ثورة الأمعاء الخاوية

محمد فوزي العجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 28 - 16:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ثورة الأمعاء الخاوية
بقلم : د محمد فوزي العجيلي

عندما يحاصر الانسان ، ويمنع من حقوقه الاعتيادية في الحياة ، أليس من حقه ان يثور سلمياً لنيل حقوقه ، ففي ما يسمى العالم المتحضر ، حقوق الانسان محمية بموجب القانون ، وأي اعتداء أو تجاوز عليها يعني ذلك حدوث اختراق كبير في منظومة الحياة الديمقراطية التي يبنون سياستهم عليها، فلذلك فقد ضمن المواطن في العالم المتقدم حقوقه كاملة ، اما ما يحدث في عالمنا الثالث أو المتخلف الذي يعامل فيه الانسان معاملة الحيوان أو أدنى من ذلك ، فذلك امر لا ريب فيه ولا عيب ، فالإنسان فيه مقيد الإرادة ومسلوب الحقوق وليس له اي حق بالرغم من قوانين ودساتير دولهم تحميهم من ذلك ، لكن عدم تطبيق القوانين جعل المواطنون فريسة يسهل افتراسها أو قتلها أو تعذيبها أو حتى جعلها حقلاً للتجارب.
ولنرجع الى ما قلناه بدايةً أليس هذا الانسان من حقه ان يثور ؟؟؟ ويطالب بحقوقه ، أليس من حقه ان يستعمل كل السبل المتاحة سلمياً من اجل الحفاظ على انسانيته المسلوبة !!!!
وما قام به السجناء الفلسطينيون في سجون الكيان الصهيوني اخيراً ، جسد لنا حقيقة جديدة وأضاف لنا مصطحاً جديداً في مصطلحات السياسة العالمية ... مصطلح ثورة الأمعاء الخاوية .. فبعد مرور أربعين يوما من إضرابهم عن الطعام ... في السجون الاسرائيلة احتجاجاً لسوء معاملتهم غير الانسانية ولاجل نيل حقوقهم المشروعة ، استطاع هذا الفعل من تحقيق أهدافه في اجبار سجانيه من الاستجابة الى مطاليبهم الانسانية.
درس جديد يضيفه المعذبون في الارض ، ان ليس هناك من مستحيل امام إرادة الشعوب ، وسوف يحققوا اهدافهم بأي وسيلة ممكنة يصلون من خلالها الى نصر جديد وبإضرابهم عن الطعام انتصرت ثورة الأمعاء الخاوية...
دبي 28/5/2017

#محمد_فوزي_العجيلي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل