أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - مع الشيخ عامر الكفيشي وجهاً لوجه















المزيد.....

مع الشيخ عامر الكفيشي وجهاً لوجه


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع الشيخ عامر الكفيشي وجهاً لوجه
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) "
بهاتين الآيتين من سورة البقرة ابتدأ القارئ الملائي الشيخ عامر الكفيشي خطبته التي تناول فيها التيار المدني العراقي بكثير مما يمتلكه من مصطلحات الشتيمة محاولاً التأكيد لمستمعيه بأن مضمون هاتين الآيتين ينعكس على جماهير التيار المدني العراقي وكل مؤيديه الذين يمارسون الفساد وتضليل العقول من خلال طرح الشعارات الكاذبة وتشويه صورة الإسلاميين حينما ينادون " باسم الدين باكونا الحرامية ". وبالإضافة إلى ما تفضل به الشيخ في خطابه هذا بتوزيع الشتائم على منتسبي التيار المدني ، فإنه وصف مشروعهم السياسي باعتباره يمثل الأجندة الصهيونية ، حسب زعم الشيخ الكفيشي. وهنا نناشد كل منصف من بنات وابناء وطننا بان يحكموا ضمائرهم وتعيين الجهة او الجهات التي ينطبق عليها مضمون هاتين الآيتين وذلك من خلال التجربة القاسية التي يعيشها وطننا واهلنا منذ اربعة عشر عاماً وحتى يومنا هذا.
واعتقد لو ان فضيلة الشيخ قد اكمل هاتين الآيتين بالأية اللاحقة التي تقول:
" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)"
لأصبح نقاش هذا الموضوع اكثر وضوحاً ، إذ ان مضمون الآية 13 يمكن ان يتناول هؤلاء الذين لم يستجيبوا لنداءات المرجعية الدينية التي " بُح صوتها " بمناجات مَن يدافع عنهم الشيخ دون ان يستجيبوا ، بل تجاهلوا هذه النداءات جميعاً، وهذا ما سنتناوله بالتفصيل.

هذا الموضوع الذي اسهب الشيخ بطرحه والأفكار التي جاء بها تحتاج إلى وقفة مناقشة جادة باعتبار ان الشيخ قد تجاوز اطروحة المنبر الدينية إلى اطروحات سياسية ينبغي مناقشته عليها من خلال طرحه السياسي وليس من خلال شخصيته الدينية.

يبدو ان الشيخ لم يفرق لحد الآن، وبعد مرور اكثر من اربعة عشر سنة على وجود الإسلاميين على قمة السلطة السياسية في العراق ، لم يفرق بين مصطلح الإسلاميين الذي اطلقه منتسبو احزاب الإسلام السياسي على انفسهم باعتبارهم يمثلون احزاب دينية في مظهرها سياسية في جوهرها ، وبذلك فإن مصطلح المسلمين اصبح يشير إلى مفهوم عامة المسلمين الملتزمين بثوابت دينهم ولم ينحوا منحى الإسلاميين الذين تعاملوا مع الثوابت الدينية العامة من خلال المتغيرات السياسية اليومية. هذا اولاً، وثانياً يبدو ان الشيخ لم يفرق ايضاً بين المرجعية الدينية ودورها في الحياة الإجتماعية العامة وبين المرجعيات الدينية السياسية التي تمثلها احزاب دينية جاء بها الإحتلال الأمريكي لوطننا عام 2003 بعد إسقاط دكتاتورية البعث الإجرامية. وألامر الثالث الذي ورط الشيخ نفسه به هو طرحه للتيار المدني العراقي وكأنه حزب له تنظيماته واجتماعاته واعضاءه وبالتالي سياسته الخاصة به على الساحة السياسية العراقية ، ولم يدرك سماحته بان هذا التيار هو حراك جماهيري انتجه الشارع العراقي الذي نال الأمرَّين من سياسة الأحزاب الدينية المتسلطة على قمة السلطة والتي جاء بها الإحتلال الأمريكي البغيض لوطننا بعد سقوط البعثفاشية المقيتة. وإن جماهيرية هذا التيار وانطلاقته من الشارع العراقي جعلته مؤهلاً لأن يضم بين صفوفه مختلف الفئات الشعبية المتعددة الأديان والقوميات والأفكار والرؤى . وإن كل ما جمع هذه القوى هو حاجتها إلى الخدمات والأمن والمحافظة على اموال الدولة وعدم استمرارية تعرضها للنهب والسلب من احزاب الإسلام السياسي الحاكمة وكل القوى الأخرى المشتركة معها في سياسة المحاصصة التي تنتهجها منذ اربعة عشر سنة. إن عدم استيعاب الشيخ لمضمون هذه المصطلحات وعدم تفريقه بينها اوقعه في مطبات فكرية وموضوعية جعلت كل اطروحاته التي جاء بها لينال من التيار المدني العراقي مجرد اتهامات يدلي بها شخص حاقد لا علم له بمجريات الأمورلا اكثر ولا اقل. كيف ؟

