أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الابداع السنغافوري في حل مشكلة السكن














المزيد.....

الابداع السنغافوري في حل مشكلة السكن


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5498 - 2017 / 4 / 21 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الابداع السنغافوري في حل مشكلة السكن

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

نكمل رحلتنا في استكشاف كيف تمكنت الحكومات الانسانية في حل مشكلة السكن, المشكلة التي باتت عصية على كل حكام العراق من السابقين الى الحاليين, فلم يكن من اهتماماتهم الأساسية حل مشاكل المجتمع, مما جعل أزمة السكن تتفاقم, في زمن غياب الرقيب والمحاسب, وكما يقول "حجي جبر" (( اغلب حكام اليوم يفتقدون لصفة مهمة, وهي مخافة الله)), واليوم نتكلم عن الحل السنغافوري لمشكلة السكن, حيث تعتبر التجربة السنغافورية من انجح التجارب في معالجة قضية السكن, فالبلدان عندما تمتلك قيادات نزيهة ووطنية, وتملك من الحكمة والتعقل ما يسعفها لعبور الازمات, عندها يتحقق الكثير, وهنا كان مقتل العراق, فاغلب من حكمه وسيطر على القرار كان لا يملك النزاهة ولا الوطنية وفاقد للحكمة والتعقل, مما جعل ليل العراقيين طويل.
لنترك حكاية العراق الحزينة مع ساسة السوء, ولنتحدث عن الإرادة السنغافورية, التي احالت جبل من الهم الى وادي من الامنيات المتحققة فعلا.

● هيئة الإسكان والتنمية
سنغافورة كانت تعاني من أزمة سكن خانقة جدا, بل حتى ما كان موجود من سكن كان يعتبر غير مناسب للسكن, فكان ما موجود يعتبر رديء جدا, كحال العراق ألان, ولإصلاح هذا الوضع البائس قامت حكومة سنغافورة بعدة إجراءات فاعلة, فعمدت الحكومة الى أنشاء هيئة الإسكان والتنمية (Singapore Housing and Development Board ), وتم تكليف هذه اللجنة بمهمة توفير مساكن عالية النوعية, خلال سقف زمن محدد, وأشترطت أن تكون الوحدات السكنية منخفضة التكلفة, وقد قررت الحكومة دعم هذه اللجنة عبر إعطائها الحق في الشراء ألقسري للأراضي الخاصة, والتي تراها اللجنة بأنها مناسبة لإقامة مساكن عامة, بسعر يعادل فقط 20% من القيمة السوقية لتلك الأراضي.
وقد حققت هذه الطريقة توحيد عملية بناء المساكن, نتيجة التخطيط المتكامل والتوجيه الامثل للموارد, من قبل هيئة الإسكان والتنمية, مما مكنها من الحصول على الأراضي ومواد البناء والعمالة بتكاليف متدنية, وقد أسهمت حركت البناء الواسعة في خفض نسب البطالة, عبر توفير فرص للعاطلين عن العمل, بالإضافة لاكتساب خبرات كبيرة نتيجة الاستمرار بالإعمال.

● العقل السنغافوري الجبار
وقد عملت لجنة الأعمار على تخيير المواطن, بين أن يسكن مستأجرا او أن يشتري الوحدة التي يسكنها بالتقسيط, وقد تم تحديد الأقساط السنوية بحيث لا تزيد كثيرا عن القيمة الايجارية للوحدة, مما شجع المواطنين على شراء الوحدات التي يسكنونها, وحددت أسعار الوحدات بأقل من التكلفة الإنشائية كما تم استبعاد تكلفة الأرض تماما من سعر الوحدة, بحيث أصبحت الوحدات الحكومية تباع بأسعار تقل بحوالي 50 إلى 70 من قيمة الوحدات السكنية الخاصة, وكان من نتيجة هذا المشروع أن حوالي 93% ممن سكنوا في الإسكان العام امتلكوا الوحدات التي خصصت لهم.
واثبت العقل السنغافوري انه عقل جبار, حيث فكر بكل الجزئيات, ولم يترك قضية مرتبطة بالمشروع ألا وضع لها علاج.
فكرت اللجنة السنغافورية في أهمية تجاوز أخطا الدول الأخرى التي ظهرت في مشاريع الإسكان الحكومي, من قبيل انتشار الأنشطة الإجرامية في المساكن الحكومية للفقراء, فاهتمت أن في تكون الوحدات ذات جودة ممتازة, وتدار بكفاءة عالية, حيث تولت الهيئة مسؤولية الصيانة والترميم وفق برامج دورية صارمة ودقيقة, بما في ذلك أعادة تأهيل كامل وشامل كل خمس سنوات, مما حول هذه المجمعات السكنية إلى مناطق جذب لكافة أفراد المجتمع السنغافوري, إلى حد أنها ألان توفر سكنا لما يزيد على 82% من السنغافوريين.
هكذا تحولت سنغافورة إلى واحدة من اغلب بلدان العالم من حيث ملكية المنازل, حيث بلغت هذه النسبة 92% في عام 2009.

