أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - الاقتصاد الحربي الروسي في خدمة شعوب العالم















المزيد.....

الاقتصاد الحربي الروسي في خدمة شعوب العالم


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5569 - 2017 / 7 / 2 - 17:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بالرغم من انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع تسعينات القرن الماضي، والتغيير الايديولوجي العميق في روسيا الاتحادية، وسقوط اتفاقية يالطا بين الخائن يوسف ستالين وروزفلت وتشرشل، وحل حلف فرصوفيا الموالي السابق للسوفيات، والاعلان الشكلي عن نهاية الحرب الباردة ونهاية عصر القطبين العالميين، واحادية القطبية الاميركية ودخول عصر العولمة، فإن روسيا الاتحادية عادت بسرعة مذهلة في المقياس التاريخي لاحتلال دورها بوصفها القوة الاعظم التي تقف بوجه اميركا وتمنع العولمة الاميركية اي الهيمنة الاميركية على العالم. وعادت الحرب الباردة تستعر بأشد مما كانت عليه في العهد السوفياتي. وفي هذه اللحظات بالذات تقف القوات البرية والبحرية والصاروخية والجوية والفضائية، الروسية والاميركية والناتوية والعرباوية، بوجه بعضها البعض في البحر الاسود والبحر الابيض المتوسط والشرق الاوسط ومنطقة كالينينيغراد الروسية (بمواجهة بولونيا الكاثوليكية الخائنة لروسيا تاريخيا) وفي بحر البلطيق وجمهورياته الطفيلية التي انتزعت من روسيا بفضل خيانة غورباتشوف ويلتسين وشيفارنادزه. وفي هذه اللحظات بالذات تتوجه الجيوش الاميركية الجرارة وحاملات الطائرات الاميركية الجبارة نحو بحور ومحيطات الشرق الاقصى لتخويف الكوريين الشماليين والفيتناميين والصينيين والروس، في حين تطوق الغواصات النووية الروسية اميركا الشمالية من ثلاث جهات، وتنام تلك الغواصات في قاع المحيطات حول اميركا كما تنام الذئاب بأعين مفتوحة، وأيدي قباطنتها على الزناد النووي لارسال اميركا الى العالم الاخر قبل صياح الديك، مهما كانت احوال الطقس والمناخ، حتى لا ينشغل بال الستراتيجيين الاميركيين لهذا الجانب.
ولا شك ان المواجهة، الباردة والحامية، بين روسيا واميركا والغرب تتخذ، الى جانب الشؤون العسكرية، الجانب الاقتصادي ايضا. ويرى بعض المحللين الاقتصاديين الاقزام ان روسيا تتخلف عن اميركا في انتاج المواد الاستهلاكية الغذائية وغيرها. ومن جهتنا لا نستطيع الا ان نعترف بذلك. ونرى ان المطاعم الروسية تحتاج الى الفجل والبصل، والاطفال الروس يحتاجون الى الحليب والشوكولاتة، والفتيات الروسيات بحاجة الى احذية الكعب العالي ولوازم الماكياج، وهي كلها مواد يتم استيرادها لسد النقص في الانتاج الاستهلاكي الروسي. ولكن القيادة الروسية الصادقة والامينة تاريخيا على مصالح ووجود شعبها وبلدها تعرف تماما، وتتصرف على اساس ان وجود روسيا هو مرتبط بانتاج القنابل النووية والصواريخ الباليستية والمجنحة والرادارات المبتكرة والاسلحة الليزرية والكهرمغنطيسية والطائرات والدبابات الروبوتية، اكثر بكثير من الفجل والبصل والشوكولاتة واحمر الشفاه والعطور واحذية الكعب العالي.