قبل كل شيئ ارغب التأكيد هنا على ان الشيخ تفضل بطرح شعار " باسم الدين باكونا الحرامية " كشعار يشير إلى الإخفاقات التي رافقت مسار العملية السياسية في وطننا، وهذا ما نفاه سماحته باعتبار ان الإنجازات التي تحققت لحد الآن كثيرة جداً وقدم لنا نصيحته ، مشكوراً ، بان ننظر إلى نصف القدح المملوء وليس إلى النصف الفارغ. شكراً شيخنا لهذه النصيحة التي تؤكد من خلالها بأن هناك النصف الفارغ من القدح . فهل تسمح لنا بسؤالك عن الذي سبب هذا الفراغ في بلد كالعراق يمتلك كل ما من شأنه ملأ اقداح الدنيا بخيراته وطاقاته المادية والبشرية ؟ الشيخ يجيبنا هنا ايضاً مشكوراً على هذا السؤال وبالنص حينما يقول " نعم ... اكو حفنة من الذين تسللوا إلى مواقع السلطة وهم اسلاميون مزيفون " نعم ... لقد سمعتها جيداً ودونتها حرفياً ....... حـــــــفــــــــــــنـــــــــة ...... إتق الله يا شيخنا ، هؤلاء " الإسلاميون المزيفون " لم يتسللوا إلى السلطة ، بل جيئ بهم في وضح النهار وإن من اتى بهم هو المحتل الذي رافقه بعضهم على طول طريق غزوته للعراق وجاءوا ممتطين دباباته ، مولانا. ثم مَن هم هؤلاء الحفنة المتربصة على قمة السلطة السياسية العراقية اليوم ومنذ اربعة عشر عاماً..؟ هل حزب الدعوة بكل فصائله وانشقاقاته وكل ما تبلور عنه من تجمعات تتبوأ المقاعد المهمة في قيادة الدولة العراقية حفنة؟ هل المجلس الأعلى الذي يشكل الضلع الآخر في سياسة الدولة العراقية وتوجيه امورها حفنة؟ هل التيار الصدري الذي يصول فرسانه ويجولون في الوزارات والبرلمان حفنة؟ هل حزب الفضيلة الذي لم يبخل بالغالي والنفيس في سبيل الإستحواذ على كثير من المراكز القيادية سواءً في اجهزة الدولة او في المجالس البلدية ومجالس المحافظات الجنوبية حفنة؟ هل ان الحزب الإسلامي الذي لم يدخر وسعاً او يقتصد بنشاط يضعه في مواقع كثيرة ومهمة في قيادة الدولة العراقية حفنة؟ وهل من ناصر وساند هذه الأحزاب الدينية من قوى التعصب القومي الشوفيني من العرب والكورد وانغمسوا في سياسة المحاصصات اللصوصية المقيتة حفنة؟ وعلى هذا الأساس ، شيخنا ، فإن هذه الحفنة التي تعنيها لم تلق الدعم والتأييد، بل والرفض من قبل المرجعية الدينية المحترمة التي تحظى بتقدير كثير من المسلمين وليس بتقدير الإسلاميين الذين لم يتجاوبوا مع كل نداءاتها التي قدمت لهم النصائح بتبني سياسة وطنية تصب في مصلحة الوطن والمواطنين. وعلى هذا الأساس ايضاً فإن التيار المدني الذي لم تبخل بشتيمته انما ينحاز إلى كل الأصوات التي تصف هذه الحفنة بالحرامية الذين جعلوا من الدين ستاراً للصوصيتهم ، حتى ان قادة احزاب الإسلام السياسي بشقيها السني والشيعي جعلت من قادتها السياسيين مرجعيات دينية لكي يبرروا سرقاتهم لكل ما وقع ويقع تحت ايديهم من ممتلكات الدولة العراقية وخيراتها. فهل ان فضح هذه الحفنة يا شيخنا الفاضل يستدعي كل هذا الشتم والسباب الذي تلقاه التيار المدني العراقي من جنابكم ؟ إذاً فما قذفتم به التيار الديمقراطي العراقي يكاد ان ينعكس حتى على المرجعية الدينية التي قالت وبصريح العبارة " لقد بُحت اصواتنا " ولم تستجب الطبقة السياسية لنداءاتها، ألم تسمع بذلك مولانا؟ هذا ولكي نكون منصفين ولا نبخل على هذه الحفنة " انجازاتها " التي ذكرت بعضاً منها والتي سنتناولها لاحقاً ، بأن كثيراً من افراد هذه الحفنة قد اعترفوا بفشلهم الذريع في إدارة الدولة العراقية ، حتى ان عملاق هذه الحفنة السيد نوري المالكي قالها بملئ فمه بأن جيل السياسيين الذين وقفوا على قمة السلطة السياسية في العراق بعد سقوط دكتاتورية البعث يجب ان يبتعدوا عن المشاركة في مستقبل البلد السياسي لأنهم فشلوا جميعاً في كل المجالات " وأنا منهم " حسب ما قاله زعيم زعماء الحفنة نوري المالكي بنفسه.

