أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - دعوة لسماع الموسيقى الكلاسيكية الغربية















المزيد.....

دعوة لسماع الموسيقى الكلاسيكية الغربية


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 5556 - 2017 / 6 / 19 - 10:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هذه قصة الموسيقى الكلاسيكية الغربية من طقطق لسلام عليكو. بدأت علاقتي بالموسيقى الكلاسيكية الغربية منذ الخمسينات عندما كانت الإذاعة المصرية تهتم بتثقيف العامة ويشرف على البرامج الموسيقية والأغاني الأستاذ محمد حسن الشجاعي.

كان الأستاذ أحمد المصري الذي يعمل في الإذاعة حينذاك، يشرف على عدة برامج موسيقية ويقدم برنامجا لمدة نصف ساعة كل أسبوع عن الموسيقى الكلاسيكية الغربية. ثم تبعه الدكتور حسين فوزي في البرنامج الثاني، وكان يقدم خلاله دراسات موسيقية رائعة عن الموسيقي الكلاسيكية الغربية.

وعندما كنت أدرس بالولايات المتحدة في السبعينيات، كانت الموسيقى الكلاسيكية هي الموسيقى الوحيدة المتوافرة لي خلال الراديو. فتعودت عليها وبدأت أتذوقها وأحبها مما دفعني للبحث عن حكايتها وتاريخها.

الموسيقى بكل أنواعها لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان وحياتي بصفة خاصة. مالا نستطيع أن نعبر عنه بالفنون، من نحت وتصوير، نعبر عنه بالشعر والكلمات. ومالا نستطيع أن نعبر عنه بالشعر والكلمات، نعبر عنه بالموسيقى والألحان. الموسيقى ببساطة هي لغة تعبير عالمية تنقل الأحاسيس المرهفة بين الناس. بل هي أكثر من ذلك.

عند أهل الشرق الأقصى، الهند والصين والدول المجاورة، لا فرق بين الموسيقى والدين. الموسيقى عند الهنود، لها علاقة بعلم الرياضيات والتنجيم وعلم النفس. هذا أساس الموسيقى الغربية أيضا.

الموسيقى كانت في الزمن القديم، أحد فروع الفلسفة. فيثاغورث وأفلاطون وأرسطو، كانت لهم اسهامات جليلة في عالم الموسيقى.

قدماء المصريين كان اهتمامهم بالغ بالموسيقى. ابتكروا آلات موسيقية عديدة. ويكفي أن تعرف أن عدد الطبول عندهم بلغ 26 نوعا، غير آلات النفخ والآلات الوترية التي لا تحصى ولا تعد. والتي ذكر بعضها علماء الحملة الفرنسية في كتاب وصف مصر.

كانت الموسيقى تستخدم في المعابد للصلاة وفي الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية. وكانت تدرس للأطفال في مدارسهم كمادة علمية لازمة لتقدم الإنسان ورقيه.

الموسيقى درسها الفلاسفة العرب أيضا، أمثال الكندي والفارابي، الذي ألف "كتاب الموسيقى الكبير" المتضمن الأسس والقواعد الموسيقية.

الموسيقى عند الفيلسوف كانط هي "لغة الانفعالات"، وعند هيجل "مجال تتجلى فيه أغوار النفس وملكة الفهم".

يقول شوبنهور عن الموسيقى: "ما العالم إلا موسيقى ونغم، وهي الأمل في تحرر الإنسان من اليأس". ويقول نيتشة: "العالم بدون موسيقى غلطة كبيرة لا تغتفر".

ويقال أن الرب عندما أمر موسى بسقاية قومه، سمع هاتفا يقول "يا موسى اسقي". فجاءت في أذنه كلمة "موسيقى". من هنا يأتي أصل الكلمة.

كان النبي داود يسبّح ربه بآلة الناي، ويتغنى من الزبور وضروب الدعاء، المعروفة بمزامير داود.

أورفيوس ابن أبولون، أمه إحدى الموزيات ربات الشعر والموسيقى في الأساطير اليونانية القديمة. كانت موسيقاه تسحر الحيوانات والنباتات والجماد. التحق بالسفينة "أرجو"، وقام بإنقاذها عندما وقعت في مآذق كثيرة.

معظم الأديان تقول إن أصل الخلق كلمة من الرب، "كن فيكون". في الأصل كانت الكلمة. والكلمة صوت، أو نوع من الموسيقى.

النظريات الحديثة تقول إن كل أشكال الطاقة وعالم الذرة، يتكون من جزيئات هي أشبه بأوتار موسيقية متناهية في الصغر، على شكل حلقات مقفلة أو مفتوحة، في تذبذب وعزف مستمرين.

أي أن الكون كله عبارة عن أغنية موسيقية عظيمة، تساهم فيها الذرات وكل أشكال الطاقة التي نعرفها بأنغامها المختلفة.

الموسيقى تستخدم في العلاج النفساني. وتساعد على الفهم والتحصيل عندما يسترخي الجسد وتتغير حالة المخ من الحالة العادية "بيتا" إلى حالة الاسترخاء "الفا".

عندها يمكن للمخ أن يستوعب من المعلومات أضعاف قدرته العادية. أنواع معينة من الموسيقى هي التي تساعد على بلوغ الحالة "الفا". مثل موسيقى باخ وموزارت. وهي أيضا تسرع في نمو النباتات، وتساعد على زيادة الإنتاج الحيواني.

لذلك لا تتعجب عندما تعلم أن الجنين في بطن أمه، يتأثر بالموسيقى. الموسيقى قد تشكل مستقبل الإنسان، إذا كان أحد أفراد الأسرة موسيقيا.

هذا هو الحال بالنسبة لموزارت، فقد كان والده موسيقيا. بيتهوفن أيضا، كان والده مغنيا. أم كلثوم، كان والدها منشدا دينيا. ليلي مراد، كان والدها مطربا، هو زكي مراد. على الحجار، كان والده مطربا، هو إبراهيم الحجار.

جلس جدي بعد صلاة العصر، يستمع إلى الراديو، الفيليبس الذي يعمل بالبطارية السائلة، وهو يذيع أغنية "قالوا أحب القس سلامة وهو التقي الورع الصالح" للسيدة أم كلثوم. فوجدته يتمايل طربا.

عندما انتهت أغنية أم كلثوم، تبعتها أغنية "ياسمر ياجميل" للمطرب عبد العزيز محمود. فوجدته يتململ في مجلسه. بدأت علامات الضيق والقلق تظهر على وجهه عند سماعه المقطع الذي يقول: "يابو المنديل أوية بأوية، دخت يا خويا سمي عليه".

وعند المقطع الذي يقول: "ساعة ما بشوف العود طارح أفضل سارح قول يجي جمعة"، هب واقفا ليقفل الراديو قائلا: "الراجل ده بيقول كلام فارغ".

لم أفهم معنى "العود طارح" إلا عندما كبرت. وأنا أختلف مع جدي في الحكم على هذه الأغنية الجميلة. الأغنية قمة في الجمال والتصوير الفني البديع، بالرغم من شعبية كلماتها. لكنه اختلاف تذوق الأجيال.


هذا هو كتابي الجديد عن تاريخ الموسيقى الكلاسيكية الغربية، "قصة الموسيقى الكلاسيكية الغربية"، يمكن تحميله مجانا من هذا الموقع:

https://archive.org/details/zakariael_att_20170617

أرجو أن يعجبكم، فهو يؤرخ للموسيقى الغربية والمؤلفين الكبار وتاريخ أوروبا. وأرجوا أن تقوموا بإنزال كل الأعمال الموسيقية المذكورة في الكتاب من اليوتيوب والاحتفاظ بها كمرجع.

هذه الدراسة المتواضعة كتبت لغير المتخصصين. لن تجدوا مثلها في أي مكان، في اكتمالها وسهولتها وبساطتها وثراء الأمثلة والقطع الموسيقية المصاحبة لها. ولن تندموا على الوقت الذي تقضوه في قراءة الكتاب والاستماع والاستمتاع بموسيقاه الرائعة. وكما قال نيتشة، العالم بدون موسيقى، خطيئة لا تغتفر.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كان ابن سلمان حصيفا
- تيران وصنافير ومبدأ فصل السلطات
- إلتماس إلى جوبيتر العظيم
- فرعون مصر المفترى عليه
- هذا ما تفعله السلطة بنا
- تفجير كنائس المحروسة، خط دفاعها الأخير
- تأثير نظرية التطور على الفكر المعاصر؟
- هل الأخلاق شئ ضروري لبقاء الإنسان؟
- فكرة داروين الخطرة
- روحي أنت طالق
- دعوة لقراءة شيكسبير: العاصفة
- الفلسفة البراجماتية
- كتاب عن تاريخ الفن التشكيلي عبر العصور، التحميل مجاني
- محاكم التفتيش في القرون الوسطى
- قصة الأبراج الفلكية، برج الطاووس
- الإلياذة: صعود نجم أخيل
- تيران وصنافير واللامعقول
- الإلياذة: مقتل باتروكلوس (فطرقل)
- هل نحن نتجه إلى دولة دينية؟
- الإلياذة: القتال بين باريس ومينلاوس


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - دعوة لسماع الموسيقى الكلاسيكية الغربية