أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حقيقة مأساة الروهينجا فى بورما















المزيد.....

حقيقة مأساة الروهينجا فى بورما


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5537 - 2017 / 5 / 31 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل ما دفعنى للبحث فى هذا الموضوع هو إستمرار النشر بشكل واسع حول الفظائع التى يتعرض لها مسلمى الروهينجا فى بورما وما يتداوله الكثيرون على مواقع الفيسبوك من صورا لمذابح مروعة يقولون أنها بحق المسلمين في بورما، وفي ذيل كل صورة طلبٌ لنشرها وتعميمها، مع تعليقات متنوعة تنادي بالثأر للضحايا ووقف أعمال التطهير العرقي وإدانة حكومة بورما وشعبها البوذي، هذا رغم أن نتائج الإنتخابات التى تمت منذ شهور وحصول حزب المناضلة وداعية حقوق الإنسان "أونج سان سو كي" على الأغلبية فى البرلمان وتشكيله الحكومة حيث وعد بالديموقراطية والعدالة والحق فى التنوع والحريات، وتعترف سوكى بالمشكلة ولكنها تخفف منها حيث أعلنت في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "لا اعتقد أن هناك تطهيرا عرقيا فى ميانمار وأعتقد أن التطهير العرقي تعبير أشد من اللازم لوصف ما يحدث".
المسلمون فى بورما "ميانمار" يشكلون 4% من إجمالى السكان ونسبة لابأس بها منهم يطلق عليهم الروهينجا ومعظم باقى السكان من الطائفة البوذية مع حوالى 4% أيضا من المسيحيين،( وفقا للكتاب الدوري للمخابرات المركزية الأمريكية CIA لدول العالم)، ويعيش السكان المسلمين فى شريط جغرافى محاذ لدولة بنجلاديش يسمى أراكان، يتكون سكان بورما من نحو 135 إثنية مختلفة معترف بها: أهمها إثنيتا "بامار" و"شان" البوذيتان (تشكلان معا نسبة 77 في المئة من السكان)، وإثنية "تشين" التي تدين غالبية أفرادها بالمسيحية (2.5 في المئة)، وإثنية "كارين" التي تتبع الديانتين المسيحية والبوذية (7 في المئة)، وإثنية "كاتشين" وغالبيتها من المسيحيين (1.5 في المئة). هذا إضافة إلى العديد من المجموعات الإثنية غير المعترف بها مثل البورميين المسلمين من أصل صيني المعروفين بـ"بانتاي"(3 في المئة) والبورميين المسلمين الروهانغ (0.15 في المئة)، والبورميين المنحدرين من أصول هندية وبنغالية (2 في المئة). وبينما تتعايش الأقليات مع الأغلبية في مختلف ولايات البلاد دون مشاكل أو صدامات، فإن الوضع مختلف في ولاية "راكين" الغربية المحاذية لبنغلاديش حيث يتركز المسلمون الروهانغ..
الصراع بين البوذيين "الذين تنحاز اليهم أجهزة الدولة" ومسلمى الروهينجا يمتد لمئات السنين ولكنه إذداد تفجرا منذ العام 2012 حيث أمرت فى إثره الحكومة العسكرية بإعلان حالة الطوارئ فى مناطق النزاع ونقل السلطة المدنية الى الجيش لتبدأ بعدها عمليات واسعة من الإعتداء والقتل والإغتصاب وحرق البيوت ضد مسلمى الروهينجا إشترك فيها عناصر من البوذيين المتعصبين بالتنسيق مع كل أجهزة وقوى الدولة ورفع شعار التهجير القسرى للمسلمين من مناطقهم باعتبارهم غير بورميين ولا يحملون جنسية البلد حسب قانون الجنسية الصادر فى 1982ما جعلهم عديمى الجنسية "بدون" وهم بلا جنسية حيث لا يتم اعطاء المسلمين بطاقات شخصية و لا يتم توظيفهم في الدولة و لا تطبق عليهم أي حقوق بصفتهم أصلاً غير بورميين كما ترفض الدولة الاعتراف بهم، (ذلك لا يطبق على الأقليات المسلمة بشكل خاص بل على كل طوائف الأقليات في بورما حيث هناك "أقلية كاشين" و هي أقلية مسيحية تعاني مثل سائر الأقليات في بورما و هذه الأقلية المسيحية رفعت السلاح ضد السلطة في بورما لنيل حقوقها و الاعتراف بها لما يجري لها من تعذيب و اهدار للحقوق بالابادة الجماعية و هم يناضلون للاعتراف بعاصمتهم لايزا)، ما دفع الكثير من الروهينجا الى الهرب للبلدان المجاورة خاصة بنجلاديش أوالإختباء أو اللجوء لمعسكرات أنشأها الجيش لهم فى الغابات تفتقد لأدنى مواصفات الإنسانية وتقيد حركتهم فى التنقل والعمل، وفي عام 2012 كانت جنوب بنجلاديش قد شهدت تواجد 30 ألفا من الروهينجا الذين فروا من جحيم بورما ويعيش هولاء في ما وصفته المنظمات الإنسانية الدولية بأنهما أثنين من أكثر مخيمات اللاجئين قذارة حول العالم.
كي نفهم الصورة كاملة فأنه لا يمكن أن نرد الواقع الذي يعيشه مسلمي بورما اليوم من أقلية الروهينجا إلي أسباب الاضطهاد الديني وحسب بل هو نتاج مجموعة من العوامل تضافرت معا لتنتج لنا ذلك الواقع المرير، من أهم تلك العوامل هو عامل اقتصادي هام للغاية في تلك المنطقة ، المنطقة تعيش في حالة من الفقر الشديد 43.5% من سكانها يعيشون تحت خط الفقر ، لكن هناك عامل جديد أضفي أهمية شديدة لتلك المنطقة التي تعتمد علي الزراعة كنشاط اقتصادي أساسي ، فوفقا لدراسة نشرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2011 تم العثور علي احتياطيات من الغاز الطبيعي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات في خليج البنغال قبالة سواحل أراكان ، وبدأت شركات من الصين والهند وكوريا الجنوبية بالتعاون مع شركة الغاز والنفط المملوكة للدولة في ميانمار فى العمل على إستخراجه، وبالتالي فهناك عائد اقتصادي ضخم للغاية علي السكان في هذه المناطق ، ومع عدم الاعتراف بالروهينجا كمواطنين كان من الطبيعي العمل ولو بالعنف والقوة علي تحريكهم من تلك المناطق لينال آخرين ثروتهم التي ظهرت في أرضهم التي عاشوا عليها منذ قرون، وفي خلفية المشهد يظهر أن مسلمي الإقليم (الروهينجا) وعددهم نحو 800 ألف مواطن والذين تتعامل الحكومة معهم كلاجئين خلافا لبقية مسلمي بورما الذين يتمتعون بحقوق كاملة، ويتعايشون بسلام مع بقية الطوائف، علينا أيضاً ألا نغفل ياقوت بورما حيث أن انتاج 90% من ياقوت العالم مصدره بورما، وتشير تقديرات الى ان زعماء الحكم العسكري في ميانمار جنوا ما يقدر بنحو 750 مليون دولار منذ بدأوا يهيمنون رسميا على مبيعات الجواهر عام 1964 فيما يتم تهريب كميات هائلة من الاحجار الكريمة عبر الحدود الى تايلاند والصين، و من يتحكم في مقاليد الحكم ببورما يتحكم ب90% من ياقوت العالم.
