أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - قراءة في رواية - مريوم - للدكتور عمر عبد العزيز














المزيد.....

قراءة في رواية - مريوم - للدكتور عمر عبد العزيز


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5521 - 2017 / 5 / 15 - 15:03
المحور: الادب والفن
    




وأنا في طريقي الى استراليا ، توقفت في الشارقة وسنحت لي الفرصة أن التقي

الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس قسم البحوث والدراسات بدائرة الثقافة والاعلام في

الشارقة ومدير تحرير مجلة ( الرافد ) الثقافية ورئيس مجلس الادارة في النادي الثقافي

.العربي في الشارقة . ووقتها أهداني مجموعة كتب من ضمنها رواية ( مريوم )

يُقال " أن الروائي الحقيقي هو الذي يأخذ القارئ باسلوب سردي مشوق ومتين حتى

"آخر عبارة في روايته .” وهذا ما لمسته عند قراءتي لرواية " مريوم

. الصادرة عن دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة

رغم أن الرواية لايتجاوز عدد صفحاتها عن التسعين صفحة ، لكنها تتميز بالفكر

والفلسفة واللغة، ويجد القاريء أن الروائي والمفكرعمر عبد العزيز

موسوعة في المعارف الأدبية والعلمية ولديه قدرات لغوية فائقة وامكانيات كبيرة في

ترويض اللغة ليرسم بالكلمات مشاهد كاريكاتيرية أو تراجيدية. ففي هذه الرواية

. "رسم لنا مشهدا تراجيديا حول موت ومراسم دفن" مريوم

كانت الأستعدادات على اشدها ، والخرق البيضاء الناصعة تخرج من ابواب )

المنازل، والأبخرة تتناوب معارج تشكيلاتها السديمية، والأطفال في حيرة مما يجري

والطيور تهرب من اوكارها كما لو أن بها مسا من جنون مريوم، والبحر يتحول الى

(.مرايا زجاجية تومض بصواعق من ضياء فاقع


رغم معرفتي السابقة بالدكتور عمر منذ أن كان مديرا عاما لتلفزيون عدن، لكني من

خلال قراءتي للرواية وجدته مفكرا وسياسيا ضليعا بالتاريخ السياسي العربي

والعالمي. ففي رواية " مريوم " كشف للقاريء المفارقات في القانون الدولي العام

.ومعنى الظلم والتدخلات السافرة في شؤون الغير والاعمال العدوانية ضدر الدول

ان القانون الدولي الخاص ينحسر في حضوره الافقي العالمي يوما بعد آخر …)

وتنتظم مرئياته في اطار المعاهدات والاتفاقيات الدولية حمًالة الاوجه في تفسيرها

وتطويعها، كما أن لغة تلك المعاهدات والاتفاقيات تتسم بقدر كبير من التجريد، وهي

صفة عامة في لغة القوانين المكتوبة، حتى أن التعريف التقليدي للقانون يُختصر في

."قول القائل " القانون هو فن استخدام اللغة

. قبل أن أقرأ الرواية لم اكن اعرف أن هناك بجعة سوداء موطنها استراليا

ففي " مريوم " قدًم لنا الروائي ثقافة معرفية عن البجعة السوداء . ( تلك المعجزة

التي ارهقت كاهل المستكشفين الاوربيين لقارة استراليا.. يوم شاهدوا بجعاً بلون اسود

لم يروه ولم يعرفوه من ذي قبل ، فكان التفسير المباشر للذهن الاستيهامي الميتافيزيقي

