محمد فوزي العجيلي
الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 00:28
المحور:
الطب , والعلوم
(لا خير فيكم اذ لم تقولوها , ولا خير فينا اذ لم نسمعها )
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حمل اطباء المسلمين مشعل البحث والتطور الطبي أكثر من خمسمائة عام في الوقت الذي كانت اوربا تغط في سبات وظلمات العصور الوسطى ولكن شعلتهم خفتت في الوقت الذي توقدت شعلة أطباء الغرب وبدأت تبث علومها في مغارب الارض ومشارقها ...
اود في هذه المقالة ان اقارن بين نشاط وابتكارات الاطباء المسلمين قبل حوالى 500 عام او اكثر من ذلك والابتكارات الطبية المحصورة للاطباء اليهود في السنوات الاخيرة من عصرنا الحالي ... لأجل تسليط الضوء على حقيقة ما يقوم به اليهود في مجالات مختلفة ومنها هذه النشاطات الطبية.. وهم بذلك يسيطرون على جوانب مهمة فيه، فكيف استطاعوا السيطرة على كثير من امور العالم وسياسته بشكل مباشر او غير مباشر وقد كانت نشاطاتهم العلمية هي إحدى وسائطهم لتحقيق سيطرتهم على أكبر قوى العالم.
لقد استطاع العلامة العربي المؤرخ المرحوم عبد الوهاب المسيري أن يحصر اختراعاتهم وانجازاتهم في مجال الطب بالامور التالية (الحقنة الطبية - بنجامين روبن , لقاح شلل الأطفال - يوناس سالك, مخترع دواء سرطان الدم (اللوكيميا) - جيرترود إليون, مكتشف التهاب الكبد الوبائي وعلاجه - باروخ بلومبيرج, مكتشف دواء الزهري - بول إرليخ , مطور أبحاث جهاز المناعة - إيلي ماتشينكوف , صاحب أهم أبحاث الغدد الصماء - أندرو شالي, صاحب أهم أبحاث العلاج الإدراكي - آرون بيك , مخترع حبوب منع الحمل - جريجوري بيكوس , صاحب أهم الدراسات في العين البشرية وشبكيتها - جورج والد, صاحب أهم دراسات علاج السرطان - ستانلي كوهين , ومخترع الغسيل الكلوي وأحد أهم الباحثين في الأعضاء الصناعية- ويليم كلوفكيم ) .
ونحن هنا لا نبخس الاشياء قيمتها اي انجازات الاطباء اليهود فهي بحق كانت انجازات طبية مهمة خدمت الانسانية كثيرا....ولو اننا حاولنا قراءة تاريخ الطب العربي الاسلامي وبحثنا فيه عن اسماء خدمت الانسانية ايضا لوجدنا اسماء كثيرة وابتكارات مختلفة كانت الحجر الاساس لتطور الطب مستقبلا نذكر منها بعض وليس كل الاسماء لنثبت فيها انه كانت هناك نهضة طبية عربية اسلامية علمية كبيرة ومن تلك الاسماء:
( ابن أبي أصيبعة (اشتهر بالطب، )- ابن ربَّن الطبري (وضع المبادئ العامة للطب، وقواعد الحفاظ على الصحة الجيدة، وذكر بعض الأمراض التي تصيب العضلات، ووصف الحمية للحفاظ على الصحة الجيدة، والوقاية من الأمراض ؛ إضافةً إلى مناقشة جميع الأمراض من الرأس إلى القدم، وأمراض الرأس والدماغ، وأمراض العين، والأنف، والأذن، والفم، والأسنان، وأمراض العضلات، وأمراض الصدر والرئة، وأمراض البطن والكبد والأمعاء، وأنواع الحمى. كما وصف النكهة والطعم واللون، وتعرض للعقاقير والسموم. في الكتاب ناقش ابن سهل طب الأطفال ونمو الطفل وعلم النفس والعلاج النفسي بالتفصيل )
- ابن دينار( وكان فاضلاً في صناعة الطب، جيّد المداواة، خبيراً بتأليف الأدوية.) - ابن الصوري (طبيبا وعالم نبات )- أبو الحكم الدمشقي (طبيبا عالما بأنواع العلاج والأدوية )- ابن باجه (الفلسفة، علم الفلك، الفيزياء، الرياضيات، الموسيقى، الطب )- ابن الرحبي (بارعآ في الطب وفي الشرح والتعليم النظري ومعرفة أسرار جسم الإنسان وعلاج الامراض ) - ابن العطار (خبيرا في علم النباتات والصيدلة )، - ابن رشد - - ابن القف- - ابن البيطار- أبو القاسم الزهراوي (الزهراوى أكبر جراحى الإسلام وأول من توصل إلى طريقة ناجحة لوقف النزف من الشرايين لكن مما يدعو للأسف أنك لو سألت طالب طب عن مبتدع أول طريقة ناجحة لكبح النزف عن الشرايين لرد عليك في الحال (إنه الجراح الفرنسى أمبرواز بارية)
- ابن سينا (كتاب القانون في الطب )- الرازي- ابن النفيس (ويعد مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن. ويعتبره كثيرون أعظم فيزيولوجييّ العصور الوسطى. ظل الغرب يعتمدون على نظريته حول الدورة الدموية، حتى اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية الكبرى)- ابن الهيثم ( طب العيون والبصريات ) .
