أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد فوزي العجيلي - هل علينا ان نشكر امريكا ؟؟؟















المزيد.....

هل علينا ان نشكر امريكا ؟؟؟


محمد فوزي العجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 12:50
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


بعد احتلال دام قرابة العشرة سنين لبلدنا العراق , سيتم بعد ايام مغادرة قواتهم العسكرية حسب ادعائهم .. هذا الاحتلال الذي ذاق منه الشعب العراق ما لم يذقه في احتلال هولاكو للعراق ولا في اي احتلال آخر وان كان الاحتلال احتلالا وان تعددت اساليبه لكن يبقى الاحتلال الاميريكي الصهيوني للعراق له خصوصيته وممارساته واهدافه فباعتراف السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون يصف ان الانسحاب الأميركي من العراق، بالمأساوي، وقال إن بلاده تركت خلفها في العراق بلدا تعمه الفوضى وعدم الاستقرار وسوف نتعرض في مقالنا هذا الى اولئك الذين قالوا علينا ان نسدد لهم الوفاء وهناك من يريد ان يشكرهم لان قواتهم ستترك العراق ... فهل بعد هذه السنين العجاف ان نتركهم يغادرون ارضنا بدون ان نوضح حقيقة ما قاموا به من تخريب لكل فواصل الحياة فيه ,,,
ولكل هؤلاء ابدأ بهذه الابيات الشعرية للشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد :
ذِمة ً؟؟.. أيُّ ذِمة ٍ يا بلادي
بقيتْ فيكِ لم تطأها الدِّماءُ؟
أيُّ نفس ٍما أ ُزهِقتْ؟..أيُّ عِرض ٍ
لم يلغ ْ في عفافه ِالأدنياءُ؟
أيُّ نكراءَ لم تمارَسْ إلى أنْ
نسيَ الناسُ أنها نكراءُ؟!
واقول للذين يودون ان نشكر المحتليين واذكرهم عن الاسباب التي تدعونا ان لا نشكرهم لسياستهم الحمقاء وهي كثيرة :
انشكرهم للتخريب الكبير الذي تركوه في العراق فباعتراف الكاتب ريدر فيزر -في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز إن تلك السياسة (المحاصة الطائفية) المعيبة كان لها الثقل الأكبر في تكوين العراق الحالي، وهو ثقل أكبر من ثقل القوات التي اجتاحت العراق عام 2003، وأكبر من وقع وثقل فضيحة إساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب عام 2004، وأكبر من ثقل قوات الدعم التي وصلت العراق عام 2007. وتلك السياسة جعلت امريكا تتبنى لنظام المحاصة الطائفية 2006. ولقد كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن ملفات سرية وجدت مهملة في مكان خرب على أطراف بغداد، تحوي تحقيقات مع مجموعة من عناصر قوات مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" في مقتل مدنيين أبرياء بقضاء حديثة في محافظة الأنبار عام 2005 وكشفت الملفات كيف أن كثيرا من جنود الاحتلال الأمريكيين أصبحوا غير مبالين بقتل المدنيين العراقيين العزل الأبرياء، بل وتصويرهم أيضا، فضلا عن شعورهم بالغربة في بيئة غريبة عنهم تماما.

والان دعونا نذكركم ببعض اعمالهم التي قاموا بها ...التي علينا ان نلعنهم عليها لا ان نشكرهم :

