أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالناصرجبارالناصري - مجنون














المزيد.....

مجنون


عبدالناصرجبارالناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5531 - 2017 / 5 / 25 - 02:51
المحور: المجتمع المدني
    



يقول الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر " الآخرون هم الجحيم " هذه المقولة تنطبق حرفيا على من يعيش داخل المجتمع العراقي الغارق في إيذاء الآخرين والمتطلع الى تضحيم روح الأنا دون المبالاة لما يتعرض له الغير حتى لو كان من أقرب المقربين !
هناك الكثير من الأشخاص الرائعين قد جن جنونهم نتيجة مماراسات المجتمع التي شكلت صدمة بالنسبة لهم ؛ هؤلاء الأشخاص الذين يسمون بالــ" مجانين " هم أكثر وعيا من شاتميهم فهم يعرفون حجم المسؤولية لذلك لايتفاعلون مع ممارسات خاطئة تسير بالمجتمع نحو الهلاك وان عقولهم لاتستوعب ولاتتحمل مايرونه يحدث يوميا ويلقى قبولا اجتماعيا رغم خطورته لذلك يكون رفضهم لهذه الممارسات خروجا عن المألوف ؛ وكل من يخرج عن المألوف والنمطي رغم سيئاته يعد مجنونا يستحق التوبيخ والشتم والضحك عليه !
أعرف شخصا يعمل في بلدية أحد القطاعات الشعبية ؛ هذا الشخص يخرج بمكنسته حتى أيام العطل الرسمية ليجمع القمامة وينظف الشارع المليء بأوساخ وقذارت أصحاب " العقول النيرة " ؛ هذا الإنسان الرائع يتعرض الى ابشع الإساءات من قبل المارة و يصفونه بأبشع الأوصاف " ها مخبل " " ها لابك " " ها مسودن " " ها أبو الزبل " !
إنسان آخر كان قارئا جيدا يكتب الشعر الفصيح ينبذ ممارسات الآخرين يدعو الناس للإهتمام بالقراءة والثقافة تعرض هو الآخر الى نفس الشتائم حتى جعلوه حبيس البيت لكثرة الضغوط والإهانات والألفاظ السوقية بحقه !
أعرف طفلا يعاني من خلل في عينيه ؛ نصحه طبيب العيون بارتداء النظارات الطبية ذهب لمدرسته قابله التلاميذ بلقب " أبو أربع عيون " ترك هذا الطفل المدرسة نتيجة لهذا اللقب وعانى من أمراض جلدية مزمنة نتيجة الحالة النفسية المدمرة التي سببها التلاميذ الزملاء له وهو الآن يتعرض لنفس أوصاف المجانين !
هنالك الكثير من المجازر ترتكب بحق أولئك الذين لايعرفون مسايرة المجتمع ويتطلعون الى إحداث تأثير إيجابي بتلك الممارسات البالية ؛ وكل من يخرج عن المفاهيم السائدة يعد مجنونا مهما كانت الأفكار التي يؤمن بها ؛ ولم يحظ بإحترام المجتمع الا من يجيد إستخدام الأساليب الخاطئة المتبعة والتي تروج على انها قيم إجتماعية متعارف عليها منذ القدم !
من السخف ان يقبل مايسمى بالمثقفين والواعين فكريا بالعيش دون أن يطلق عليهم المجتمع القاب المجانين ؛ لذلك نحتاج الى الكثير من المجانين لكي يحدثوا نقلة نوعية في هذا المجتمع الذي تنخره المفاهيم الحجرية وتسيطر على غالبيته وان القلة التي نراهن على وعيها بدأت تتماشى من تلك المفاهيم كي تستثمرها لصالحها احيانا أو انها لاتريد الإصطدام بها
كل الذين عملوا نقلات مهمة في مجتمعاتهم كانوا في البداية يعتبرون من المجانين ولاقت نواياهم سخرية من الآخرين لكنها في نهاية المطاف أحدثت طفرات مهمة في مجتمعاتهم ؛ من من العراقيين يكون قادرا على تحمل المسؤولية ليعلن جنونه لتحقيق تلك الطفرة المجتمعية التي تهدف لتحقيق المساواة وتبعدنا عن سموم الطائفية ولاتجعلنا نتغير في السنة الواحدة الى متغيرات متعددة فتارة نكون من الايرانيين وتارة نصبح من السعوديين وتارة أخرى من القطريين !.
[email protected]



#عبدالناصرجبارالناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بين وزير وخاطف
- في ذكرى السقوط ؛ الى الوراء در !
- كيف تصبح الحر الرياحي
- السباق على كركوك
- القصف وتعميم حالة الدعشنة !
- كل عام وأنتم بلا أمن !
- تربويون تحت التهديد !
- أساليب المنافسة الإنتخابية المقبلة
- المدنيون حين يضغطون
- قانون العشائر .. وداعا يا مدنية
- قانون الحشد .. أزمة جديدة
- عن جريدة الشرق الأوسط
- التسوية التاريخية .. حلقة مفرغة
- وزارة ال pdf
- الموصل والرقة .. معركة واحدة
- جورج أبو الزلف ونعش الأمم المتحدة
- نحو عقلنة السوشل ميديا
- القوى الأمنية ورسم ملامح الدولة
- الإنتهازيون وخيمة الصدر
- نشطاء الفيس بوك .. جعجعة بلا طحين


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالناصرجبارالناصري - مجنون