أن تلك البجعات ليست سوى سحر أسود من صنع السكان الأصليين، وربما كانت

(.طاقة شيطانية تُجبر رائيها على التعوذ منها

وقادني فضولي وأنا في سدني أن أرى هذا الطائر، ووجدته جميلا ورشيقا وناصع

.السواد، له منقار أحمر وعيون حمراء وبعض الريش الابيض تحت الجناحين

وهنا استنتجت أن الروائي وبطريقة ذكية ودون أن يشتت تفكير القاريء، قرن

.جمال البجع الأسترالي بجمال مريوم ورشاقتها

الرواية ثرية بالمفردات التعبيرية وبسحر اللغة العربية التي استخدمها المؤلف في

وصف مريوم ( .. في حالة تماه ساحر مع جمالها الظاهرفي استقامة عودها

الخيزراني، و ضفائرها المعقودة وراء مستودع الخفاء الملهم ، وأناملها المنسكبة

بليونة أنامل الجوكندا، والتجسيم الهيليني واضح الملامح، واستوائها المنظوم على

درب سيرها المتعرج بتهاديات جسدها النحيل، وابتسامتها الذكية النابعة من اسنان

(.مرصوفة حد البهاء المشع برحيق عذوبة من ماء زلال

في رواية " مريوم " رصد لنا المؤلف التحولات التي حصلت لدبي وما وصلت اليه

الآن بعد أن كانت ( .. دبي مدينة ساحلية تنتظم في مساراتها انساق من منازل خشبية

تنتمي لأنماط العمارة الانجليزية الفيكتورية ، واخرى هندية البناء، وبعض من

البراجيل " المحلية المنتصبة امام الشموس والضياء، وكثرة كاثرة من المنازل ”

المشيدة من الخوص وسعف النخيل .)

ودبي الآن ليس كما كانت في زمن الاربعينيات من القرن الماضي بعد أن كانت

بيوت ساحلية متهالكة . فهي الآن تزخر بأبراجها العالية وحدائقها الغناء ونافورات

.المياه الجميلة

وفي الختام أقول أن للدكتور عمر عبد العزيز قدرة كبيرة في بناء عناصر رواية

مريوم” . فقد تدرج في بناء شخصية مريوم التي يقول عنها اهل الحارة بأنها مصابة "

.بالجنون ، حتى اوصلها لحالة الأسوياء

كما للدكتور عمر المام بالشعر والشعراء واقتناءه لبعض الأبيات الشعرية

أضافت متعة للسرد المشوق والمتين للرواية . ففي الصفحة 46 من

الرواية ذكر أبياتا من الشعر للحسين ابن منصور وكأني بها اناجي زوجي الشهيد ابا

ظفر .

والله ما طلعت شمس ولا غربت"

ألا وحبك مقرون بأنفاسي

ولاجلست الى قوم أحدثهم

ألا وانت حديثي بين جلاسي "




بلقيس الربيعي



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراليا بلد الأحلام
- اللؤلؤ المسحور .. قصة للأطفال
- كنت في مالطا
- السماوة .. مدينة الجمال والمحبة
- - الدكتور ابو ظفر الدمعة التي لاتنشف -
- بين السماء والارض
- في عيد ميلادك السبعين أبا ظفر أنت في قلبي وذاكرتي
- عدن ..حبيبتي
- ابا ظفر في ذاكرتي ابدا ..
- الكرنفال الثقافي والفني الآسيوي الثاني
- احلى قصة حب
- في الذكرى الثلاثين لاستشهادك ستبقى يا أبا ظفر شمعة تضيء ليل ...
- لحظة لقاء
- حوار مع البحر
- حوار مع الفنانة نماء الورد
- التاسع من مايو .. يوم الانتصار على الفاشية
- أبا ظفر في عيد ميلادك
- حوار مع الشاعرة ثناء السام
- تنهنئة من القلب
- ورحل فنان الشعب


المزيد.....




- لندن تحتضن معرضاً لكنوز السعودية البصرية لعام 1938.. وأحفاد ...
- -يوميات بوت اتربى في مصر- لمحمد جلال مصطفى... كيف يرانا الذك ...
- كيف كشفت سرقة متحف اللوفر إرث الاستعمار ونهب الموارد الثقافي ...
- قناة مائية قديمة في ذمار تكشف عبقرية -حضارة الماء والحجر-
- ما أبرز الرسائل والمخرجات عن القمة الصينية الأمريكية؟
- توفيا أثناء تأدية عملهما.. رحيل المصورين ماجد هلال وكيرلس صل ...
- وزيرة الثقافة الفرنسية تمثل ماكرون في افتتاح المتحف المصري ا ...
- صالون الجزائر الدولي للكتاب يفتح أبوابه أمام الزائرين
- العبودية الناعمة ووهم الحرية في عصر العلمنة الحديث
- كلاكيت: الذكاء الاصطناعي في السينما


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - قراءة في رواية - مريوم - للدكتور عمر عبد العزيز