العراقية الى اين؟؟

سلام قاسم
كاتب وإعلامي
(Salam Kasem)

الحوار المتمدن-العدد: 5523 - 2017 / 5 / 17 - 21:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في البداية نحن نثمن دور بعض العاملين في القناة العراقية الفضائية .. الحريصين على تقديم كل ماهو ممتع وجديد لأبناء شعبهم .. وتضحيتهم بأنفسهم وهم يغطون نشاطات وفعاليات ابناء قواتنا المسلحة والحشد الشعبي الأبطال .. حتى تحولوا الى جنود حقيقين لخدمة ابناء شعبهم .. لكننا نتحدث عن ادارة الشبكة وبعض المتنفذين فيها من ضعاف النفوس والذين تحولوا بقدرة قادر .. من موظفين عاديين الى اصحاب بيوت وسيارات فارهة .. كل هذا والسيد علي شلاه نائم ورجليه مكشفة .
تمر شبكة الأعلام العراقي هذه الأيام .. بفترة سوداء.. خصوصا بعد تسلم السيد علي شلاه لها .. حيث تحولت الى قناة شلاهية بأمتياز ..بطلها ونجمها علي شلاه الذي يطل علينا كل عشر دقائق .. سواء عن طريق الأعلانات او عن طريق اخباره التي لاتنتهي .. قناة العراقية والتي تبلغ ميزانيتها اكثرمن 100مليون دولار وعدد العاملين فيها تجاوز الستة الاف منتسب .. مازالت تقدم لنا برامج ساذجة ومسلسلات تافهة تنتقص من كرامة ابن الجنوب .. عبر ممثلين ممكن ان نطلق عليهم تسمية مهرجين لا اكثر ..ابتعدت العراقية كثيرا عن هموم الواقع العراقي .. واصبحت بوقا لهذا السياسي او ذاك .. تارة تراها تابعة لعلاوي واخرى للمالكي وهي الأن تابعة للعبادي .. يعني بصريح العبارة ( ياهو الياخذ امي يصير عمي ) والمصيبة انها تسمى قناة الشعب .. وهي اكثر قناة اساءت للشعب وابتعدت عن همومه ومشاكله .. والسبب في ذلك .. لأن القناة اغلب قادتها .. هم اما شاعر او كاتب من حزب الدعوة .. ومثل مانعرف ان هذا الحزب ..حزب اسلامي يعني اصلا الفن لديه محرم .. واترك لديكم التصور الأتي .. حجم المعانات التي يعانيها العاملين في القناة خصوصا المخرجين والمصورين والمونتيرية ومقدمي البرامج والمراسلين .. وهم واجهة القناة .. يقود هؤلاء شاعر لايفقه من اللقطة او التكوين شيئ ..القناة اليوم بحاجة الى رجل عمل في مجال التلفزيون .. ولديه خبرة فنية اضافة الى شهادة اكادمية .. واضرب لكم مثلا .. اتذكر في منتصف التسعينيات .. عندما تأسست قناة العراق الفضائية وكانت تسمى تلفزيون بغداد الدولي .. كان عدد المنتسبين لايتجاوز ال 30 منتسب بين مخرج ومعد ومساعد ومصور ومقدمي برامج واداريين .. وانا كنت احدهم .. وبخبرة فيصل الياسري المدير العام انذاك .. ادخل الجميع بدورات فنية مختلفة ..عن التصوير وصيانة الكاميرة والأخراج واللغة الأنكليزية والمونتاج واللغة العربية ودروس في تقديم البرامج للجميع .. حتى تحول هؤلاء الثلاثين الى مجموعة من المحترفين .. حيث تمكنوا من انتاج العديد من البرامج المنوعة والترفيهية واعادة انتاج الأغاني المنوعة لكبار الفنانين العراقيين .. كل هذا بميزانية لا تتجاوز ال 70000 دولار سنويا .. وكانت في نهاية السنة توزع الأرباح او الفائض من الميزانية على منتسبي القناة.. وهؤلاء الثلاثين اليوم هم يقودون الأعلام سواء في العراق او في الوطن العربي .. وبعضهم مازال يبدع في عمله في القناة العراقية حتى هذا اليوم .. اما عراقية اليوم..فأن عدد المبدعين فيها لايتجاوز ال 100 مبدع من مجموع ال 6000 منتسب.. وهؤلاء استطيع ان اسميهم بالأسم .. وجميعهم من الأصدقاء العزيزين .. وهم اغلبهم مهمشين في القناة .. لكنهم مستمرين في عطائهم .. لأن رسالتهم حب الوطن وتقديم الأفضل له ..من انجازات علي شلاه الأخرى.. انه عطل عمل المكاتب الخارجية .. لسبب بسيط انهم كانوا متعاقدين مع شركات اجنبية .. وكانت اجور التقرير الواحد تبلغ اكثر من 2000 دولار .. علما ان وقت التقرير لايتجاوز ال ثلاث دقائق .. كانت نصف اجور التقارير تذهب رشاوي الى المتنفذين في الشبكة .. وعندما تم التعاقد مع كوادر عراقية لتزويدهم بالتقارير وبسعر يتراوح بين 100 الى 150 دولار للتقرير الواحد .. تم غلق المكاتب الخارجية لأنها لم تعد البيضة التي تبيض ذهبا لهم .. وسنكشف تفاصيل عمل المكاتب الخارجية ومنها مكتب السويد في مقال لاحق ..المضحك اننا عندما اتصلنا بالسيد علي شلاه بخصوص تفعيل مكتب السويد جاوبنا بشيء اشبه بالنكتة واقتبس اليكم بعض مما قاله (شكرا لك اخي العزيز لم يتح لنا قانون الموازنة اضافة اية مديريات او اقسام او شعب بسبب التقشف وحين طلبنا استثناء للمكاتب الخارجية لم يتم ذلك بل تمت الموافقة على وكالة الانباء فقط )
للموضوع بقية
سلام قاسم

#سلام_قاسم (هاشتاغ)       Salam_Kasem#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل