أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية - يوم العار في دمشق : من يحرق السفارات اليوم .. سيحرق البشر غدا !















المزيد.....

يوم العار في دمشق : من يحرق السفارات اليوم .. سيحرق البشر غدا !


المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


دمشق ، نابولي 4 كانون الثاني / يناير 2006
يوم العار في دمشق : من يحرق السفارات اليوم .. سيحرق البشر غدا !
بيان حول انتفاضة الهمج والبرابرة من أتباع التحالف " الإسلامي ـ القومي ـ الشيوعي" الجاهلي في سوريا

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ بداية التمثيل الديبلوماسي الأجنبي في سورية قبل أكثر من ستين عاما ، قام آلاف الغوغاء بحرق عدد من السفارات الأوربية المعتمدة في دمشق يوم أمس ،أبرزها سفارات النروج والدانمارك والمفوضية الأوربية والسويد وتشيلي بحكم وقوع الأربع الأخيرة في مبنى واحد. وحاول العشرات من هؤلاء القيام بالعمل نفسه ضد السفارة الفرنسية ، إلا أن شرطة مكافحة الشغب حالت دون تمكنهم من ذلك ، رغم أنها سمحت بذلك في الأماكن الأخرى ! وعند المساء كانت أنباء متضاربة لا تزال تتوارد عن محاولات مشابهة استهدفت السفارة البريطانية . ولم يتسن لنا التأكد من صحة الأمر بسبب استحالة الوصول إلى السفارة التي طوقت ، كغيرها من السفارات الأوربية الأخرى ، بقوات كبيرة من عناصر المخابرات والأمن السياسي وشرطة مكافحة الشغب . وادعى منظمو هذه الاحتجاجات الهمجية أن أعمالهم تهدف إلى " الانتقام للنبي محمد من الإساءة التي لحقت به " على خلفية رسوم كاريكاتورية نشرت في الدانمارك مؤخرا . وحمل المتظاهرون السوريون أعلاما لـ "حماس" و " حزب الله" والعلم السعودي الذي قدرت أعداده بالمئات . وعلمنا أنه جرى استجرار هذه الأخيرة من مستودعات السفارة " الوهابية " في دمشق بمساعدة عناصر مخابرات السفارة السعودية وطلاب وكر " مجمع أبي النور " دون علم السفير ،وفق ما أكدته لنا مصادر موثوقة ! هذا فضلا عن صور الديكتاتور بشار الأسد ، ورموز إسلامية أخرى كالقرآن والشارات القماشية الخضراء التي وضعت على السواعد والرؤوس . وهو مشهد لم تعرفه سوريا في تاريخها الحديث باستثناء حالات معدودة خلال محنة الثمانينيات من القرن الماضي في بعض المدن السورية حين جرت المواجهات المسلحة بين أصوليي السلطة القوميين وأصوليي المعارضة الإسلاميين .
وأكد شهود عيان مشاركة المئات من شيوعيي " جبهة السلطة " و " المعارضة " والبعثيين والناصريين في هذه التظاهرات ، والذين برروا وجودهم بأنه تعبير عن " احتجاج على المؤامرة الإمبريالية العنصرية ضد الإسلام والعروبة والنبي " ! وأكدت معلومات موثوقة أن عناصر من المخابرات السورية تقدموا قطعان البرابرة التي اجتاحت السفارات . الأمر الذين كان من السهل الاستدلال عليه من خلال ملاحظة بعض الأشخاص الذين كانوا يستولون على وثائق السفارات ويضعونها في أكياس سوداء قبل أن يقذفوا بها من نوافذ جانبية لزملائهم في الشارع دون إتلافها أو حرقها أو قذفها منفلشة على الأرصفة كما فعل آخرون !
وبالاستناد إلى آخر المعلومات التي وصلت إلينا الليلة الماضية ، أصبح من الواضح والمؤكد أن أكثر من جهة سياسية ودينية تولت أول أمس الجمعة وصباح أمس السبت تعبئة وتحشيد قطعان البرابرة عبر الهواتف النقالة . فبالإضافة إلى زعران بعض القوى " الشيوعية " و " القومية " المذكورة أعلاه ، اتضح أن المئات من بلطجية طلاب " مجمع أبي النور" التابع لآل كفتارو ، و طلاب " معاهد الأسد لتحفيظ القرآن" الرسمية التابعة لوزارة الأوقاف ، فضلا عن وجهاء " حي الأمين " من ملالي الشيعة ، تولوا القيام بعملية التحشيد الأساسية وتغذيتها على مدار الساعة بمجموعات جديدة من الزعران والبلطجية ، ومن ثم قيادة وتوجيه التظاهرات الهمجية الجوالة من حي إلى آخر بالتعاون مع عناصر من المخابرات والشيوعيين والناصريين ، سواء منهم المنتمون لأحزاب " الجبهة الوطنية " السلطوية أو لـبعض أحزاب " التجمع الوطني الديمقراطي " المعارض ! ومن المعلوم أن " مجمع أبي النور " الإسلامي يستقبل آلاف الطلاب القادمين من عشرات الدول للحصول على تعليم إسلامي متقدم قبل أن يعودوا إلى بلادهم لممارسة الأعمال الدعوية التي تصب في قناة التكفير والتطرف . وقد تبين خلال السنوات الأخيرة أن العشرات منهم أصبحوا من رموز الإرهاب في أفغانستان والعراق والجزائر واليمن والباكستان وآسيا الوسطى!
