أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - تضحيات عمال مناجم عوام بالمغرب في مواجهة مؤامرة الصمت..















المزيد.....


تضحيات عمال مناجم عوام بالمغرب في مواجهة مؤامرة الصمت..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 5532 - 2017 / 5 / 26 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتحدثون عن كل شيء، ويغيبون كل شيء. إنهم المرتزقة، أذيال/أزلام النظام.. يسلطون الأضواء على البؤر التي يشتغلون بعناية على احتوائها وبالتالي استئصالها، ويتجاهلون باقي البؤر المشتعلة. ومن بين البؤر المشتعلة الآن، بؤرة مناجم عوام...
أقدم فيما يلي عددا كبيرا من التغطيات الميدانية التي واكبت معارك عمال مناجم عوام وعائلاتهم وساكنة المنطقة أيضا (منشورة بمدونة "مغرب النضال والصمود")...
إنها تغطيات تفضح صمت "الصامتين" وكذلك لغو "المتكلمين"...
إنها تحديات من الواقع الذي لا يمكن تجاهله..

جبل عوام المعركة الى الأمام...
استمرارا في أشكال الدعم الموازية للاعتصام الذي يخوضه عمال عوام الصناديد
فوق المصعد، جسدت الجماهير الشعبية وقفة اليوم 25 ماي 2017 التي دعا اليها العمال وعائلاتهم. وقد عرفت هذه الوقفة حضورا وازنا وقويا، ندد خلالها العمال بالمضايقات التي يتعرض لها معتصمهم من طرف القوات القمعية، هذه الأخيرة التي حاولت اليوم قمع المعتصم ومنع العمال من التواصل مع رفاقهم المعلقين في السماء بين الحياة والموت وطردهم من محيط الغار. هذه الخطوة التصعيدية الترهيبية من طرف النظام يراد منها التأثير على معنويات المعتصمين وكسر حماسهم وبالتالي عزلهم عن رفاقهم..
لقد حذر العمال من المحاولات الإجرامية الجبانة، كتنويمهم عنوة عبر زرع منوم في أكلهم، مادام غير مسموح لهم بالتواجد قرب رفاقهم ومراقبة أكلهم. فكل شيء وارد من هذه الإدارة المتصهينة والجبانة. وقد جدد العمال والجماهير الشعبية تشبثهم بالمعركة البطولية لعمال سيدي احمد واغرام اوسار التي تقترب من تتمة الشهرين على انطلاقها، دون أن تحرك الإدارة والجهات المسؤولة التي تحمي الشركة وإدارتها ساكنا. بل العكس الذي تقوم به، فهي ماضية في استفزاز العمال يوما بعد يوم، بل لحظة بعد لحظة..
واليوم، كانت جلسة في محكمة الرجعية، حيث يتابع العمال المطرودون. وقد قاطعها العمال كما العادة لتتأجل الى الخميس المقبل. ومقاطعة العمال لها يعبر عن تشبثهم بالالتزام الذي قدمه المدير في حضور عامل الإقليم بعدم متابعة المعتصمين وتدشين حوار جاد ومسؤول من أجل تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة..
وعودة الى الوقفة التي حج اليها أبناء مريرت لدعم تضحيات العمال وكذا التفكير في أشكال نضالية جديدة، يمكن أن تتسع المعركة لتشمل مطالب أخرى للساكنة..
إن المعركة مستمرة ودعم الساكنة بالمنطقة مستمر، والموعد غدا الجمعة 266 ماي 2017، في نفس المكان على السادسة مساء...
لنكن في الموعد الحارق، ودام نضال العمال الثوري...

الخيانة والاستغلال مقابل العزة والكرامة
استمرارا في أشكال الدعم الموازية للاعتصام الذي يخوضه عمال عوام الصناديد
فوق المصعد، جسدت الجماهير الشعبية وقفة اليوم 25 ماي 2017 التي دعا اليها العمال وعائلاتهم. وقد عرفت هذه الوقفة حضورا وازنا وقويا، ندد خلالها العمال بالمضايقات التي يتعرض لها معتصمهم من طرف القوات القمعية، هذه الأخيرة التي حاولت اليوم قمع المعتصم ومنع العمال من التواصل مع رفاقهم المعلقين في السماء بين الحياة والموت وطردهم من محيط الغار. هذه الخطوة التصعيدية الترهيبية من طرف النظام يراد منها التأثير على معنويات المعتصمين وكسر حماسهم وبالتالي عزلهم عن رفاقهم..
لقد حذر العمال من المحاولات الإجرامية الجبانة، كتنويمهم عنوة عبر زرع منوم في أكلهم، مادام غير مسموح لهم بالتواجد قرب رفاقهم ومراقبة أكلهم. فكل شيء وارد من هذه الإدارة المتصهينة والجبانة. وقد جدد العمال والجماهير الشعبية تشبثهم بالمعركة البطولية لعمال سيدي احمد واغرام اوسار التي تقترب من تتمة الشهرين على انطلاقها، دون أن تحرك الإدارة والجهات المسؤولة التي تحمي الشركة وإدارتها ساكنا. بل العكس الذي تقوم به، فهي ماضية في استفزاز العمال يوما بعد يوم، بل لحظة بعد لحظة..
واليوم، كانت جلسة في محكمة الرجعية، حيث يتابع العمال المطرودون. وقد قاطعها العمال كما العادة لتتأجل الى الخميس المقبل. ومقاطعة العمال لها يعبر عن تشبثهم بالالتزام الذي قدمه المدير في حضور عامل الإقليم بعدم متابعة المعتصمين وتدشين حوار جاد ومسؤول من أجل تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة..
وعودة الى الوقفة التي حج اليها أبناء مريرت لدعم تضحيات العمال وكذا التفكير في أشكال نضالية جديدة، يمكن أن تتسع المعركة لتشمل مطالب أخرى للساكنة..
إن المعركة مستمرة ودعم الساكنة بالمنطقة مستمر، والموعد غدا الجمعة 266 ماي 2017، في نفس المكان على السادسة مساء...
لنكن في الموعد الحارق، ودام نضال العمال الثوري...

عاجل: معركة عمال عوام في تصعيد جديد..
بعد أن عمدت إدارة شركة تويسيت المستغلة لمناجم عوام الى إيقاف العمال
25 المعتصمين، والذي و صل اعتصامهم مدة شهر كامل، تكلل بتوقيع محضر مشترك بين إدارة الشركة والمكتب النقابي. وهو المحضر الذي بموجبه تلتزم إدارة الشركة بعدم متابعة المعتصمين وتحقيق مطالبهم. إلا أن المحضر على الورق ليس هو الواقع المر والعنيد. فقد حاول المدير بمعية كراكيز ذات النقابة فرض الأمر الواقع على العمال بالقوة بدل تطبيق المحضر. فطيلة عشرة أيام والإدارة تناور و"تغربل" العمال حسب نضاليتهم، وذلك بتواطؤ ومساعدة المكتب النقابي. فطن العمال لهذه الخطة التي أرادت من ورائها إدارة الشركة تصفية العمال وضرب وحدتهم عبر استهداف لقمة عيشهم. لكن ما لم تحسب له الإدارة حسابا هو أن مكرها سيواجه بإصرار العمال على انتزاع مطالبهم. وبحذر شديد، ساير العمال الإدارة والمكتب النقابي في خطتهما على أمل تحقيق شيء، لكن العكس هو الذي حصل.
اليوم 23 ماي 2017 صباحا، فاجأ العمال الإدارة بغار سيدي احمد بالاعتصام فوق عجلة المصعد، واضعين حياتهم على المحك. فبمجرد تحريك المصعد سيسقط العمال في البئر. وإذا عمدت الإدارة الى سحبهم، هددوا بالقفز. الحل هو تحقيق المطالب وإرجاع المطرودين، علما أن السكان المجاورين للمنجم أسرعوا الى مساندة العمال وبادر العمال غير المشتغلين الى تعزيز الاعتصام. فنساء المنطقة معتصمات دعما للعمال، ومحملين الإدارة مسؤولية سلامة المعتصمين.
خطوة جريئة مفروضة أقدم عليها العمال مضطرون، مؤكدون للإدارة أن العمال ليس 255 فقط المطرودين، بل المنجم حافل بالعمال الأبطال.
والمعركة مستمرة وليتحمل عامل الإقليم وباقي الأطراف المعنية مسؤولية تلاعب الإدارة بالمحضر الموقع سلفا. ولتتحمل الإدارة مسؤولية خبثها ومكرها وحقدها على العمال.
إن لحمة العمال لن يدمرها قمع النظام أو خبث الماكرين من إدارة ومكاتب نقابية بيروقراطية..
وتحية عالية للعمال بمنجم عوام.. تنتهي ملحمة لتبدأ ملحمة أخرى.. إنه الصراع الذي لا يرحم...

