمبدأ التسامح الذي يعني – فيما يعنيه – أن المجتمع البشري بحاجة إلى نشر وتأصيل قيم التسامح كمنظور إنساني وأخلاقي، وتعميم فكرة قبول الآخر المختلف في ميادين السياسة والدين والقومية والاجتماع، والعمل على تجاوز الصراعات العقيمة، والغير مثمرة تاريخياً، وذلك عبر القيام بتدعيم كل ما يساهم في إيجاد وترسيخ الحوار والتقارب ومن ثم التأكيد على أهمية الروح النقدية التي تعني - فيما تعنيه – التوقف عن النظر إلى الواقع من خلال الآراء المسبقة والتفسيرات الجاهزة التي تدَعي امتلاك الحقيقة والفهم وحيازة الحلول، وهذا يعني ضرورة إخراج الأفكار والنظريات من رؤوسنا لا إخراج رؤوسنا من الأفكار والنظريات.
أن تحقيق ذلك كله سيساهم بالتأكيد إلى حراك سياسي، وتحسين أجواء الثقة المتبادلة، وأرضية ديمقراطية صلبة سيتمتع في ظله كل المواطنين دون استثناء، وسيعزز من شأن ومكانة سوريا إقليميا ودولياً وفي كافة المجالات ومناحي الحياة، للوصول إلى بناء مجتمع ديمقراطي حر خال من الظلم والاضطهاد بكل أنواعه أشكاله، لأن المجتمعات الديمقراطية هي التي تستطيع الوقوف في وجه التحديات ودحر كافة المخططات التأمرية التي تستهدف الوحدة الوطنية.



#سلمان_بارودو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والعلاقة الجدلية بين الفكر والواقع
- الكاتب إبراهيم اليوسف يزج بنفسه في أتون الحداثة!!!؟
- بن لادن يستحق الشكر!!!؟
- الحركة الكوردية ومحاولات التأطير...!
- الوحدة النضالية وضروراتها...
- من أجل خلق مناخ ديمقراطي ...وحراك سياسي مجتمعي...
- !!المثقف في ظل الأنظمة الاستبدادية...؟
- اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي اغتيال للفكر والسياسة معاً ...!؟
- الإصلاح السياسي مسؤولية مَن ؟
- لنعمل من أجل التسامح واحترام الآخر
- الآخر في قول سربست نبي
- الحوار أساس التفاهم والتواصل


المزيد.....




- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سلمان بارودو - نحو بناء حركة فاعلة ومتماسكة