في تقرير لمنظمة الغذاء العالميه يكشف عن أن شركات الأمن الأميركيه في العراق إقتلعت أكثر من مليوني نخله ودمرت ما يزيد عن ألف كيلومتر مربع من البساتبن والحقول الزراعيه لبناء معسكرات ومنشئات أمنيه لقواتهم... ومساحات واسعه أخرى من الأراضي الزراعيه أصبحت غير صالحه، أما بسبب الجفاف بعد قطع المياه عنها أو بسبب غزارة الأسلحه الكيميائيه التي أستعملتها في العراق... وأراضي أخرى إستعملت لدفن المخلفات النوويه. والسؤال هو من سيتحمل تعويض نقص الغذاء وإعاده إصلاح الأراضي التالفه بعد تشريد أصحابها، علما أن بعض الأراضي لايمكن إصلاحها أو السكن فيها أو بجوارها بسبب الأشعاعات المنبعثه منها . ولا ننسى ان منظمة الصحه العالميه سجلت مايزيد عن نصف مليون ولاده مشوهه خلال الخمسة أعوام الأولى من الأحتلال من سيتحمل ذنب هؤلاء !!!!
وهل هناك من مجيب على الاسئلة التالية :
من سيتحمل نفقات المليون معاق في العراق، ومليوني أرمله، وخمسة ملايين يتيم ؟؟؟
من سيتحمل نفقات إعادة إعمار العراق وبناء منشئاته الخدميه ومؤسساته التي دمرت بعد الأحتلال.... بعد إعتراف الأميركان بكذب التقارير الأمنيه التي بلغتهم عن العراق ؟؟
من سيعوض العراقيين تسعة أعوام من الحرمان والآلام والرعب الذي عاشوه ؟ ومن سيخلصهم من المد الأيراني واليهودي والميليشيات والتنظيمات المتشددة التي تقتل بأسم الاسلام التي زرعتها الأستخبارات الأمريكيه والأسرائيليه والايرانية هناك لترهيب الناس وتبرير بقائهم وسلب ثروات البلاد ؟؟
ومن سيتحمل جريمة قتل الأسرى الذين إقتادوهم من بيوتهم ومن الماره في الشوارع، داخل المعتقلات الأمريكيه في العراق وببرودة دم، وكأنهم يستهدفون أشياء لاحياة لها .
ومن يتحمل جريمة إغتصاب الفتاة أثناء عودتها من مدرستها ثم قتلها ثم قتل أختها وأبويها... وتحت ضغط أهالي المدينه، قررت وزارة الدفاع الأميركية تسريح واحد فقط من الخدمه... ولدى عودته لأمريكا، قضت المحكمة الأميركيه بسجنه ستة شهور فقط لتكتمه على فعلته وعدم التبليغ عنها ...
من يتحمل جريمة إغتصاب جماعي لعشرات النساء العراقيات والأطفال من قبل الأمريكان داخل المعتقلات الأمريكيه... كانو يأتون بهم للترويح عن أفراد الجيش ؟
من المستفيد من إحتلال العراق ونشر قواعد عسكريه فيه وإنشاء أكبر سفاره له في العالم لتوظيف مايزيد عن ألف من عناصر المخابرات، وإرسال شركاته للسيطره على ثرواته النفطيه ؟
من الذي إجتث الجيش العراقي بكامله وأجهزة الأمن والشرطه وترك الحدود كلها دون رقابه لتشريد العوائل العراقيه وإدخال المليشيات إلى البلد ؟
من الذي زيَف تقارير أجهزة الأستخبارات الأمريكيه عن العراق ليبرر إحتلاله وتدميره ونهبه بالكامل، مع آثاره ؟
من الذي خطط لأغتيال علماء العراق ومفكريه ونخبته المثقفه وأطبائه وقادة جيشه، حتى المتقاعدين منهم، في الأشهر الأولى من الأحتلال ؟
من الذي سرق الملفات والبيانات الخاصه بالعراقيين والعرب المقيمين فيه من أجهزة الدوله ؟
من الذي فتح أبواب السجون وأطلق سراح المحكومين بالقضايا الجنائيه في الشهر الأول من الأحتلال ؟
من الذي هجر العوائل الفلسطينيه التي نزحت الى العراق بعد إحتلال فلسطين، من بيوتهم، وتركهم على الحدود خمسة أعوام بدون مأوى، ثم بعد ذلك نقلهم الى دول أميركا اللاتينيه وإستبدل أعدادهم باليهود القادمين من إسرائيل... ثم من منح أولئك اليهود جنسيات وجوازات سفر عراقيه بطبعات خاصه تسمح لهم بحرية التملك والتنقل في البلاد ؟
من الذي فجر الأضرحه الشيعيه والمساجد السنيه والكنائس وحرق أسواق الكتب والمكاتبات العريقه في العراق ؟
من الذي موَّل وبعث بفرق التبشير المسيحيه الغربيه الى بلد غالبية سكانه من المسلمين ليحرض على الفتنه ويُعرِّض الناس للموت ويمهد لأحقية اليهود في التراب العراقي، في حين إن مسيحيي البلد الأصليين هم تبعة الكنيسه الشرقيه الأصيله ؟
من ألغى الدستور العراقي وعطّل قوانينه وإستبدله بدستور طائفي... ؟
ومن مهد للمحاكمات الهزليه وتَحَكَّمَ ببث أجزاء فقط منها... ؟
ومن أدخل الفضائيات الهجينه الى البلاد وعطل خدمات الكهرباء والماء والهواتف الأرضيه
تسعة أعوام ؟
ومن دفع بأنتخابات مزوره وشجع قيام عشرات الأحزاب والصحف والأذاعات الطائفيه لتكريس التفرقه بين أبناء الشعب الواحد وإشغالهم بالتناحر فيما بينهم، أو الحيره في تدبير أرزاقهم وتشريدهم وتشتيتهم وزرع الخوف في قلوبهم ؟
من الذي تسبب في مشاهد القتل والدمار اليوميه في المدن والشوارع وتعريض الأطفال والنساء لأمراض نفسيه مزمنه ؟
من الذي أدخل ثقافة تفتيش وتعرية الناس في الشوارع، في ذهابهم وإيابهم، وزجهم وتعذيبهم في المعتقلات وتعريضهم لأنتهاكات جنسيه شاذه لتسعة أعوام ؟
من الذي إستثنى قوات جيشه من الملاحقات القانونيه وشجعها على إنتهاك حرمات الناس، فاغتصبو الفتيات عند خروجهن من المدارس وقتلو الأبرياء وسرقو مقدرات البلاد وآثاره،
وعاثو في الأرض فسادا ؟
من الذي يتكفل بحماية حكومه جل طاقمها من الفاسدين وقطاع الطرق والمتعددي الجنسيات من الذين نهبو أموال البلاد وسرقو قوت العباد، ممن لا ولاء لهم لأرض العراق أو شعبه ؟
ومن قام بتسليح ميليشياتها ؟
ومن ومن ومن وهناك الالاف من الاسئلة التي لا تجد الا جوابا واحدا هو المحتل الامريكي الصهيوني ومن جاء معه يتحمل المسؤولية كاملة لكل ما حدث وليس عليهم الا غضب الله وغضب الشعب العراقي ولعنته عليهم لانهم جعلوا العراقيين يتفقرون الى ابسط مستلزمات الحياة السعيدة .. خلال الاعوام الماضية ...
افبعد كل هذا هل هناك من يريد ان يشكر امريكا !! هذا النظام الفاسد الذي زرع الفساد في كل ارض العراق ويتركه الان ليس اختيارا كما يظن البعض بل اجبارا لفشلهم في السيطرة على هذا البلد ورضوخا لصمود الشعب العراقي البطل الذي اذاقهم مقاومة سيتحدث عنها التاريخ لاحقا مقاومة وطنية شعبية لم تجعله يذق طعم الراحة يوما من ايام احتلاله العراق مخلفا وراءه خسائر بشرية ومادية ضخمة جعلته ينصاع راضخا للخروج من العراق حيث تناولت صحفية الاندبندنت البريطانية مساحة كبيرة للأخبار المتعلقة بانسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق في مقالها التحريري " الكلفة العالية للحرب سواء على صعيد الخسائر البشرية والمادية او على الصعيد الاخلاقي والاختلال في الموازين الاقليمية ، فالثمن لا يتوقف فقط عند القتلى من الجنود الامريكيين والبالغ عددهم 4500 اضافة الى 32 الف مصاب ، فقد انفقت امريكا على الاقل تريليون دولار على هذه الحرب غير المخطط لها، اموال ساهمت في زيادة العجز الاقتصادي الامريكي". هذه الخسائر اضافة الى المقاومة العارقية البطلة اجبرتهم على الانسحاب المذل من العراق ...لقد كشفت هذه الحرب الزيف الذي كان يسوقه لناالغرب من افكار براقة و كلمات رنانة عن الديموقراطية و التحضر و التقدم، فعرفنا مستوى هذه الشرذمة ومن آمن بها على حقيقتها ...



#محمد_فوزي_العجيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلتي الى جيبوتي ....
- أعلام الانترنيت في الصراع العربي الصهيوني
- د ناجي سرسم وعائلة آل سرسم الموصلية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد فوزي العجيلي - هل علينا ان نشكر امريكا ؟؟؟