تطورا معركة جبل عوام: العدو الثلاثي
إن المتتبع لمسار معركة مناجم عوام سيجد أن المعركة قد بلغت في سيرورتها
النضالية مرحلة يتحتم فيها على العمال والمناضلين النضال في كل الواجهات. إن تحديد العدو أساس النضال الصحيح، وما لم يستوعبه العمال بالنظرية يكتشفونه بالممارسة. إلا أن المسافة الزمنية بين القراءة النظرية للصراع والتي تلقى على عاتق المناضلين الماركسيين اللينينيين واستيعاب العمال لهذه القراءة قد يؤثر في الصراع.
هذا بالضبط الدرس الأساسي الذي يعود فيه الفضل للصراع الميداني الذي يقرب فيه النظرية لنشاط العمال الواقعي. يعلم الصراع العمال درس: إن الإجابة تستلزم الوعي بالصراع. هذا الدرس لن يكون مجانيا، خاصة وأن واقع غياب المعبر السياسي الحقيقي للبروليتاريا وحقيقة انتشار الوعي النقابي القح بعلته، يجعل الوعي الطبقي عند العمال تحت المستوى الجنيني. طبعا لن نحمل العمال هذه المسؤولية، بل هي مسؤولية الرفاق. أن يواجه العمال الإدارة الرأسمالية وممثلي النظام والبيروقراطية، هذا أمر لا مفر منه وحقيقة موضوعية. لكن الفرق يكمن في طريقة إيصال هذه الحقيقة. أن ننكب وبشكل مبدئي ومسؤول على نشرها وتقريبها للعمال، لكي تنتقل من القوة الى الفعل أو نترك التاريخ يوصلها للعمال، لكن بمرارة قاسية وتأخر ملحوظ. والتاريخ لا يسجل هذه الحقيقة فقط، بل يسجل ويعري حقيقة الذات المسؤولة عن نقل البروليتاريا من مستوى الوجود فقط الى مستوى الوجود للذات، ومن أجل الذات من مستوى المساهمة في الصراع الى مستوى المهام التاريخية لقيادة الصراع. مهام صعبة وجسيمة تنتظرنا وتزداد صعوبة كلما تأخرنا فيها. فكم من الألم والمعاناة ينبغي للعمال دفعها حتي نستيقظ؟ وكم من التراكمات السلبية التي علينا التغلب عليها؟ هذه الأسئلة وغيرها هي مرتبطة بالذات الثورية وهي ليست جلدا للذات كما يتوهم البعض لكنها مدخل للإجابة عن الوضع الراهن.
العمال بمنجم عوام قد وصلوا الى هذه الحقيقة بتضحيات كبيرة. فبعد أن ناضلوا واعتصموا تحت الأرض لمدة شهر، وبعد حوار مشبوه يحمل في الظاهر شيئا وفي المضمون شيئا آخر، مضمون لخص حقيقة الصراع الطبقي، كيف يكون القانون والرأسمال وكراكيز النقابة والنظام يدا واحدة ضد العمال. العدو الأول هو النظام باعتباره الراعي الرسمي الوجودي للاستغلال والاضطهاد. والعدو الثاني هو المستغل المباشر للعمل المأجور، وهو الرأسمال "المتشخصن" في الإدارة التي تستغل العمال أبشع استغلال، وفي غياب تام لأبسط شروط العمل، وفي تجاوز سافر لكل الاتفاقات.. أما العدو الثالث والذي لا يقل شراسة، فهو البيروقراطية التي تنمو كالطفيليات في جسد العمال. فعمال المنجم يواجهون بيروقراطية UMT خارجهم وبيروقراطية UGTM من داخلهم. لقد عرت المعركة هذه الطفيليات، خاصة يوم الاثنين 15 ماي 2017. فبعد التوقيع على محضر الحوار، كان من الطبيعي أن يلتحق العمال بالعمل. لكن كما تمت الإشارة سابقا، المحضر ليس بالظاهر بل بالمضمون الذي أخفته البيروقراطية عن العمال حتى اصطدموا به. وما زاد الطين بلة هو الموقف المشوش للمكتب المحلي. أوقف العمال عن العمل كشكل تضامني مع المطرودين، لكن الحقيقة هي عكس ذلك، حيث راهن المكتب على نقطة قانونية للشغل، هي تغيب العمال عن العمل لمدة خمسة أيام الذي يوازيه الطرد. مع العلم أن المكتب لم يصدر بيان الاعتصام، مما يعني أن غياب العمال غير مبرر. وبعد أربعة أيام، ستطفو هذه النقطة للواجهة ليلتحق العمال بالعمل. كان من الممكن، بل من الواجب أن يخرج المكتب ببيان استمرار المعركة ليحمي المطرودين وكذا المتضامنين من العمال، باعتبار أن سبب إيقافهم هي المكاسب التي حققها هؤلاء المعتصمين بتضحياتهم والتي كانت سبب تموقف الشركة منهم. هذه التلاعبات الصبيانية المشبوهة للمكاتب النقابية ستدفع العمال الى الاصطدام معها والتشبث بمطالبهم. وهنا يجد العمال أنفسهم ضد الكل، ضد العدو الموضوعي النظام والشركة والعدو الذاتي الذي تمثله البيروقراطية النقابية، محليا وإقليميا ووطنيا.
لقد تأثرت المعركة بهذه المعطيات، لكن الصراع لن يستقيم بدون أن تتضح ملامح الأعداء، وتستمر المعركة بنفس مختلف عن سابقه.
إنها دروس وعبر في درب النضال الطويل والشاق..

مجرمون: التنازل عن المحضر مقابل العمل
في سابقة من نوعها أقدم مدير شركة تويسيت المنجمية يوم الاثنين 15ماي 2017 على إيقاف العمال الذين كانو معتصمين طيلة شهربآبار المناجم بكل من
إغرام أوسار و سيدي أحمد , مع العلم أن مدير الشركة نفسه قد وقع محضر مع مكتب العمال بحضور عامل الاقليم و عضو المكتب التنفيدي لاتحاد العام للشغالين بالمغرب و مندوب الطاقة و المعادن إضافة الى بعض أعضاء المجلس القروي لجماعة الحمام , بموجب هذا المحضر رفع العمال اعتصامهم البطولي ,من بين النقاط المهمة هي احترام حق الاضراب و عدم المتابعة كمدخل لمناقشة المطالب الاساسية الأخرى , لكن للكواليس لغة أخرى لغة مليئة بالخبث والإجرام في حق أبناء الشعب , هل من الصدف أنه كلما قدم اللبار عضو المكتب التنفيدي للحوار يطرد العمال من عملهم ؟هل يشكل ضوء اخضر لجلد العمال و ذبحهم ؟هل تتكرر تجربة 2007 في 2017 بحضور نفس الشخص ؟
طبعا الخيانة واردة و السماسرة في هذا الزمان أكثر من المناضلين ,و مثلما هي الخيانة واردة فالمقاومة موجودة و متأصلة في عمال منجم عوام الأبطال , صرح مدير الشركة للعمال أنه اذا اراد المطرودون العودة ما على العمال إلا التنازل عن المحضر الذي أبرمه هذا الشخص نفسه معهم , يتضح و بشكل جلي أن المجرمين الثلاث المكتب التنفيدي للنقابة و عامل خنيفرة و مدير الشركة قد طبخو هذه الطبخة سويا فقط ليوقفو ماكان يؤرقهم هو الإعتصام و الأشكال الموازية له , لكن هناك مثل "الضربة التي لا تقتلك تصلب عودك "هذا ما أشار اليه العمال أن المعركة لم تنتهي, صعودهم من الغار لا يعني أنه الشكل الوحيد و الأوحد لهم بل هناك أشكال نضالية مختلفة , استهلها العمال بالاعتصام و إيقاف العمل بغار سيدي أحمد و اعتصام العمال في إغرم أوسار , و من طرائف الزمن الرديئ ان عناصر مكتب نقابة الباطرونا بالمنجم umt بدأو بنشرون عريضة للتوقيع تدعو إلى عدم تطبيق مقتضيات المحضر "سبحان الله" المدير و "مناضلي"umtبمريرت ضد المحضر.
للمعركة اشواط و مطبات و العمال بالمنجم لم يتعلموا الاستسلام عند أول مطب بل كلهم عزيمة للاستمرار في النضال حتى تحقيق المطالب العادلة ,و لا ثقة بعد الآن الكل أعداء إلا الجماهير الشعبية و المناضلون المبدئيون .