● معالجة العرقية بمشاريع السكن
ولم يكتف العقل السنغافوري في الجانب الاقتصادي, بل عمدت إلى الاهتمام بالجوانب المرتبطة الأخرى كالجانب الاجتماعي حيث كان للمجمعات السكنية الحكومية دور أساسي في تفتيت التجمعات العرقية التي كانت تتصف بها سنغافورة ما بعد الاستقلال, حيث كانت توزع الاسكانات العامة حسب نسب كل عرق من أجمالي السكان, ويمنع التنقل بين المجمعات أذا كان يؤثر على نسبة كل عرق في كل مجمع سكني, هكذا هي العقول الراقية تنتج حضارة عندما تتاح لها الفرصة لانجاز شيء ما.
فشل الساسة العراقيون على مدار 14 سنة في حل مشكلة الطائفية بسبب غياب الرؤى والأفكار الناجحة, وتمسكهم بالقشور, والبحث الدائم عن أبواب للفساد, وغرق الأغلبية السياسية بالفساد, فها هي سنغافورة تكتشف أن عامل السكن ممكن أن يكون حلا للتعايش, هذا الحل ممكن فقط عند الساسة الشرفاء, الساعين بطيبة قلوبهم وسمو نفوسهم لرقي مجتمعهم, بخلاف قافلة من ساسة العراق ممن يسعون بكل جد واجتهاد لتكريس الطائفية والجهل, كي تتزايد مكاسبهم الخاصة وتستمر سطوتهم على كرسي القرار.


● الثمرة
ما تم في سنغافورة يعتبر حلم كبير ويقارب الاستحالة في العراق, لكن الصدق والأمانة التي تتحلى بها السلطة السنغافورية احالت المستحيل إلى حقيقة, فما يحتاجه حلم العراقيين أن تتواجد سلطة تشابه ما يملكه السنغافوريين من قيم أخلاقية وإنسانية, فهل يسعدنا القدر بساسة يكون كل همهم مشاكل الشعب والوطن, ويكرسون كل وقتهم للعمل, والسعي لرضا الله والجماهير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر هي مفتاح الحل للعراق
- حديث الحب: علاقات جامعية مريبة
- موسم صيد حيتان الفساد
- أريد بيتاً
- حديث الحب: حبيبة واحدة لا تكفي
- هتلر في بغداد
- رحلة البحث عن بيت للإيجار
- الحل الصيني لمشكلة السكن
- كاتب وموت وشمعدان
- من المعابد الى القنوات الفضائية
- المعلم العراقي حزين في عيده
- فتح ملف اغتيال السيد محمد باقر الحكيم
- الانتخابات القادمة بين الأحزاب والمرجعية
- عندما تشيخ اللعنات
- الاتجاهات السياسية بين الأمس واليوم
- العنوسة بين المعوقات والحلول
- حديث الحب: الثقة في زمن الدولار
- بديل الشيطان بعد 2003
- يا حكومة السوء, أين ذهب النفط الأبيض؟
- أغتيال موظف نزيه


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الابداع السنغافوري في حل مشكلة السكن