ورغم أن نشر رسوم الكاريكاتور يعود إلى أكثر من ثلاثة أشهر خلت ( تحديدا 30 أيلول / سبتمبر الماضي) ، فإن أي رد فعل لم يحدث على الإطلاق في أي مكان من العالم إلا خلال الأيام الأخيرة . وهو ما يدعم معلومات أمنية وسياسية وديبلوماسية متقاطعة وموثوقة أشارت إلى أن التحرك الإسلامي العالمي يقف وراءه وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز ، بالضد من رغبة الملك عبد الله ، بعد فوز حركة " حماس " في الانتخابات الفلسطينية . لكنه سرعان ما تحول إلى تنافس في ردود الفعل الهمجية بين حركة الإخوان المسلمين العالمية التي يقود حملتها التحريضية فقيه الإرهاب الأصولي يوسف القرضاوي و " وزارة " إعلامها ممثلة بقناة " الجزيرة" من جهة ، و الاستطالات الإعلامية والجمعيات " الخيرية" الممولة سعوديا من جهة ثانية . وهو ما استدعى تعليقا لافتا من المفكر الإسلامي طارق رمضان ( وهو ـ للعلم ـ حفيد الشيخ حسن البنا وليس حفيد كارل ماركس !) في صحيفة " اللوفيغارو " الفرنسية حين تساءل عن " الأجندة السياسية" التي تقف وراء ردود الفعل التي بات من الواضح أنها تدار من غرف عمليات عالمية في لندن والرياض على مدار الساعة!
إن تأملا ولو بسيطا في وقائع يوم العار الذي شهدته دمشق يوم أمس يكشف عن تحالف موضوعي بين جميع قوى الغوغاء التي شاركت في ارتكاب الجرائم التي وقعت ، والتي أراد كل منها توظيف قضية الرسوم الكاريكاتورية التافهة لمصلحة أجندته الخاصة. فالسلطة الديكتاتورية أرادت توجيه رسالة للعالم ولكل من يعنيه الأمر أن البديل الذي ينتظر سورية ليس سوى هؤلاء التتر الجدد المستعدين لحرق البشر كما يحرقون السفارات ، سواء تحت راية محمد أو ميشيل عفلق أو عبد الناصر أو صدام حسين . وقد نجحت نجاحا لا شك فيه في إيصال هذه الرسالة لكل من هو معني بقراءة رسائل من هذا النوع . أما الأصوليون الإسلاميون الذين تفرخهم أوكار صناعة الإرهاب في مجمع " أبو النور " و " معاهد الأسد لتحفيظ القرآن " كظهير استراتيجي للتيار الإسلامي ـ القومي ، بتلاوينه المختلفة ، الذي يطمح للإستيلاء على السلطة ، فأرادوا اغتنام الفرصة لاستعراض قوتهم في مواجهة القوى الديمقراطية والليبرالية العلمانية الحقيقية رغم ضعف حضورها وهشاشتها وانتهازية القسم الأكبر منها الذي حصر تفكيره كله باليوم الذي يسقط فيه السلطة الديكتاتورية ... دون التفكير ولو للحظة واحدة باليوم الذي يعقبه ! الأمر الذي يتضح من سياق التحالفات والمؤتمرات التي تشهدها سوريا وعواصم عالمية أخرى بين قوى سياسية سورية لا يجمعها إلا استعداد معظمها لذبح الناس على الهوية السياسية أو المذهبية ، وبشكل خاص القوى والشخصيات العلمانية التي جرى توصيفها في مؤتمر واشنطن قبل أيام قليلة باعتبارها " خطرا يتهدد سوريا " !
تكشف وقائع يوم العار ، أيضا ، عن أن قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية لم تزل قضية هامشية ونخبوية ولا تشكل موضوع اهتمام إلا بالنسبة لفئة محدودة جدا من الشعب السوري ، على العكس من تحليلاتنا واستنتاجاتنا الخرافية في المعارضة السورية . وليس أدل على ذلك من أن أي جريمة ترتكبها السلطة ،مهما كانت دمويتها ، وأي اعتداء على حقوق الناس وكرامتهم ومصالحهم ،مهما كان فاجرا ، لا يستطيع أن يستدرج أي ردة فعل شعبية باستثناء بعض بيانات التذمر والشكوى النخبوية . فقبل بضعة أيام أقدمت السلطة على رفع أسعار وقود البنزين ، ثم أسعار الإسمنت ( تمهيدا لإعطاء احتكار إنتاجه للمجرم المافيوي رامي مخلوف) ، وهو ما أصاب مصالح الأغلبية الساحقة من الشعب السوري في الصميم . ومع ذلك مرت القضية وكأن شيئا لم يحدث ! وهذا ما يؤكد أن الإسلام الأصولي وصدام حسين وعبد الناصر وحافظ الأسد ، وكل ما تمثله هذه الرموز الأربعة من قيم ومعاني القمع والتخلف والإرهاب ، لا يزالون هم المحركين الفعليين للشارع السوري ؛ وأن ما ينتظر سوريا على المستوى المنظور والمتوسط من بدائل ، ومهما بدا هذا الاستنتاج مغرقا في سوداويته ، لا تتعدى استبدال نظام محارق قومي بنظام محارق إسلامي ، أو بنظام يجمع أسوأ ما في النظامين معا . فمن يحرق السفارات اليوم بسبب رسم كاريكاتوري ، سيحرق البشر غدا بسبب قصيدة أو مقالة أو بيان سياسي . وهذا ما يتطلب فرزا حقيقيا صارما في أوساط المعارضة السورية بين القوى الديمقراطية والعلمانية الحقيقية من جهة وقيام تحالف فيما بينها بأسرع ما يمكن ، وقوى المعارضة الأخرى التي لا يتجاوز مطمحها الحقيقي ، بعيدا عن بيانات و " إعلانات" حسن النية وبلاغتها الديمقراطية ، استبدال محرقة تعمل ببنزين إسلامي ـ بعثي ـ أسدي " علوي" ، بمحرقة أخرى وقودها مازوت وغاز إسلامي ـ ناصري ـ صدّامي " سني " !



