مقاومة الامعاء الخاوية

محمد فوزي العجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 16:46
المحور: القضية الفلسطينية
    

جاء في البروتوكول الخامس من بروتوكلات صهيون في الفقرة – 6 – ما يلي ( نجح اليهود في السيطره على الرأى العام للأمميين بجعلهم في حيره وشغلهم عن ان يكون لهم رأى في المسائل السياسيه وذلك بأرهاقهم فكريا ُ وذهنيا ً بعمل تغييرات في جميع النواحى بكل اساليب الأراء المتناقضه مضا فا ً الى ذلك تجهيز الخطباء العملاء الذين يقولون ولا ينفذون وذلك لأنهاك الشعب بالخطب . ) وهذه الفقرة من بروتوكولات جعلتني اعيد الذاكرة الى منتصف الستينات حيث انطلقت المقاومة الفلسطينية القومية الوطنية التي التف حولها شباب الامة من مشرقها الى مغربها ومن شمالها الى جنوبها وكان همهم تحرير فلسطين وقدمت من اجل ذلك الانفس قبل الاموال وكان الشباب يتسابقون لذلك وانطلقت حركة التحرير الفلسطينية وكانت رمزا للمقاومة وبعدها بدأت اسماء كثيرة تظهر وبدأت مسيرة التنافس المقاومي بين المنظمات باسماء واهداف وشعارات مختلفة والغرب الصهيوني يشجع من ولادات منظمات كهذه وباسماء متعددة وارهاق هذه الجماعات بافكار سياسية مختلفة لانها بالتالي ستخدم قضيته عاجلا ام اجلا وسينتظر ولو الى حين ولادة خلافات بين المقاومة ونجح في تخطيطه واصبح العداء والصراع فلسطيني فلسطيني وانتهى الصراع الفلسطيني الصهيوني الى حد ما ,,, ولنقل تحولت المقاومة المسلحة الى مقاومة كلامية وخطب رنانة وتوقيع على اتفاقيات سلام وتحولت المنظمات من منظمات وطنية مستقلة الى منظمات تابعة لجهة ما عربية او غير عربية وتنتظر المساعدات من تلك الجهات وضاع في وسط ذلك الحق الفلسطيني والكفاح المسلح وانتفاضات الحجارة وبين هذا وذلك ضاع الدم الفلسطيني الذي سكب على ارضنا الفلسطينية وتحولت مذابح صبرا وشاتيلا ومذبحة دير ياسين 10/4/1948 ومذبحة كفر قاسم 29/10/1956 و مذبحة خان يونس 3/11/1956 و مذبحة المسجد الأقصى 8/10/1990 و مذبحة مخيم جنين 29-3- 9-4-2002 الى حدث ما في التاريخ بل حتى غابت عن البال وقد يتذكرها بعض من الذين ما زال دمهم عربيا وما عادت ذكرياتها تثير اي فعل جماهيري ....

وهكذا نجح الصهيوني في كل تخطيطه لانهاء المقاومة وارهاقهم (فكريا ُ وذهنيا ً بعمل تغييرات في جميع النواحى بكل اساليب الأراء المتناقضه مضا فا ً الى ذلك تجهيز الخطباء العملاء الذين يقولون ولا ينفذون وذلك لأنهاك الشعب بالخطب ) بينما قام هذا الكيان الى تحويل سجونه الى ملجأ لالاف الاسرى الفلسطينين الذين يذوقون في ظلماته كل انواع القهر والذل ولم يكن امامهم غير المقاومة ولكنها مقاومة جديدة ولدت من ظهر هذه المعاناة القاسية هي مقاومة الامعاء الخاوية بعد ان فقدوا الامل بالمقاومات المسلحة ومقاومة تحرير فلسطين والكفاح حتى التحرير واخذت مقاومة الامعاء الخاوية تأخذ اكلها وانتصرت اخيرا في اجبار العدو الصهيوني في الاستجابة الى مطالبهم ونجحت مقاومة الامعاء الخاوية في تحقيق اهدافها في حين فشلت كل الخطب والتحرك الدبلوماسي وسياسة تقبيل اللحى وضاعت كل حيل السياسية واتصالاتهم الدولية ولم تجن من النصر شيئا وجاء اضراب الاسرى في المعتقلات بالنصر الباهر واستطاعوا فعلا من تسجيل نوعا جديدا للمقاومة ستذكره كتب التاريخ باسم مقاومة الامعاء الخاوية .
دبي في 16 ايار 2012

#محمد_فوزي_العجيلي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل