أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - لا مصر بدون مواطنيها الاقباط ، ولا أقباط بدون مصر














المزيد.....

لا مصر بدون مواطنيها الاقباط ، ولا أقباط بدون مصر


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 01:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صيحات وخطابات الرفض والاستنكار التي سارع المسؤولون لإطلاقها خاصة في مصر ، عبروا من خلالها عن موقفهم من المجزرة التي ارتكبها القتلة من عصابات التكفير ضد مجموعة من الأطفال ومرافقيهم من أبناء الطائفة القبطية في مصر ، وهم في طريقهم الى احدى الكنائس في منطقة المنيا ، كل هذا العويل الإعلامي وما سيتبعه من خطوات عقابية ، وما سيرافقه من ذرف المزيد من الدموع ، وتجهم الوجوه ، وعقد اجتماعات طارئة ، هذا وحده لا يمنع ولا يقاوم الإرهاب في مصر ، ولا يسد المسامات التي ينضح منها الحقد وشبق القتل .
يجب أولاً تجفيف مستنقع الإرهاب الفكري بالتوافق مع محاربة هذا الإرهاب جسدياً وميدانياً ، لأن تغذية الإرهاب فكرياً أكثر خطورة من ممارسات هذا الإرهاب ، لأن أعشاش الإرهاب الفكري ، هي الارحام التي يتناسل منها الإرهاب ، فإذا قضينا أو تخلصنا من جيل كامل من الإرهابيين ، دون القضاء على أعشاش الفكر الإرهابي ، فإن هذه البيوض الفكرية داخل هذه الاعشاش ، سوف تعود وتفقس من جديد ، ويخرج منها ارهابيون أكثر خطورة ، قابلين للانتشار في كل مكان .
مثل هذه الاعشاش متواجدة في غالبية الأقطار العربية ، والكثير من الأقطار الإسلامية ، اعشاشها تتواجد داخل ظلمات الكثير من الزوايا والتكايا والمساجد .
في داخل هذه الظلمات ينمو ويترعرع الإرهاب بهدوء وصمت ورؤوس الافاعي المسؤولون عن نشر هذا الوبأ ، يستغلون فقر وجهل وسذاجة المواطنين ، فيصبح خيار الدين المتطرف هو البديل للتعبير عن سد فراغ كافة النواقص الحياتية ، يرى به هؤلاء الجهلة الدواء والعلاج الأفضل . يستغلون أيضاً حالات الفساد المستشري داخل مؤسسات الأنظمة الحاكمة ، خاصة الأنظمة القهرية المغلقة ، فيصبح الخيار الديني المتطرف هو البديل ، والأسلوب المفضل للانتقام من هذه الأنظمة ، بقتل الأبرياء من المواطنين .
البكاء والعويل على ضحايا حافلة المنيا في مصر ، لا يمنع تكرار مثل هذه الجرائم والدليل على ذلك أن الارهابين القتلة الذين أقدموا على ارتكاب جريمة تفجير الكنيستين في الاسكندرية قبل حوالي الشهر ، أعلنوا بأن هذه الجريمة لن تكون الأخيرة ، هذا يعني بأن جرائم وأعمال إرهابية قادمة ، وهذا مؤشر أيضاً بأن جريمة حافلة المنيا لن تكون الأخيرة .
السؤال كيف يمكن القضاء على الفكر والدوافع الإرهابية ، والانتماء الديني المتطرف في مصر بالذات ، ما دام النظام فيها يتحالف ويتعاون ويخضع للأنظمة التي ترعى الإرهاب ، وفي مقدمتها السعودية ، ودولة الامارات ؟
ستبقى دموع هؤلاء الحكام كاذبة مخادعة ، ما داموا يتعاونون مع أكبر دولة داعمة للارهاب وهي الولايات المتحدة ، هذا الطاغوت العالمي هو من يزود الإرهابين بالأسلحة والأموال ، هو المسؤول بالتعاون مع السعودية عن إقامة حركة طالبان ومن بعدها توأمها تنظيم داعش وتنظيم النصرة وتوابعها ، هو من يزود إسرائيل بأحداث أنواع الأسلحة والأموال وكل حالات الدعم كي تمارس الإرهاب اليومي الديني والسياسي ، وتستمر في قهر ومصادرة إرادة الشعب الفلسطيني .
كيف يمكن منع وقوع مثل هذه الجرائم ما دامت أعشاش وأوكار الإرهاب متواجدة في غالبية المساجد في داخل مصر والسعودية والسودان والأردن والباكستان وكل مشيخات الخليج ، عدا عن توفير الفضائيات ووسائل الاعلام لرجال دين تحت عناوين عدة يكفرون ويلعنون الطوائف غير الإسلامية ، يرقات الإرهاب متواجدة في مناهج التدريس في المدارس المصرية ، ومعششة في أدمغة الكثير من شيوخ الأزهر وشيوخ المدارس الدينية .