ونحن العرب والمسلمون انشغلنا بأمور بعيدة كل البعد عن الامور العلمية البحثية التي تقدمنا للامام .... فقد ابتعدنا كثيرا عن سيرة السلف الصالح الذين كان الوقت لا يكفيهم من اجل خدمة المجتمع وتطويره فالعالم منهم ليس ملما بالطب فقط بل بعلوم اخرى كثيرة فهذا العالم الكبير ابن الهيثم الذي كتب عشرات الأطروحات في الفيزياء والفلك والرياضيات في القاهرة ثم سافر بعد ذلك إلى الأندلس، حيث كان لديه متسع من الوقت لمساعيه العلمية والتي شملت البصريات والرياضيات والفيزياء والطب، والقيام ببعض التجارب العلمية؛ وكتب العديد من الكتب في تلك الموضوعات ...فلو كانت آنذاك جائزة نوبل فكم جائزة يكون قد نالها !!! والامثلة كثيرة في هذا المجال ... وكان تميزهم يبرزفي حبهم اتباع المنهج العلمى السليم، أو في السبق إلى العديد من الاكتشافات والاختراعات التي لا يزال العالم ينعم بثمارها وفوائدها حتى الآن ولو اننا قمنا بدراسة علمية مستفيضة عن اثر اطباء العرب والمسلمين في تطور الطب الحديث لكتبنا مجلدات تبين مدى تأثير هؤلاء على الطب الحديث...ولوجدنا أن الكثير من هذه الآثار والمآثر أثرت بصورة مباشرة على ما يسمى بعصر النهضة الأوربية وأصبحت الأساس العلمى الذي قام عليه الطب . ولو ان الغرب الحالي ينكر دور العرب المباشر في نهضة اوربا لكن الشمس لا يمكن حجبها بغربال ...
ولو اننا تحدثنا عن التقدم الهائل والطفرة العلمية الكبيرة التي حدثت في عالم الرقميات والرياضيات والانترنيت والفلك والجغرافيا لوجدنا ان الخوارزمي على سبيل المثال نظم وصحح بيانات بطليموس عن أفريقيا والشرق الأوسط. ومن كتبه الرئيسية كتاب "صورة الأرض"، الذي قدم فيه إحداثيات الأماكن التي تستند على جغرافية بطليموس. كما كتب أيضا عن الأجهزة الميكانيكية مثل الأسطرلاب، وساعد في مشروع لتحديد محيط الأرض، وعمل خريطة للعالم للخليفة للمأمون، وكان للخوارزميات تأثير كبير على تقدم الرياضيات في أوروبا. ولولاها لما وجدنا برنامج ( جوجل ) الذي احدث أكبر طفرة نوعية في مجال البحث في الانترنيت.
وبعرضنا تلك الأسماء وتلك الانجازات انما اردنا ان نقارن بين زمان قديم كنا فيه قادة التقدم العلمي وازدهاره بينما الآن نرى القيادة قد ضاعت من ايدينا واصبحنا نستورد العلوم بينما كنا نصدرها ، وهي محاولة لاجل تحفيز الجيل الحالي لاجل التركيز على وسيلة البحث العلمي لانها بحق هي احدى اهم وسائل تقدم الشعوب,
وهذا لا يعني عدم وجود جهود طبية متميزة في العالم العربي والاسلامي في الوقت الحاضر فهناك العديد من الأطباء العرب والمسلمين كانوا ولا زالوا قائمين بالبحوث الموثقة التي تبين إكتشافات الأطباء العرب والمسلمين وبشكل علمي وبالدليل القاطع وبلغات مختلفة .
لكننا لا نرى لها حضورا على المستوى العالمي ولا تحظى بأي تكريم لان دفة الامور الاعلامية ليست بايدينا فالصهيونية تسيطر على دفته وتملك اكبر المؤسسات الاعلامية في العالم التي يمتلكها يهود وهذه بعض المؤسسات واصحابها (سي ان ان- وولف بليتزر, ايه بي سي نيوز- باربرا وولترز,واشنطن بوست - يوجين ماير,مجلة تايم- هنري جرونوالد,واشنطن بوست- كاثرين جراهام, نيو يورك تايمز- جوزيف ليليفيد ,نيويورك تايمز- ماكس فرانكل ) . فهل يمكن امام هذه المؤسسات الاعلامية العملاقة ان نحظى بنصيب لإبراز دور المتميزين من الاطباء العرب والمسلمين وحتى لو ذكروا او كتب عنهم الاعلام فيذكرون ليس كأطباء عرب ومسلمين .
ولكن الحقيقة اخيرا يجب ان تقال وان كانت مرة , ليس علينا ان نقول ان اليهود وصلوا الى ما وصلوا اليه لانهم يهود ويحضون بدعم الغرب ولان العالم الغربي يحبهم هذه ليست الحقيقة بل الحقيقة هي ان اليهود تبنوا العلم والمعرفة والبحث العلمي وصرفوا جل وقتهم للغور فيه واكتشاف اسراره واستطاعوا خلق المعرفة ونشرها للغير ونالوا بذلك اعجاب العالم , واليهود استطاعوا ان يحققوا انجازات مهمة ليس في مجال الطب بل في الاقتصاد والتقنية والاعلام وفي مجالات كثيرة ...
فعلينا ألا نبكي واقعنا ونحمل الظلم السياسي والاضطهاد القومي والديني...الخ. الأسباب التي جعلتنا بعيدين عن الركب ... نعم هناك اسباب وراء تخلفنا ...لكن اعتقد أن الحل هو أن نبدأ بأنفسنا ونجعل المعرفة والبحث العلمي هدفنا ونشرها واجب انساني اقتداءً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ".
وصولا الى بناء قاعدة معرفية بحثية علمية كبيرة في جيلنا واجيالنا القادمة فآنذاك سنرى اين الاطباء العرب والمسلمون من الحقيقة !!!
#محمد_فوزي_العجيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
