أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - أزمة السكن وعبقرية الزعيم














المزيد.....

أزمة السكن وعبقرية الزعيم


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5566 - 2017 / 6 / 29 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أزمة السكن وعبقرية الزعيم

بقلم اسعد عبد الله عبد علي

بعد ثورة عام 1958 كان الزعيم يفكر في أزمة السكن, وقف الرئيس عبد الكريم قاسم ليخطب في جموع البائسين, حيث قال لهم (( سنقضي على الأكواخ.... )) وسكت .
فكان التساؤل الكبير كيف سيقضي على الأكواخ, وهي بمئات ألاف ؟ هل يأمر بترحيلهم مثلا الى محافظاتهم الأصلية, واغلبهم جاء من الأرياف ومدن الجنوب؟ أم يأمر بتجريف أكواخهم ؟ أم سيتفق مع شركة عالمية لبناء بيوت, وهذا الأمر سيكلف الخزينة مبالغ خرافية؟
بعد أيام تبددت التساؤلات وانكشف الأمر, وتبين للجميع رجاحة عقلية السلطة الحاكمة.
حيث انطلق العمل بمشروع القناة, وملخصه هو إقامة مشروع أروائي بطول 25 كيلو متر, يبدأ من نهر دجلة شمالا في منطقة الفحامة, ليصب في نهر ديالى جنوبا, هو قناة الجيش الحالية مع طريق معبد, يمتد على جانبي القناة, وتم تأثيثها بالقناطر والجسور والمتنزهات, , والحقيقة انه تم توظيف إمكانات واليات الجيش في حفرها, أي لم تكلف خزينة الدولة دينار واحد.
بعد أتمام قناة الجيش, قامت الحكومة بتوزيع الأراضي المحاذية لها, على شكل قطع سكنية, مع صرف 200 دينار, و( دبلين طابوق) لكل عائلة, ولم تمض سنة على بدء المشروع, إلا ونهضت مدن عصرية نظيفة, مجهزة بالكهرباء والماء المعقم, ومنها مدينة الثورة (حاليا مدينة الصدر).
هذا ما فعله عبد الكريم في فترة حكمه القصيرة, والتي مازالت ذكرى جميلة للعراقيين, يتحسر عليها العراقيون, لكن العراق كان يحتاج مشاريع سكنية مستمرة, بفعل الزيادة السكانية.
وتغير الزمن للأسوأ بعد اغتيال عبد الكريم قاسم, ليصل للحكم زمر من المنافقين وعديمي الضمير تحت مسميات القوميين والعفالقة, وحصل الخراب الكبير, الذي نتج لغياب خطط البناء والتنمية, الى أن جاء الطاغية صدام ودخول العراق في فترة مظلمة, بفعل الحروب العبثية التي افتعلها الطاغية, مما جعل الناس تعاني في كل مجالات الحياة, ومنها السكن, فأصبح الحصول على بيت من الأماني المستحيلة.
انتظر الناس 40 سنة, عسى أن يأتي ذلك الفجر الجديد, الذي تسترجع فيه الحقوق, ويحصل المحرومين على بيت للسكن.
وجاءت الأحزاب وأبواقها تصدح بأغاني الوعود, بين بناء مليون وحدة سكنية! أو الشروع قريبا ببناء مدن الأحلام, أو السعي عاجلاً للبناء العمودي, والناس مصدقة لما تقوله الأحزاب التقية جدا, وتم تخصيص مليارات الدولارات, لمشاريع السكنية الموعودة, وتذهب السنوات مسرعة, ولا شيء على الأرض, فقط تم نهب الأموال المخصصة في الموازنات السنوية, هذا ما جاءت به الأحزاب للناس, طيلة 14 عاما من حكم حلف الأحزاب.
ألان حلم الحصول على بيت من المستحيلات, بسبب ارتفاع أسعار العقارات, التي أصبحت نصيب الطبقة المقربة من السلطة فقط, أو أن يلجا الناس للمساكن العشوائية, أو أن يتحمل نار الإيجارات, كل هذا بسبب السلطة الظلمة.
يا ليت النخبة الحاكمة ألان فكرت ببساطة, مثلما فكر الزعيم قبل 58 عاما, وشرعوا مثله بحفر قناة جديدة, وتوزيع الأرض على ضفتيها, لكان اشرف لهم, وأكثر نبلاً, من بيع مدن الأوهام للناس.
فان أرادت السلطة خيرا للشعب, فادعوها بتنفيذ خطة الزعيم نفسها ألان, بالشروع بحفر قناة جديدة, بمعية التشكيلات الحكومية, وتأسيس إحياء جديدة, على ضفتي القناة الموعودة, بعيد عن خرافة مدن الأحلام التي جاءت بها لصوص الخضراء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد في بغداد بلون رمادي
- ملف الظلم العراقي.. تفاوت رواتب الموظفين
- جدلية الغرب والشرق
- حلم ومتصل وسحور
- سوالف العم اسعد: مؤسسات الدولة والعبودية
- سوالف العم اسعد: الفضائيات ورمضان
- وادي الذئاب بالعراقي
- عندما تموت الرحمة
- مخططات خبيثة للطعن بالمرجعية الصالحة
- فتنة تفاوت رواتب الدولة العراقية... الى متى؟
- عشق وشهادة
- العامل العراقي حزين في عيده
- انتحار عاشق في زمن النهوة
- الابداع السنغافوري في حل مشكلة السكن
- مصر هي مفتاح الحل للعراق
- حديث الحب: علاقات جامعية مريبة
- موسم صيد حيتان الفساد
- أريد بيتاً
- حديث الحب: حبيبة واحدة لا تكفي
- هتلر في بغداد


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - أزمة السكن وعبقرية الزعيم