أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - الإحتضار في زمن الإنتظار القسم الثاني














المزيد.....

الإحتضار في زمن الإنتظار القسم الثاني


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 5498 - 2017 / 4 / 21 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إحتضار المواطن في اسواق التزوير لأحزاب الإسلام السياسي

لم يمر تاريخ العراق بانتشار ظاهرة التزوير بالشكل الذي انتشرت فيه هذه الظاهرة اليوم في زمن حكم احزاب الإسلام السياسي وتحكمها بالبلاد والعباد بشكل بدائي متخلف جعل من هذه الظاهرة المقيتة نسقاً يبدو وكأنه طبيعي جداً ومرتبط ارتباطاً وثيقاً بتدين الحاكمين ومنسجماً مع تعاليم فقههم المتدني حتى الحضيض.ولو اقتصرت هذه الظاهرة المعيبة على نطاق محدود لإنتشارها وبين فئات بسيطة من الناس لكان وقع مسبباتها ونتائجها اهون على كل ذي لب بالرغم من ان وجودها اساساً لا يشكل إلا علامة من علامات انتكاس المجتمع ككل وليس للفئة التي تمارس هذه الفعلة القبيحة فقط. إلا ان ما يجري اليوم على ارض وطننا والمتعلق بالفساد الإداري والمالي وما يترتب عليهما من فساد اخلاقي واجتماعي وسياسي وما ينتج عن كل ذلك من تدهور اقتصادي وتخلف علمي وارتداد ثقافي جعل العراق ضمن الدول الثلاث الأخيرة في سلم التطور العالمي، هذا الموقع الذي اكدته كثير من المنظمات الدولية المهتمة بتقييم مسيرة الدول القائمة اليوم في المجتمع الدولي عموماً. إن ذلك كله يجري بعلم وتخطيط ومساهمة وتنفيذ قوى تدعي انها تلتزم بدين يحرم عليها ذلك وباخلاق تنهاها عن اي شكل من هذه الممارسة وبورع وخوف من رب يحاسبها على هذا النوع من الأعمال التي تقع في مصاف الكذب والخديعة والإبتزاز. إنها قوى الإسلام السياسي الحاكمة في العراق التي شرعنت هذا النمط المُخجل من التعامل مع واقع الحياة في جميع المفاصل التي تشكل الأساس الفعلي للعلاقات الإجتماعية سواءً بين الناس انفسهم او بينهم وبين الدولة التي يعيشون ضمن حدودها الجغرافية واستناداً إلى قوانينها وتعاليمها. ولم تقتصر جرائم التزوير التي تمارسها هذه القوى الإسلامية جداً !!! والورعة حتى النخاع !!! على نطاق ما ما تتحكم به من مؤسسات ومكاتب واسواق، كسوق مريدي للشهادات العلمية المختلفة مثلاً،بل ان عصابات الإسلام السياسي الحاكم قد تجاوزت حدود العراق متجهة نحو الجارة الكبرى الإسلامية جداً ايضاً!!! والتي لم تتوان عن منح مريديها في العراق كل ما من شأنه ان يجعل من هذا المريد وبين عشية وضحاها خريجاً اكاديمياً لامعاً او حامل شهادة تتيح له اخفاء جهله حتى لحروف الهجاء تمهيداً لأن يجعل منه فقهاء السلاطين إمعة يوجهونها كيفما يريدون في جميع مؤسسات الدولة العراقية الخاضعة لحكمهم وتحكمهم.
لقد اصبحت ظاهرة التزوير وكل ما يرتبط بها من مكاتب خاصة لذلك ووسطاء لهم اذرع اخطبوطية تتحرك في جميع مرافق الدولة العراقية ، ونؤكد هنا على عبارة جمييييع مرافق الدولة العراقية، بكل حرية وامان متسترين بكل ما يوحي به لهم فقههم الشيطاني وتدينهم الذي يضعونه كواجهة للخداع والإبتزاز واللعب على الذقون ، تراهم مبسملين محوقلين في حديثهم،إلا انهم لا تأخذهم في سرقة المال العام وحقوق الناس لومة لائم ، يجيدون لعبة الإثراء الفاحش ويتقنون قوانين اللف والدوران لجعل كل الوثائق المزورة التي يتبنونها او التي يسعون لنشرها مستمسكات لا يرقى اليها الشك الذي يتجاوزونه بترديد بعض الهمهمات الدينية الموحية بالورع والتعبد الذي تنطبق عليه النكتة العراقية المتداولة بين الناس اليوم والتي يتضمنها جواب الطالب الذي سأله مدرس اللغة العربية عن ادوات النصب فذكرها على انها الجبة والعمامة والمسبحة واللحية والبقعة السوداء على الجبين.