تعود جذور الاضطرابات الحالية إلى الماضي الاستعماري للبلاد، ففي 1826، ضمت بريطانيا الجزء الشمالي الغربي الحالي من البلاد، إضافة إلى الإقليم الذي يسكنه حاليًا من تبقى من مسلمي الروهينجا في ميانمار، وبسبب قوانين الهجرة المتساهلة التي وضعتها الحكومة الاستعمارية البريطانية آنذاك؛ تدّفق المسلمون البنغال إلى الإقليم، كذلك عيّنت بريطانيا الأثرياء من جنوب الهند ممن عُرفوا بـ "chettyars" ولما كان هؤلاء أكثر علماً وثقافة من سكان البلاد الأصليين فقد بنوا لأنفسهم نفوذا وثروات وإقطاعيات زراعية على حساب السكان المحليين البوذيين وكان معظمهم من الدائنين ومقرضي الأموال كمدراء ومشرفين على الإقليم الاستعماري الجديد ليحلوا بذلك محل الفلاحين البوذيين ذوي الأصل البورمي مما أوغر صدور الآخرين ضدهم. ومن هنا فإن للصدام العرقي الحالي في هذا الجزء من ميانمار تحديداً رواسب وجذورا تاريخية واقتصادية ودينية متشابكة. ولعل ما أخرج تلك الرواسب إلى السطح اليوم في صورة مجازر وحشية تــُذكر المرء بمجازر هتلر ضد اليهود والخمير الحمر فى كمبوديا وربما الموقف ضد مسيحييى الشرق الأوسط وغيرها، لعل الموضوع به قدر كبير من الإلتباس والمبالغات والدعاية السياسية علينا تمحيصها وتجريدها ومحاولة فهمها قبل إصدار الحكم النهائى..والله أعلم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الأنصار أو الصحوات فى سيناء ضد تنظيم الدولة
- حديث عن الدواعشيات
- بين الدماقسة وسليمان خاطر .. حلول العنف الفردى
- مآلات الإسلام السياسى فى مصر
- ترامب والدولة العميقة .. من سينتصر؟
- ما بعد داعش .. عودة الى البدايات
- الموقف من 11 فبراير 2011 .. وموازين القوى
- الخلافة ..بين العثمانيون والداعشيون
- الإنقسام والوحدة فى الحركة الشيوعية المصرية
- زكى مراد ..شهاب تألق فى سماء مصر
- عبّاس ودحلان .. وسياسة تكسير العظام
- -روج آفا- يوتوبيا الأكراد فى سوريا
- صعود اليمين المتطرف فى الغرب..محاولة للفهم
- مرّة أخرى .. الصين دولة رأسمالية
- هل تختلف مواقف ترامب كثيرا عن سلفه أوباما؟
- حالات تعرض الكعبة للهدم عبر التاريخ الإسلامى
- حزب الرئيس .. القرار المؤجل
- -المشاغب- فتح الله محروس .. وداعا
- داعش...وما بعد الموصل
- دابق .. الأسطورة المؤسسة للدولة -داعش-


المزيد.....




- الكويت.. شخصية صباح خالد الحمد المبارك الصباح بعد تزكيته ولي ...
- بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج دون تصريح في السع ...
- الرئيس الإماراتي يستقبل أمير قطر في أبو ظبي
- وزير خارجية ليتوانيا: رغم خطاباتنا الرنانة أوكرانيا اليوم في ...
- -مسؤول واحد يحبط التعيين الأهم بزمن الحرب-.. القناة 11: -شقة ...
- وزير تركي يكشف سبب انهيار المبنى السكني في اسطنبول
- 99 مليون مكسيكي يختارون أول رئيسة لبلادهم
- إعلان بيت حانون ومخيم جباليا منكوبتين وانتشال 120 شهيدا بالش ...
- بطلة -بريدجيرتون- الأيرلندية نيكولا كوغلان تجمع 1.2 مليون دو ...
- إعلام إسرائيلي: بايدن تجاوز نتنياهو وطالب الجمهور برفع الصوت ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حقيقة مأساة الروهينجا فى بورما