وحينما كانت الخزينة الروسية تحصل على مئات مليارات الدولارات مقابل تصدير النفط والغاز والاسلحة، فإن الدولة الروسية دفعت 40 مليار دولار لمدينة سوستشي كي تتحول الى مدينة رياضية عصرية، الا انها دفعت بقية المداخيل لصناعة الاسلحة والعلوم "المستقبلية" الحربية والسلمية، التي تحتاج الى سنوات كي تتحول الى نفقات مشاريع ذات عائدية اقتصادية. والان في حين تتخلف روسيا في انتاج الفجل والبصل واحذية الكعب العالي، فإنها تحقق نجاحات مذهلة في علوم الفضاء وصناعة الاسلحة، من صناعة المسدس الصغير العجيب الذي تخترق رصاصته، المصنوعة من معدن مركب مذهل، اي درع كان عن بعد 100 متر، الى بناء المحطة الفضائية المدارية التي اصبحت محطة علمية عالمية لدراسة الكون، الى الصواريخ العملاقة اللامثيل لها في العالم. وتفعل روسيا كل ذلك ليس لمصلحتها وحدها بل لمصلحة جميع شعوب العالم بمن فيها شعوب البلدان التي تعاديها والشعب الاميركي ذاته. ونكتفي لاجل تأكيد ذلك بتقديم بعض الامثلة:
ـ1ـ بالرغم من المقاطعة والعقوبات الاقتصادية التي تفرضها اميركا على روسيا، فإنها ـ اي اميركا ـ لا تجد غضاضة من ارسال بعض رواد الفضاء الاميركيين كي يطيروا مع زملائهم الروس ويساهموا في عمل المحطة الفضائية الكونية ويتعلموا ويستفيدوا من منجزات المدرسة الفضائية الروسية.
ـ2ـ منذ اسابيع قليلة لم تتوان احدى شركات الاتصالات العالمية الاميركية من استئجار صاروخ جبار روسي لاطلاق قمر اصطناعي اميركي ووضعه في مداره الصحيح. وطبعا ان الروس لم يفعلوا ذلك لاجل عيون بنت ترامب وزوجته، وانهم قبضوا الثمن بالدولارات عدا ونقدا. وهذا لا يعني انه لا يوجد صواريخ مماثلة لدى اميركا. بل يعني ان شركة الاتصالات الاميركية المعنية وجدت ان الصاروخ الروسي هو انسب لها، اما لانه اكثر كفاءة او لانه اقل كلفة او الاثنتين معا.
ـ3ـ حينما قامت المخابرات التركية بالاشتراك مع المنظمات الارهابية الاسلاموية بنسف طائرة الركاب المدنية الروسية فوق سيناء وقتل حوالى 300 مدني روسي من السياح، ثم قامت باسقاط طائرة مقاتلة روسية غدرا فيما كانت تطارد العصابات الارهابية على الحدود السورية ـ التركية ثم قام الارهابيون حلفاء تركيا بقتل الطيار الاسير بكل خسة ونذالة، فإن الكثير من المحللين اعتقدوا ان روسيا ستسحب يد الصداقة التي كانت تمدها لتركيا عملا بمبادئ الاوراسية التي تؤمن بها. ولكن روسيا عضت على جراحها ولم تسحب يدها الكريمة، للصداقة مع تركيا، بل وشكلت مع تركيا الثلاثي الذي يعمل باخلاص في استانا لايجاد حل سلمي للازمة السورية، ونعني به ثلاثي: روسيا، ايران وتركيا.
ـ4ـ حينما قام الرئيس ترامب بزيارته الاخيرة الى السعودية، رافقه جيش كامل من المستشارين والسكرتيريين والمعاونين، كما رافقه جيش اخر شمل جميع النساء الجميلات في عائلة ترامب وحاشيته القريبة وعلى رأسهن زوجته وابنته الفاتنتان. واذا كان وجود المستشارين والسكرتيرين من اجل اضفاء طابع الجدية والمسؤولية على الزيارة فإن وجود النساء الجميلات كان من اجل اضفاء طابع "الدفء العاطفي والالفة والصداقة" على الزيارة . ولكن هذا البزنسمان اللوذعي الذي يعرف من اين تؤكل الاكتاف والارداف، لم يأت للسياحة والتسلية، بل اتى من اجل البزنس. وحصل على صفقات اسلحة ووعود توظيفات بأكثر من 500 مليار دولار. وهذا اول الغيث.
وفي مقابل هذا الابتزاز الاميركي الصارخ للسعودية، نذكر انه منذ حوالى السنة قام الامير محمد بن سلمان وزير الدفاع وولي العهد السعودي الحالي (كان حينذاك "وليا لولي العهد")، بزيارة الى روسيا لحضور المؤتمر الاقتصادي العالمي الروسي في بتروغراد (وهو ما يسمى "دافوس الروسي"). وقد اجتمع الامير على هامش المؤتمر اجتماعا خاصا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد طرح الامير مع الرئيس بوتين امكانية ان تقوم روسيا ببناء 16 محطة كهرونووية للمملكة حتى سنة 2030، وبالرغم من المزاحمة الطاقوية بين روسيا والسعودية