الطامة الكبرى في النتائج المترتبة على سريان نسق التزوير هذا والذي اصبح جزءً لا يتجزء من العمل في كل مؤسسات الدولة، وليس ظاهرة طارئة، هو ان المواطن البسيط الذي لا دخل له في كل معطيات التزوير هذه واصبح مغلوباً على امره في تحمل نتائجها الكارثية وكأنه هو المعني بتزوير الوثائق والمستمسكات المطلوبة لإجراء اية معاملة رسمية، وكأنه هو المسبب لكل ذلك لتشمله إجراءات مكافحة التزوير الذي تمارسه صراحة وعلانية جموع الرواد لأحزاب الإسلام السياسي والأحزاب المحاصصاتية التي تشاركها سرقة قوت الفقراء وخيرات الوطن. وبما ان هذه الفئات الماسكة باجراءات التزوير عصية على المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بحيث لا يستطيع الموظف المعني ان يناقش صحة الوثائق المقدَمة له إن كان صاحب المعاملة ممن يمتلكون ادوات النصب المذكورة اعلاه والمثبتة بهويته الحزبية المنصوص عليها انتماءه الطائفي ايضاً والمزينة بختام المسك من خلال الإنتماء العشائري او المناطقي، فإن الواقعة التي ستنال المواطن الخالي من هذه المواصفات ستكون اشبه بالإحتضار البطيئ حينما يُطلب منه ان يبرهن على انه لم يقدم وثائق مزورة وذلك من خلا ابتكار ما يسمى ب " صحة الصدور " لهذه الوثائق.من الطبيعي ان لا يجرأ اي موظف في الدولة ان يطالب المزورين الأساسيين والنصابين الإسلاميين حتى النخاع باثبات وثائقهم من خلال صحة الصدور هذه، إذ ان اتصالاً هاتفياً واحداً ومن خلال الهاتف النقال سيجعل من هذا الموظف الذي تجرأ على ذلك شذر مذر على الفور.وهذا يعني ان المواطن الذي سيتحمل تبعات خداع واضاليل المبسملين المحوقلين عبر اجراءات قد تستمر لأشهر عدة، إن لم تتوفر لديه السيولة المالية الكافية لتجاوز اجراءات صحة الصدور هذه.وهذا مظهر آخر من مظاهر الإحتضار التي سنتناولها في مجال آخر من هذه المعايشات في المجتمع العراقي، مجتمع سيطرة الإسلام السياسي واحزابه الفاشلة، هذه الأحزاب التي سيكون لنا حديث معها في الحلقة القادمة.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحتضار في زمن الإنتظار
- في عيدها الأممي المرأة الكوردية قدوة النضال النسوي
- الإسلام العملي !!!
- إحذروا -- ديمقراطية -- ألإسلاميين
- النزعات الميكافيلية في فلسفة الأحزاب السياسية الإسلامية
- السقوط الأخلاقي لرواد الإسلام السياسي
- آخر ما ابتكرته مختبرات الإسلام السياسي ... تحويل الإنسان إلى ...
- مفردة - الوطن - لا مكان لها بين مصطلحات الإسلام السياسي
- صرخة حرة اخرى ينبغي الإتعاض بها
- طامتا الدولة ... الدين والعشيرة
- قانون الحشد الشعبي ما له وما عليه . . .
- تحية للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي
- وأعدوا لهم ما استطعتم من النساء . . .
- لا مساومة في حق تقرير المصير . . . القسم الثالث
- لا مساومة في حق تقرير المصير ... القسم الثاني
- لا مساومة في حق تقرير المصير ...
- مسلمون بلا أذان
- سياسة التتريك الجديدة
- خلايا داعش النائمة ... هل هي نائمة فعلاً ؟
- قوانين اسلامية جداً ...!!!


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - الإحتضار في زمن الإنتظار القسم الثاني