انتصار عمال عوام: المعارك تصنع النتائج وتصنع الأبطال

شهر من النضال والصمود تحت وفوق الأرض، بالمنجم وبالشارع، عمال وزوجات
وأمهات وآباء وأطفال... الكل رسم ملامح ميدانية وثقافية تجاوزت التوقعات بأشكالها الجريئة. بدأها العمال بالاعتصام على عمق 600 متر تحت الأرض، وبصمود وتحد قل نظيره في زمننا الرديء هذا، شحذ العمال عزيمتهم منذ البدء. نبذوا كل متخاذل قد تسول له نفسه التلاعب بمصيرهم، وصمدوا وتحدوا الصعاب من رطوبة وحرارة وقلة الأكسيجين، لكي يعيشوا و يعملوا بكرامة. هذه هي شيم الأبطال، ولا يصنع الأبطال إلا النضال والواقع المر. طيلة سنين والعمال بجبل عوام يراكمون التجارب تلو الأخرى، تجارب امتزجت بالدم والموت والخذلان والهزائم والانتصارات...
الجميل في المعركة لهذه السنة هو فطنة العمال المعتصمين لدور المكاتب النقابية وتذبذبها وفق مصالحها الضيقة. لذا عمد العمال منذ البدء بسحب قوة القرار منهم ليصبحوا هم وحدهم لا غير من يقرر في مصير معركتهم. لن نعود الى الوراء كثيرا، لكن نكتفي بثلاث سنوات سابقة، فقبل السنة الماضية خاض العمال معركتهم، حيث اعتصموا لأكثر من شهر دون تحقيق أي مطلب. لان المعركة كانت معزولة عن الجماهير وغير ملموسة الأهداف، وكانت مرتجلة أكثر من كونها معركة مرسومة الهدف. هذا الخطأ/الدرس اتخذه العمال درسا لهم خلال معركتهم السابقة السنة الماضية، إذ اعتمد العمال واجهتين، واجهة الاعتصام بالغار وواجهة التشهير والتأثير الجماهيري لمدينة مريرت على مجرى المعركة. هذا التأثير وتفعيله كان ملقى على عاتق العائلات، تنج عنه رضوخ الإدارة للأمر الواقع. لكن في خضم المعارك، تغيب عن العمال حقيقة الحلفاء والأعداء. وهذا الدور من المفترض أن يقوم به المناضلون الماركسيون اللنينيون. لكنه للأسف غائب، فكانت النتيجة أن العدو يسكن الدار، التلاعب كان من المكاتب الإقليمية والوطنية للاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذين "حاوروا" وسمسروا بتضحيات العمال وبماسيهم. دروس المعركتين السابقتين تعلم منها العمال جيدا، الدرس الأول هو خلق أشكال التضامن من لدن العائلات، والدرس الثاني الصمود في الغار وفوقه، والدرس الأساسي هو القرار للعمال لا غير... أما المكاتب، فدورها يقتصر فقط على إيصال "الخبز الى الفران" وكفى.
رفع الاعتصام والعامل رأسه مرفوع، قوي العزيمة ومتشبث بحقه. فرض على إدارة بارعة في التلاعب أن ترضخ للأمر الواقع. انتصرت تضحيات العمال وصرخات النساء والأطفال، ملحمة شعب رسمت بحناجر ذهبية وسواعد من حديد.. بينما انهزمت تنظيرات المتخاذلين و"مناضلو" المكاتب والمناسبات والمتسترين خلف شعارات الواجهة..
في معمعان النضال، يصنع الأبطال وتؤسس الانتصارات.. عمال جبل عوام عنوان للتضحية ورمز للصمود...
هنيئا للعمال بانتصار معركتهم، وهنيئا لشعبنا بهذه السواعد وبالمرأة المغربية المكافحة...
لقد فك العمال الاعتصام وصعدوا الى السطح بعد الحوار ليواكبوا مدى جدية الإدارة في تحقيق/تلبية مطالبهم، ومنها طبعا إسقاط أي متابعة في حقهم، وهي التهمة التي لوحت بها إدارة الشركة لترهيب العمال. وسيتم كل يوم أربعاء تقييم مدى التزام الإدارة وكل الأطراف المعنية بوعودها وتنزيل المطالب على أرض الواقع...