اما ما تفضل به الشيخ بوصفه " انجازات " فأود هنا ان ينتبه الشيخ إلى ما وصفه بنصف القدح المملوء الذي نصحنا بالنظر إليه عوضاً عن النظر إلى النصف الفارغ. إن كان هناك نصف قدح مملوء من انجازات احزاب الإسلامي السياسي الحاكمة ومن يشاركها في سياسة المحاصصة، فإن ذلك لا ينبغي ان يكون مِنَّة من هذه الأحزاب، بل ان ذلك من صميم الواجبات التي قصر الحاكمون في العراق من تحقيقها منذ ان جاء بهم الإحتلال الأمريكي قبل اربعة عشر عاماً وحتى يومنا هذا. ولكن ما هي هذه الإنجازات التي تكلم عنها الشيخ واعتبرها تشكل نصف القدح المملوء وما هي في الحقيقة إلا قطرة ضئيلة وصغيرة لما كان يجب تحقيقه في بلد كالعراق ولمدة اربعة عشر سنة. وهذا ما سيكون موضوع حديثنا مع حضرة الشيخ عامر الكفيشي لاحقاً.

الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصامية والإرتجال لم ينصفهما الفلم عن الشاعر خالد الشطري
- العلمانية هي الحل
- الإحتضار في زمن الإنتظار القسم الخامس والأخير
- الإحتضار في زمن ألإنتظار القسم الرابع
- الإحتضار في زمن الإنتظار القسم الثالث
- الإحتضار في زمن الإنتظار القسم الثاني
- الإحتضار في زمن الإنتظار
- في عيدها الأممي المرأة الكوردية قدوة النضال النسوي
- الإسلام العملي !!!
- إحذروا -- ديمقراطية -- ألإسلاميين
- النزعات الميكافيلية في فلسفة الأحزاب السياسية الإسلامية
- السقوط الأخلاقي لرواد الإسلام السياسي
- آخر ما ابتكرته مختبرات الإسلام السياسي ... تحويل الإنسان إلى ...
- مفردة - الوطن - لا مكان لها بين مصطلحات الإسلام السياسي
- صرخة حرة اخرى ينبغي الإتعاض بها
- طامتا الدولة ... الدين والعشيرة
- قانون الحشد الشعبي ما له وما عليه . . .
- تحية للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي
- وأعدوا لهم ما استطعتم من النساء . . .
- لا مساومة في حق تقرير المصير . . . القسم الثالث


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يعلن تفاصيل اجتماع قائد -سنتكوم- مع وزير الدف ...
- بايدن يقارن هجوم -حماس- بالمحرقة النازية ويحذر من معاداة الس ...
- الشرطة الفرنسية تخلي قاعة في جامعة السوربون احتلها مؤيدون لغ ...
- تفاؤل أميركي بمفاوضات القاهرة وحماس تحذر إسرائيل
- كلية حقوق كولومبيا تدعم طلابها بعد رفض قضاة محافظين تعيينهم ...
- تأكيد مقتل رهينة إسرائيلي محتجز في غزة
- الشرطة الفرنسية تخلي قاعة في جامعة السوربون احتلها محتجون مؤ ...
- قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على مدينة غزة
- انتقادات دولية لإسرائيل عقب استهداف رفح وواشنطن تتحدث عن -عم ...
- واشنطن تعلق على تقارير بشأن تعليق إرسال أسلحة لإسرائيل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - مع الشيخ عامر الكفيشي وجهاً لوجه