ابدى الرئيس بوتين استعداد روسيا لتنفيذ هذا المشروع الجريء للمملكة مما يحولها الى منتج ومصدر عالمي للطاقة الكهربائية الرخيصة بعد الدخول في مرحلة شح النفط، وان تؤمن روسيا الدراسات الفنية والقدرات العلمية واللوازم التكنولوجية والامكانيات المالية لبناء كل محطة، وان تدفع المملكة ما يتوجب عليها بفائدة مخفضة جدا وبالتقسيط المريح. وردا على التخوفات التي ابداها الامير من التسليح الروسي لايران، اجاب الرئيس الروسي بأن روسيا تقدم لايران الاسلحة الدفاعية الفعالة التي تضمن لها سلامة اراضيها وامنها القومي ضد اي عدوان خارجي من اي جهة كانت، وعبر بوتين عن استعداد روسيا لتسليح المملكة ايضا بالاسلحة الدفاعية الضرورية لسلامة اراضيها وامنها القومي، وبهذه المناسبة اعرب الرئيس الروسي عن رغبة روسيا في ان ترى السعودية وتركيا وايران ومصر وباكستان واليمن ودول الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ودول اسيا الوسطى الاسلامية السوفياتية سابقا، ـ تراها تتجاوز الخلافات فيما بينها وتتفاهم وتتعاون لمكافحة ظاهرة الارهاب التي تهدد العالم اجمع ولتحسين مستوى معيشة شعوبها ولتأمين الامن الطاقوي والغذائي والامن والسلام الدوليين. وان روسيا بقوتها التي لا تقهر وامكانياتها غير المحدودة ستكون سندا راسخا وصديقا صدوقا للكتلة العربية ـ الاسلامية اذا ما سارت في هذا النهج لمصلحة شعوبها وشعوب العالم قاطبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميركا تقصف سوريا بالفوسفور
- هل تغدو قطر حليفا لتركيا وروسيا؟
- قطر تشن هجوما معاكسا وتفتح ملف الامارات
- الانقلاب الفوقي الاميركي
- ايران تتابع خط التحالف مع روسيا
- إرهاصات المعارضة الشعبية الجديدة في اميركا
- مقدونيا امام خطر التقسيم والألبنة!
- اميركا ضعفها في قوتها
- الاستعدادات العسكرية للجيش الشعبي لكوريا الشمالية
- -البجعة البيضاء- الروسية ترهب الخبراء العسكريين الاميركيين
- ضلوع السي آي ايه في تفجير المترو في بتروغراد
- بداية انهيار الاتحاد الاستعماري الاوروبي
- الستراتيجيون الاميركيون ينصحون ترامب بالعودة الى الحرب البار ...
- الحصار الكامل على الدونباس لعرقلة التقارب الروسي الاميركي ض ...
- الدونباس ضحية التقارب الروسي الاميركي ضد داعش
- الاقتصاد الروسي المتنامي في عهد الرئيس بوتين
- روسيا تعمل للانتصار بدون اللجوء الى السلاح النووي
- اميركا بدأت الحرب ضد سوريا وروسيا تنهيها
- اميركا عدوة جميع شعوب العالم وروسيا فزّاعة اميركا
- فشل مشروع الدولة الداعشية العثمانية الاميركية


المزيد.....




- قرش يهاجم شابًا ويتركه ليهاجمه آخر بينما يحاول الهرب.. شاهد ...
- اكتشاف شكل جيني جديد لمرض ألزهايمر يظهر في سن مبكرة
- نتنياهو: إسرائيل يمكنها -الصمود بمفردها- إذا أوقفت الولايات ...
- شاهد: إجلاء مرضى الغسيل الكلوي من مستشفى رفح إلى خان يونس
- دراسة: الألمان يهتمون بتقليل الهجرة أكثر من التغيّر المناخي! ...
- رغم الاحتجاجات.. إسرائيل تتأهل لنهائي مسابقة الأغنية الأوروب ...
- البنتاغون قلق من اختراق روسيا لمحطات -ستارلينك- واستغلالها ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط صاروخين أوكرانيين استهدفا بيلغورود غرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من رفح باتجاه إسرا ...
- العراق يدعو 60 دولة إلى استعادة مواطنيها من ذوي عناصر -داعش- ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - الاقتصاد الحربي الروسي في خدمة شعوب العالم