|
الاقزام ومخاطرالانزلاق
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017 / 6 / 18 - 13:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاقزام ومخاطرالانزلاق لايختلف اثنان من ان مخاض العراق الدموي منذ حوالي 14 عام هو الغزو الامريكي للعراق وفرض العملية السياسية الحالية الهشة . و فشل تماما في إدارة حكم العراق واعادة الامن والاستقرار له ويوما بعد يوم تنكشف حقيقة الكثير من السياسيين المشاركين في العملية السياسية ودورهم في صياغة المخططات الرهيبة طيلة السنوات السابقة في السر والعلن واذا حصل ان انبرى احد السياسيين الشرفاء في مواجحة الوضع الراهن والدفاع عن الشعب واماله يحاسب وتلصق به التهم لانه لم يساير ذلك الخط ثم ان من يحاول التصدي لهذا النهج الخاطىء سيتهم انه عميل للاجنبي ولايبحث عن مصلحة الوطن والمواطن . في حين نرى ان العملاء منهم يتحركون دون محاسبة ويثيرون الوضع الدولي ضد الشعب العراقي بامواله وبصفات المسؤولية . كل هؤلاء هم من استولوا على قوت الشعب ووظفوها لمصاحهم الخاصة واكلو اموال البلد كل بطريقته الخاصة هذا كله يجري والمواطن البسيط يراقب بحسرة مايجري فهو لم يحصل على ابسط حقوقه ولم يعبا به احد ولا لمعاناته بل الكل سائر في النهب والسلب والتفنن في طرق الاستبلاء على المال العام . ان الكثير من العناصر السياسية الطارئة على حكم العراق لا يدركون إنهم لا يصلحون بعد اليوم٬ لا إلى الساحة سياسية٬ ولا إلى تدويرها لأنهم ترسبوا في قعور المستنقعات التي وضعوا أنفسهم به في ظل حكم العراق وتفسخوا؛ لذا لا يجدون سوى التشبث بالعملية السياسية البائسة٬ على حساب الارادة الوطنية وفق شروطهم ووضعوها لأنفسهم وحدهم٬ وهم بذلك يريدون البقاء والاستمرار كحكام دون النظر الى مصالح الشعب ومعاناته . اياد علاوي الغارق في بحر الاحلام والنموذج الذي تربطه علاقات جيدة مع الرياض والتي تسيء الى صورة الوطن وتاريخه والمواطن ووحدته والى أعتماد لغة النفاق والتي تقود الى مسارات منحرفة وتشويه الحقيقة بين حين وحين واخرها التدخل في الازمة الخليجية واتهام دولة قطر أثناء تصريحات له أطلقها من القاهرة بعد لقائه برئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، موجها لها تهما عدة ومنها " تبنت مشروعا مشابه لمشروع إيران التقسيمي، باحتضانها سنة في العراق والدعوة إلى إقليم سني مقابل إقليم شيعي، وهذا نعتبره تدخل في الشأن العراق" اني لا ازكي النظام القطري في الضلوع بما يجري في المنطقة لان النظام السعودي والقطري لايختلف احدهما بشيئ في سياساتهم عن الاخر في توتير اوضاع المنطقة وكل له دور حسب ما يرسم له. ومنها ايجاد الارهاب. ثم ان المشاكل بين البلدين ليست بجديدة وكانت قد خمد أثناء فترة ما يسمى بالربيع العربي، خاصة عندما تمكنت قطر من تحطيم عدو للسعودية هو معمر القذافي، وبصورة خاصة أيضا عندما تبين للسعودية أن التخلص من زين العابدين بن علي ليس مشكلة كبيرة طالما أن قطر تزيحه والسعودية تستقبله، وتبين أن قطر لعبت لعبة السعودية التي تريدها وفي هذه الحالات لم يكن هناك مشكلة، وإنما المشكلة نشأت بعدما تبين أن قطر تريد من الربيع العربي أن يكون ربيع حسب قواعد لعبتها وهو أمر كان من الواضح أن السعودية لا ترغب به،على كل حال ان قطر والسعودية كل طرف يتبارى لإرضاء واشنطن، لا يمكن للنظام في السعودية أو في قطر أن يبقى قائما دون أن تحميه واشنطن، أي بمعنى إذا رفعت واشنطن عنه الحماية، فهذه أنظمة تحميها واشنطن مباشرة، وهي إذا كانت مختلفة فيما بينها فتحت السقف الأمريكي، وأعتقد أن كل طرف يسعى لإرضاء أمريكا،وهذا ما لاحظنا في الايام الاخيرة في المزايدة في شراء الاسلحة . اليوم صار متاح أمام السعودية أن تحل مشكلتها مع قطر واغتنمت هذه المناسبة للثأر من قطر لكي تعطيها درسا كبيرا في هذا المجال وتحجيم تدخلها في الشؤون العربية وبالشؤون الخليجية أيضا، وواضح أن قطر أدركت هذا الأمر بدليل أن الأمير السابق غير نظام الحكم والسعودية كانت تريد تغيير أكبر من الذي تم، وكانت تريد ألا يكون هذا التغيير عبارة عن مناورة للعودة إلى السياسة السابقة، وبالتالي حشر قطر في الزاوية وحملها على الخضوع وإخضاع سياستها، وحرمانها من هامش المناورة واللعب بين السعودية وسوريا، والمعلوم ان كل هذا التصعيد بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى المنطقة ومشاركته في ثلاث قمم: سعودية وخليجية وعربية إسلامية ركزت على الحرب على الإرهاب وتوجه تهمة في اعتبار إيران رأس حربة الإرهاب العالمي. وهو الشعار الذي يتغنى به الرئيس الامريكي من اجل ارعاب هذه الدول لغرض ابتزازهم واستطاع من ان يجمع اكثر من 450 مليار دولار كأستثمار واسلحة من المملكة العربية السعودية واخرها 12 مليار دولار منها مع دولة قطرلبيع 36 طائرة حربية نوع اف 15.وهناك دول اخرى في انتظار ان تقع في فخ مثل العقود. والشواهد تثبت ان لامصلحة لإيران بمعاداة العرب ابداً ولم تفكر في يوم ما بذلك بل وقفت الى جانب القضايا العربية والاسلامية وخاصة القضية الفلسطينية والحرب في سوريا والعراق ضد الارهاب ولا للشعوب العربية مصلحة بمعاداة إيران للروابط الدينية والتاريخية بين شعوبها ولاشك فأن مسؤولية الكل التاريخية في أستقرار الدول والشعوب الأسلامية ودحر التطرف والأرهاب... وتفادي مخاطر أنزلاق الأوضاع الى حالة من الأحتكاك أو الصراع المباشر أو غير المباشر لاقدر الله. عبد الخالق الفلاح –باحث واعلامي
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التنسيق المشترك والخندق الواحد
-
التنصل خطوتين الى الوراء
-
تحية لامة الصمود والتحدي
-
الازمة الخليجية ، الادوار والتطورات
-
على ابواب النصر ونهاية الارهاب
-
لا ترعب الاحرار... ولكن تركيع العملاء
-
قمة الرياض الامريكية قمة التوترات والعواصف
-
ترامب ... تعثرات الداخل والهروب الى الخارج
-
اتفاق استانا... ضوء في طريق السلام
-
اعماق تستصرخ الضمير
-
ترامب والطريق الموحل
-
تضيع الوطن في الخيانة والتدليس
-
هل العراق تحت الوصاية الدولية...؟
-
السلام قبل المال لليمن الجريح
-
السباق الرئاسي والقادم في فرنسا
-
اردوغان وافرازات خيبة الاستفتاء
-
الملكية الاردنية ... خيانة ونكران الجميل
-
الثقافة والتحضر ومفاهيم السلوك العام
-
المخطط الذي يجر العالم نحو الهاوية
-
الهجوم على الشعيرات السورية تحدي وامتحان
المزيد.....
-
رجل يخاطر بحياته لإنقاذ مراهق علق داخل سيارة مشتعلة.. شاهد م
...
-
تقرير: إسرائيل تعترض مسار طائرة يشتبه بأنها تحمل أسلحة لحزب
...
-
مظاهرة حاشدة في عمان تطالب بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل ق
...
-
مصادر: فقدان الاتصال مع الزعيم المحتمل لحزب الله هاشم صفي ال
...
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
...
-
السفير السوري في موسكو يتحدث عن اللقاء المحتمل بين الأسد وأ
...
-
سفير إيران في لبنان: إسرائيل أدخلت أجهزة البيجر بعملية تجسس
...
-
خبير أوروبي يدعو لإرسال ستولتنبرغ للقتال في أوكرانيا
-
حماس بعد عام من طوفان الأقصى
-
غارديان: انتصارات إسرائيل التكتيكية قد يثبت أنها خسائر إسترا
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|