أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - حلم ومتصل وسحور














المزيد.....

حلم ومتصل وسحور


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5542 - 2017 / 6 / 5 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حلم ومتصل وسحور

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

كان يوما متعبا حيث العمل الوظيفي وساعات النهار الحارة, فقد أهل علينا شهر حزيران بارتفاع ملحوظ لدرجات الحرارة, عندما رجعت للبيت كان التعب قد اخذ مني الكثير, فقررت كحل وجيه, أن أنام مبكرا لأعوض الإجهاد الذي يعاني منه جسدي, وأمرت أهلي بان اصحوا للسحور وليس قبل موعده, ونسيت أن أغلق الموبايل واستسلمت للنوم.
كأني في عالم الحلم وأنا رئيس الوزراء, لكن لست في قصر بل اسكن في حي النصر, وقررت ان احل مشكلة السكن, فأمرت وزارة الدفاع بشق عشر قنوات مشابه لقناة الجيش, ثم وزعت الأراضي على ضفافها على الناس بالمجان, وكأن البيوت أكتمل بنائها, وأصبح كل مواطن يملك بيت, والكل مطمئن وسعيد, تتراقص إمامي وجوه الناس فرحة مبتسمة, لكن فجأة علا صوت شديد, جعلني اخرج من الحلم.
فجأة رن الموبايل ليبدد مشروع النوم, ويحيله لكابوس مرهق, حاولت تجاهل رنين الهاتف الى أن صمت, لكنه كرر فعلته وعاد للرنين من جديد, وكان المتصل رقما غريب, تساؤلات كثيرة تزاحمت في مخيلتي عن المتصل, من يا ترى؟ وهل الأمر مهم؟
كان الحزم بالرد وبصوت معبر عن الانزعاج هو أول كلماتي له ( نعم, من المتصل ألان), فقال بعد برهة من الصمت: ( الحقيقة قرات مقالاتك حول مشكلة السكن, وأنا أتعجب من تأملك الخير من السلطة الحاكمة, أنهم أناس أوباش لا يفكرون بالإنسان العراقي ولا بمعاناته اليومية, بل هم يعملون على استمرار مشكلة السكن, كي يبقى الإنسان العراقي غارق في بحر المشاكل, وتطول أيام حكمهم كلما ازدادت مشاكل الإنسان العراقي, أنهم أبناء ميكافيلي يا أخي, فكنت أريد أن أوصل إليك هذه الفكرة, والسلام), وأغلق هاتفه.
مع أني أول الأمر أنزعت من توقيت المتصل, وخسارة فرصة النوم, لكن بالحقيقة فرحت كثيرا من هذا المتصل المجهول, فيعني أن هناك من يقرأ, ويهتم بالأطروحات التي اطرحها في كتاباتي, وفكرته جيدة نعم أنهم أوباش الخضراء, ممن تسلطوا علينا واغتصبوا قصور العراق, وكل همهم دوام بحبوحة حياتهم, بالمقابل كان كل جهدهم تعظيم الأزمات ومنها أزمة السكن, حيث عمدوا الى إهمالها وعدم تقديم خطوة واحدة للحل فقط لأنهم أوباش.
نعم أن حل أزمة السكن يحتاج لثورة جماهيرية, ومظاهرات وحراك فيسبوكي وعمل جماعي, حتى يضطر سكان قصور الجور للرضوخ لمطلب الجماهير, وأنا لو أعطيت الفرصة والصلاحيات فاني ساحل مشكلة السكن في ظرف سنتين.
فجأة علا صوت الطبل, بدقات منتظمة وصوت "المسحراتي" وهو ينبه النائمين لوقت السحور, عندها اضمحلت صور الساسة وكياناتهم العفنة, لتتراقص بدلها صور البيض المسلوق والتمر والبطيخ, وووو... ورمضان كريم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوالف العم اسعد: مؤسسات الدولة والعبودية
- سوالف العم اسعد: الفضائيات ورمضان
- وادي الذئاب بالعراقي
- عندما تموت الرحمة
- مخططات خبيثة للطعن بالمرجعية الصالحة
- فتنة تفاوت رواتب الدولة العراقية... الى متى؟
- عشق وشهادة
- العامل العراقي حزين في عيده
- انتحار عاشق في زمن النهوة
- الابداع السنغافوري في حل مشكلة السكن
- مصر هي مفتاح الحل للعراق
- حديث الحب: علاقات جامعية مريبة
- موسم صيد حيتان الفساد
- أريد بيتاً
- حديث الحب: حبيبة واحدة لا تكفي
- هتلر في بغداد
- رحلة البحث عن بيت للإيجار
- الحل الصيني لمشكلة السكن
- كاتب وموت وشمعدان
- من المعابد الى القنوات الفضائية


المزيد.....




- رحيل -أفقر- رئيس في العالم
- تجدد الاشتباكات في طرابلس وفرار مساجين بأحكام قضائية خطيرة
- ترامب بعد لقائه أمير قطر: ناقشنا قضايا العالم وبينها روسيا و ...
- الأرجنتين تفرض سياسات هجرة أكثر صرامة: ترحيل المدانين وقيود ...
- وسط تصاعد العنف.. دروز إسرائيل يدعون إلى حماية -إخوتهم- في س ...
- أمام أعين متابعيها.. مقتل مؤثرة مكسيكية في بث مباشر على تيك ...
- -إفريقيا قارة المستقبل- – إثيوبيا
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد من استهدافها مستوطنات إسرائيلية موج ...
- الحكم على الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز بـ -1 ...
- بودولياك: زيلينسكي سيقرر ما إذا كان سيتفاوض مع روسيا في إسطن ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - حلم ومتصل وسحور