#المجلس_الوطني_للحقيقة_والعدالة_والمصالحة_في_سورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحقة عبد الحليم خدام أمام القضاء الفرنسي بثمانية جرائم ، ا ...
- مفارقات عصابة - آل كابوني- في دمشق : نزار نيوف ملاحق من قبل ...
- قضية كمال اللبواني .. بعيدا عن ديماغوجيا السلطة والمعارضة
- التقرير الفضيحة والتسييس .. معكوسا !!
- فضيحة طائفية بدأت تتسرب من دهاليز - إعلان دمشق - والاتصالات ...
- في ظروف تعيد إلى الأذهان مقتل اللواء مصطفى التاجر ، مقتل غاز ...
- بعد عشرين عاما على اختفائه ، العثور على سجين لبناني في السجو ...
- مؤسسة - إنتيليجنس أون لاين - تمارس عملية قرصنة قذرة على تقاي ...
- هل هناك علاقة بين اغتيال اللواء مصطفى التاجر واغتيال رفيق ال ...
- هل التقى المحقق ديتليف ميليس ضابطا سوريا منشقا في جنيف ؟ ومن ...
- وثائق حول علاقة رئيس الوزراء السوري السابق مصطفى ميرو بنظام ...
- معلومات ووثائق حول اغتيال سمير قصير بتصرف محامي أسرته وليم ب ...
- فتنة - الكشح السورية - : هل يمكن للديكتاتوريات والأنظمة الشم ...
- ما وراء البلطجة الاقتصادية السورية على الحدود اللبنانية
- قتله النظام السوري مرتين ، فيما اكتفت إسرائيل بقتله مرة واحد ...
- المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة تصدر رأيها بش ...
- محمد ناصيف في زيارة سرية إلى واشنطن لإبلاغها قرارات مؤتمر - ...
- إغلاق منتدى الأتاسي : مبروك عليكم نهاية اللعبة !!
- الدم السوري اليتيم : خمسة وعشرون عاما على مذبحة سجن تدمر ولا ...
- تعرف على جلادي الشعب السوري ـ علي مملوك : إضاءات على زوايا م ...


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية - يوم العار في دمشق : من يحرق السفارات اليوم .. سيحرق البشر غدا !