لا الحوار، ولا الحصار، يمكن أن يوقفا زحف العائلات

استمرارا في الأشكال النضالية التي أبدعتها عائلات العمال المعتصمين في آبار
منجم عوام في كل من محطتي اغرام اوسار وسيدي احمد، جسدت العائلات بمعية العمال والجماهير الشعبية وقفة احتجاجية اليوم 12/05/2017، تنديدا بالتعاطي اللامسؤول لإدارة الشركة مع مطالب العمال وتنديدا بالانحياز التام لمندوب الطاقة والمعادن وممثلي النظام لجانب إدارة الشركة التي لم تراع أبسط شروط الحد الأدنى للعمل، ضاربة عرض الحائط كل الاتفاقيات والمحاضر التي وقعتها، مستهترة بسلامة العمال الجسدية والنفسية... ولم يفت العائلات أن تسجل تشبثها بحقوق أبنائها وبعدالة معركتهم ومشروعية مطالبهم .
لقد جاءت الوقفة بالموازاة مع الحوار الذي دعت اليه إدارة الشركة والذي يعقد في مكتب عامل الإقليم بخنيفرة بحضور المدير العام للشركة. فبعد أخذ ورد ومد وجزر، يتضح أن إصرار العمال وتضامن العائلات قد فرضا الأمر الواقع. وهو ما جعل إدارة الشركة تتناقض في خطاباتها المرة تلو الأخرى. فبعد تشبثها بعدم "شرعية" الاعتصام، هاهي نفس الإدارة تدعو العمال للحوار على نفس المعتصم المرفوض من جهتها. ليتضح أن النضال والصمود هما السبيل الوحيد لتحقيق العمال لمطالبهم. الحوار لم يؤثر في الشكل النضالي، بل تعاطت العائلات وكأنه ليس قائما. لان للعمال تجارب فاشلة مع حوارات عدة تلاعبت فيها الشركة وممثلو النظام وكذا المكاتب النقابية العميلة. لذا أمام كل هذه التجارب، من الطبيعي أن لا يستبق العمال والعائلات خيرا بها، ما لم تترجم على أرض الواقع. هذا ما صرحت به أشكال العائلات، داعية الجماهير الى الصمود ومواصلة النضال الى جانب العمال المعتصمين حتى النصر. وفي نهاية الوقفة، أعطى عامل كلمة العائلات مصرحا أن الأشكال النضالية مستمرة. فإن أسفر الحوار على نتائج مرضية، فمن الطبيعي إيقاف الاعتصام والاستمرار في النضال بأشكال أخرى، لتحصينها. أما إذا تعنتت الإدارة، فإن المعركة مستمرة كان الحوار أم لم يكن. لتعلن العائلات عزمها القيام بمسيرة على الأقدام الى العاصمة ما لم تستجب الإدارة لمطالب أبنائها. وفي انتظار ما سيسفر عنه الحوار، العمال صامدون ومناضلون...
تحية نضالية للعمال ولعائلاتهم.


معركة عمال عوام المعتصمين بالغار في تصعيد مستمر

لغة اليوم: الإرهاب والترهيب..