كل المعطيات تؤكد بأن مناهج تدريس الدين الإسلامي في مصر تعج بالروح الطائفية ، مناهج متشددة متعصبة ، تميل وتفضل أبناء دين واحد عن بقية الديانات الأخرى ، المفهوم الضمني لهذه المناهج أنها ترفض الاعتراف بحق أبناء الطوائف الأخرى من ممارسة حياتهم وعباداتهم بحرية تامة ، باختصار تحرض على المسيحيين الاقباط ، رغم أنهم سبقوا المسلمين بانتمائهم الديني ، كما سبقوا العرب المسلمين بمئات السنين بالعيش فوق أرض الكنانة .
يجب اجتذاذ هذه المناهج بصورة جذرية ، كما يجب قطع دابر النشاط التحريضي الذي يقوم به أئمة وشيوخ المساجد هذا التحريض يتعارض مع الدين الإسلامي الذي يرفض ما يتشدق به هؤلاء التكفيرين من أن كل من هو غير مسلم فهو كافر ، والأزهر يتحمل المسؤولية الأولى في عدم محاربة هذه الظاهرة ، من يحول الجهلة والمذهوبون في عقولهم الى الغام بشرية مؤقتة غير التكفيرين ، الذين يستغلون الفراغ الفكري والاجتماعي الذي يعاني منه ملايين الشباب في مصر .
انهم يبثون سموم فكرهم أيضاً عبر قنوات التواصل الاجتماعي ، السؤال لماذا لا يوجد رقيب يمنع نشر مثل هذه السموم ؟؟ ان هم المخابرات في مصر وفي غيرها من الأقطار التي تدعم الإرهاب فقط حماية الأنظمة ، ولا يهمها سلامة المواطن ، ولا يهمها ثقافة الأجيال الناشئة .
لا أحد يستطيع انكار دور الأقباط في مصر في بناء الحضارة المصرية القديمة والحديثة ، كما أنهم كانوا في طليعة القوى التي حاربت الظلم في مصر ولعبوا دوراً بارزاً في مقاومة الاحتلال البريطاني في وادي النيل وقدموا قوافل الشهداء من اجل الدفاع عن كرامة وعروبة وعزة مصر ، يكفي أن نذكر أنه من بين شهداء مجزرة الاسماعلية التي ارتكبها الانجليز بحق حامية الشرطة المصرية في هذه المدينة عام 1952 استشهد 22 شرطياً كانوا ينتمون للطائفة القبطية من بين 55 شهيداً .
ان خيرة العلماء والباحثين هم من المصريين الأقباط ، انهم وجه مصر الحضاري ومصدر التنمية والإنتاج فيها ، أن الاعتداء على الاقباط في مصر يهدف الى تفكيك اللحمة بين أبناء هذا الشعب ، ويهدف الى تمزيق وحدته الوطنية ، فلا مصر بدون مواطنيها الأقباط ولا أقباط بدون مصر .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من البيعة الصغرى الى البيعة الكبرى
- قراءة في صفحة من صفحات الانقسام الفلسطيني الفلسطيني
- طوابير العرب العائدة لبيت الطاعة الامريكي
- أسرى الحرية بين النصر والشهادة
- تهليل القرعة التي تتباهى بشعر اردوغان
- وهل يضر النيل يوماً اذا بال التكفيريون فيه - أنه لا ينجس
- مرة أخرى - أيمن عودة في الميزان
- تبرئة مبارك المسمار الأخير في نعش الثورة المصرية
- البادي أظلم
- الخطوة الأولى في طريق العودة وحدة الصف
- هنا دمشق من القاهرة
- الوجه امريكا والعجيزة اسرائيل
- ريفلين وقفزة القط الشرير
- بلدية البيض في القدس
- بالأمية والغيبيات تُحكم الشعوب والبلدان
- وحدها الشعوب العربية قادرة على الزام امريكا بالتغيير
- وماذا بعد الاستقالات ؟؟؟
- الاعلام الإسرائيلي يُسقط نتنياهو بحفرة الشبهات
- حُلم عثمنة تركيا تبدد تحت وقع الإرهاب الاردوغاني
- الأصابع المرفوعة في السجلات المختومة بالقبلة الامريكية


المزيد.....




- الكونغرس الأمريكي يكشف عن شرط لتدخل الولايات المتحدة عسكريا ...
- مينسك تحذر من استمرار تمركز قوات -الناتو- في ممر بين بيلاروس ...
- ملكة الأردن: استمرار حرب غزة يفقد الولايات المتحدة مصداقيتها ...
- قتلى وجرحى جراء هجمات روسية على مدينة خاركيف في شمال شرق أوك ...
- ?? مباشر: 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح ولا ...
- تساؤلات قانونية وإنسانية حول قانون الترحيل -الطوعي- من بريطا ...
- صحيفة: -قضية فساد جديدة- في وزارة التموين المصرية
- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - لا مصر بدون مواطنيها الاقباط ، ولا أقباط بدون مصر