وصلت معركة العمال يومها الثامن والعشرين (28) دون أن تتحرك إدارة الشركة المستغلة نحو حل المشاكل القائمة. بل العكس هو الذي وقع، حيث سارعت بصفاقة نحو لغة التصعيد والتهديد..
اليوم، 09 ماي 2017، كان حافلا بالأحداث المرتبطة بالمعركة، بدأت أشواطها الأولى باعتقال المكتب النقابي للعمال صباحا وأخذهم الى خنيفرة للاستجواب/الاستنطاق. وإلى حدود الآن، لا علم لنا بمصيرهم. إن اعتقال مكتب العمال جاء نتيجة لتطور الأشكال النضالية الموازية لاعتصام العمال التي تقوم بها العائلات بوتيرة متسلسلة ومنتظمة، حيث لا يخلو يوم دون احتجاجهم. والأمر كذلك، نتيجة للموقف الذي فرض من طرف العمال، أي اتخاذ موقف صريح من المكتب الإقليمي الذي اعتمد لغة السمسرة في المعركة منذ البداية..
إن الاعتقال صباح هذا اليوم هو إشارة واضحة للنظام للضغط على المعتصم ومحاولة زعزعة عزيمة العمال وبالتالي دفع المكتب النقابي للتموقع الطبيعي له الى جانب الاستغلال... وذلك موازاة مع اعتقال بعض أعضاء المكتب المتواجدين خارج المعتصم. ولم يفوت مدير الشركة الفرصة )استغلال الوضع المشحون)، إذ دعا مناديب العمال والشركة للاجتماع (رجال القانون كما يسميهم العمال) من أجل توقيع محضر يتهم فيه العمال المعتصمين بعرقلة العمل داخل المنجم. لكن ممثلي العمال رفضوا التوقيع..
النتيجة: وقع ثلاثة يمثلون الشركة ورفض أربعة. ومساء، وكما كان مقررا، جسدت العائلات المناضلة وقفة احتجاجية حضرها النساء والعمال وبعض المناضلين الذين تحدو القمع الرهيب..
لقد حوصرت الوقفة بشكل قمعي غريب، ولم يسمح لأي أحد بالالتحاق بها.. ولجأت قوات القمع الى الأساليب الدنيئة والحقيرة من شتم وسب واستفزاز لكل من اقترب من الشكل النضالي..
لابد هنا أن نسجل شجاعة زوجة/رفيقة أحد العمال وثلاثة أطفاله حاول الضابط المسؤول منعهم من حضور/المشاركة في الوقفة والالتحاق بها. إذ تفاجأ بجواب وقف مذهولا إزاءه: "زوجي في الغار يموت وأنت تريد مني الابتعاد، سأموت معه، ليس لي ما أخسره"..
استمر الشكل النضالي تحت الضغط والقمع والاستفزاز والحصار.. أخذ أحد العمال الكلمة، فندد بالحصار والتعاطي اللامسؤول لإدارة الشركة، ضاربا موعدا آخرا للنضال يوم غد، في نفس المكان والزمان..
لنكن في مستوى معارك شعبنا..
تحية نضالية



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يغرق الشهداء أبدا في بحر النسيان...
- فاتح ماي -يفضحنا-..
- الشهيد محمد كرينة: لو تعلم..!!
- لسناء محيدلي قدم وسط عائلتنا
- الاتحاد الاشتراكي: معانقة قتلة الشهداء..
- بنكيران والعثماني وجهان لعملة صدئة واحدة في يد النظام
- تناقضات صارخة مسكوت عنها في الواقع المغربي المأزوم..
- ما معنى مغرب بدون حكومة؟!!
- احتجاجات 31 أكتوبر وما بعدها إدانة لمهزلة 07 أكتوبر 2016
- في ذكرى الشهيد المغربي أمين تهاني
- من الصراع الطبقي الى الطحن الطبقي..
- زمن -الطحن- أتى أيها الشهيد محسن..
- المهدي بنبركة وغدر -الرفاق-..
- منيب وبراهمة: -المخزن- فشل..
- الشهيد رحال، هل أتاك حديث مهزلة 07 أكتوبر؟
- في ذكرى استشهاد غيفارا
- ظلم النقابات للمدرس، ظلم ذوي القربى..
- ذبح -الديمقراطية- في أوج عرسها..
- جريمة اغتيال ناهض حتر: شهيد تلو الشهيد..
- إن المناضل من يقول ها أنا ذا..


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - تضحيات عمال مناجم عوام بالمغرب في مواجهة مؤامرة الصمت..